الفصل السادس

سمعوا اطارات فوق حصي الطريق فاستداروا مخدرين ينظرون الي جماعه من الجيران الذين وصلوا متأخرين عن المساعدة وتوقفت سيارة طويلة أنيقة خلف الجميع وقبل أن تتوقف نهائيا قفزت شاهي منها ..لتسرع خطاها الي حمزة وهي تبكي بطريقه هستيرية:
-أنت كويس؟ أنت بخير ؟حصلك حاجه؟سيف ماعرفش ينام وشاف الدخان من الشباك بتاعه .. وهو اللي خلاني اجي هنا عشان يتأكد..أنكوا بخير
أخذ يهدأها :
-هش..احنا كلنا كويسين وبخير
زحفت فاطمة متأرجحة نحو سارة وحاولت بشجاعة أن تمنع ارتجاف صوتها وهي تقول:
-هو سيف ممكن يستقبلنا عنده لحد ما نشوف هنعمل ايه؟
والتفتت الي الحضور ثم خرت أرضا مغميا عليها.
في خضم الارتباك الذي حصل لم تع سارة ان سيف يراقبها وهي تساعد حمزة في تهدئة روع عمتها التي دفعتها نحو أريكة في غرفة الجلوس وفيما كانت جاثية علي ركبتها تاخذ كمادة باردة من محمود لمحته جالسا في كرسيه النقال بهدوء
لم تستطع لبرهة سوي النظر اليه ثم ارتجفت تعرف انها غير قادرة علي رمي نفسها بين ذراعيه كما فعلت شاهي مع حمزة فتحت ثغرها بدون أن تصدر صوتا واغرورقت عيناها بتوسل أبكم
لم يبد عليه ذلك الجو المهزوم مع انه بدا منزعجا لعدم تمكنه من المشاركة في عمليه الانقاذ ..لم يكن متعبا.بل رأت في عينيه بريق ارتياح ملحوظ قبل ان تهبط عليهما غلالة غير مرئية..لم يقل شيئا بل رفع رأسه وراح يجيل نظرة عميقة علي طول قدها الرشيق نظرت اليه ثم احست بالخزي لانها انتبهت الي انها لا ترتدي سوي غلالة نومها
قال سيف بهدوء أخيرا:
-دكتور العيله في الطريق الينا..ايه اللي حصل لفاطمة؟
وكأنما شعرت العجوزبأن عليها أن تتحرك فتأوهت وحاولت الجلوس ولكن موجة من الدوار ثانية فعادت الي الاستلقاء فوق الاريكة.
ضغطت سارة الكمادة الباردة علي رأس عمتها:عمتو فاطمة
-المشكلة مش في راسي أعتقد ان دراعي اتكسر مافيش واحدة في سني تقدر تتسلق شبابيك ومايجرلهاش حاجه
قال سيف بخشونة غريبة مفاجئة:
-انا بحمد ربنا انك كسرتي كتفك بس..الحمدلله انكم كلكم بخير..انتوا محظوظين كان ممكن الموضوع يبقي اكبر من كده
ثم التفت الي شاهي صائحا:
-انتي مش هتروحي تجهزي الاوض عشان يرتاحوا اكيد الكل تعبان دلوقتي
أدار كرسيه نحو الباب وأشار الي محمود بتوتر ان يبقي حيث هو وقال امرا
-أول ما الدكتور يجي دخلوا بسرعه عشان يشوف فاطمة
تلك الليله لم تستطع سارة النوم حتي بعدما احتست الحليب الساخن الذي حمله محمود قائلا ان سيف باشا يصر علي أن تشربه وينتظر اعادة الكوب الفارغ اليه..لم يكن التفكير في النار هو ما يقلقها او يجرحها.
كانت خطواتها متشنجة وكانت تسير في الغرفة الفخمة الانيقة وهي مرتديه روبا كحلياا ليس لها القت نظرها الي ماحولها من فخامة ثم عندما غاصت في السرير المدثر بغطاء حريري دفنت رأسها ووجهها بين يديها شاعرة بأنها أصغر وأصغر بمرور كل ثانية .فما هذا المكان المناسب لها أبدا
في الصباح التالي جلست وحدها وقت الفطور في غرفة الطعام تحدق أمامها بعينين فارغتين.
دخلت العمة فاطمة ذراعها مضمدة وجلست جنب ابنه اخيها
-صباح الخير ياحبيبتي ..شكل دراعي غريب اوي!
-وجعاكي اوي؟
وضعت السليمة علي رأسها:
-لا خالص..المسكن اللي الدكتور كتبهولي مأثر فيه انا حتي عايزة اضحك ومش فاهمه ليه انا خسرت بيتي وعلي وشك كمان اخسر شغلي
-ليه؟
دخلت شاهي وهي تدفع كرسي سيف أمامها وتركته ليتخذ مكانا له أمام الطاولة ثم قالت:
-وده اللي عايزين نعرفه.
-عشان مش هكون مفيدة للشغل ودراعي بالشكل وخصوصا ان الدكتور ان الجبس هيفضل في ايدي لمدة 6 اسابيع وده يخليكوا تدوروا علي حد تاني يدير القصر والمزرعه
ردت شاهي:لا
لكن سارة قاطعتها باستيحاء مفاجئ وهي تعلم أن سيف يراقبها مما جعل صوتها أعلي أوكثر توترا من العادة:
-ما تقلقيش يا عمتو أنا متأكدة ان بابا وماما هيفرحوا اوي لما تروحي تعدي معانا في بيتنا خصوصا كمان ان بقالك كتير مش بتيجي عندنا
التفتت شاهي اليها:
-لا ماتقدريش تاخدي طنط فاطمة مننا..احنا محتاجين ليها وليكي..سيف اطلب منهم ما يمشوش
نظر الجميع اليه وهو جالس بجمود ويداه تستريحان قليلا علي ذراعي مقعده
-ماقدرش امنعهم اذا كانوا عايزين يمشوا فاده شئ يرجعلهم
تكورت قبضتا شاهي الي جانبيها غضبا:سيف
أشاحت سارة وجهها عن قسمات وجهه المشدودة بتجهم ورفعت ذقنها عمدا . ماذا توقعت منه غير هذا الرد؟ اتوقعت منه الترحيب بذراعين مفتوحتين؟
قالت العمة بحزم تحاول اخفاء خيبة أملها:
-سيف علي حق يا حبيبتي.. أظم اننا المفروض فعلا نمشي ومانفرضش نفسنا عليكوا اكتر من كده
نظرت شاهي اليه:
-سيف قول حاجه بالله عليك مش معقول كده
بدا مرتاحا في مقعده وعلي محياه بعض الضجر
-مافيش حاجه اقدر اعملها
-لا تقدر
قالت كلماتها بهدوء وهي تواجهه ببرود.
-هيفضل هنا لو طلبت منه كده
قابل تحديها بصمت متوتر واكملت بصوت بارد:
-كلهم يقدروا يفضلوا هنا ..أنا ههتم باياد وسارة تبقي مكان طنط فاطمة لحد ماتخف..وبعدين ليه التعقيد ده كله هما أصلا تقريبا من العيله
ظل سيف صامتا وعيناه تحترقان فجأة..بعد لحظات تابعت:
-ولو ماطلبتش انهم يفضلوا يا سيف مش هكلمك بعد كده وماتنساش اني هتم ال25 بعد 3 اسابيع وبعدين مسألة الوصاية عليه دي هتنتهي وفي وقتها همشي ومش هتشوف وشي تاني
ساد صمت مطبق لم يكن يسمع فيه سوي دوي في الردهة الخارجيه
اخيرا أطلق سيف نفسا كان يكتمه..واعتلت وجهه نظرة مبهمه في عينيه.
-اعتقد انك فعلا هتنفذي قرارك ده .. تمام ها يا فاطمه اعتقد انك سمعتي قرارها ؟ ايه رأيك؟
-مش عارفه أقول ايه..بس انا حاسه ان في الموضوع أكبر من اني افضل هنا وحاسه ان في شد في الكلام جامد ..انت فعلا عايزني افضل هنا يا سيف باشا؟
اشتد ضغطه علي فكه وهو ينظر الي شاهي..لكنها لم تتحرك فقال بهدوء:
-اولا ما تقولليش سيف باشا دي انتي بالذات لا..ثانيا ايوة انا عايزك تفضلي
-انا عايزة أفضل بس مش حابه اكون بتطفل عليك
رد بصراحه:
عمرك ما تكوني بتطفلي عليه أبدا خصوصا انتي
عندما رفع رأسه ونظر الي سارة لم يستطع منع قبضته من الانكماش راح ينظر اليها بصمت مدة بدت لها أبدية ولكنها في هذه اللحظه لم تستطع قراءة ما علي وجهه ثم قال ببرود
-وأنتي؟هتفضلي هنا..وتهتمي بالبيت لحد ما عمتك تخف؟
عضت علي شفتها تتصور الارباك الذي ستواجهه ان قبلت والصمت المتوتر التي سيستخدمها ليتجنبها ..انه لا يريدها هنا ..فتصرفاته جميعا تنبئ بالرفض ماذا عليها ان تفعل الان أتقبل وتواجه كم الذل الذي ستواجه ام عليها ان ترفض وتجعل عمتها مصدر سخرية وخسارتها لعملها والمزرعة التي افنت عمرها بأكمله بها

عندما رفع رأسه ونظر الي سارة لم يستطع منع قبضته من الانكماش راح ينظر اليها بصمت مدة بدت لها أبدية ولكنها في هذه اللحظه لم تستطع قراءة ما علي وجهه ثم قال ببرود
-وأنتي؟هتفضلي هنا..وتهتمي بالبيت لحد ما عمتك تخف؟
عضت علي شفتها تتصور الارباك الذي ستواجهه ان قبلت والصمت المتوتر التي سيستخدمها ليتجنبها ..انه لا يريدها هنا ..فتصرفاته جميعا تنبئ بالرفض ماذا عليها ان تفعل الان أتقبل وتواجه كم الذل الذي ستواجه ام عليها ان ترفض وتجعل عمتها مصدر سخرية وخسارتها لعملها والمزرعة التي افنت عمرها بأكمله بها

أرسلت شاهي تحوها نظرة مدمرة لانها لم ترد فورا وقالت باصرار:

-طبعا هتفضل هنا! تعالي يا سارة..اوريكي المطبخ عشان نعمل الفطار..خليكي انتي هنا يا طنط فاطمه احنا اللي هنخلي بالنا منك الفترة الجايه دي

أمسكت ذراع سارة بخشونة متجاهلة احتجاجها الصامت ودفعتها بغير لطف الي خارج الغرفة..ثم قالت حين وصلتا الي المطبخ
-انتي جرالك ايه بالظبط؟دي الفرصة اللي انتي مستنياها من زمان ..تقدري دلوقتي تعيشي معاه في بيت واحد
-هو مش عايزني معاه يا شاهي
-رفعت شاهي رأسها بنفاد صبر
-بس انتي بتحبيه
-هو قالي ان الحب مايعنيش ليه اي حاجه ..واعتقد انه علي حق..انا ماقدرش افضل هنا

-انتي اتجننتي خلاص؟انا افتكرتك عايزه تساعديه؟
ارتدت سارة عنها تتلاعب بشفتها بين أسنانها
-بس هو رافض مساعدتي ليه
-اها فعلا هو قال كده بس انتي مش شايفه اتغير ازاي؟ده من ساعة ماشافك وهو اتغير تصرفاته اتغيرت وبقي مهتم بمظهره اكتر عن الاول..ومابقاش محبط

ضربت الارض بقدمها ثم صاحت:
-انتي حتي مش سامعه انا بقولك ايه..انتي مش بتحبيه؟!
-انا مش عارفه في ايه..بس انتي مش شايفه فرق الطبقات اللي مابينا
مدت ذراعيها تنظر الي الروب الذي ترتديه والذي كان ملفوفا مرتين حولها:
-مش ده بتاع سيف؟
هزت شاهي مظرها..فاشتعلت عينا سارة بنار خضراء:
-انا عمري مالبست براندات قبل كده..وعمري مانمت في اوضة زي اللي نمت فيها امبارح..بصي كده للمكان وبصيلي انا مش لايقه علي مكان زي ده انا عمري ماهعرف اعمل دور "سيدة القصر"
-بس انتي وافقتي علي الجواز منه قبل كده!
-فعلا..بس انا ماكنتش اعرف انه غني

قالت شاهي ساخرة:
-انا دلوقتي شايفه انكوا انتوا الاتنين مناسبين لبعض اوي..انتي عارفة ايه هي مشكلتكم؟كرامتكوا الفارغة دي..واحد مش عايز شفقة..والتانيه مش عايزة احسان..يا الله!انتوا مش شايفين انكوا ماتقدروش تعيشوا من غير بعض

احست سارة بصراع في داخلها..فهي وسيفامام طريق مسدود
تنهدت مستسلمة تسأل:
عمتوا بتحضر ايه علي الفطار في العادة..ياسلام لو اغمض عين وافتحها الاقي الست اسابيع دول خلصوا علي خير.

لم تكن سارة موجودة حين طلب سيف من حمزة البقاء لكن يبدو انهما توصلا الي اتفاق ما لان شاهي لم تستطع اخفاء ابتسامتها حين جلس الجميع الي العشاء ذلك المساء
كانت غرفة الطعام كبيرة ذات طابع رسمي بعد ان وضعت سارة الطعام نظرت الي سيف قائلة
-انا نسيت حاجه
رد باختصار
-لاء..اعتقد ان اللي قدامنا هيكفي جيش كامل
حين نظرت الي المائدة اكتشفت ان الكرسي المتبقي لها هو بجانب سيف ..غاص قلبها عندما نظرت الي شاهي المعتدة بنفسها ..ولكنها لم تجد أمامها الا الجلوس في ذلك المكان
لم يعلق احد بكلمة كانوا جميعهم بمن فيهم اياد صامتين وطال الصمت كانت ساره خلاله تتلاعب بطعامها متوترة وشعرت بالحرارة تجتاحها..وهي تقول في نفسها
أنا بعمل هنا ايه؟افردي وقعتي حاجه دلوقتي علي المفرش؟هيبقي شكلك ايه دلوقتي؟

اشتدت قبضتها علي شوكتها وحين رفعت رأسها رات ان سيف يراقبها وعلي وجهه تقطيبة حادة فخفق قلبها بسرعة وبدا لها أن سيف يتوقع شيئا ولكن ماهو؟

قالت متلعثمة:
اناااا..احم..ماشكرتكش علي الهدوم اللي حضرتك خليت شاهي تشتريهالي النهارده يا سيف......بيه.

كاد حمزه يختنق بالطعام ونظرت شاهي اليها مشدوهة..اما سيف فابيض وجهه:
-ماتشكرنيش علي حاجه

قاطعتهم فاطمه وهي لا تفهم مايجري:
-اه ..فعلا..شكرا جدا علي اللبس الجميل ده
قال بتوتر:
شاهي هي اللي اختارت اللبس ده فالشكر لازم يكون ليها مش ليه

حاولت سارة ان تجمع شجاعتها المبعثرة وقالت وهي تكاد تختنق:
-مافيش شك في ذوق شاهي بس حضرتك انت اللي دفعت الفلوس وأول ما ان شاء الله كل شئ يرجع لطبيعته اكيد هسددلك المبلغ ده

وضع سيف سكينته وشوكته من يده وشد قبضته مكافحا غضيه

-لو حبيتي انا ممكن اخصمهولك من مرتبك عادي لاني اكيد هدفعلك مرتب زي ماانتي عارفه طبعا
هزت رأسها توافق بسرور
-اكيد طبعا
لكنها عرفت ان من المستحسن تغيير دفة الموضوع
...ولكنها فضلت الصمت وظل الصمت يحيط بالجلسة المملة التي لم يقطعها سوي بعض الاحاديث المتقطعة وحين انهوا طعامهم أخيرا تسللت سارة الي المطبخ حيث تهاوت بارتياح ..ان كانت الوجبات ستستمر علي هذا المنوال فستواجه نوبات طويلة من عسر الهضم اطالت فترة غسل الصحون حتي أصبح من الواضح انها تستخدم هذه المهمه لتجنب الجميع.جففت يديها ثم راحت تجيل البصر في المطبخ لتتأكد من عدم نسيان شئ ثم تسمرت في مكانها كالآموات.
كان سيف جالسا في كرسيه ذي العجلات يراقبها ومن خلال تصرفاته عرفت انه كان هنا منذ مدة
فقالت بصوت متوتر:
-عايز حاجه يا سيف بيه؟

تطاير الغضب من عينيه :
-ليه يا سارة؟ ليه بتناديني بالطريقه دي؟ ليه بتتكلمي عايا كده؟ ليه؟
اجتاحت وجنتيها موجة من الاحمرار فقال بالحاح:
-ردي!
-أنا حاليا لازم اكلمك بالاسلوب ده..لاني مش اكتر من خدامه عندك.هو مش المفروض بردوا ان الخدم يتكلموا كده مع اصحاب البيت؟..دليل للاحترام يعني؟

ضاقت عيناه:
-انتي ش خدامتي
-انت طلبت مني اني افضل علي الاتفاق ده
-اعتقد اني كنت عايزك تفضلي
-لا ..انت مش عايزني ابقي ولا حاجه.بس انت اتجبرت علي كده ..وانا كمان ماكنتش عايزة افضل هنا ..وانت وضحت كمان اني عمري ماهنتي لمكان زي ده ..فامتقلقش.انا عارفه ان الاسابيع دي مش هتر مرور الكرام كده .بس انا هوعدك اني اكيد هخرج نهائي من حياتك اول ما الفترة دي تنتهي

قرب كرسيه منها بارتباك ووجدت انها لا تستطيع الا الوقوف جامدة ؟
-أنا ماكنتش أقصد حاجه!
بدت علي وجهه موجات ألم وعندما وصل اليها امتدت يده االي نعصمها بقوة هائلة:
-انا مش هسح ليكي انك تتذللي بالاسلوب ده
رفعت رأسها بكبرياء وعضت علي شفتيها لتمنع نفسها من البكاء
-أنا ماكنتش بتذلل لما شكرتك علي اللبس اللي اشتريته لينا بس انا كنت بحاول ارد الجميل مش اكتر..وفي خلال الفترة الجايه ان شاء الله هقوم بواجبي علي أكمل وجه
-انا مش عايزك تشتغلي مديرة مزرعة ولا تهتمي بالبيت كان
-مادام حضرتك شايف اني انفعش لمزرعتك تقدر تمشيني
جعلت صيحة استهجانه الكلمات تموت علي شفتيها وشدها من معصمها ليركعها علي ركبتيها امامه..
-انتي بتتعمدي تفهميي غلط ياسارة..انتي صاحبة القصر هنا..أنا ماقدرش أشوفك في الوضع ده أبدا وماقدرش اسعك بتقولي بيه دي تاني ابدا..ولازم تنسي اللقب ده
همست وهي تكاد ان تبكي
-لازم مانساش
أخذت عنياه تتطايرات شررا وارتفع لهيب غضب اليهما
-مش هقدر اتحمل ده!

رفعت نظرها اليه وامتلات نفسها بالبؤس ..ما تزال مشاعرها علي الرغم من مقامه الرفيع علي حالها.انها تحبه الان اكثر مما مضي ..انما عليها أن تضع حدا لهذا كله..

قالت ببرود
-انا مابعلش ده عشانك ..انا بعمل كده عشان خاطر عمتو هي بحاجه لشغلها ده بعد ماخسرت كل حاجه انا هفضل مكانها لحد ماترجع زي ماكانت واول ماتبقي كويسة همشي من هنا..اما عن دلوقتي انا هحاول علي قد ماقدر ابعد عن طريقك حتي مش هحسسك اني موجودة اصلا
صاح وهو محبط النفس:
-كفايه بقي يا سارة كفايه

اشتدت قبضتاه علي كتفها ثم جرها لتقترب من وجهه فتشابكت عيونهما وظل ينظر اليها بحده والصمت الثقيل يلقي ظله عليهما ولكن شوقا شديدا اجتاح وجهه وجعل معدتها تتقلص ثم تأوه قبل ان يضمها اليه بتملك شديد

كيف لها أن تفكر في تركه ؟ انه هنا ..انه لها..في لحظات مجنونة شعرت بان كلا منهما ينتمي الي الاخر فهو لم يعد سيف بيه ولم تعد هي خادمته ..لم يكن عاجزا وهي كانت الفتاة التي احب فقد عاد ها هو سيف الذي أحبته..لقد عاد

ولكن ياتري ما الذي تخبئة لهما الاقدار ؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي