الفصل الثامن والخمسون

أنا قولتلك ياريت اجي الاقيكي مغطية شعرك ده حصل ولا لا؟
التفتت ناظرة إليه بتحدييبك...أنا خطيبك
رفعت حاجبا:ومين بقي الحلو اللي قالك إنى موافقة!
تقدم خطوة منها ناظرا إلى عيونها الزرقاء الحنونة لطالما كانت عيناها ساحرتان ليس فقط من لون عيونها الساحرة ولكن لبراءة نظرتها وبرغم من مر السنين إلا أن تلك النظرة لم تتغير ..براءتها التي لم تتغير ولكن هناك ما يشوب تلك الباءة ببعض من الحزن ولكن لما؟
سرحا هو في بحر عيناها ولكنها أيقظته من تلك الاقكار عندما دفعته عنها:
لو..لو سمحت بعد كده ما تقربش مني بالطريقة دي تاني
دلوقتي عرفتي بقي هتوافقي ليه
خديجة:ل..ل..ليه يعني؟
نبيل:روحي شوفي نفسك في المراية وانتي تعرفي
واه قبل ما امشي..اتمني رد اخوكي يجي النهاردة بالموافقة
ضمت يدها أمامها تجيبه بتحدي:وإن جيه بالرفض؟
ابتسم بثقة:متأكد انه هيجي بالموافقة
خديجة بغيظ:وايه اللي يخليك متأكد
نبيل:هقولك بس مش دلوقتي
خديجة:نبيل ...استني..أنت سامحتن....
نبيل:ماتكمليش..أنا مش محتاج حد في حياتي غيرك..سلام علشان عندي شغل
ابتسمت خديجة رغما عنها داعية الله أن يتم كل شئ بخير هذه المرة
**************************************************************
ياريت تعرفي يا أستاذة صبا أن النهاردة آخر يوم ليكي في الشغل
بغضب أجابته:أقدر أعرف ليه يا دكتور؟
قام من مكانه بغضب يضرب يده علي مكتبه الذي أمامه قائلا بصوت كالزئير:كمان بتزعقي بعد المصيبة اللي قولتيها عليا امبارح
صبا بتردد:قولت ايه يعني؟
سراج بغضب:اقسم بالله يا صبا لولا انك بنت ماكان هيبقي في في وشك حتة سليمة
ابتسمت ثم اجابته:ليه كل ده يا دكتور بس
أمسكها من يدها بقوة:تقولي عليا أنا شاذ أنا...ولا انتي مفكرة علشان عدتلك الموقف اللي هببتيه مع لوسيندا اني خلاص هفق بقي
ببرود اجابته:لا يا دكتور أنت مش هفق أنت حد لذوذ
سراج:أفندم!
صبا:خلاص حد كيوت حلو كده
سراج:استغفر الله العظيم يارب بقولك ايه اخرجي يا صبا وشوفي شغلك
أشرقت معالم وجهها لتشرق معها شمس قلبه ولكن سرعان ما غربت عندما وضح لها ما يرمي إليه :النهاردة بس علشان مافيش عمالة كتير ومن بكرة ما اشوفكيش هنا تاني يلا اتفضلي
تحركت من أمامه وقبل أن تخرج :همشي يا دكتور من الشغل بس أوعي تفتكر إني استسلمت تؤتؤ..أنت ملكي أنا وبس...تمام..تمام...علي بركة الله
واه صح ولا لوسيندا ولا مية بنت علي ةجه الارض تقدر تاخدك مني وزعلان علشان روجت عليك إنك شاذ دي أقل حاجة ممكن أعملها علشان أبعد عنك أي حد ممكن يفكر مجرد تفكير فيك ...ثم بإبتسامة جميلة جذابة رسمتها علي وجهها الرقيق يناقض تصرفتها الطائشة:عن اذنك...سلام
أغلقت الباب خلفها بهدوء محدثا نفسه فور خروجها:مهما تحاولي يا صبا مستحيل اخليكي تبقي في حياتي مستحيل..حتي لو كنت أنا كمان ببادلك نفس الشعور
**************************************************************
ايه رأيك أبدأ بأسما..ولا أبدأ بحد من عيلتك الكريمة
جز علي أسنانه من شدة غضبه:ما أنت لو راجل كنت ظهرت قدامي وماكنتش لعبت من تحت التاربزة
المجهول:تؤتؤ ..بلاش عصبية يا حضرة الظابط..أوبس ظابط مع إيقاف التنفيذ.هاهاهاهاهاهاهاها
تيم:أنا هعرفك مقامك يا ابن الكلب
المجهول:طب وليه الغلط..عموما قريب أوي هتعرف مقامي كويس ولما تعرفه مش هتقدر تنطق بكلمة قدامي وساعتها مش هيكون انتقامي منك بس..لا..ده هيكون من عيلتك كلها وبالأخص نجوي...ست الحبايب
صوت عالي رج أركان منزله:أوعى تجيب سيرتها علي لسانك القذر ده
بضحكة سمجة أجابه:أحتفظ بطاقتك اللي بتهدرها دي لوقت أفضل أصلك هتحتاجها في القريب العاجل..لما تترحم علي الحاج
تيم:مات.........
لم ينهي حديثه ليغلق الطرف الآخر الخط
كثير من الأسئلة تدور بذهنه حاليا ولكن السؤال المتكرر بإستمرار
من هذا؟ولما يفعل كل هذا؟
لا بد أن يعرف....حتما لا بد أن يعرف
*************************************************************
في المساء........
ألو أستاذ نبيل
ازدرق ريقه :أيوة يا باشمهندس
عمر:تقدر تشرفنا بكرة إن شاء الله علشان نحدد ميعاد الخطوبة
فرحة عارمة تمكنت منه:أكيد إن شاء الله
وما أن أغلق معه فتح برنامج الواتساب الشهير بالدردشة ليبعث لها رسالة:
كنت واثق من موافقتك
أجابته:شفقة ورأفة بحالك بس
بعث لها:وياتري الشفقة دي هتستمر ولا في مشاعر للحبايب مدكناهم
أجابته:شوية كده علي جنب بس يارب مايكنوش عفنه
بعث لها :بكرة نبقي نشوف الموضوع ده
اجابته:أحسن بردوا علشان عايزة أنام تصبحي علي خير
أجابها:وانتي من أهلي
******************************************************
مع إشراقة الشمس ليوم جديد يحمل بين طياته التفاؤل ليحيي فينا ذكري سعيدة أم حزينة ولكن الأكيد بأننا نستيقظ علي هدف واحد وهو يقينا أن هناك
سعادة دفينة كتبت لنا سوف تظهر في وقتها المناسب لتميت بداخلنا كل ألم مر بنا
ذهبت إلي عملها بتحدي لتدلف إلي المطعم وتغير ملابس خروجها بملابس العمل وتبدأ في أخذ طلبات الزبائن
هو أنا مش قولتلك امبارح أن المفروض ده هيبقي أخر يوم ليكي
صبا ببرود:وأنا ماقبلتش وطالما ماعملتش حاجة غلط يبقي أنا في الأمان وعن إذنك علشان ورايا شغل
سراج:استني عندك هنا...ماعملتيش حاجة غلط أمال اللي هببتيه ده يبقي اسمه ايه
ببراءة اجابته:أنا...هببت ايه مش فاهمة!
سراج:انتي هتستهبلي...أمال اللي قولتيه عليا ده يبقي اسمه ايه؟
صبا:أنا ..قولت علي حضرتك حاجة..امتي ده؟يتقطع لساني إن كنت قولت
سراج:ومين اللي قال عليا اني...
كانت ملامحها تنضج بالبراءة والوقار وهي تبتسم بجاذبية في انتظارها لينهي جملته ولكنها فضلت أن تسأله هي:إنك ايه؟
سراج بتردد:انتي عارفة قولتي ايه!
صبا:لا الحقيقة مش عارفة عارف ليه؟
سراج:ليه؟
صبا:علشان مش عارفة....وإن كنت قولت حاجة اثبت
سراج:بقولك ايه من الاخر كده أنا مش عايزك تشتغلي هنا يلا اتفضلي علي محاضرتك بلا لعب عيال
صبا:أولا أنا محاضراتي خلصت ...ثانيا أنا مش طفلة أنا عندي 19 سنة يعني كبيرة بما فيه الكفاية ثالثا وده الأهم لما يبقي في سبب وجيه إنك تمشيني ابقي مشيني عن اذنك بقي شوية كده
ثم تجمدت في مكانها عندما شاهدت آخر شخص كانت تتوقع حضوره
صبا:رعد
رعد بدهشة:صبا
الاثنان في وقت واحد:أنت/ى بتعمل/ى ايه هنا؟
رعد:صاحب المطعم اللي واقف وراكي ده يبقي صاحبي وانتي؟
صبا:أحم..هو..يعني...
رعد:انتي بتشتغلي هنا ازاي؟
تدخل سراج لانهاء الحوار:آنسة صبا انتي تعرفي رعد منين؟
صبا:جالك الموت يا تارك الصلاة
سراج:أفندم!
رعد:أنا ابقي أخو جوز أختها"رحاب"
سراج بدهشة:نعم!يعني مدام رحاب مرات أخوك تبقي أخت صبا
رعد:اه الكبيرة
صبا:بص ..يعني..من الآخر اه هكذب ليه..وقولتلك بردوا مش همشي من الشغل
رعد لو سمحت عايزاك
رعد:وأنا كمان
ذهبا الاثنان تحت نظرات سراج الثاقبة وهو يتوعد لها بما لا تحمد عليه عقباه
**************************************************************
يعني خلاص هتسافر بكرة؟
أخذها بين أحضانه:أنا آسف بس مضطر..انتي عارفة إني كنت مسافر بس اضطريت أأجل بسبب موضوع خديجة إنما مش هينفع أأجل ميعاد سفري أكتر من كده
رحاب بحزن:أنا عارفة يا حبيبي تروح وتيجي بالسلامة بس أرجوك طمني عليك طول الوقت
قبلها من جبهتها:طول الوقت يا قلبي
رحاب:خلي بالك من نفسك يا عمر
عمر:عيون عمر كل طلباتك أوامر
رحاب:ماتغبش عني..ماتعودتش علي غيابك
عمر:يا عمري مش هتأخر هو شهر واحد بس
بدهشة:ايه!...شهر..لا مش ممكن
عمر:خلاص خليهم شهرين
اجابته بغيظ:استظراف أوي
عمر:بهزر معاكي والله كلها أسبوعين بس
رحاب:لو أكتر من أسبوعين هطب عليك علي فكرة،واه فكر مجرد تفكير بس انك تخوني هناك!
رفع حاجبه:هتعملي ايه؟
عمر:بهزر معاكي والله..كلهم أسبوعين بس
رحاب:لو أكتر من أسبوعين هطب عليك علي فكرة وآه فكر مجرد تفكير تخوني
رحاب:هقتلك أنت وهي وهعبيكوا في أكياس سمرا وهي لازمتها ايه في الحياة
عمر:طب بقولك ايه ما تيجي كده توريني هتعبيني ازاي في أكياس يا شرس أنت
أحمرت وجنتها من شدة الخجل ونظرت للأسف قائلة:أ..أوعي كده خليني أجهز الشنطة
عمر:تعالي بس هقولك كلمه في بوقك قبل ما أسافر
**************************************************************
أعتقد دلوقتي عرفتي كل حاجة ؟
أجابته بهزة بسيطة من رأسها وهي تنظر لأسفل غير مستوعبة ما قاله للتو.
ماذا قال؟أحقا مسافر؟وكم هي المدة؟أسبوعين!
ماذا لو حدث له ما حدث أخر مرة ؟
ماذا إن أعجبته الحياة هنا،ولن ينوي الرجوع مرة أخرى؟
ماذا إن تخلي عنها غير معترف بها وبأولادهم؟
والأدهي ،ماذا إن وقع في الحب بإحدي الفتيات هناك وأصبحت هي في طي النسيان؟
كما هو واضح الآن!
أخرجها من شرودها صوته المرتفع:آنسة ولا مدام أروى ياريت تتنبهي شوية للي بقوله
بللت شفتها بلسانها في محاولة منها لإستعادة صوتها:أحم..آسفة..أنا مع حضرتك
نظرة تهكمية أعتلت عيناه يشوبها القلق سرعان ما أختفت لتحتل محلها نظرة نارية:ياريت تنتبهي لشغلك والحاجة اللي هنبه عليها انك تبعدي عن مكتب باشمهندس عبد الرحمن ويكون تعاملك معاه من خلال الاستاذة سارة وبس ياريت تكوني فهمتي
خرجت جملته الأخيرة بنبرة تحذيرية لتجعلها تنظر إليه في شك ولكنها أخفته قائلة في نفسها:ياريت تكون بدأت تغير زي زمان
********************************************************
صبا:رعد أرجوك ماتقولش لحد عندنا في البيت
رعد:واااااااااو...واااااااو...وااااااااااو..آنسة صبا بجلالة قدرها بتتحيل عليا
حركت عيناها بكسل وهي ترسم معالم الإشمئزاز علي وجهها قائلة:لا بقولك ايه ماتعش أوي كده ..أنا محدش يمسكني من ايدي اللي بتوجعني
رعد:يا سبحان الله..ما علينا بصي أنا عارف انك مش هتيجي بالإبتزاز فواحدة قصاد واحدة
صبا:المعنى؟
رعد:تقوليلي ياسمين صاحبتك بتحب ايه؟أقولك سراج يجي إزاي سهلة
تلجلجت صبا:س..س..سراج..ايه وبتاع ايه؟
رعد:بقولك ايه نظرتك فضحاكي ده غير الهباب اللي هببتيه مع لوسيندا...
صبا:أنت تعرفها
رعد:طبعا...لوسيندا صديقة لينا أنا وسراج إحنا التلاته كنا أصدقاء في أمريكا ده غير أن سراج حكالي عن البلاوي اللي هببتيها معاه بس ماقلش اسمك وأنا طبعا أول ماشوفتك تيقنت انه انتي ماهو مافيش بنت في الكون تهبب اللي بتهببيه ده غيرك
صبا:والله ده شرف ليا...
رعد:هتساعديني؟
صبا:أعرف الأول عايز ايه منها! وبعدين أقرر ياسمين مالهاش في شغل اللوع يعني من الآخر عايزها علي بيت الحاج وش غير كده سعيكم مشكور
رعد:وذنبكم مغفور
صبا:كركركركركركركركر
رعد:يا ستي بهزر..لا فعلا أنا معجب بيها..بس عايز أعرف بتحب ايه؟بتكره ايه؟كده يعني ...يعني مش هتقدم خبط لزق كده
صبا:أمممممم..ماشي أنا عرفاك واد جدع وعسلاية في نفسك مع انك بتبقي غتت أحيانا بس هساعدك وأنت تساعدني..اشطه
رعد:اشطه بالمربي
صبا:نقرا الفاتحة بقي علي كلامنا الحلو ده
رعد:نقرا ياباشا ..واقف مع سواق توكتوك قسما بربي
صبا:أقرأ ياض بلاش لكاعة
رعد:تؤمر يا باشا تؤمر
كان التفاق يدور بينهم ولكن كانت هناك عيون كالصقر تراقب ما يحدث من بعيد كاتما تلك الغيرة التي تشتعل بين عظامه مقررا انها ستظل أمامه حتي لو كلفه ذلك القرار أن تكون ملكا له للأبد
**************************************************************************************************************************************
لو سمحتي عايز أقابل آنسة أروى!
نظرت له بملامح متجمدة:آنسة؟ ثم أكملت جملتها اتفضل هنا ثواني وهتكون مع حضرتك!
ولم تمر سوى بضع دقائق حتى دلفت أروى لداخل مقر الشركة لتسمع صوتا أنثويا يناديها.
ألتفتت لتراها واقفة أمامها بجمود: خير يا سارة؟
سارة: في حد عايز يشوف الآنسة أروى خرجت تلك الكلمات بإستهزاء
أروى: مين ده؟
أشارت سارة بيدها: ده! عن اذنك ...يا آنسة!
زفرت ببطء: اللهم طولك يا روح
أروي!
أجابته وهي تحاول رسم البسمة على ثغرها: أهلا دكتور معتز
معتز:طب وليه دكتور؟ ممكن تقولي معتز على طول من غير دكتور على فكرة
أروى: لا ماينفعش وياريت نخلي الألقاب محفوظة.. عن اذنك!
لكن قبل أن تبتعد مد يده ليمسك يدها قائلا بنبرة رجاء: يا أروى أنا بحبك!
إلى هنا وكفى! كيف يجرؤ على إمساك يدها، لكن قبل أن تبتعد عنه كان يوجد من يمسك بيدها ليفلتها من يده وفي لمح البصر تلقى معتز أولي لكمات عبد الرحمن لتطرحه أرضا ثم ما لبث وأن أبرحه ضربا وهي تقف بجمود لا تعلم ما الذي ينبغي عليها فعله!
**************************************************************
دلفت إلي مكتبها لتجد باقة من وردها المفضل على مكتبها أقتربت لتشم رائحته النضرة وهي تأخذ الملحوظة التي عليه
فتحتها وهي ترقرأ
لم تكن للحياة معنى بعد غيابك.. لا تتركي يدي بعد الآن
وحتر إن كان لدي عشر قلوب لأحبتتك بهم جميعا
أحبك.. نبيل
أخت تلك الملحوظة وهي تقبلها ولم تعي أن هناك من يراقبها
يارتني كنت الكارت!
نظرت خلفها لتجده يستند بضهره على الباب ناظرا إليها بأعين تملؤها الحب
قالت متلجلجة: أنت.. إزاي.. هو يعني؟
بخطى متكاسلة اقترب منها: هششش..جمعي بس!
أجابته في محاولة لعودة ثقتها بنفسها: أحم.. إزاي تدخل من غير ما تخبط
نبيل: لا معلش أنا خبط، بس اظاهر كده والله أعلم عقلك كان مغيب في مكان تاني ثم أكمل جملته وهو جالس على الكرسي الجاثم أمام مكتبها وهو يضع ذقنه تحت كفه: يا ترى مين الواد الحيلوة المسمسم اللي واخد عقلك ده؟
ابتسمت: مين ده اللي مسمسم ده حتى مناخيره شبه المنقار ولا شعره يااااااااااي
نبيل: بمناسبة الشعر.. فين الحجاب؟
خديجة: حجاب ايه؟
نبيل ببرود: بصي يا خديجة من غير لف ودوران كده قدامك 24 ساعة تداري شعرك اللي فرحانة بيه دع ولو ماتغطاش ححزنك عليه العمر كله.. أمين
كانت على وشك الرد لكنه اقترب منها: أميييين!
خديجة بتأفف: حاضر
نبيل: يا لهوي على العسل لما بيقول حاضر
خديجة: طب اتفضل يلا هوينا
اقترب أكثر: ولو ماحصلش
اصتبغت وجنتيها باللون الأحمر: نبيل.. لوسمحت
قهقه عاليا ثم أجابها: خلاص خارج ربنا يصبرني لحد ما أخوكي يرجع من السفر ماكنش قادر يخلينا نكتب الكتاب بدل قراية الفاتحة
ضحكت: معلش
نبيل: استفدت أنا كده.. على العموم ماشي كلها شهر بس يا حلو.. ثم أكل جملته قبل أن يستمع إليها.. سلام.
**********************************************************
مالك يا بابا؟ حصل ايه؟
بتعب اجابه: مافيش حاجة يا حبيبي حادثة بسيطة
تيم: يعني ايه اللي حصل؟
محمود: ولله يا بني أنا شخصيا مستغرب مش فاهم ايه اللي حصل؟
تبيم: يعني ايه؟
محمود: أنا كنت سايق وماشي على مهلي بس فجأة عربية ظهرت مش عارف منين فجأة.. وبدأت تقفل عليا الطريق لحد ما جرا اللي أنت شايفه
هنا جاء ديث المجهول في عقله: بس يا ترى هبدأ بمين؟
من الواضح انه بدأ رحلة انتقامه من عائلته ولكن لم؟ ومن هو؟ والأهم.. لم يفعل ذلك؟
مالك يا بني في حاجة؟
تيم:لا يا بابا ولا حاجة، هتلاقيه واحد كان مبرشم ولا حاجة!
محمود: جايز يابني بس عارف لولا الشاب اللي لحقني ماكنتش عارف هيجرالي ايه
تيم: مين ده؟
ثم التفت على صوت رجولي وهو يقول: عم محمود أنا جبت لحضرتك العلاج اللي الدكتور كتبه لحضرتك
قام تيم من مجلسه وهو يشاهد شاب في العقد الثالث من عمره أو أكثر بقليل ..طويل القامة.. عريض المنكبين.. يتمتع ببشرة حنطية جذابة.. ذا عيون رمادية كالصقر تعلوها نظارة طبية.
اقترب منه تيم وقبل أن يطرح سؤاله سبقه والده قائلا: ده الشاب اللي ساعدني يا تيم
مد تيم يده قائلا بإبتسامة: شكرا ليك!
مد يده الآخر: الشكر لله.. ده واجبي
أنا تيم وحضرتك؟
سراج.. دكتور سراج الحلاوني
ارتجفت ما أن سمعت ذاك الاسم مرة ثانية ليقع ما بيدها على الأرض التفت الجميع للصوت ليجدوا نجوى جاثمة مكانها تنظر للاشئ وهي خائفة.. لحق محمود الموقف سريعا وهو يقول بتردد: حصل خير.. انتي كويسة؟
نجوى: ها .. آه.. الحمدلله! هلم..
وبسرعة أوقفها: لا يا ماما.. تسمحيلي أقولك يا ماما يعني!
نجوى: طبعا يابني!
سراج: طب مادام اعتبرتيني ابنك هشيل عنك أنا.
نظر الجميع إليه بإحترام شديد لأخلاقه الحميدة، ولكن أضلعها نار الشوق لما فقدته في الماضي ، لم يشعر بها سوى زوجها الناظر إليها بحزن بتملك منه إحساس العجز الذي لم يستطع تخطيه حتى وقتنا هذا.
*******************************************************
أمسكها من رسغها بعد ما حدث أخذا إياها أمام أعين الجميع تاركا الآخر على الأرض ينظر إليه بغل، لكنه لم يستطع فعل شئ بعدما جاء الأمن لسحبه إلى الخارج.
بعدما لملمت نفسها وأدركت ما مرت به.. بعصبية سحبت يدها من يده قائلة بغضب:
أنت إزاي تسمح لنفسك تمسك ايدي؟
وبنفس نبرة الغضب أجابها:
يعني هي لمستي ليكي وحشة وهو كان..
لم يكمل ما كان على وشك قوله، لأنها أوقفته بصفعة قوية دوت في أرجاء المكتب.
تحلت معالم الدهشة وجهه سرعان ما أختفت ليحتل مكانها غضب مكتوم.
تكلم من بين فكيه قائلا: تعرفي لو كانت واحدة ماكنك كانت زمانها مدفونة مكان ما هي واقفة
ارتجفت لكنها لم تظهر ذلك: مش معنى أن جوزي مش موجود أو مش فاكرني إني أكون نسيت أو مثلا قولت فرصة أعيش يومين لا أنت مش فاهم أدهم مش بس جوزي أدهم كل حاجة.. أب، صديق،ابن، وطن، كل حاجة هو.. وهو بس.. وأن ماكنش هو يبقى مافيش غيره فاهم.
أمسكها من كتفيها جابرا إياها أن تنظر إليه:
ليه؟.. اشمعنى هو؟.. ليه حبتيه كده؟.. وماحبتنيش.. ومش قادرة تحسي بيا.. انتي ماتعرفيش أنا كل يوم بحس بإيه وأنا بتخيلك بين ايديه.. وانتي جنبه في حياته وأنا لا.. حتى لما بشوفك مع ولادك.. بموت.. ولاده دول المفروض كانوا بتوعي أنا منك انتي
أزاحت يده بغضب: وأنت ماحفظتش على الحب ده وسبتني في نص لطريق تايهه مش لاقيه حد.. لكن هو ظهر كان سند، عون، قومني على رجلي من جديد أمن بأحلامي اللي كنت شايفها تفاهة واني مش هوصل مع انك كان في ايديك توصلني لكن أنت تفديت انك تساعدني لكن هو ساعدني لدرجة خلاني أدير مكان كبير زي ده.. ولما حس بمشاعر اتجاهي دخل البيت من بابه مالوعش ولما عرف اني مش بحبه ماهدش الدنيا لكن احترمني حتى لما فكرت اني اسيبه ولما عرف الحقيقة سامحني خباني جواه خلاني بنته كنت رقم واحد..
عبد الرحمن: وماكنتيش معايا رقم واحد!
أروي: أنا كنت مجرد بديل عروسة جديدة تمردت عليك شوية ولما لاقتها صعبة قولت أكسرها.. لكن هو قواني.. هو كان سندي لما ماكنش في حد
عارف قرأت مرة كلمة جملة عجبتني أوي الجملة بتقول:
لا تصلح المحبة بين اثنين حتى يقول أحدهما للأخر يا أنا
وهو أنا صدقني من غيره مش هكون أنا.. انساني يا عبد الرحمن لأن لو حتي ادهم مافتكنيش أنا مش هنساه وهفضل العمر كله ليه لحتى آخر نفس ليا هكون ليه..ليه وبس
ثم دلفت إلى الخارج ولم تنظر خلفها لترى نار الغيرة تتأجج بداخله وهو يردد:
مهما عملتي مش هتكوني غير ليا... مش بعد كل اللي عملته لحد دلوقتي انك تسبيني لا.. أنا عملت كده علشان اتخلص منه وتكوني ليا.. لكن كان محظوظ وقام على رجله، لكن يا تريى هو في أمان هناك... في تركيا
**************************************************************
وفي تركيا........
وبعدين يا عمر احنا لفينا كل حتة تقريبا
عمر: بس لسة في مكان ماروحناهوش
أدهم:ايه؟
أخرج من جيب سترته وريقة صغيرة وهو يقرأ بصوت عالي ثم ضرب بكف يده جبهته: ازاي ما أخدتش بالي!
أدهم: في ايه؟
عمر: بص بيقول بنتك!
لم يجبه لذلك أكمل: برج البنت يا أدهم برج البنت
أخذ من يده الوريقة: ازاي ما أخدناش بالنا
عمر: يلا بينا!
قاموا من مجلسهم يعدوا حتى وصلوا إلى وجهتهم.
تم بناء برج البنت على جزيرة اصطناعية في مياه مضيق البوسفور، لذلك استعانوا بزورق صغير للوصول إليه، قفز الإثنان من الزروق للدلوف إلى البرج ليشاهدوا ورقة معلقة أخذها عمر
برافو عليك قدرت توصل كنت متأكد من ده بس يا ترى بقى كنت متأكد من أخلاق مراتك للدرجة انك تسيبها وتسافر
ياريت تبص كده في الصور اللي هتاخدها دلوقتي.
شعر بيد على كتفه نظر خلفه ليجد رجل في العقد الرابع من عمره، واقفا بجمود ثم ما لبث أن مد يده بظرف أبيض كبير.
أخذه عمر من يده وفتحه سريعا ليجد صور رحاب وهي بين أحضان رجلا آخر
وقعت تلك الصور من يده وهو لا يشعر بشئ أخذها آدهم ثم أزدرق ريقه، ينظر بشك في تلك الصور: أكيد في حاجة غلط مستحيل رحاب تعمل كده.. مستحيل!
وبدون ابداء أي مشاعر قال: هقتلها!
"يتبع"
رحاب_قابيل
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي