الفصل الرابع

حينما دفعت فاطمه الباب في آخر الممر خطت سارة بحذر ثم مدت يدها لتلامس الجدار قبل أن تتقدم إلى المقعد المخصص للنافذة لم يعد. عريضًا كما تذكره ...ولكنها يومذاك كانت صغيرة وكانت تقضي الساعات جالسة هنا تحت افريز النافذه تحدق إلى العزبة المهجورة

جالت عيناها بالغرفة المكسورة بأوراق الجدران الملونة ثم تأملت السرير المنفرد المدثر بلحاف سميك أبيض والخزائن الأثرية

-شكرًا كتير اوي ياعمتو فاطمة ماغيرتيش اي حاجه في الاوضه دي
-عشان كنت حاسة دايما انك هتيجي واكيد هتساليني عليها اول ماتيجي كنتي بتحبي دايما الاوضه دي انا هروح انام بقي تصبحي علي خير للمرة التانيه

-وانتِ من اهل الخير للمرة التانيه
ذهبت عمتها وهي ظلت في افكارها عن سيف الي ان طرق النوم جفنيها فلم تستطع المقاومة اكثر من ذلك فذهبت اليه سريعا عسي ان تجده هناك ينتظرها

في صباح اليوم التالي
نزلت الي الطبقه السفلي كانت الشمس وردية قررت ان تعد شيئا لعمتها فذهبت الي المطبخ ضمت شعرها الي ما وراء اذنيها ولم تكن تعي بالذي ينظر اليها سمعت صوت فنظرت وراءها لتجده ينظر اليها بشكل غريب نظرة لا تقل عن نظرة الاحتقار مابه هذا الشخص ولما ينظر اليها هكذا لم تعر انتباها كثيرا له وفضلت ان تبادلهابتسامة رقيقه

-صباح الخير

لم يقل شيئا بل احنب رأسه باحترام ثم استدار ليضع اللبن الذي بيده

-شكرا اوي
التفت يواجهها مباشرة تفرس في عينيها الخضراويين وفي الظلال المحيطة بهما كان شعرها يتدلي حول وجهها بموجات ذهبيه قاتمه أحست بالدماء الساخنه تتسلل الي رقبتها ودست يديها في عمق جيبيها محاولة السيطرة علي الخجل الذي بدأ يهاجمها ..كانت طريقتها الوحيدة للدفاع هي الهجوم فسألته بخشونة وبصوت مراجف

-يعني هي الوقفه دي مثلا عجباك اوي يعني ولا اية؟

-اعتقد انتي مش ناقصه اللي يقلك علي اللي ناقصك ..صح؟
فغرت فاها ولكن ولكن قبل ان تتمكن من استعادة وعيها دخلت فاطمه
-صباح الخير...معلش راحت عليه نومة النهارده

فتحت باب خزانة المطبخ واخرجت مقلاه كبيرة فقالت سارة علي عجل

-استني ياعمتو اساعدك

بعد مساعدة سارة لها ذهب الجميع الي الطاولة لتناول الفطار بعد ذلك قامت سارة لتحضير الشاي

كان حمزة ينهي كوبه حين سمعت جلبة من ناحية الدرج وارتفعت اصوات حادة تثقب في الهوار
-بابا بابا دي مشيت

قام حمزة من مكانه لاخذ طفله بين يديه ليشير الي سارة قائلا

-زي ماانت شايف ياحبيبي هي لسه موجوده

نظرت اليه بغيظ ولكنها فضلت ان لا ترد عليه قائلة لاياد
-وانت فكرتني روحت فينظ

التفت اليها متورد الوجه
-افتكرتك روحتي بيتك..عشان بابا قال انك مش هتعدي معنا كتير
ردت بهدوء مقاومة شعلة غضب:

-لا ياحبيبي..باباك غلطان..عمتو قالتلي اجي اعد معاها شوية كتير وانا هعد معاكوا هنا فترة كبيرة اوووووي
نظر اليها بعيني براقتيين
-بجد
اه ياحبيبي بجد يلا بقي عشان تفطر بس الاول روح عشان تغير هدومك وتغسل سنانك واراهنك بقي اني هخلص الفطار قبل انت ماتيجي

-لا مش هتسبقيني
راقبته وهو يبتعد راكضا ثم التفتت الي المغسلة حيث كان حمزة واقفا ووجهه بارد وقال لها بخشونة:

-أنا مش عارف جاتلك منين الجرأه انك تيجي لحد هنا كمان

سقط فكها واتسعت عيناها بذهول ثم علي حين غرة انطلق شئ ما في داخلها يطلق العنان لسيطرتها علي نفسها

-كفاية اوي بقي لحد هنا
ضربت يديها علي رف المغسلة أمامها تطلق نفسا أجش وتقول بغيظ
-ممكن بقي نخلص بقي من الموضوع ده؟
ما ان انهت كلامها حتي أحست بالذعر ..لقد خرج منها هذا القول عن غير توقع منها ولكنها مع ذلك واجهته بشكل مباشر قائلة بصوت مخنوق مكبوت:

-انا حاسه كده انك مش موافق علي وجودي ..مش فاهمه ايه السبب .فلو حضرتك عندك حاجه عايز تقولها هكون بجد شاكرة لو قولت عليه
ضاقت عيناه وأصبح فمه خطا رفيعا غاضبا.
-تمام اوي لحد كده..انتي فعلا وجودك مش محبوب هنا..فياريت ترجعي بيتك

-ليه؟..انا عمتو هي اللي قالتلي اجي هنا عشان اساعدها
-لا ده عذر استخدمته..انتي السبب الوحيد لوجودك هنا هو سيف شاهين
انقطعت أنفاسها فجاة وتلاشي اللون عن وجهها وأغمضت عينيها تعصرهما بشدة لتبعد شررا أبيض بدأ يتطاير امام ناظريها كيف عرف؟
سألت بصوت مخنوق
-مين اللي قالك عنه؟

لقد وعدها والدها بألا يبوح شيئا عن الموضوع لا أحد مطلقا كم كانت غبية

ارتد حمزة عنها نصرا صوتا خفيفا دليل ازدراء ينظر من النافذة والعبوس علي وجهه
-وانتي افتكرتي اني مش هعرف؟ أنا عارفه أكتر ماهو يعرف نفسه انا وهو اتربينا سوا كان بابا بيشتغل عند باباه بس ده ماخلاش ان صداقتنا تكبر احنا اكتر من اخوات

تحرك مضطربا..وقال بفظاظة:
-كنت هطلب منك انك تمشي..بس اعتقد ان طلبي ده هيزيدك تصميم انك تفضلي هنا..فممكن بقي نتفق اتفاق بسيط كده ممكن كل واحد يبعد عن طريق التاني؟
عندما لم ترد رد علي عقبيه مبتعدا عنها ولكنها ظلت دقائق واقفه تحاول ان تستعيد شتات نفسها

مر اسبوعان علي هذه المحادثه ولكنها فضلت الابتعاد عنه قدر المستطاع الي ان جاء يوم كانت تنام ولكنها احست بالعطش فنزلت للدور السفلي لتشرب فوجدته امامها كانت علي وشك أن تنادي علي عمتها ولكنه قال

-لو كنت مكانك مش هعمل كده عشان اياد نايم وممكن تصحيه ثم عمتك مش موجوده في البيت النهارده عمتك بايته في العزبة عند الباشا
-اه..وانت ازاي اصلا تدخل البيت وعمتو مش موجوده
-عمتك لسه ماشيه دلوقتي وانا كنت لسه همشي لاقيتك قدامي

-اه تمام

كانت واقفه بصمت فقررت ان تذهب ولكنها تفاجأت بقبضة هبطت علي الطاولة التي امامهم بقوة ساحقة ليقفز الكوب النوضوع من مكانه قائلا

-انا مش فاهم انتي ازاي كده انتي استخدمتس جمالك بس عشان تكسري قلب راجل حبك وانتي قاعدة هنا بكل برود انا بجد ماشوفتش في وقاحتك في حياتي دي

تركت عيناها وجهه لتستقرا علي الكوب

-انا مش فاهمه انت بتتكلم عن ايه؟
-بجد والله ؟ ااعتقد اني وضحت الموضوع ده..مش دي طريقتك اللي اتخليتي بيها عن سيف

جلس ببطء فوق كرسي وعيناه ثابتتان عليها تحثانها علي الرد
-وانت كنت عايز مني ايه؟كنت هتعمل ايه لو كنت مكاني؟
-لو كنتي بتحبيه مكونتيش تتخلي عنه كنتي هتفضلي جنبه بس انتي لما واجهتي الموقف ده سيبتيه لوحده ومشيتي
وقفت مرتجفة من الغضب
انت مش من حقك تقول كلام زي ده انت ماتعرفش انت بتتكلم عن ايه ماتعرفش انا بحس ايه من ناحية سيف
-اه فعلا ماعرفش
ارتجفت شفتاها
-انت بتجرحني بكلامك ده
-لو كنتي بتحبيه ماكنتش سيبتي جرح غير يوقفك لو كنتي مهتمه بيه كنتي هتفضاي معاه وقدمتي مساعدتك ليه
-جرح صغير؟ ابقي معاه
-انتي سيبتيه لما كان في امس الحاجه ليكي انتوا خلاص كنتوا هتتجوزوا

دفع نفسه مبتعدا عن الطاولة ثم اشتعلت عيناه
-ده صاحبي.انتي مفكره اني ماكنتش هحس بألمه بسبب اللي عملتيه ؟
-والمفروض انا كنت اعمل ايه وشاهي معاه؟المفروض اتجاهل وجودها؟أتظاهر انها مش موجودة زي ما اتظاهر اننا كنا هنتجوز كده؟

-المفروض ماكنتيش هتلقلي بسببها دي بنت مؤدبة وبتحب سيف وده اللي ماقدرش اقوله عنك بصراحة علي الاقل هي بتهتم بسعادته
نظرت سارة اليه بشده
انت مجنون؟يعني عقلك لسه موجود؟ لا لجد يعني ازاي في زوجه هتسيب جوزها لواحده تانيه ..مش هتعل كده لو كانت بتحبه هتقاتل الدنيا عشانههتحاول تحافظ عليه علي الاقل ده اللي كنت هعمله بس انا اضطريت اتخلي عنه عشان انا ماملكش حتي حق اني احبه هو ملك لشاهي
نظر اليها وهو غير مصدق قائلا

-يا نهار ابيض هو قالك كده بس شاهي مش مراته اصلا
نظرت بصدمه -نعم
-الله يخربيت كبريائه ده..شاهي مش مراته شاهي تبقي بنت عمه
نظرت اليه فاغرة فاها وبدأت الغرفة تميد بها وقالت هامسه
-طب ليه..ليه قال انها مراته؟
-كبريائه ..ماكنش عايوك تعرفي..

-ماكنش عايزني اعرف ايه بالظبط؟
سحب نفسا عميقا وكتمه قبل ان يزفره مرة اخري ببطء
-انتي فعلا ماتعرفيش حصل ايه؟
-قولي..
جلس امامها صامتا..اما عيناها فتفرستا فيه حتي كادتا تخرجان من محجريهما
-طيب تمام سيف شاهين هو اللي الناس بتقول عليه الباشا

تيبست مكانها دون حراك وكأن العالم كله أجمع على صدمها، لمَ بحق الله فعل كل هذا؟ ألم يكن حبها كافيًا؟ وما الذي عليها فعله الآن؟

نظرت االي حمزة قائلة بصوت متقطع:
-أنا أفتكرته عايش في...أنا أفتكرته رجع بيته...قولي...ازاي..امتي أنا افتكرت...وهو كان هنا طول الوقت ..طب ازاي..؟حمزة!

وضمت يديها بشدة الي وجهها
-شاهي هتقولك كل شئ ..هي كانت موجودة ..هي عايزة تجيلك الصبح عشان تشرح ليكي كل شئ..هتقابليها؟
-أنا عايزة أشوف سيف..!هو هنا قريب مني وأنا ماعرفش ..انا كنت ببص علي بيته..بيته
-مش هتعرفي تشوفيه..ياالله!مش هيسمحلك تشوفيهمن الآساس خاصة بعد ما قال كل الادعاءات دي علي نفسه عشان ماتستمريش معاه
-أنا ماكنتش أعرف..انا دلوقتي فهمت سبب تصرفاتك دي معايا

تصاعد الاحمرار الي وجنتيه
-أنا أسف علي كل اللي حصل مني
-لا ولايهمك مش بقي يفرق معايا دلوقتي كل اللي يفرق معايا سيف ..انا المفروض اعمل ايه دلوقتي؟
-استني شاهي ان شاء الله بكره عشان تحكيلك كل اللي حصل وبعدين نفكر في حاجه عشان نخليكي تشوفيه

في الصباح..حين وصلت شاهي أخيرا وجدتها سارة تجلس الي جانب حمزة تنظر له نظرة عميقة بحيث نسيت ما يحيط بها ولكنه لم يلاحظ ذلك فركض اليها اياد
وقف حمزة يضع معطفه علي كتفه:
-مش دلوقتي يااياد...طنط شاهي وسارة هيتكلموا شوية مع بعض..يلا روح العب وهتشوفها بعدين

ابتلعت ريقها/هو...سيف عامل ايه ؟هو....كويس؟
-هو بخير..مع ان ضهره وجعه جدا بسبب تغير الجو
-هو سعيد؟
ترقرقت الدموع في مأقيهاقبلأن تنهمر علي وجنتيها
-لا !انا الي غلطانه هو حظرني مية مرة اني مركبش ابدا الحصان بتاعه
قاطعتها سارة بعذوبة
-ابدئي من الاول خالص..لاني ماعرفش حاجة وحمزة ماحكليش
-أنا كنت عايشه مع عمي مصطفي والد سيف ..لما مات جيه سيف وقالي اني هروح اعيش معاه في عزبته هو وبما انه المسئول عني فقرر ده خلاص وانا ماكنتش حابه امشي من عزبة عمو
ألتوي وجهها بحرارة قبل أن تنهمر المزيد من الدموع :
-كنت في الوقت ده مش شايفه قدامي ..وخرجت من البيت بجري..وشوفت حصان سيف بس المشكله انه حظرني كتير من ركوله وانه الوحيد اللي بيقدر يسيطر عليه المهم ركبته وانا مش في دماغي حاجه وجريت بيه لحد ما وصلت عند صخور كتير والسما كانت بتمطر والارض كانت مزحلقه وماكنتش شايفه كويس
رفعت سارة يدا مرتجفة الي عنقها تتصور الامر كان وجه شاهي شاحبا فجأه بدت لها صغيرة عاجزة
-الموقف كان صعب اوي..سيف حاول يلحقني بحصان تاني ..جري ورايا كتير اوي وكان بينادي عليه بس انا اللي رفضت اسمعه بقي يقولي انط من حصاني لحصانه بس مادرتش بردوا ..فجأه رجلين الحصان اتشبكوا في بعض بالزمام ووقعنا مع بعض الحصان حدفني بعيد اما سيف وقع تحت رجول الحصانين
صدر عن حلق سارة اهه وأحنت رأسها ..
صرخ كتير اوي اووووي..كسر الحصان رجليه الاتنين وماقدرش يوقف وعلق سيف تحت الحصان كنت واقفه ومش عارفة اعمل ايه واخيرا بدات استعيد وعي وجريت عشان اطلب المساعدة رجعت لاقيته مغمي عليه ومافقش الا وهو في المستشفي وهناك قالوله الدكاتره ان عموده الفقري مصاب ولازم يعملوا عملية جراحيه خطيرة بس هي مانجحتش ..وبعد كده....طلبوا منه انه لازم يستعد نفسيا عشان هيقضي باقي عمره علي كرسي بعجلات
لم يسمع في المنزل الا نحيب شاهي اما سارة فلم تستطع الا الجلوس هناك مخدرة الاحاسيس تتصور الرجل الذي تحبه مغطي بالوحل مستلقيا بعجز تحت المطر ثم نائما في المستشفي واخيرا وجد صوتها مخرجا
-ده كله حصل لما بطل يكلمني؟
هزت شاهي رأسها
-قال انه مش هيقدر يتجوزك بعد اللي حصله هو مش هيستحمل انك انتي تشوفيه وهو بالحاله دي ولا هيستحمل تقضي بقيت حياتك مع واحد عاجز
-بس هو رجع القاهره تاني
-هو ماكنش عايز يشوفك هو رجع لانهم قالوله ان في دكتور متخصص بامراض العمود الفقري ..وقال ان ده امله الوحيد
-طب ليه جيتي قولتيلي النهارده مع اني هنا بقالي شهرين
-عشان انا كنت في القاهره ولسة راجعه من يومين ولما قالتلي عمتك اسمك امبارح واول ماعرفت روحت لحمزة علي طول
-انا اسفه ع معاملتي ليكي بس انا كنت مفكراكي مراته
-طب ممكن بقي يا انسه سارة نبقي اصحاب ونحاول نساعد سيف هو محتاجلك اوي
-اسمي سارة
وتهدج صوتها ثم بدأت الفتاتان بالضحك والبكاء في ان واحد
رجع حمزة ينظر اليهم قائلا
-ها لاقيته حل يخلي سارة تشوفه
-لا
-طب فكري
كان الثلاثة جالسون هائمون في ملكتهم حتي قفز حمزة واقفا
-لاقيتها
كادت سارة وشاهي تقفزان عليه
-ايه هي؟
-اقنعي سيف يعملك حفلة عيد ميلادك زي ما باباه كان بيعملهالك كل سنه
-عمو مصطفي كان بيعتبرني زي بنته وبقي احن عليه لما بابا وماما اتوفوا امما سيف
-سيف ماله هو بردوا المسئول عنك زي باباه وهيبقي كده لحد ماتكبري وتقدري تعتمدي علي نفسك وتكبري
قالت سارة
-بس سيف مش هيرضي هتقدري تقنعيه يا شاهي
رد عليها حمزة مقاطعا شاهي
-انتي ماتعرفيش شاهي ابدا لما تحط في دماغها حاجه ماحدش بيقدر يوقف قدامها
-طيب همشي أنا دلوقتي بقي عشان اعد اتحيل علي سيف يلا سلام ادعولي
ابتسم بعد ان ذهبت ثم نظر الي ساره قائلا
-تصدقي انها عندها 22 سنة ..هي في سن مراتي الله يرحمها بس يبان عليها انها اصغر منك وممكن ماتكبرش ابدا اكيد سيف هيفضل دايما شايل همها
-تفتكر سيف هيوافق ظ
-لازم تقنعه مافيش حل
-طب افرض رفض ده عدي وقت كبير من ساعة ما اختلط بالناس ..ده انت حتي كنت اعز اصدقائة ومابقتش يشوفك
-كنا كده في طفولتنا بس بعدين حصلت مشاكل مابينا كبيرة ومن ساعتها ...سيف...فريدة...شاهي..وانا

تنهد تنهيدة عميقة
-بتفكر في ايه ياحمزة؟انا شيفاك مركز اوي في التفكير
ازدادت ابتسامته عمقًا ولكنه لم يجب
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي