الفصل الثاني عشر

في داخل كل إنسان منا مجموعة من الأحلام الجميلة التي نسعى لتحقيقها في حياتنا، والتي ندعمها بإصرارنا على الوصول إليها، لكن أتستمر تلك الأحلام طوال حياتنا أم أنها بضعة أيام وللقدر كلمته الأخيرة؟
أحلامي أنتِ، حياتي أنتِ، فيا الله أريد تلك الأحلام واقع أستطيع لمسه بيدي، والإحساس بمذاق الفرح بعد سنين طوال، أُناجيك يا الله فلا ترد لعبدك مطلبه.

أغلق مذكرته مبتسمًا من تلك الأحلام وفتاته التي تؤرق منامه، خيال هي فهل يتحول الخيال إلى واقع؟
ضرب بكفه على جبهته قائلًا بإبتسامة: هتتحول إن شاء الله
آتاه صوت شقيقه الأكبر من خلفه: مش هنفوق من أحلام البنات دي بقى ولا ايه؟
ألتف إليه وهو يعدل من وضع نظارته الطبية وبنصف عين أجابه: مش البنات بس اللي بيحلموا بشريك حياتهم الرجالة بردوا ليهم مواصفات
أجابه حمزة: طب وعشان نلاقي نصنا الحلو مش واجب نتعرف على كل أنواع الحلويات
أجابه مالك بنفور: كتر الحلويات بتجيب السكر يا وحش
ثم قام من مجلسه وبيده مذكراته، لكنه تفاجئ بأخيه، يكبله بذراعيه من عنقه يهتف بمزاح: واضح إني ما أحسنتش تربية أخويا الصغير
مثل مالك الضعف، لكنه أجابه: ماكنوش 7 سنين عمي هتزل أنفاسنا بيهم
حمزة: بس ما تنكرش إني أستحملت زنك
مالك: لا مش هنكر، فكني بقى
حمزة: صغير يعني مش بتعرف تدافع عن نفسك
كان يعلم في قرارة نفسه أن شقيقه الأصغر يحترمه كثيرا ولن يرفع يده عليه حتى لو على سبيل المزاح، لذلك تركه وهو يقول: خلاص صعبت عليا
مالك: لا وأنت قلبك قلب خساية الحقيقة
حمزة: ايه ده.. ايه ده، والله وبقيت تنكت
مالك: بحاول على قد ما أقدر
ضحك الإثنان، ثم صمتوا وبعد مرور بعض من الوقت، قطع ذلك الصمت حمزة: متوتر!
أعتدل مالك في جلسته: لا مش أوي
حمزة: وأبوك؟
صمت مالك قليلا، عندما تذكر حديثه مع والده والإتفاق الذي صار بينهما حتى يرضخ والده لإرادته في عمله الجديد كمعيد بإحدى الجامعات الحكومية
مالك: قدرنا نوصل لإتفاق
أمأ حمزه برأسه: تمام يبقى مش هقلق عليك.. بالتوفيق في شغلك
مالك: حبيبي يا أبو الأسود
ابتسم حمزة وبداخله يحسد شقيقه لإصراره على الوصول إلى أحلامه مهما كلفه الأمر، ويتساءل هل لو كان مالك هو الأكبر، أسيسعى إلى الوصول لأحلامه أم أنه سيرضخ لإرادة والده بحجة أنه أكبر الأبناء وعليه تقع مسئولية كل شئ؟
***********************************************************
في صباح اليوم التالي.....

قامت بنشاط على غير عادتها تتذكر محادثتهم معًا مساء أمس
فلاش باك....
استغربت الرقم الذي يظهر على شاشة جوالها، ثم ألقطه بإهمال، وأخذت تراجع ما فاتها من محاضرات طوال مدة الدورة التدريبية، لكنها تأففت بعدما صدح رنينه للمرة التي لا تعلم عددها، أخذت الهاتف بيدها ثم حددته وكانت على وشك وضعه على القائمة السوداء، لكنها تراجعت عندما صدح رنينه مرة أخرى ووجدت نفسها بلا وعي تضغط على زر الإجابة علها تكون تالين أو جمال يتصلون بها من رقم آخر
وضعت الهاتف على أذنها دون حديث، كانت ستغلق المكالمة لكنه قال: أسيل أنا يحيى
دق قلبها، لكنها تماسكت ثم أجابت بصوت جاد: أزيك يا يحيى
يحيى: بخير والله، أنتِ ايه اخبارك؟
أسيل: تمام
سكت يحيى عن الكلام ولم يستطع قول شئ، لذلك قطعت هي هذا الصمت قائلة: صحيح ماقولتليش بتدرس ايه بقى؟
ابتسم ثم قال: لا أنا اتخرجت وبحضر دلوقتي الماجستير
هتفت أسيل بإستنكار: ايه ده بجد! شكلك صغير
يحيى: آه.. أصلي قمر أنا عارف اللهم لا حسد يعني
أسيل: حاسب يا بني تواضعك دخل في عينينا
يحيى: الشهرة عايزة مني ايه؟
أسيل: يا لهوي، قمر وكمان حافظ افيهات
يحيى: ده اللي هو أنا!
أسيل: أمال يا بني، لا مش معقول أنت من النهاردة صديقي
يحيى: بالدور أختاه
أسيل: لا كده هنزعل مع بعض بقى، أنا الأول يا بني الأقربون أولى.. معروفة
ضحك يحيى ثم قال بتردد: أسيل ممكن.. ممكن.. يعني..
أسيل: الكاسيت ماله..
يحيى: يا بنتي بس بقى
أسيل: قول يا بابا ماتخافش قول مش هعضك
يحيى: ممكن أشوفك
أسيل: أهو شوف بقى هنا كده ممكن أتحول دراكولا
مط يحيى شفتاه: ما ده اللي كنت خايف منه
أسيل: يابا أنت بقيت من الشلة فممكن تشوفنا عادي
يحيى: بجد!
أسيل: أمال.. نتقابل في كليتنا هستناك
قفز يحيى: موافق
أسيل: طب طير بقى خليني ألحق أخطفلي حلم في السريع
باك...
ألتقطت هاتفها ثم هاتفت صديقتها، لم تصدق تالين أنها تشاهد رقم صديقتها في هذا الوقت المبكر من الصباح
تالين بصدمة: مش معقول، أوعي يا بت يكون اللهم أحفظنا قرينك هو اللي اتصل
أسيل: يا بنتي هو عشان أتأخرت في النوم قيمة 3 سنين كلية يبقى أنا كده مش بصحى بدري غير ما بتصحيني
تالين: لا طبعا مايصحش
أسيل: عشان تعرفي أن الظلم وحش يا تالين ولا أكمني وحدانية لا ليا قريب ولا غريب
تالين: طب استني يا بت ليكون مصطفى طلق رقية
أسيل: شوفي بقالي أد ايه بنصحها تطلق منه ولا كأني بكلمها، قولتلها أن الراجل ده مايستهلهاش أصلا بس هقول ايه طيش أمهات
صرخ صوت ما بها: هو مين يا بت اللي عيزاه يطلق على الصبح؟
قفزت أسيل من مكانها، لكنها هدأت قليلًا عندما رأته: يخربيتك على الصبح أفتكرتك مصطفى
إياد: ما هو كان ناوي يصحيكي يا موكوسة
أسيل: نهار مش فايت حصلت مصيبة ولا ايه؟
تدخلت تالين: هي أم العيلة بتاعتكم دي مابتصحاش بدري غير على المصايب
أسيل: يا ستي إحنا عيلة كسولة أيه دخلك أنتِ على الصبح
تالين: بت بت.. أنتِ كلتي دماغي أنتِ وأسرتك المفككة دي على الصبح يلا غوري عشان أكمل لبسي وأنتِ يا شيخة ياكش الراجل الكبارة ده يحج هو والست العسل أم غمازات دي اللي مستحملاه يحجوا، تعالي بدري
أسيل: والله عيب، يعني عشان أتأخرت كام محاضرة يبقى خلاص كده بقيت بتأخر.. مش عارفة ايه اللي بقى بيحصل للإنسان من أخوه الإنسان ده.. خلاص القيامة قربت يا ولاد
أحتضنها إياد وهو يهتف بحزن مصطنع: أميرة ياختي معلش أخوكي هنا يشيل عنك الحمل أدخل في حضن أخوك يا فواز
أجابته وهي ترتمي بين أحضانه: عمي وعم الناس والله ياض يا إياد أنت اللي فيهم
صاحت تالين: الصبر يارب، غوروا كتكوا القرف
ثم أغلقت المكالمة، وهي تسمع صوت والدتها التي تنادي عليها معلنة أن الفطار أصبح جاهزًا
خرجت من أحضان أخيها تقول بتوجس: واد يا إياد
إياد: أؤمر يا بوص
أسيل: ايه أخبار الأمن برا؟
إياد: مستتب وكله تحت السيطرة
أسيل: يبقى غور ياض قدامي روح أعملي النسكافية بتاعي
إياد: واطية، بس بحبك
رمت له قبلة بالهواء ثم رسمت شكل قلب بأصابعها: خد قلبي ياض
إياد: هات يا سطى يلا بينا قبل ما أبوكي يقلب نهارنا كحلي وإحنا مش أد كلامه والله
أسيل: يلا
**************************************************************
أمسكت يد أخيها الممتدة: ايدك يا بابا لتوحشك
إياد: لا بقى أنا اللي شوفتها الأول
أسيل: وأنا اللي كنت عايزة أكلها الأول، تبقى البيضة بتاعتي خلصانة
تأفف مصطفى: يا بنتي بقى بطلي أسلوب البلطجة ده حبة، ويعني هو من قلة البيض ما في بيضة تانية أهيه
أسيل: لا يابا الحاج معلش البيضة دي ملظلظة كده وحلوة إنما التانية هفتانة حبتين فخليها لإياد
ضحكت رقية: يا بنتي هفتانة ايه، كلي أي حاجة الله يهديكي
رجعت للخلف ثم مثلت البكاء: ااه يا مظلومة يا أسيل، ااه ياللي زهرة شبابك بضيع في بيت بيفضل الولد على البنت، أضرب كمان يا حاج أضرب
مصطفى: يا بنت المجانين أضرب ايه وأنا جيت جنبك
أسيل: وانت كمان عايز تضربني بجد، اه ما هو الولد بقى.. متشكرين أوي على المعاملة ما هو الحيلة وأنا ولية مكسورة الجناح
رقية: ولية!
أسيل: أيوة اللي هي بتولول على جوزها دي.. استني بس يا حاجة أنتِ دلوقتي الله يكرمك أصلك غلبانة ومش فاهمة
أخذ البيضة من الطبق ثم وضعها أمامها قائلًا: خدي.. خدي.. يا ساتر اتعلمتي الفجعة على كبر
ألتقطها ثم أكلتها بسرعة: أيوة كده لازم يعني أزعق
ضرب مصطفى كف على كف: والله يا بنتي أنا مش عارف أنا كنت فين وأنا بربيكي
غمزت أسيل: كنت مشغول مع أم غمازات دي.. إلا صحيح يا حجيجة هتجبلنا سفرة أمتى بقى؟
نظر لها بأعين كسولة ثم مضغ ما بفمه وقال: سفرة، الله يرحم جدك ياختي
أسيل: طب متشكرين يا حاج على قاعدة الطبلية الجميلة دي يلا هطير أنا بقى عشان ألحق تالين
إياد: أسيل عشر دقايق الله يكرمك.. عشر دقايق
أسيل: عيوني
إياد: الحمد لله راحت المحاضرة الأولى
********************************************************
في كلية التربية...
تأفف جمال من حديثها ولكنه لم ينطق، لذلك نغزته في ذراعه: ايه يا جيمي أنت مش معايا خالص
جمال: لا أبدا يا سهى أنا بسمعك أهو
سهى: فعلا
جمال: أيوة بس اللي بتقوليه ده يستحيل يحصل
سهى بغضب: ليه بقى إن شاء الله؟
جمال: لأن أسيل وتالين عزاز عليا وزي أخواتي وأنتِ عارفة
نظرت له سهى بشك: تالين أختك فعلا؟
غضب جمال: اه وكفاية بقى لحد كده ولو هتخيرني ما بينهم تاني يبقى ننهي علاقتنا النهاردة وكل واحد يروح لحاله عشان أنا جيبت أخري خلاص
قامت من مجلسها: تمام يا جمال تمام أوي
شعر بالذنب لكنه لم يوقفها لتفعل ما تشاء لقد طفح الكيل، ليكتب نهاية ما فعله بيده أفضل من ظلم تلك الفتاة معه أكثر من ذلك
صباح الخير
عرفها من صوتها لذلك مثل اللامبالاة ثم نظر لها: صباح النور.. أسيل فين؟
أجابته تالين بجدية: زمنها جاية
جمال: تمام
لكنها كسرت حاجز الصمت بينهما: مالك؟
جمال: مافيش
تالين: خلاص يا جمال ما تبقاش قفوش بقى ما أنت عدتها لأسيل
جمال: لأن أسيل أعترفت بغلطها بس أنتِ بتكابري يا تالين
تالين: ليه مش اعتذرت؟
جمال: أنتِ عارفة أقصد أيه كويس أوي يا تالين
نظرت للجانب الآخر دون أن تنبس ببنت شفة، لكنها قالت بذهول: ايه ده مش ده يحيى!
نظر جمال إلى حيث تشير: آه فعلا.. دخل ازاي الواد ده، وحتى ماقليش أنه جاي
تالين: طب رن عليه، شكله بيدور على حد أهو
كان على وشك الإتصال به إلا أنه تراجع عندما رآه يشير إليه وهو يقترب منهم بإبتسامة: صباح الخير عليكم
تالين: صباح المزز والله
زمجرها جمال ثم قال: صباح الخير يا يحيى معلش تالين بتحب تهزر
وضعت يدها تحت ذقنها ثم رمشت بأهدابها بضعة مرات وهي تقول: خصوصًا مع القمر
ضحك يحيى: دمك خفيف
تالين: وعندي مميزات تانية كتيشرة أوي
ضربها جمال برسغه: نتلم شوية بقى
تالين: نتلم يا باشا عنينا ليك
ألتفت يحيى بضعة مرات، لاحظته تالين: بدور على حد ولا ايه؟
يحيى: آه أسيل
أسيل رددت اسم صديقتها من بعده ثم نظرت إلى جمال نظرة ذات مغذى، فهمها جمال على الفور: وعايزها ليه بقى؟
يحيى: ها.. آه.. أصلي اتصلت بيها إمبارح وأتفقنا نتقابل هنا، حتى هي اللي قالتلي استناها هنا
تعصب جمال: فعلا
استغرب يحيى من ردة فعله لكنه أجاب: أيوة والله
جمال بغموض: تمام
كسر حاجز الصمت، صوتها الذي أطربه وجعل قلبه يدق بجنون
أسيل: صباح الجمال والكريستال
الجميع: صباح الخير
أسيل: ماكنتش متوقعة تيجي بدري كده يا يحيى
يحيى بدرامية: ماكنتيش عيزاني أجي، خلاص كده كل حاجة حلوة بينا
أسيل: بتفكرني بيه
تالين: ضحكته اللي بين شفايفه وسلام عينيه
ضحك الجميع إلا جمال الذي قام من مجلسه بعصبية ثم قال بحدة: أسيل تعالي عشان عايزك
أشارت أسيل لتالين برأسها وهي تريد أن تخبرها ما به
قالت تالين بهمس: روحي بسرعة عشان ناوي ينفخك
ضربت أسيل على خدها وهي تقول: أحية أحية أحية
ثم ذهبت سريعًا خلفه بعد أن استأذنت من يحيى الذي كان يراقب كل شئ بعينه وبداخلة غيره تأكله
تحدثت تالين وهي تبتسم ببلاهة: منورنا يا يحيى
أمأ برأسه ولكنه تابع خطواتها وهي تسير خلفه بصمت غاضب
أسيل: في ايه يا جدع
جمال بغضب: في أن الهانم بتكلم شباب وبتتفق تجيبهم الكلية
صعقت أسيل مما يتفوه به جماله: شباب وأتفق، في ايه يا جمال ايه الهبل اللي بتقوله ده
استوعب جمال ما تفوه به للتو لذلك هدأ من حدته قليلًا: معلش يا أسيل مخنوق شوية
أسيل: من ايه يا زميكس
ابتسم جمال ثم أشار إليها بالجلوس: اترزي اقعدي
أسيل: على الأرض، أنت ماتعرفش مكانتي ولا ايه؟
جمال: لا على العشب الأخضر ياختي، وبالنسبة لمكانتك عرفها كويس تحبي أوريهالك
أسيل: لا وعلى ايه قلبك أبيض.. وادي قاعدة، ها في ايه بقى؟
جمال: هو يحيى عايز منك ايه يا أسيل
دق قلبها بسرعة، لكنها أجابت بتماسك: ولا حاجة مجرد أصحاب
جمال: لا يحيى مش مجرد صديق يا أسيل ونظراته فضحاه
بخجل أجابته: نظرات ايه بس وهمسات ايه؟ قوم يا راجل بلا قلة قيمة
أشار إليها بالجلوس مجددًا: يحيى معجب بيكِ يا أسيل
رسمت ابتسامة باهتة: يعجب بيا على ايه يا جمال؟
جمال بإستغراب: ليه هو أنتِ مش بنت زي بقيت البنات ولا ايه؟
أسيل: بنت اه، لكن مش زي باقي البنات أنت مش شايفهم أجمل مني ازاي!
جمال: أولا الراجل مننا وبقول الراجل ها واخدة بالك، لما بيحب بيختار بنت على أسس كتير أوي ومنها
أسيل: الشكل يا جمال، بص ليا كده أنا مش حلوة أنا بنت عادية جدا ولا عيني خضرا خضار الشجر ولا زرقة زي السما والبحر ولا بشرتي بيضا أصلا ولا أنا منيكان في نفسي وبابا ماعندوش غير المكتبة اللي فاتحها على أول الشارع بتاعنا وبيتنا اللي هو تلت أوض وصالة ومطبخ وحمام يعني مافيش ميزة
أما يحيى بص لشكله كده وهتعرف أنا بتكلم عن ايه
جمال بإبتسامة: أنا متفق معاكي أنك ولا عينيكي خضرا ولا شعرك أصفر، بس أنتِ ملامحك جميلة وهادية اه مناخيرك كبيرة حبتين بس قمر بردوا
ابتسمت أسيل ثم رمت حقيبة يدها عليه: أنا مناخيري كبيرة يا جزمه
جمال: مصر كلها مناخيرها كبيرة ماعدا خمسة من الشرفاء منهم يحيى
المهم انك جميلة شكلا وموضوعا يا ايسو والله بس الأهم ماتدلقيش غير لما نتأكد منه هو
وأنا قدامك أهو بقولك أني معجب بأسيل ومش بلعب بمشاعرها ويعلم الله أن كلامي كله من جوايا
صدم كل من جمال وأسيل عندما نظروا خلفهم ووجدوه يقف ينظر إلى أسيل بحب
أسيل: يحيى
يحيى: عيونه
جمال: لا نحترم نفسنا كده بقى شوية وقولي جيت هنا ازاي؟
تالين: أبدا أصر يمشي وراكم وجينا على كلامك اللي كنت بتقوله لأسيل عشان كده أدخل يحيى
جمال: لو عايز تثبت أنك بتحبها يبقى لازم تتقدملها يا يحيى
يحيى: نعرف بعض شوية الأول
تالين: الخطوبة أتعملت عشان كده
أمأ بإيجاب: طب ممكن تدوني فرصة الأول أفاتح بابا في الموضوع وفي الوقت ده أسيل تعرف عني كل حاجة
جمال: تمام بس بشرط
يحيى: ايه هو؟
جمال: مافيش خروج برا الجامعة مافيش إتصالات وحب وهيام هو مجرد أنك تطمن عليها وبس غير كده لا
يحيى: حاضر
هنا تذكرت تالين أن محاضرتهم على وشك البدء وهناك مُحاضر جديد لتلك المادة: عيال المحاضر هتبدأ وفي دكتور جديد جاي
جمال: روحوا أنتم أحضروا وأنا ويحيى هنعد مع بعض شوية
يحيى: طب مش نسمع رأي العروسة قبل ما تمشي
ابتسمت بخجل لكنها قطعته بشقاوتها المعتادة: ما تسمعونا زغروطة يا ولاد، هو فين الشربات
ثم تركتهم وهي تجري بجانب صديقتها قبل أن تفوتهم المحاضرة
جمال: أرجوك يا يحيى ماتكسرش قلبها ولو ناوي تلعب سيبها
يحيى: عيب يا جمال أنا مش عيل، بس أنا عايز أرتب ظروفي قبل ما أرمي بالقنبلة في وش الحاج
استغرب جمال ثم قال: قنبلة!
ضحك يحيى: أصل الحاج هيموت ويجوزني بنت عمي .. تعالى هحكيلك
****************************************************************
بداخل المدرج....
جلست كل من تالين وأسيل وهم يضحكون على ما حدث بالخارج ثم ألتقطتها تالين بين أحضانها: ياتي كميلة والقمر هيتخطب
ابتعدت عنها أسيل: بس يا بت عشان بتكسف
تالين: ياختي عليها وهي بتتكسف
لكنهم سكتوا عندما دخل شاب يبدو من ملامحه أنه في أواخر العشرينات
تنحنح قليلًا ثم أخرج نظارته الطبية ليضعها
تالين: يا نهار مزز يا جدعان جمر أقسم بالله جمر
أسيل: عندك حق يا نهار تلزيق هو في كده
تالين: هش اخرسي بيبص علينا
اعتدلت سريعًا في جلستها وهي تنتبه لما سيقوله: ازيكم أنا مالك الشكري وهدرس ليكم فلسفة العلوم
تالين بهمس: ده أنت تدرس فلسفة اللوز
أسيل: لهطة جشطة
تالين: احترمي نفسك يا مهزءة ده لسة معترفلك بحبه
أسيل: عندك حق، وبصراحة يحيى نوتيلا أوي
تالين: بس ده صاروخ
أسيل: بس بقى خلينا نركز في المحاضرة
بعد مرور المحاضرة خرجت جميع الفتيات بإبتسامة سعيدة على ملامحهم من ذلك المحاضر ليس فقط لوسامته لكن بسبب شرحه المبسط وإجابته السلسة لهم
تدافعت الفتيات عليه، لكنه أزاحهم بعيدًا عندما سمع صوت فتاة وهي تصرخ بشخص ما
الولد: بتضربيني بالقلم يا حيوانة
أسيل: أنا حيوانة يا ابن كوم شكاير اليهود أنت
لم تستطع مهاجمته بسبب إحكام قبضة تالين عليها: خلاص بقى يا سو عيل وغلط
أسل: اديكي قولتي أهو عيل وغلط يبقى لازم يتربى
شادي: تربي مين يا بت أنتِ
أشارت على نفسها: بت أنا بت، لا غلط وأنا كنت عايزاه يغلط وسعي يا تالين
تالين: والله أبدا ده لو قربتي منه مش هيبنله ملامح أنا عارفة
أسيل: ماتخافيش يا بنتي أنا هفهمه غلطه بس
تالين: أفهمه أنا يا باشا
أسيل: والله أبدا لا يمكن عندي دي أنا
اقترب منهم بسرعة ثم هتف بصوت آمر: بس.. ايه اللي بيحصل هنا
تالين وأسيل بصوت واحد: جمر
مالك: في ايه؟
بدأت أسيل بالكلام: أبدا والله يا دكتور الواد ده غلط وأنا كنت بعرفه غلطه
مالك: غلط في ايه؟
أشارت بيدها على فتاة تبكي بإحدى الزوايا: البت إسراء كانت معدية في أمان الله قوم الواد شادي الملزق يقرب منها وحط أيده على وسطها، وبيقولها هتيجي معايا غصب عنك
صعق مالك مما يقال لذلك نظر إلى الفتاة: حصل الكلام ده
أمأت الفتاة بحزن ثم أرتمت بين أحضان صديقتها تبكي عما حدث لها
مالك: وأنتِ ايه دخلك بالموضوع؟
أسيل: لالا .. يعني ايه دخلي بالموضوع دي، دي بنت زي زيها ماعرفتش تدافع عن نفسها دافعت أنا هي البنات خلصت من العالم ولا ايه! ثم نظرت إلى إسراء: بت يا إسراء ماتخافيش أسد في ضهرك ثم نظرت إلى باقي زملائها: أصل الرجالة ماتت في الحرب يا بت مافضلش غيرنا
كتم مالك ضحكته، لكنه استشاط غضبًا عندما سمع صوت شادي وهو يقول: والله يا حيوانة لأعرفك مقامك
اقترب منه مالك بهدوء وثقة ثم همس بأذنه ببضع كلمات وما هي إلا ثواني معدودة حتى ارتسم الرعب على ملامحه وبسرعة اقترب من أسيل قائلا: أنا آسف
أسيل: وتعتذر ليا ليه؟ أعتذر للبنية اللي هناك دي
اقترب من إسراء وهو يهتف بخوف: أنا آسف
أسيل: خلاص يا إسراء عيل وغلط بس لو عملها تاني وربنا لنعمل فيه محضر
إسراء: تمام
ثم شكرت مالك وابتعدت أما عن أسيل نظرت للجميع: خلاص يا حلوين فضينا الحفلة يلا كل واحد يشوف مصلحته
ابتعد الجميع لكنها اقتربت من مالك وهي تمد يدها بإبتسامة: شكرا يا دكتور لحضرتك
مد يده بإبتسامة: لا شكر على واجب يا..
أسيل: أسيل إن شاء الله
مالك: يا أسيل
وأنا تالين
ابتسم ثم مد يده يصافحها هي الأخرى لكنه لم ينزل نظره عن أسيل
يا ترى ايه اللي هيحصل لأسيل؟
وهتحب مين يحيى ولا مالك؟
وايه هي حكاية جمال وتالين؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي