الفصل السابع

اشتدت قبضتاه علي كتفها ثم جرها لتقترب من وجهه فتشابكت عيونهما وظل ينظر اليها بحده والصمت الثقيل يلقي ظله عليهما ولكن شوقا شديدا اجتاح وجهه وجعل معدتها تتقلص ثم تأوه قبل ان يضمها اليه بتملك شديد

كيف لها أن تفكر في تركه ؟ انه هنا ..انه لها..في لحظات مجنونة شعرت بان كلا منهما ينتمي الي الاخر فهو لم يعد سيف بيه ولم تعد هي خادمته ..لم يكن عاجزا وهي كانت الفتاة التي احب فقد عاد ها هو سيف الذي أحبته..لقد عاد

أبعدها عنه بكل حب ولطف ورقة..مراقبا الاهداب المرتعشه التي تخبئ تحتها حبا لا حدود له.ابتسم لها وتابع تفرسه في وجهها قبل ان يطلق تنهيدة محطمة وتمتم بصوت خفيض:

-كنا دايما كده علي طول...فاكرة؟ ماكنش فيه ما بينا مسافات ولا حواجز ولا فلوس ولا غرور..او طبقة..كنا بس اتنين بيجمعهم الحب.

نظرت الي ابتسامته البراقة فعاد بها الزمن فجاة الي عالمها بطوله وقوته وحبه للحياة كان ساحرا مذهلا ..عذبا حديثه..رائعة كلماته وكان يريدها
تمتمت بصوت اجش تنظر مباشرة الي عينيه :

-أيوة فاكرة

همس ووجهه يتحرك مداعبا شعرها:
-انتي فعلا حبتيني؟
-أنا عمري ما حبيت ولا هحب حد غيرك يا سيف

سارة..عارفة انا قعدت اد ايه كل يوم وكل ليليه بفكر بس فيكي وفي ايامنا اللي عدت

نظرت له بحتيه بالغه والسرور بداخلها ها هو يعود لها ولكن...

-ده الجنون في حد ذاته !احنا ما نقدرش نرجع لبعض تاني خلاص

بكي شئ ما في داخلها .. بكي بسبب النظرة البائسة المطلة من عينيه ولكنها في اعماقها عرفت انه علي حق تلاقت عيونهما للحظة فعرفا أن هذا الحب ميؤوس منه هذه لحظة تقارب غريبة لا تحتاج الي كلمات ... ثم تشتت نظرات عينيه وأصبحت خالية من التعبير

-أنا بحبك يا سيف ... مش فارق معايا ايه اللي يحصل ولا هروح فين معاك بالحب ده...افتكر ده كويس اوي

رد بجفاء:

-وهيفرق في ايه
رفعت ذقنها ورقرقت عينيها لتمنع الدموع من السقوط:
-أنا عارفة ان جوازنا ماكنش هينجح من الاساس ..بس انا ماقدرتش اقف يوم عن حبك

اجتمع الآذلال والالم والغضب في ان واحد ولكنها وقفت متشنجة ثابتة الظهر بكبرياء ثم ماهي الا لحظة حتي رات الكرسي المتحرك يخرج من الباب

استقرت أيامها في رتابة وعادت حياتها الي رزانتها... كان سيف كلما راها وقت الطعام يتصرف بأدب معها ثم يبتعد عنها وكانت تبادله هي بالمثل...ادهشها ان تجد أن ادراة هذا المنزل الضخم تشبه ادارة منزل عمتها الصغير.

قالت لها فاطمة في احدي الآمسيات:
الشغل هو الشغل سواء كان بيت صغيراو....قصر ما بيخلصش ابدا

جففت سارة يديها من غسل الصحون وابتسمت متعبة .. صبت فنجان قهوة لها ولعمتها قل الجلوس الي مائدة المطبخ
-اضايقت أوي من سيف في الاول خصوصا لما بدأفي توظيف كل اللي طردهم حسيت اني مش هقدر اشتغل ..بس انا دلوقتي ممتنه جدا لمساعدته

-قولتلك من الاول ان الشغل هنا كتير اوي ياحبيبتي..البيت كان معظم اوضه مقفولة ونادر اوي لما كان بيخرج من مكتبه اصلا .. اما بقي التراب فكان في كل مكان وهو حتي ماكنش بيلاحظ ده

-اما دلوقتي بقي يلاحظ كل شئ !وانا شوفتك وانتي واخدة بالك وانتي شوفتيه بيراقبني
-انا مش فاهمه ماكنتش شايفه ده ازاي نظرته ليكي بس أنا واثقه انه مش بيراقبك وانتي بتديري البيت لا ده عشان انتي بنت جميلة..واعتقد انه منجذب ليكي ..وكمان لما قال انه بيحب يشوفك في اللون الازرق..تعتقدي ان ده بسبب العجز اللي بيجمعكوا انتوا الاتنين؟

صاحت سارة:ازاي بتقولي كده؟ انتي وعدتيني انك مش هتقولي حاجه عن اصابتي دي

-انا ما قولتش حاجه يا حبيبتي ..مع اني مش شايفه اي سبب يخليكي تخبي حاجه زي كده..انتي انتصرتي علي اصابتك دي ..انتي كنتي قربتي تخسري رجلك بس انتي فوزتي..وانتي دلوقتي ممكن تبقي مصدر الهام ليه..خصوصا دلوقتي.
-دلوقتي؟
-محمود قال ان سيف قابل الدكتور النهارده.
-ليه؟ هو حصل حاجه ؟ هو كويس؟

ارتشفت فاطمة قهوتها ببطء أما سارة فقاومت لتسيطر علي توترها وخفقان قلبها ثم فجاه ومض بريق في عيني فاطمة وكان الدليل علي انها تري تصرف سارة غريبا

-باين كده انه حاسس بألم في رجله بس هو مش حابب الدكتور يشوفه بس لما الدكتور جاني النهارده عشان يشوفني محمود طلب منه انه يشوفه
-وبعدين..؟

-الدكتور قال ان مادام في زيادة في الالم ده دليل كويس لانه جزء من عملية الشفا..زي مابيقول..فهمتي دلوقتي؟انتي دلوقتي تقدري تساعديه
-ازاي؟
-عشان الدكتور اقترح العلاج الطبيعي بس هو رافض حتي يفكر في الموضوع
-طب ليه مادام فيه امل في الشفا
-مش عارفه بس هو كان اليومين دول باين عليه انه مش مبسوط.عارفه لو قلتيله قد ايه قعدتي تتعالجي كام سنة يعني اقصد جايز..يوافق انه يتعالج
-هو الدكتور متاكد يعني من العلاج ده؟
-انا شوفته انه كان مصر وحتي نادا لمحمود وعلمه شوية حركات كده بسيطة كبداية يعني..بس انتي ماتعرفيش اد ايه هو عنيد..رفض..رفض ..رفض

عضت سارة علي شفتيها وقالت مرتجفة:
-زي مايكون مش عايز يمشي تاني

قطبت فاطمة حاجبيها: وانا كمان فكرت في كده ..بس لما سالت محمود عن الموضوع ده قال انه اكتفي من انه يجري ورا اوهام تاني
-ايه العبط ده علي الاقل لازم يحاول
-اراهن ان الموضوع ليه علاقه بالبنت اللي كان هيتجوزها ..اعتقد انه لسه مانسيهاش وممكن يكون خايف ترفضه مرة تانيه او ممكن تكون اتجوزت واحد تاني وعايشة حياتها ..ممكن تكوني انتي البت الماسبه عشان يشيلها من دماغه..ايه رأيك؟

سقطت دمعتان حارتان علي وجنتيها فنظرت اليها عمتها

-يا عمتو انا عمري ما رفضته ابدا!هو ماقاليش ايه اللي حصله ولو عرفت كنت هفضل معاه بس هو فضل انه مايقوليش هو قال انه متجوز عشان ما يخلنيش اشوفه وهو كده

سقط فك فاطمه وفغرت فاها:انتي...انتي

-أيوة انا البنت اللي المفروض كان هيتجوزها السنه اللي فاتت بس هو لغي الجواز من غير ما يقولي علي السبب بس اقولك علي حاجه ياعمتو انا قررت اني مش هسيبه وهساعده يعني هساعده

فهل تستطيع سارة ان تساعده ام انه سيصر علي عناده الي النهاية؟

سقط فك فاطمه وفغرت فاها:انتي...انتي

-أيوة انا البنت اللي المفروض كان هيتجوزها السنه اللي فاتت بس هو لغي الجواز من غير ما يقولي علي السبب بس اقولك علي حاجه ياعمتو انا قررت اني مش هسيبه وهساعده يعني هساعده

-ليه..ليه..حسيت ان كان في بينكم حاجه لكم ماكنتش افكر ابدا....
-انا عايزة اساعده فعلا بس حاليا انا حاسه اني مانتميش للبيت ده ابدا
-لا انتي بتنتمي ليه كل الانتماء!فاكرة أحلامك عن البيت ده أيام طفولتك؟وحبك ليه!
-الكلام ده مالوش دعوة باللي بيحصل دلوقتي
-لا ليه دعوة باللي بيحصل أكيد ..اكيد ده قدرك وانتي عليكي التزامات ناحية حبك وكل ما كان حبك كبير كانت التزاماتك اكبر ..انتي مجبرة علي مساعدته سواء قبلتي ولا رفضتي..وخلي بالك لو ماسعدتيهوش هتفضلي عايشة في بؤس لانك هتفضلي حاسه بالذنب عشان هتفضلي دايما تسألي نفسك انك كان ممكن تساعديه بس سبتيه..هو ممكن مايسمعش كلامك ولكن ده واجبك لازم تقنعيه بالعلاج

واجب..انه لا يرغب في مساعدتها وهي خائفة من عرض مساعدتها التي قد يرميها في وجهها. لم تستطع التحدث اليه الا بعد أسبوع من حديثها مع عمتها.

بعد ظهر احد الايام وأثناء استراحة قصيرة قبل بدء العشاء . تسللت الي الخارج لتتمشي قليلا.في هذا الوقت تساقطت قطرات المطر ..كان السير متعبا ولكنها دفعت نفسها لتجتاز المسافة القصيرة بين العزبة وبين منزل عمتها المحترق وهناك جلست تفكر في واجبها نحوه.

بدات تهب الريح واخذ المطر يصفع وجهها ومع ذلك بقيت حيث هي وعينها هاتمنتان في الحقول المنبسطة.
دست سارة اصابع قدميها في ماء المطر وتنهدت ببؤس . أنا الوحيدة التي لا اتجاه محدد لديها أطوف وأطوف بانتظار حدوث شئ ما بدلا من تولي أمور حياتي بيدي..

ساعود الي القاهرة وهناك ساجد وظيفة جيدة ثم سأراسل عمتي وأنتظر بفارغ الصبر ان ترد املة ان تخبرني شيئا عنه.. ماهي الا أسابيع قصيرة حتي أرحل..
-سارة؟
كانت أفكارها بعيدة بعيدة فسحبت نفسها منها
-ها..ازيك ياحمزه
-انتي بتعملي ايه؟بتحاولي يجيلك التهاب رئوي مثلا يعني؟
ابتسمت بخجل :لا والله ابدا..أنا متقله كويس في الهدوم شايف؟
مدت له ذراعيها
كان معطفها ازرق اللون مكسو بالصوف وكان حذاؤها مداسا طويلا يكاد يبلغ الركبتين وقد حشر تحته الجيتز..فقال بهدوء:
-انا فرحان انك بطلتي تتخانقي انتي وسيف بسبب اللبس اللي اشتراه ليكي ..شكلك حلو النهارده.

-انا كاتبه كل حاجه واول ما هرجع القاهرة ان شاء الله هسدده كل جنيه دفعه.
هز رأسه بدون ان يجادلها:شكلك بقالك مدة هنا

هبت واقفة علي قدميها:هي الساعه كام دلوقتي؟
خمسة ونص تقريبا

تاوهت:اه..لا لا اكيد مش عدي الوقت ده كله أكيد عمتو قلقانه دلوقتي وبتسأل انا روحت فين

-استني شوية يا سارة..اقعدي وكلميني شوية

جلست علي مضض فقال بصوت عميق هادئ :
-احنا مابقناش نتكلم زي الاول...شكلك مشغولة الايام دي.
-أكيد مش مشغولة اكتر منك
-بس انتي بتحاولي تشغلي نفسك كتير..انا لما بحتاج مساعدة بطلب عادي
-كتر الشغل بينسيني حاجات كتير
-اخرجي شوية مع شاهي
-وليه أخرج مع شاهي انا ماعرفش الناس هنا ومش لازم اعرف مادام همشي من هنا قريب

-بس هتفضلي لحد ما دراع عمتك يخف
هزت راسها:بالظبط وفي الوقت ده ماحدش هيحتاج ليه وكمان انا ماقدرش أفضل في مكان أنا مانتميش ليه

نظر اليها لبرهة ثم قال بصوت اجش:

-عارفة يا سارة ان في ناس بيستخدموا فلوسهم سلاح ليهم وغيرهم بيحسوا انه مجرد فخ اما انا عمري ماكنت اعتقد انه ممكن يكون عقبة في طريق اتنين بيحبوا بعض
-عارفة يا سارة ان في ناس بيستخدموا فلوسهم سلاح ليهم وغيرهم بيحسوا انه مجرد فخ اما انا عمري ماكنت اعتقد انه ممكن يكون عقبة في طريق اتنين بيحبوا بعض
كانت عيناها الخضروان تنظران بحدة الي عينيه البراقتين
-هو غني اوووووووووووي اوي ياحمزه وممكن يكون هو ده السبب الفعلي اني عايزة اسيبه
-بس ده ما ينفعش يكون عذر عشان تسبيه ..انتي مفكراه فرحان يعني بفلوسه دي؟
-ايوة..ـأنا واثقة انه فرحان بيه هو ممكن يعمل أي حاجة عايزها
-بس هو عنده اساعداد انه يبادل فلوسه دي كلها في مقابل انه يوقف علي رجله مرة تانية
-لا مش هيعمل ده ..هو بس كل اللي عليه يعمل شوية تمارين وهيرجع يوقف علي رجله تاني بس هو رافض يعملها لا ده كمان مش بيحاول حتي..هو استسلم خلاص!
قال بخشونة:طيب ما تساعديه ززانتي الوحيدة اللي نقدري تساعديه لازم تجبريه انه يقدر يعمل التمارين دي.
-هو مش عايزني أساعده
-هو محتاجها..ولو بتحبيه هتخليه يعملها
صاحت بائسة:ماتقولش كده عمتو ما بطلتش تقولي أساعده بس هو مش قابل مساعدتي مش قابلها وانت شوفت ده بعينك! انت مش بتشوفه في وقت العشا؟هو دايما قاعد بيفكر وأفكاره دي بعيده عني كل البعد..ولولاك ولولا شاهي وعمتو ماكنش هيدور بينا أي كلام
هز رأسه متجهما:معاكي حق بس لازم تعملي ده وهو مش حاسس
ابتسم ووقف وهو ينظر اليها
-انتم البنات بتعملوا كده طول القوت وتخلونا نظن اننا بننجز كل امورنا لوحدنا..أنا هاخد بالي من اياد النهاردة..وهخلي شاهي تاخد سيف للمكتبه بدل ما يروح مكتبه الخاص ..وانتي دبري أمورك وروحي هناك وكلميه
-مش هيسمعني!
-سارة هي اللي بتقول كده!
وضع يده تحت ذقنها والاهتمام يغضن وجهه الوسيم.
-الوقت بيمر بسرعة. انا عارف انك بتحبيه وعارف انك مش هتسمحي لعناده والتكبر بتاعه يوقف في طريقك لازم تساعديه يوقف علي رجله مرة تانية
وقفت بصلابه:وليه فاكر ان كبرياؤه هو السبب؟
-أنا عارف سيف ..اديله فرصة..انتي الوحيدة اللي تقدر تساعده..

لم تجد في المكتبة الكبيرة أحدا ذلك المساء ..ومع ذلك سوت سارة حزام تنورتها السوداء الطويلة ودست ما ارتفع من اطراف بلوزتها البيضاء تحته بيدين مرتجفتين.
تنهدت تنهيدة صغيرة ثم راحت تمرر أصابعها علي عناوين الكتب المرصوصة علي الرفوف الممتدة من الآرض حتي السقف..
أحبت سارة هذه الغرفة أكثر من سواها لانها كانت تري فيها تلك السنوات الماضية حيث كانت تجوب في الخرائب مع اخوتها..الآن هناك نار صغيرة متوهجة تحترق في الموقد الرخامية السوداء .. لم يضأ أي مصباح بل كانت النار مصدر الضوء الوحيد في الغرفة..

كان كل شئ صامتا حتي سمعت صوتا فتسللت الي الظل بعيدا عن نور النار المشتعلة . ثم سمعت الصوت يردف قائلا:
-انا مش فاهمه انتي مش بتسمعي كلمة لا مني ليه يا شاهي ومش فاهم ليه جيباني هنا؟رجعيني للمكتب لو سمحتي

تجاهلته شاهي ودفعت كرسيه الي مركز ما امام المدفاة قبل ان تضئ مصابيح قريبة منهما وقالت:
-المكان هنا دافي عن المكتب وبتكلم هنا معاك براحتي بتبقي هنا هادي شوية وانا بكلمك وبعدين انت ليه مش عايزيني اعمل الحفلة؟
-انتي مش شايفة ان الحفلة دي هتتعب سارة ؟الشغل كتير عليها.
-طب ما انا جيبت ناس عشان يساعدوها
أرخي ربطة عنقه وفتح زرين من قميصه قبلأن يمرر اصبعه في ياقته
-بس بقي يا شاهي بعد اذنك..انا ماليش مزاج ادخل في نقاش معاكي دلوقتي.
-ازاي يعني وبكرة هتبقي حفلة عيد ميلادي الحقيقيه
-انتي مش بتشبعي حفلات جيبي شوية أصحاب ليكي هنا واحتفلوا
ضربت الآرض بقدمها.
-أنت زي وصي عليه انا مش فاهمه؟ انا خلاص هتم ال25 وده معناه اني هاخد ميراثي من التركة وهتتخلص من مسؤوليتي ..كنت مفكرام انك عايز تقول للعالم كله كده
أطلق نفسا ساخطا ومر يديه في شعره:
-انتي محتاجة تبقي اعقل من كده ..انتي مش شايفه هتبقي سارة عليها شغل اد ايه؟
-وايه اللي يهمك في ده؟ علي اساس انك بتهتم بيها يعني؟هي بتاخد مرتب علي شغلها ده وانت مابقتش تحبها..انت مش وضحت لينا كلنا الكلام ده؟
رد باختصار:كفاية اني كنت بهتم بيها زمان.
شاهدت سارة الغضب القاتم علي وجهه وارتجفت.. لقد ان لها الاعلان عن وجودها ولكنها عجزت عن ذلك.
قالت شاهي:ماعتقدش ان هتكون حفلة واحدة يعني مشكلة بالنسبه ليها
-ده كله منظر بس ..انتي مش شايفه هي بتتعب اد ايه وبتتظاهر ان الشغل ده مشكلة بالنسبه ليها؟انتي ما شوفتيهاش وهي بتعرج؟
-انت متاكد؟ كنت وهي واياد بنلعب الضهر وماشوفتش ده.
-ودي مشكلة كمان مين اللي هياخد باله من اياد انتي وعدتي انك هتاخدي بالك منه.
-سارة قالت انها هتسيبيه معاها وهي في المطبخ..ولما يجي وقت نومه هتاخد لاوضته
قال بدهشه لقلة تقديرها:
-وهتسبيها تعمل ده كله 1 عايزة تخليها تاخد بالها من الولد وكمان تشيل هم حفلة كبيرة زي دي؟
قالت بصوت حادك
وايه يعني هو ولد مش متعب وهتعرف ازاي وانت ماتكلمتش معاه مرة واحدة حتي
نظر اليها بغضب مفاجئ ظهر في الشر:
-مش عايز كلام عن ابن حمزه
-هو ابن فريدة كمان ماتنساش ده..كان ليها مكانة خاصة في قلبك.
ضرب بيداه علي ذراع كرسيه المتحرك:شاهي
-بس بقي يا سيف ..مهما كانت فريدة سببتلك جرح لما فضلت حمزه عليك فده مش معناه انك تنتقم من ابنها.هتحبه صدقني هو شبهها اوي
-انتي ماتعرفيش امتي تبطلي كلام ؟
-المفروض البني أد مايفضلش دافن اللي بيتعبه لوقت طويل عشان ما يتحولش لغضب لو انت وحمزه اتكلمتوا اكيد هترجعوا لصداقتكم تاني
-انا مش عايز عن فريدة ولا حمزه او ابنهما ..انتي مش مكفيكي انك جبتيهم في بيتي وجبرتيني علي ده؟
رفعت رأسها:انا ماقدرش ابعد اياد عنك للابد دايما حاسس بالفضول من ناحيتك تعرف انه كان مشبهك بالغول بس دلوقتي هو بدأ يحس اتك مجرد راجل وحيد زي أبوه
مرر يديه علي وجهه وحدق الي ألسنة النار المتأججة ثم انزلهما الي ركبتيه..بعد لحظة رفع رأسه وضحك ضحكة قصيرة.
احنت سارة رأسها مغمضة عينيها بشدة ..ان رؤيته علي هذه الحالة تؤلمها فليتها لم تسترق المسع عندما التقيا لاول مرة اخبرها أنه خطب امرأة ولكن الامر لم يكن ناجحا لان الفتاة تزوجت شخصا اخر.والان عرفت ان هذه الفتاه هي فريدة..زوجة حمزه. وهذا يفسر سبب التوتر القائم بينهما ..ولكن كيف يمكنها الوقوف هنا مسترقة السمع الي حديث خاص ؟ هذا حرام...
ارتدت الي الوراء بخجل حتي شعرت بالحائط البارد علي ظهرها..لن تسمح له ان يعرف بوجودها الآن وليتها تجد مكانا تختبئ فيه حتي يغادرا الغرفة..
استغلت شاهي الضعف الذي بدا علي سيف وهاجمته:
-ها موافق اني اعمل الحفلة؟
تنهد يخشونة وبصوت مهزوم:ماشي اعملي اللي انتي عيزاه بس بطلي زن أرجوكي.
-شكرا يا سيف
ثم هرعت الي الخارج قبل أن يغير رأيه.
بقيت سارة في مكانها لا تسمع سوي ضربات قلبها العنيفة كان رأسها محنيا الي الآسف ولكن عندما رفعته احست بالجمود
كان سيف يميل الي الآمام ويداه تمسكان جانبي الكرسي بقوة وعيناه مثبتتان في عينها عبر مراة فوق المدفأة.
سأل بصوت بارد كالثلج : انتي هنا من امتي؟
دفعت نفسها عن الجدار بيدين مبللتين:بقالي فترة طويلة
اجبرت نفسها علي التقدم ووقفت امامه لتواجه عينيه القاسيتين بدو تردد.
-انا أسفة كان لازم احسسكم بوجودي بس انا ماعرفتش ازاي..
رفع رأسه والكراهية في كل خط من خطوط وجهه المتجهم:
-افتكرتك افضل من كده انك تقفي وتسمعي كلام الناس
تقوست كتفاها: انا ماتعمدتش ده انا ..كان كله صدفة
قال ساخرا:والصدفة بردوا هي اللي خلت شاهي تجرني لهنا..
ضرب يديه علي ذراعي مقعده:
انا عاجر زي عروسة مربوطة بخيط وكل واحد بيحركها زي ماهو عايز..أنا تحت رحمة اللي ياخدني بالكرسي مطرح ماهو عايز.
-ممكن تلاقي حل لو انت حابب ده
تشنج فجاة وقال والسخرية تقطر من صوته:
-وانتي بتقترحي؟أشيل سريري وأمشي بيه
تري كيف ستقنعه سارة بأن يخضع للعلاج
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي