الفصل الحادي والخمسون

في جامعة القاهرة...
تقابلت الصديقتان معًا، وفور أن وقع نظر ديمة على جيرية استقبلتها بدزينة من الأسئلة دون أن تعطي الفرصة لصديقتها حتى تجيبها، لذلك أوقفتها ديمة بإشارة من يدها قائلة بإعتراض: يا بنتي خدي نفسك وخليني أرد على أسئلتك أثابك الله
توقفت ديمة عن الحديث قائلة: طيب يا ستي اتكلمي أهو اديني سكت
ابتسمت جوريرية ثم بدأت في قص ما حد من شقيقها: وبس يا ستي أنا أقدر أقولك أن أخويا واقع لشوشته في حب أختك، توقفت عن الحديث فجأة ثم نظرت إلى الجالسة بجوارها وهي تتسأل: ما قولتليش بقى رد فعل حور ايه؟
أجابتها ديمة بحماس: حور بتعشق أخوكي مش بتحبه بس، لكنها توقفت عن الحديث فجأة وهي تتذكر حديثها مع محمد
تعجبت جويرية منها لذلك وجزتها في كتفها متسائلة: ايه مالك؟
ديمة بتردد: حور مش هتعترف بالسهولة اللي أنتِ متخيلاها دي؟
وبلهفة تسألت جويرية قائلة: ليه بتقولي كده؟ مش أنتِ بتقولي أنها بتحب مالك!
ديمة: بتحبه اه لكن تثق فيه مش بالسهولة اللي أنتِ متصوارها دي
جويرية: طب والحل؟
ابتسمت ديمة بخب متذكرة كلام حبيبها: أنا بقى هقولك هنعمل ايه؟
جويرية بلهفة: طب قولي بسرعة يلا مستنية ايه؟
ديمة: بصي يا ستي
**********************************************************************************************************************************
في ايه يا حور مالك من الصبح مسهمة كده ليه؟
اجابتها بتعجب: يعني ايه مسهمة دي؟
هاجر بتأفف: يعني سرحانة يا بنت الزمالك
ضحكت حور م أجاتبها: لا مافيش العادي يعني
اقتربت منها هاجر: لا مش العادي هو أنا لسة عرفاكي امبارح، قولي يا بنتي في ايه يلا بسرعة
تنحنحت حور لكنها لم تجب، اقتربت هاجر أكثر منها ثم رفعت خصلة من شعرها: قولي بقى خلصيني
أخذت حور نفسًا عميق ثم قالت: بصي بقى من الآخر أنا مضايقة من مالك
نظرت إليها قائلة: عشان كده مش بتردي عليه من الصبح
حور بإستغراب: وأنتِ عرفتي منين أنه هو اللي كان بيتصل!
هاجر: يابنتي قولتلك احنا مش عارفين بعض امبارح، يلا اخلصي بقى وقولي
حور: من الآخر الباشا بيحب واحدة وعايز يتقدملها
بخبث قالت هاجر: طب وايه اللي يضايق في كده هو مش من حقه يحب ويستقر ولا ايه؟
تلجلجت حور: اه طبعًا حقه، مش كده والنبي
هاجر: أكيد يا بنتي طبعًا مافيش كلام
سكتت عن الكلام لكنها تراجعت قائلة: لا بقى مش من حقه
نظرت إليها هاجر بخبث، لذلك عدلت حور حديثها في آخر لحظة بتلجلج قائلة: أقصد يعني المفروض كان يقولي، مش إحنا أصحاب
هاجر: ده اللي هو مين دول؟
حور بتأفف: يعني هيكون مين أنا والسفاح
هاجر: تقصدي أنتِ ومالك؟
هزت رأسها دلالة على الإجابة وهي تقول: اه أنا ومالك
هاجر: مش ده مالك اللي ماكنتيش طايقة سيرته من حوالي أسبوع كده
حور: واديني رجعت في رأيي
لم تستطع هاجر الصبر أكثر من ذلك، لذلك وبدون تردد قالت بسعادة غامرة: حور أنتِ بتغيري على مالك
انتفضت حور من مكانها كيف لها أن تكتشف سرها بتلك السرعة الرهيبة وهي تقول: لا طبعًا ايه اللي أنتِ بتقوليه ده يا هاجر
قامت هاجر من مكانها تقف بجانب صديقتها: بقولك ايه من الآخر أنتِ بتحبي مالك وقبل أن تجيبها حور قالت هاجر: أوعي تنكري كل حاجة فيكِ فضحاكي
جلست حور مكانها بإرهاق: بس القصة مش هتكمل يا هاجر
هاجر: ليه بتقولي كده؟
حور: عشان أنا ومالك ماننفعش بعض ومن غير كتر كلام خلينا نرجع لشغلنا
توقفت حور عن الحديث وهي تنظر إلى أصدقائها الجالسين ينظرون إليها بغضب بالغ، حتى أنها أقسمت في سرها إن كانت النظارات تحرق لكانت الآن جثة متفحمة
حور: في ايه مالكم
أجابتها أروى: أبدًا، أصلك تفكيرك صح وإحنا كلنا منبهرين بيه الحقيقة
حور: ده بجد؟
تدخلت أسيل في الحدي: يعني مش مكفيكي أن جوزك اسمه على اسم جوزي كمان بتظلميه
رحاب: يا شيخة روحي منك للي كلت دراع جوزها
شروق وأسما في صوت واحد: أمين
هنا توقفت حور عن الحدي: طب حلو أوي بما أنكم اشتغلتوا بقى في الاسطوانة دي إحنا نرجع لقصتكم
ردت الأربع صديقات في صوت واحد: لااا
ابتسمت حور م اشارت على خديجة التي ولجت للتو إلى الحديقة ثم قالت: والله أبدًا لهتكملوا مش كده يا خديجة
قامت رحاب من مكانها: ديجا عيب ده حتى ابني بيحب بنتك وهيتخطبوا، طب بلاش دي راعي إني مرات أخوكي الكبير
جلست خديجة بجانب حور: أبدًا، يلا كملوا عشان عايزة أعرف القصة
جلست الأربع صديقات بتأفف: حاضر
ثم بدأت أروى في قص ما حدث معها هي ورحاب قائلة:
***********************************************************************************************************************************
بخطوات مسرعة أشبه إلي الجرى وصلت إلى حافة سريره ،وهى تبتسم له ،ممسكه يده قائلة بسعادة:
أنت..أنت رجعت زى ما وعدتنى
بإستغراب ونظرات يشوبها القلق ،جذب يده مسرعا من يدها قائلا:
إنتي مين؟!
************************************************************

قبل خمس سنوات .....
ظلام دامس يلف المكان..مغلف بهدوء حذر ينذر بعاصفة هوجاء تدمر بلا هوادة..
كانت تقف خائفة لا تدري من أي شيء لا بد لها أن تخاف.. ولكنها خائفة، بل مرتعبة. بالأخص عندما رفعت نظرها لتجده أمامها يقف بابتسامة خبيثة ترتسم علي وجه قائلا:
-قولتلك مش هتهربي مني مهما هربتي بردوا انتي ليا أنا وبس.
-عمري ما هبقي ليك أبدا
ضحك ضحكة شيطانية قائلاً:
-متأكدة!
قال جملته هذه وهو يلتف برأسه وينظر للمكان المتواجدة به مكملاً:
-بصي حواليكي كده ،هتعرفي كويس أوي إنك بقيتي ملكي،ومهما حاولتي تهربي بردوا هتفشلي لإن ببساطة مافيش غير مخرج واحد بس من هنا،وصدقيني مهما حاولتي تلاقيه مش هتقدري.
نظرت له وهي تحاول أن تتمالك نفسها قدر المستطاع حتي تداري خوفها بإبتسامة :
-بس هو مش هيسيبك
ضحك ضحكة عالية مستفزة ..ضحك،وضحك إلي أن سكت ليعم المكان الهدوء مرة أخري.
تحرك بهدوء إليها..هو يتقدم ،وهي تتراجع بخوف إلي أن لمس ظهرها جدار الغرفة .توقفت وهي تنظر إليه بتوجس،ولكنه مال عند أذنها،مهما:
-ماتخافيش مش هعملك حاجه،بس بصي كده ثم رفع يده وأمسك ذقنها ،يحركه إتجاه شئ مرمي بإهمال علي الأرض ..دققت النظر لتلمح زوجها وهو مربط اليدين.. معصوب العين، ويعلو فمه قطعة قماش قذرة وبصوت أشبه إلي الفحيح:
-قولي لجوزك اللي هيحميكي بيباي
وبعد أن أنهى جملته مد يده وهو يخرج مسدس من جيبه ،وما لبث أن أفرغ كل محتوياته علي الماثل أمامها.
صرخت بعلو صوتها وهي تنادي علي اسمه:
-أددددددددددهم...لا لالا ماتسبنيش...لالالالالالالالالالا
-أروي..أروي ..فوقي في ايه؟!
-كانت غارقة في نومها وهي تصرخ بعلو صوتها إلي أن آتها صوته ليوقظها من هذا الكابوس .
قامت مسرعة وهي تنهج وكأنها كانت في سباق للماراثون،ولكن ما أن رأته حتي ارتمت بين أحضانه وهي تبكي بحرقة قائلة:
-أ..أن..أأنت..عايش،ماسبتنيش! ..صح مش هتمشي وتسبني صح؟
"آدهم "وهو يحاول تهدئتها:
هشششششششششش..ماتخافيش أنا هنا،مش هروح في حته خلاص نامي
أروي:
-لالا.مش هنام ،هفضل صاحية أراقبك ،مش هتبعد عن عيني
إبتسم وهو ينظر لها:
-ليه؟هطير!
أروي وهي غير مستوعبة لما يحدث حولها وكأنها مازالت هناك في هذا الحلم البشع ولم تستيقظ بعد:
-عايز يموتك،هو قالي مش هسيبه وهيموتك علشان ياخدك مني وأروحله ثم نظرت إليه متوسلة..آدهم ماتسبنيش.
ابتلعت جملتها الأخيرة وهي تبكي كطفل في يوم دراسته الأول في المدرسة.
اعتدل ليأخذها بين أحضانه بإستغراب وخوف لما تمر به ،فهذه هي المرة الأولي التي يراها بهذا الشكل:
ماحدش هياخدني منك أبدا ،أنا موجود أهو..بصي
ثم رفع يدها علي وجهه حتي تستوعب إنها مازالت في غرفتهم .
نظرت له براحة وهي ترتمي بين أحضانه:
-أنا عايزة أنام
وما أن قالت جملتها هذه حتي غرقت في نومها كأن شئ لم يكن .
ولكنه نظر إليها بخوف وهو يشدد قبضته عليها بين أحضانه،ليطمئن نفسه إنها هنا
****************************************************************
أشرقت شمس الصباح لتعلن عن بداية يوم جديد لتأخذنا كاميراتنا إلي حي من أحياء المعادي في شقة "حسام الهاشم"تحديدا استيقظ كالعادة علي صراخها المعتاد
شروق:وربنا يا محمود لو ما جيت هنا ه.هـ..هاخصمك ومش هكلمك تاني بس !
جاءها صوته من خلفها قائلا بنبرة إستهزاء:
-لا ما شاء الله عليكي شخصية وأنا خوفت بصراحه ،ما بالك بالولد بقي؟
نظرت له بتهكم وهي تضيق عيناها من شدة الغضب من حديثه هذا:
-ما هو لو حضرتك فضتله ساعة في يومك كان زمانه اتربي
نظر لها ببرود:
-ما هو إنتي فضياله ال24 ساعة يا حياتي ..اتربي
صرخت في وجهه وهي تذهب بعيدا لتطمئن علي الفتاتان وهي تقول بصوت عالي نسبيا:
-كان يوم أسود ..يوم ماصدقتك وأنت بتقولي هعيشك أحلي أيام حياتك
حسام:
-ناكرة للجميل صحيح..وهي دي مش أحلي أيام حياتك يا هانم ثم مش أنا لسه مخرجك البلكونة إمبارح ...مش فاهم في ايه!
خرجت من الغرفة وهي ترفع يدها وتنظر للأعلي:
أشكو إليك..
حسام:
كمان بتدعي عليا أكمني طيب ومسمسم ومابتكلمش
إبتسمت معقبة على حديثه:
مسمسم وسخن وهنلفك في رغيف دلوقتي
حسام:
روحي يا بت يلا حضري الفطار وسيبي عيالي الحلوين الكيوت دول في حالهم انا إللي هشوفهم
وما أن دلف إلي غرفة الفتاتان حتي خرج قائلا:
-ايه ده؟هو في إعصار تسونامي جيه عندنا ولا ايه؟!
وقفت واضعة يدها بجانبها :
-ليه ما هو كانوا كيوت دلوقتي!
حسام:
بصي انتي شكلك عجبتك الوقفة هنا..أنا هروح أحضر الفطار وخليكي مع الكيوت
إبتسمت.. تحمد الله في سرها علي زوج مثله،فالبرغم من عمله الذي تقريبا يأخذ وقته كاملاً إلا إنه لم يتراجع أبدا عن مساعدتها في أعمال المنزل ،ولكن... تشعر بملل شديد.من وقت التخرج إلي الآن.. لم تستطع فعل ما كانت تطمح به من إثبات للذات،وحلم السفر، وهي تزور آثار العالم ،..ولكن كل هذا لم تستطع تحقيقه بعد زواجها ....فقد حملت بعد تخرجها سريعا ورزقها الله بإبنها الأكبر "محمود"أسماه زوجها تيمنا بإسم والده ،وما أن تم السنتان حتي حملت مرة أخري بإبنتيها التؤام"ريم و رنيم"...ولكن مازالت متمسكة بأحلامها وستناضل من أجلها ،مهما كانت ما تقابله منه برفض
أفتقدت صديقاتها بشدة لذلك قررت أن تتصل بهم ليجتمعوا اليوم
****************************************************************
كانت أشعة الشمس تتسلل إلي غرفة نومها بهدوء لتخبرها أن يوم جديد قد بدأ ..قامت من مكانها بكسل ،وهي تنظر إلي النائم بجوارها وهو فارغ فاهه علي أخره، إبتسمت وهي تتأمله فمن كان يظن أن صاحب هذا الوجه الوسيم الذي تركض خلفه جميع فتيات حيه ،ينام بهذه الطريقة المضحكة..كانت تتأمله وهي سرحة بأفكارها إلي أن آتتها تلك الفكرة الشيطانية..قامت من مكانها بهدوء وهي تتسلل علي أطراف أصابعها خارج الغرفة.
دلفت إلي المطبخ ،وتوجهت إلي الثلاجة!لتفتحها وتخرج منها بضع مكعبات ثلج وهي تبتسم وتتخيله وهو يقفز..دلفت إلي الغرفة مرة أخري علي أطراف أصابعها ،وقفت خلفه وهو غارق في أحلامه قائلة بهمس:
-معلش بقي يا حبيبي..أخذت نفس طويل ثم بدأت في العد1..2..3
وما أن انتهت من العد حتي وجدت نفسها تسحب من مكانها وهو ينظر لها بإبتسامته التي طالما ذابت فيها قائلاً:
-حاسس بيكي يا حياتي من ساعة ما قومتي من جنبي
أسما بإرتباك:
-ط..طبب..طب ..ما هو ايه يعني مثلا ؟!
تيم وهو يقلدها:
ايه يعني؟!هقولك أنا ايه يعني دلوقتي!
انهي جملته وهو يأخذ مكعبات الثلج التي بيدها ثم وضعها بملابسها قائلاً:
عرفتي ايه يعني دلوقتي؟
لم تستطع الرد بل كانت تقفز مثل الذي لدغته عقربة من شدة البرودة التي تملئ جسدها:
-منك لله يا شيخ..هو أنا مش ..يح..هعرف أعمل فيك مقلب أبدا
تيم:
-عيب يا بنتي..ده احنا اللي دهنا السما دوكو
أسما وهي تسرع خطاها وتتجه إلي الحمام لتبديل ملابسها:
بس أما أجيلك أما خلتها أجازة سودة علي دماغك
تيم:
-يا شيخة أجري ..ده انتي بوق
أسما بغيظ:
-هنعرف مين البوق دلوقتي
سعيد هو بما آلت عليه حياته الأن . وأخيراً قد اجتمع بحب حياته تحت سقف واحد،حتي الآن لا يستطيع تصديق ذلك ..ولكن لما؟! فقد تم عقد قرانهم بعد تخرجه ،ولكن من يستطيع تصديق أن هذا هو "تيم" الذي تخرج بترتيب الأول علي دفعته برتبة ملازم أول...وهو يتعامل بصبانية مع زوجته الان.
نهض من مكانه وهو يقترب من باب حمام غرفتهم قائلاً بإستهزاء:
-بيبي!..ايه محتاجة مساعدة؟
أجابته من خلف الباب غاضبة:
-بتتريق يا تيم أصبر عليا
ضحك مبتعدا ..أما هي فكانت تفكر كيف ترد علي مقالبه هذه وهي تبتسم..سعيدة ..راضية بحياتها ،"فتيم" مثل ما تخيلته تماماً ..حنون..صديق قبل أن يكون زوج..صحيح إنه يغيب كثيراً عنها في الشهر بسبب ظروف عمله،ولكنه يعوضها عن غيابه في عطلاته..ولكن سوف ترد علي مقالبه هذه كانت ترتسم علي وجهها الملائكي ضحكة خبيثة تناقض وجهها وهي تقول:
-اصبر بس عليا يا تيم أما خليتك تلف الشقة ذهابا وإيابا وانت بتنطط مابقاش أنا أسما
************************************************************
نائما هو براحة فالأمس كان يوماً متعبا من ضغط العمل ومتابعة شركاته لذلك قرر أن يرتاح ،ويذهب إلي عمله في وقت متأخر.. فالبلأخير ما فائدة أن تكون تمتلك أكبر شركات للعقارات بالشرق الأوسط،ولا تستطيع أن تذهب إلي عملك متأخراً...ولكن ،ما لم يكن بحسبانه إبنته ذات الثلاث سنوات الواقفة بجانب سريره وهي تنظر إليه بتهكم..وبغيط شديد.بسبب إهماله إياها في الفترة الأخيرة أخرجت ما في يدها كانت زجاجة معجون حلاقته الخاص ..انتظرت حتي أخرج يده من تحت الغطاء وهي تغرقها بالمعجون وفعلت هكذا باليد الأخري.... لتأتى والدتها قائلة بصوت أشبه بالهمهمة:
-ها يا مريومة كله تمام
أجابتها "مريم" بنفس نبرة صوتها:
اه يا مامي..كله تمام
مشت علي أطراف أصابعها دون أن تصدر صوتا .. لتقف بجانب إبنتها وهي تضع يدها علي فاها إشارة لـ "مريم" أن عليها ألا تصدر صوتا... ثم وضعت الوردة علي وجهه ،ليشعر هو بحكة بسيطة ،وما لبث أن ضرب وجهه بكف يده.... ليقوم من نومه مفزوع علي إثر ضربته، وهو يشعر بشئ رطب يملئ وجهه .
نظر أمامه ليجدها واقفة أمامه تضحك هي وإبنته ،لياخذ دقيقة حتي يستوعب ما حدث ،قام من مكانه مسرعاً وهو يركض خلف إبنته وزوجته ليمسك إبنته أولا:
-بقي كده يا مريومة تعملي في بابي كده..استحملي بقي
ثم بدأ يزغزغها في جميع أنحاء جسدها وهي تضحك قائلة:
-خلاص يا بابي بقي مش قادرة هههههههههههههههه
عمر:
-أبدا..لسه تاني علشان تحرمي تعملي في بابي كده
مريم:
والله ده مش أنا ..دي فكرة مامي
نظر لها بحب وهو يقترب منها ينظر في عينها الزرقاوان التي ورثتهم عنه قائلا بهمس في أذنها:
-طب إنزلي قولي للدادة تحضرلنا الفطار علي ما أنا أعاقب مامي بقي
مريم:
حاضر
دلفت إبنتهم للخارج مسرعة وهي تضحك قائلة لوالدتها:
-هتتعاقبي يا مامي
نظر هو إليها بخبث قائلا:
-يعني دي كانت فكرتك؟!
أجابته بإرتباك وهي تخطو بخطوات مترددة إتجاة الباب:
أنا؟!..إطلاقا!..دي بنتك ،أنا ماليش دعوة أصلا
لاحظ خطواتها ،لذلك بدأ يخطو أمامها.
كانت تخطو للخلف وهو أمامها إلي أن وصلت للباب ..لكنه كان أسرع منها .وضع يده علي أوكرة الباب وهو ينظر إلي عسل عينيها الذي طالما غرق هو بهم ولا يريد أن يخرج منهم أبدا ..اقترب من وجهها وهو يهمس في أذنيها
-عقابك مش دلوقتي..بس هوريكي نبذه منه
إبتلع جملته....وهو يضع شفاه علي شفاها حتي يتذوق طعم العسل الذي طالما تاه بهما
كان الاثنان في عالمهم الخاص إلي أن فتح الباب فجأة لتظهر إبنتهم ذات الثلاث سنوات بعيونها الزرقاء وملامح وجهها الشرقية التي ورثتهم عن والدتها لتتمثل أجمل لوحة طبيعية علي الإطلاق قائلة :
-انتوا بتعملوا ايه؟!
إبتعدت عنه "رحاب" بخجل وهي تنظر إلى إبنتها،ولكنه سرعان ما جذبها إليه مرة أخري قائلا :
أبدا يا حبيبتي أصلي بحط لمامي قطرة
مريم بعدم فهم:
-ليه هي مامي تعبانة؟!
عمر:
-آه..تعبانة ..يلا اخرجي علشان ادي لمامي القطرة
نظرت له بغضب :
-لا مش هخرج..ثم توجهت إلي والدتها:
-مامي انتي تعبانة ليه؟
أشاحت بنظرها إلي إبنتها التي كانت علي وشك البكاء:
لا يا حبيبتي أنا مش تعبانه ده بابي بيهزر ..يلا ننزل علشان نفطر
عمر:
-أهرب براحتك يا جميل ..بردوا لينا مكان نتلم فيه
أحمر وجهها ووضعت رأسها في الأرض بخجل لتحمل إبنتها ولكنها سرعان ما إستدارت إليه وهي تقفز إليه قبله بالهواء ليمثل إنه ألتقطها وهو يضعها بإتجاه قلبه
كان الجميع سعداء بحياتهم ولم يعلموا عن العاصفة الآتيه التي ستغير مجري حياتهم تماما
يتبع
رحاب_قابيل
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي