الفصل الثامن

أخذت نفسا طويلاً فى محاولة منها لجمع شتات نفسها.
_اخلصي يا سارة عايزة ايه؟
_مش عايزة خلاص
_تقصدى ايه؟
أجابته بدون تفكير:
_انت رفضت العلاج ليه؟
صاح بغضب وأنفاسه متحشرجة فى حلقه:
_كان لازم أعرف! تمام أوى يا سارة ، قولى اللى انتى عايزة تقوليه ،وأمشى
ببرود أجابته:
_وليه أتعب نفسى مع واحد ماعندوش إستعداد يسمع...أنت خايف من ايه؟!
لم يرد عليها بل ظلت عيناه المعذبتان مستقرتين فى الفراغ خلفها ... فسألت مجدداً:
_ أنت مش شايف نفسك تستحق المحاولة؟
_ ومين قالك اني ماحاولتش؟ انتى مدركة أنا بحس بأية كل يوم وأنا بحاول أجر نفسى من على الكرسى ده، وأنا بحاول أتمسك بأمل انى ممكن أقف على رجلى وفى كل مرة أفشل وأقع على وشى؟عارفة كام مرة كنت بكافح أنى أرجع للكرسى بسرعة قبل ما محمود ويشوفنى بالشكل ده.
سرت رعشة خفيفة فى أوصالها بسبب الصورة التى رسمها.. ليس من العدل أن يتلوى هذا الجسد الطويل بعجز تحت قدمى خادمه. ولكنها قالت بصوت متردد مرتعش:
_ أنت المفروض تبقى عامل حساب إنك مش هتقدر توقف بالسهولة اللي أنت متخيلها.. لازم الأول تخضع للتمارين المناسبة
قاطعها بفظاظة:
وأنتى تعرفى ايه عن اللي بتقوليه ده؟وانتى عمرك ما فى حياتك فقدتى القدرة انك تقدرى تتحكمى فى رجلك،وعمرك في حياتك قعدتى على كرسى بتتجرى من الناس وهما بيتحكموا فيكي...أرجوكى ما تقوفيش تدينى مواعظ فى حاجة عمرك ما جربتيها
أثر غضبه المرير فيها بشكل رهيب.. وسمرتها نظرة العذاب والانهزام فى مكانها .
اهتز صوتها بالكلمات التى خرجت لا إراديا.
مفكرنى ماعرفش اللي انت حاسس بيه..لا..أنا عارفة كويس أوى اللى انت بتمر بيه .. لأنى بمنتهى البساطة أنا كمان قضيت نص حياتى فى كرسى متحرك زيك بالظبط
رفع رأسه بشموخ،ينظر إليها وهو لا يصدق قولها ولكنها تركته يرى بأن عينه.
رفعت تنورتها ببطء ،وانتظرت الصدمة التى قد تصيبه بالغثيان
كانت هناك فجوات شاحبة في منتصف قدمها،بدا الجرح بشعا ، ولا شك إنه كان مؤلما يوماً
بعد نظراته بألم عنها ينظر للفراغ مجدداً..فقالت ببرودة وهى تسدل أطراف تنورتها قبل أن ترتد عنه:
_ ماتبصليش بالطريقة دي أنا كمان مش محتاجة شفقتك
أطلق أنفاسا خشنة:
أنتي إزاى ماقولتليش حاجة زى دى... المفروض أقول ايه؟
_ قول انك هتتعالج، مادام أنا قدرت يبقي أنت كمان تقدر
بدا صوته متردداً وهو يقول:
ايه اللي حصلك؟
تقدمت إلى المقعد لتغرق فيه:
اممممممم ...سرطان العظام... حاولوا يبتروها بس أنا رفضت وبابا كمان وقف معايا.. وبدأت فى رحلة العمليات لحد ما قدرت أقف على رجلى تانى
بعد صمت طويل سمعته يطلق أنفاسه بشدة وهو يرفع نظره إليها:
المفروض أعمل أنت ايه بقي؟
أغمضت عيناها وهى تضغط على فكيها تحاول التحكم فى أعصابها:
أقل حاجة ممكن تعملها دلوقتى أنك تقول هتتعالج!
_ وهحاول ليه مادام انتى هتمشى بعد كام أسبوع
_ أنت هتتمرن علشانك مش علشانى
اقترب منها .. ونظر إليها نظرة كادت تحرقها ولم يلبث أن أشاح برأسه المتعجرف مجدداً بعيداً ثم لما نظر إليها مجدداً كانت عيناه مخدرتين:
هتساعدينى؟
تعرف هى ما طلبه منها الآن كلفه الكثير ..كان إهانة لكبريائه ولوقاره ..تلقلقت الدموع في عيناها ، ولكنها تمالكت نفسها وهى تجيبه بإبتسامة مصطنعة:
_أكيد هساعدك ..بس أنت لازم تقوم بمجهود مضاعف
مد يده إليها .. فارتفع الأمل فى أعماقها خاصة بعدما أخذ يدها فى دفء يده
فى تلك اللحظة سقطت كل الحواجز واستطاعت من جديد سماع صوت المطر وسمعت صوته المهتز وهو يجلس على ركبته طالبا يدها للزواج..توهج وجها وقرع قلبها كالطبول وامتلاء بالحب.
قال بصوت أجش:
_ أنا عارف أن الموضوع مش هيكون سهل..بس طول ما انتي موجودة كل حاجة هتكون سهلة...أنا ..محتاجك جنبي
نظرت له والألم يعتصر فؤادها فقريبا سيعملان مع بعضهما البعض وهذا سيصعب الأمور.. فمتى عاد يسير من جديد لن يكون بحاجتها مجدداً..وسيكون عليها الرحيل قريباً...صاح صوت بداخلها ..لا تستطيع تركه أبدا ...ولكن هذا واقع لا بد لها من تقبله فهما مختلفان متباعدان كقطاران لن يتقابل مساراهما أبدا
استقر توهج دافىء حول قلب "سارة"كلما فكرت بإقتناعه أخيراً ببعض التمارين المساعدة على الشفاء.
استبقت أفكارها مجرى الأحداث،وتخيلته واقفاً ماشيا وراكضا فامتلأ قلبها فخراً.
ثم تصورت نوع العرفان بالجميل الذى سيبديه نحوها، ربما يكونون معا من جديد.
هزت نفسها موبخة:
انتي لازم تفوقى من الأفكار الرومانسية دى وترجعى لأرض الواقع.
جاء الطبيب وهو يرشد "محمود"كيف يقوم بتلك التمارين الرياضية عندما يكون غائبا.
كانت تتابع فى صمت وكما توقعت لم تكن تلك التمارين سهلة لم تستطع مراقبته وهو فى هذه الحالة لذلك خرجت.
بعد ذلك بعدة أيام كانت "سارة"منشغلة فى حفلة
عيد ميلاد "شاهى"وأخيراً قد تمت عامها الخامس والعشرون وأصبحت حرة من تحت أمرة "سيف"
كانت "سارة" تراقب تلك التجهيزات ويدور بخلدها فكرة واحدة نحن حقا من عالمان مختلفان..تعلم هذا من النظر إلى تلك الكؤوس الكريستالية التى توضع بهدوء على صينية تغلف بماء الذهب
لم تستطع الاحتمال أكثر من ذلك لذلك استدارت هاربة من هذا المكان.
أما عن "سيف" فكان يتكلم مع "شاهى"،وعيناه تبحثان عن "سارة"التى ما أن وجدتها حتى استقرتا عليها.
تنظر إلى "شاهى" التى كانت تخلب أنفاس كل من يوجد بالحفلة بدون أدنى مجهود . تنتزع إعجاب ضيوفها الصريح بسحر لا جهد فيه .تطير من مجموعة إلى أخرى بإبتسامة مشرقة،ووقار أنيق.
لو قورنت بها لبدت المقارنة عقيمة..والنور ثغر "سارة"...ف"شاهى" قد ولدت وترعرعت فى هذا العالم وهنا يكمن الفرق.
وقع نظر شاهى عليها لذلك ذهبت إليها مسرعة وهى تتأبط ذراعها أخذه إياها إليه..كانت تنظر إلى الأرض ولكن عندما سمعت صوته تصلب وجهها وهى ترفع وجهها إليه.ولكن...استقبلتها منه نظرة باردة وكان هناك شىء آخر أيضاً..شىء لم تستطع تحديده..
بحثت فى وجهه عما يفكر فيه وفى هذا الوقت تلاشى كل ما حولها لا تعرف سوى خفقان قلبها.
- سارة...
فكرت لقد ارتكبت هفوة ما! وارتدت على عقبيها متجهة إلي الحديقة ..لكن ماذا فعلت؟..نادت الأرض من تحت قدميها قبل أن تمسك ذراعها يد قوية دافئة ..
سألها "حمزه"
- انتي كويسة؟
إستجمعت شتات نفسها، ثم قالت:
آه.. طبعاً..ولكن الجو جوا حر شوية
-علشان كده جيتي هنا..طب تعالى نقعد شوية
- مش هينفع لازم أدخل المطبخ علشان أطمن على كل حاجة بنفسى
ثم نظرت حولها لتتأكد أنها لا تسبب مشكلة..فهذا ما لا يغتفر.
عندما ألقت نظرها على"سيف" تشنجت مرة أخرى، واحمر وجهها بألوان الهوى..كان يراقبها ، ولكن أساريره فى هذه المرة تحولت من البرود إلى الغرب المشتعل.
لحق "حمزه"بنظرتها، ثم أمسك بيدها يشدها مبتعدا عن نظره، متعمداً تجاهل نظرة "سيف" القاتلة نحوه..
- أعتقد مش هيفقدوكي أوى جوا
لحقت به متعثرة ، لكنها لم تستطع إبعاد عينيها عن وجه "سيف"
جلسا على مقعد ناظرا إليها:
- قوليلي بقي ايه اللي حصل؟
بدا لها فى بذلته السوداء الأنيقة بعيداً عنها ك"سيف".
- مافيش
- بعد اللي شوفته ده.. أعتقد أنك مش هتقدرى تكذبى عليا..ودلوقتي قوليلى حصل ايه؟سيف قالك حاجة؟
- لا ...خالص ماقلش حاجة .. أنا.. أنا..بس.حسيت أنه هيغمى عليا..علشان كده خرجت..والجو كان حر...وبعدين بصيت على لبسى..و..
صمتت تنظر إلى ملابسها بعجز، تحس أنها غير مناسبة.
فأردف بصوت منخفض:
انتى النهاردة جميلة جداً
ظلت مطأطئة الرأس، كان شعرها قد تسلل من التسريحة الناعمة فى قمة رأسها، واسترسل على كتفيها..
أردفت بحزن:
- المكان ده مش مكانى
- عمر ما هيكون ده رأى سيف .. أنا مش عارف ايه اللى حصل بينكم النهاردة..بس هو بدأ فعلا فى العلاج خلاص..وده أهم شىء دلوقتى ..فعلشان كده ماتخليش مشاعرك توقف حاجز دلوقتى ما بينكم
- أنت عرفت منين انى حاسة اني أقل منه؟
- أنا مش أعمى يا سارة ..انتى بنت بمليون بنت ..صحيح انك ما تولدتيش في عيلة أرستقراطية ..لكن اى راجل سواء كان غنى أو فقير هيبقى فخور انك مراته وقبلتى تكونى فى حياته
أمسك يدها وهو ينظر إلى عمق عينيها:
- أنا عارف انك بتحبيه.. خلى حبك يتغلب على مصاعبك وكبريائك وكبريائه.. وإلا هتفضل طول عمرك ندمانة ...اوعى تخسرى
قاطعه صوت "سيف" وكأنه ريح باردة:
- واعترفتلها بحبك ولا لسة شوية؟
انفصلت "سارة" عن "حمزه" سريعاً وهى تشعر بالذنب ، ثم نظرت إلى حيث يجلس "سيف" البارد الوجه القاسى الملامح.
كانت يداه مشدودتين على ذراع مقعده.وخطوط جسده تصرخ بكراهيته لرؤيتها هناك مع الرجل الذى كان يوماً صديقه...
قالت:سيف.. أنا..
- ماتزعجيش نفسك بالتفسير يا سارة.. أنا فاهمك كويس..أنا فاكر كويس انى طلبت منك تلاقى راجل سليم..راجل كامل..
امتقع وجهها بلون أحمر فإن: سيف
قال حمزه بخشونة:
أنت مش عاجز بس لا.. أنت أعمى كمان..أنت مفكر أنها ممكن تشوفنى طول ما أنت موجود؟
كاد يهب سيف عن كرسيه.
- ما أنت عملت كده مع فريدة ودلوقتى بتعمل نفس الموضوع مع سارة
نظر حمزه إليه ساخطا قبل أن يجبر نفسه على الاسترخاء. وقال بهدوء:
- أفهم بقى فريدة عمرها ما حبتك ... وهنا الفرق .سارة بتحبك مع إنك ما تستحقش الحب ده رفع سيف رأسه بتكبر، وأدار كرسيه مبتعدا عنهما.. إنه لا يريد أن يسمع الحقيقة وقال:
- عن اذنكم
أحاطت به العجرفة وهو يشق طريقه بألم إلى جناحه فى الجهة الأخرى من المنزل ، ولم تستطع سارة سوى النظر بعجز إلى حمزه.
كانت عجرفة سيف ويا للغرابة هى التى حثاه فى الاسبوعين على القيام بالتمارين وقد رأته أكثر من مرة يفرز أسنانه في شفتيه المرتجفتين بدل أن يترك للألم سبيلاً للخروج، وكان يومياً يدفع نفسه إلي أقصى الحدود وما كانت تستطيع إلا الوقوف لمساعدته فى الإستمرار بحركاته.
كان العرق يبلل وجهه، وكانت عروق عنقه المشدودة ترتجف كلما أجبر عضلات ساقيه المسترخية على التجاوب لإرادته.
فى أحد الأيام استلقى على ظهره فوق فراشه على متعب
قال محمود بهدوء، بعدما نظرت إليه سارة:
- كفاية النهاردة يا بيه..هروح اجبلك هدوم بدل اللي كلها عرق دي
مسح وجهه بمنشفته، يسألها ساخراً:
كتير عليكى كل ده طبعاً.
ألقى رأسه على الفراش فى لحظة ضعف ، وخرجت أنفاسه فى زفرات قصيرة، وهو ينظر إلى سقف غرفته
رفعت ذقنها مجبرة نفسها فى عدم الرد على تهكمه قائلة:
أنت بترهق نفسك أوى. لو عايز يبقى فى نتيجة..لازم تعمل التمارين واحدة واحدة إنما اللي انت بتعمله ده مش هتحقق اي حاجة من اللي أنت عايزه
-وانتى بقي كان عندك صبر علشان اعملى كل التمارين دي واحدة واحدة
لامست شفتيها إبتسامة خفيفة:
لا...بس...أنا كنت أصغر من كده...وماكنش عندى صبر
- وأنا ليه يبقي عندى صبر؟
-أنت مستعجل ليه؟
- انتي نسيتي..عمتك فاطمة هتشيل جبيرتها بكرة
إتسعت عيناها(هل مر الوقت سريعاً ..هكذا؟!)
-أنت ماعدتيش الأيام؟
بدت مرتبكة فأردف: انتي لسه مصرة تمشي بكرة؟
حاولت الوقوف ... ولكنه مد يده ليمسك معصمها ويبقيها إلى جانبه..فقالت وغصة غريبة فى حلقها:
- شكلى نسيت الوقت..الوقت سرقني
أيقول لها أنه لم يعد بحاجة لمساعدتها؟
-خليكي معايا يا سارة
قالت مرتجفة: بس أنت خلصت تمارينك
تعمدت إساءة فهمه، لأنها أرادت الإبتعاد عنه لتفكر فى ما ستفعل
اسودت عيناه: انتي عارفه كويسة أن ده مش قصدي..أنا أقصد انك هتمشى بكرة مع عمتك
أحنت كتفيها: أنت اللي قولت كده
- ودلوقتى أنا اللى بطلب منك تستنى
- واستنى على أى أساس؟ لو عمتو رجعت لشغلها يبقي أنا ماليش لزوم هنا
- خليكى وبس
- وأعمل إيه هنا؟
- خليكى على أساس انك ضيفة فى بيتي
اخذت شرارات باردة تمر فى ظهرها صعوداً وهبوطا.
ضيفة؟ أنت بالنسبة ليك مجرد ضيفة؟
أهذا ما سيؤول إليه حبها؟
اشتبكت عيونهما فى صمت طويل، ثم أحست بشىء يموت داخلها..لماذا الاستغراب؟ فما حبها إلا إحراج له..
أنه رجل من عائلة أرستقراطية لديه كل ما يريد في الحياة.. أما هى فتاة عادية..كانت عيناه الرماديتان القاتمتان عميقتين، رائعتين ومفعمتين بالحيوية..ولكنها لم تر فيهما سوى فراغ غريب صدمها
بدأت كتفاها تنحنيان بانهزام ..ولكنها لملمت شتات نفسها ورسمت إبتسامة على وجهها وهى تمد يدها إليه:
يبقى خلينا نبقى أصحاب
مد يده وهو يبتسم إبتسامة خفيفة: أصحاب
فى ذاك الوقت دلف محمود وهو يخبره بأن يستدير حتى يستطيع تدليك ظهره لذلك انسحبت بهدوء تقذفها أفكارها كبحر يقذف فى الصخور ولم تنتبه إليه وهو يستدير بسهولة
فى المساء كانت تجلس فى المكتبة عندما دلف حمزه ليجدها جالسة جامدة ناظرة للفراغ
جلس بجانبها قائلاً:
بتفكرى في ايه؟
- انك انت كمان مسافر
- أيوة هرجع لبلدى عندى أرض صغيرة هناك وبيتي كمان هروح اهتم بيها..ممكن الاقى هناك اللى دائما بدور عليه..
- هتسافر امتى؟
- بكرة إن شاء الله
- طب وشاهى؟!
- وقت ما تبقى جاهزة أنها تستقر اكيد هكون موجود علشانها
أكملت بحزن: طب وأنا لو أنت مشيت المفروض أنا أعمل إيه؟
عبس: سيف موجود
أمسكت بيديه تنظر إليه: لا .. هو عايزني اكون مجرد ضيفة فى بيته ..صديقة مش أكتر
- ما تستلميش
- مابقتش قادرة تانى خلاص
لازم تقدري يا سارة ..انتي ماسمعتيش مقولة أن الحب أعمى؟وسيف أعمى اكتر من اى حد دلوقتي
أنا مش فاهمه ماحبتكش أنت ليه؟
علشان احنا مش بأيدينا نختار مين نحب
ثم أردف بإبتسامة:
سيف بيحبك. وبردوا هو كمان ماعندوش اختيار في ده
- أنا عايزة أمشى من هنا
- ماينفعش تسيبيه
- لا أنا ماليش مكان فى حياته خلاص .أنا ماليش مكان في العالم بتاعه..تفتكر هقدر أنساه
- خلاص..تحبي تسافر معايا بكرة ..
كان على وشك أن يستكمل جملته إلى أن لاحظ ظل شخصاً آخر لذلك التمعت عيناه الزرقاوان بشرر خبيث وهو يبتسم إبتسامة جانبية:
أنا ممكن اتقدم لك وتتنقلي وتعيشي معايا صحيح مش هقدر اوفر لك بيت زي ده بس هتبقي حياتنا هادية..وحاول اني اعوضك
- حمزه..
حبس صوت تحطم شىء ما الكلمات فى حنجرة سارة التى انتفضت مذعورة ثم ألتفتت هى وحمزه الذى ارتسم على محياه ابتسامة عندما وجده واقفا أمامهما غاضبا وعكازان مرميان على الأرض أمامهما.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي