الفصل التاسع عاشر ج2

بقلمي /نيفين بكر
متابعه
بعد غلق الباب هنا نزلت دموع فيروز فاقتربت منها شهد وجلست  بجانبها قائله
مالك ي حبيبتي  بتبكي ليه
فقالت
خايفه ليحصل زي قبل كدا
شهد مطمئنه لها.......  لا ان شاء الله ماتخافيش الدكتوره لو كانت شايفه الوضع حرج كانت ححجزتك في المشفي
بجد ي شهد،!!
ابتسمت وقالت..... بجد حبيبتي ان شاء الله الحمل هيكمل وهتبقي زي الفل
قالتها ونهضت وهي تقول
هروح انا علي اوضتي اغير وهرجعلك علي طول
اومات لها لتتركها شهد بين افكارها
فبراسها تدور العديد والعديد من الاسئله
هل ستركها فريد ام سيبحث عنها حتي يجدها
وظلت تفكر في كيف حاله هناك حيث تركت قلبها
........
في الاسكندريه
مر ستة  اشهور   تقريبا  كانت كالجحيم بالنسبه له
فكان لا ينام يبحث عليها في الليل والنهار  هنا وهناك لم يترك اي مكان يمكن لها التواجد به الا وذهب اليه
اما عن زين فحاله كاحال اخيه رغم تظاهره بالقوة والتماسك
ولكنه كان ينهار في كل مرة يغلق عليه الباب او يكون بمفرده
فقد تحددت جلسه ولم تحضر فيها شهد فكان حضورها اخر قشه حاول التشبث بها
فذهب لمحاميها وانهي معه مسأله الطلاق  فالاول مرة كان مجبر لا مخير
فكل منهم اخطأ وكل منهم معاقب.....ووجب  عليهم تصفيه الحسابات
........
في فيلا الزيني
كان الساعه تجاوزت الرابعه فجراً بقليل
كانت تنتظره كعادتها منذ رحيل فيروز
دخل وهو مطأطأ الرأس وحزن الدنيا يرتسم علي وجهه من يراه للوهله الاولي لا يعرفه
فكانت ملابسه غير مهندمه واطلق لحيته
ومال لون بشرته  للاسمرار من كثره الاجهاد وقله تناوله للطعام
وفقدانه  الكثير من وزنه........
لم يراها ولكن انتبه عليها عندما نهضت وهي تقول له
هتفضل في الحال اللي انت فيه دا كتير
فقال بنبره حزن
امي.....
ايوة امك... جاوبني
تنهد بقله حيله قائلا...... وانا بأيدي اي اعمله
فقالت..... بايدك تعدل من حالك انت مفكر بالطريقه دي ممكن تللاقيها
فوق ي فريد
صرخ بوجهها قائلا
افوق اعمل اي قوليلي اعمل اي وانا واعمله
نظرت له ولم تتكلم
فاخفض صوته وتقدم صوبها واخد  بكفها وقبله
اسفاً
امي انا اسف فقدت اعصابي وعليت صوتي عليكي
سحبت يدها وقالت
عارفه انك مضغوط وعارفه انك بتتألم
بس الانهيار اللي انت فيه مش حل
كل يوم راجع بعد الفجر
فريد..... بدور عليها ي امي
عزة...... ي ابني
فريد..... امي ارجوكي انا تعبان ومحتاج اطلع انام
ممكن نأجل كلامنا بعدين
فقالت بقله حيله... ماشي يافريد  اطلع وانا هحضرلك حاجة خفيفه عشان  تتعشا
قبل جبينها وقال
ماتتعبيش نفسك ي حبيبتي انا عاوز انام وبس
ثم تركها وقلبها يعتصر من الحزن علي ابنها الوحيد
وعلي حاله الذي تبدل وغابت عنه سعادته مع غياب فيروز
..............
في الفيوم
لم يحدث عليهم اي تغير
ف فيروز كما هي حزينه متعبه لا تفارق الفراش الا للضروره
وتقوم علي خدمتها شهد ونجوي
وهذا ما كان يثير حقد وغيرة  عبير؛  فكانت تفتعل المشاكل.......
حتي جاء ذات يوم وكان موعد زيارة الطبيه في عيادتها
التي اطمئنت علي حاله فيروز الصحيه وعلي جنينها
وبعد عمل اشاعه تبين بانها حامل في تؤام ولكن لم يتحدد نوعهم بعد
كانو سعداء رغم حزنهم
في بيت صالح الخولي

كانوا يلتفون حول مائده الطعام
وكان يترأسها صالح كاعادته وبجانبه زوجته
وعيببر تجلس بجوار ابنها تطعمه مع غياب زوجها حسن لقيامه ببعض المهام التي وكلها له اخيه صالح
سالهم صالح
عملتوا ايه عند الدكتوره
فقالت نجوي بسعاده..... الحمد لله ي خويا
فيروز تمام وكمان العيال تمام
عيال؟؟؟؟
ايوة هيجينا كمان شهرين  تؤام ان شاء الله
فهتف  بسعاده..... الله اكبر ماشاء الله ربنا يبارك وتقومي بالسلامه
ابتسمت فيروز وقالت.... ربنا يخليك ي صالح بيه
فقال بنبرة لائمه..... صالح بيه بردك انا مش قلت اسمي صالح
تنحنحت بحرج وقالت.... مايصحش
تدخلت نجوي هاتفه....... هو اي اللي مايصحش
دا اخوكي
فهتفت بامتنان
اكيد وطبعا ليا الشرف بس
مابسش قولنا صالح
حاضر صالح
هنا تدخلت عبير بنبره منزعجه رغم اجتهادها في عدم ظهورها
اومال انتي مطوله هنا معانا يعني بقالك ست شهور  لا شوفنا اهلك ولا حتي جوزك
نظرت لها فيروز ولم تتكلم ونهضت وقالت بعد اذنكم
وتركتهم وصعدت لغرفتها
هنا تدخلت   شهد قائله
جوزها مسافر واكيد ليها اهل بس هما  مهاجرين
فقالت بنبره ساخره بعدما لوت فمها ..... كلهم ابوها وامها واخواتها
هنا ضرب صالح بيده علي الطاوله جعلها تنتفض
بكفياكي بقي ي عبير انتي لو ما لبقتيش في نجوي يبقي في جوزك يبقي في الشغالين
مالقياش حد تجري  في شكله هطلعي زرابينك علي البنيه
انا انا بسأل وبس هو السؤال حرم
لا ماحرومش بس ماتسأليش في اللي مايخصكيش
والا قسما عظما ما هتتجمعي معانا غلي اكل ولا قعاد تاني
هنا نهضت بغضب وهتفت حانقه
هو انا كل ماافتح بوقي تقولي  كداا انا متجوزه اخوك يعني زي ماليك زي ما له
تدخلت نجوي قائله
عبير دا كلام تقوليه
ردت عليها وقالت... اومال ده كلام يقولهولي
نهض صالح بغضب وقال
انا مش هرود عليكي الا لما جوزك يجي ولو ماادبكيش هأدبك انا
قال كلماته وتركهم ليصعد لغرفته
ومن خلفه نجوي زوجته بعدما رمقتها
لم يتبقي سوي شهد التي نهضت هي الاخري لتنم ان تتركهت ولكن بخت سمها  هاتفه
خربتوها وقعدتوا علي تلها
فقالت شهد
احنا اللي خربناها ولا لسانك االي بينقط سم
هتفت...... انا لساني بينقط سم هي حصلت
فقالت بنبره محذره متوعده
ايوة حصلت واياكي شوفي اياكي تجرحي فيروز بكلمه تاني فيروز اختي وصاحبتي وانا وهي مش قاعدين  عندك  ولا عند غيرك انا قاعده في ملكي وورثي انا واختي سامعه ومش هسمحلك انك تغلطي فيها تاني
انهت كلامها وتركتها تغلي وتتوعد لها  هي وفيروز
وحتي نجوي وصالح
...........
في المساء عاد زوجها حسن فكان ف انتظاره اخيه صالح وابلغه بما فعلته فغضب عليها
واخذها واعادها الي بيت ابيها
اما عن فيروز التي حاولت ان تهداء من الامر ولكن دون جدوي
فطلبت من نجوي بالتحدث هي وشهد  لصالح ولحسن
فاخبرتهم علي ماحدث لها وايضا طلبت من صالح
بان يشتري لها قطعه ارض لبناء مشغل عليه
فهي موهوبه بالرسم وخاصأ الفساتين
وعلي شهد التصاميم فرحب صالح بالفكره ولكن
طلب منها مهله حتي يجهز لها ماطلبت وايضا
حتي تنتهي فتره حملها التي قاربت
فهي في اواخر شهرها السابع
...........
بعد شهران اخران
كانت نائمه بجانب شهد وهي تتالم فهي تشعر ببعض التقلصات والانقبضاضات ولكنها قالت في نفسها عاديه كلكل مره فهذه الفتره هي كثيره التالم وقليله النوم
نهضت بتالم عندما فاجاتها انقباضه قويه مؤلمه
صرخت باسمها اها شهد
نهضت بفزع... فيروز مالك
ااااه الحقيني انا تعبانه اوي بايني بولد
نهضت مسرعه ثم تحركت صوت الخزانه  وفتحتها واحضرت ملابس لفيروز ولها وهي تقول
ماتقلقيش كل حاجة هتبقي تمام انا هتصل بالدكتوره
وهنروح المشفي حالا
لت ملابسها وساعدت فيروز واسرعت للخارج كي تخبرهم
وما هي الا دقائق معدوده وكانوا جميعا بخارج غرفه العمليات يستمعوت الي صراخات  فيروز المتتاليه  وهي تتألم من عمليه الوضع..........
هناك بالاسكندريه
كان نائمه وكان يتصبب عرقا وهو يهتف باسمها ويهلوس
فيروز  ف يرو ز
ثم نهض وهو يشهق بقوه فكان يشعر بالاختناق فتح الباب فكانت امه اولا ومن بعده زين اياد ويارا وحميع من بالبيت
فريد مالك  في اي
فيروز فيروز كانت بتصرخ انا سمعتها وكانت بتنادي عليا
قالها وهو يضع يده علي عنقه
عزه مهدأه له وهي تناوله كوب ماء
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم  دا كابوس ي حبيبي
خد اشرب المايه دي
تناول الكوب منها وشربه كله ثم قال وهو ينهض ويفتح خزانته ختي يبدل ملابسه
لا انا حاسس بيها.... فيروز فيها حاجة انا متاكد
زين... طب اهدي ممكن انت عارف مكانها عشان تقوم وتروح لها في الوقت دااا
نظر اليه نظرة عاجز و نزل علي ركبتيه  بقله حيله وهو يضع كفيه علي رأسه
وهو يقول ببكاء
انا حاسس بالعجز هي محتاجاني انا عارف وحاسس بيها
بس مش عارف اعمل اي ولا عارف هي فين
قولي ي زين اعمل ايه
نزل لمستواه واحتضنه زين واشار لهم جميعا بالخروج
فاطعوه جميعا وخرجوا وهم يبكون علي حاله  
اما عن زين الذي كان لا يزال يحتضنه
وحد الله اكيد هتلقيها وان شاء الله هي كويسه
لا اله الا الله يارب تبقي بخير يارب ادعلها ي زين
يارب ي فريد..........
❤... متابعه
في المشفي كانت لاتزل تصرخ وهي تتالم فولادتها كانت متعسره للغايه حتي تدخلت الاطباء بقيامهم بعمليه قيصريه....
كانت بالخارج تبكي عليها وبجانبها ابن عمها صالح وحسن ونجوي......مع غياب عبير التي لازالت في بيت اهلها
بعد حرب الاعصاب التي استمرت اكثر من ثلاث ساعات
خرجت عليهم الممرضه وهي تضع تلك الملائكه الصغيره التي لا تكف عن البكاء
تقدم منهم صالح وبجانبه نجوي التي كانت تنظر لهم بعيون دامعه فهي حرمت من هذه النعمه
تقدمت شهد الباكيه منهم ايضا وهي اول من سألتها عن حالتها
هي اتاخرت كدا ليه هي كويس مش كدا
اومأت لها بابتسامه مطمئنه
بخير ما تقلقيش عليها
هي هتخروج دلوقت
هزت راسها نافيه وقالت
لا لسه شويه الهانم فقدت دم كتير والولاده كانت متعسره
اول ما الدكتور يطمن عليها هيخرجها علي طول
لانه لسه بيتنقلها دم
بكت شهد بصوت عالي وهي تردد
يارب كون معاها يارب انا ماليش غيرها
تقدمت منها نجوي وقالت وهي تربت علي كتفها
ماتقلقيش ي حبيبتي عليها ان شاء الله هتبقي كويسه
احنا جبناها في احسن مستشفي هنا والدكاترة مش هيسيبوها الا لما تبقي تمام
قالت من بين بكأءها
يارب يا نجوي ادعيلها ربنا ينجيها
امنت نجو وتابعت
يارب يا حبيبتي تعالي شوفي الكتاكيت دول
هنا قاطعتهم الممرضه قائله
حد يجي معايا عشان نسجل الاطفال دي
تقدمت شهد معها وقالت
انا جايه معاكي
وذهبت معها لتقيد المواليد بورقه الزواج العرفي التي معها المسجله بالشهر العقاري
........
بعد عده ساعات كانت تتمدد بوهن علي سرير المشفي في غرفتها
وشهد التي كانت تساعدها في تناول العصير
فقالت بوهن...... كفايه ي شهد مش قادره
شهد.باصرار غير مباليه باعتراضها ... الدكتور قال لازم تشربي عصير عشان
تعرفي ترضعيهم ولا انتي عوزاهم يعيطوو ويدوشونا

حلوين ي شهد

فقالت مازحة..... زي القمر هيطلعوا وحشين لمين......
سمتيهم ايه
الولد مصطفي
والبنت...... صمتت قليلا ثم استطردت قائله
فريده
هنا بكت فيروز فهي اسمتهم علي اسماء اغلي اثنان علي قلبها
اقتربت عليها وقالت... مش قولنا غلط البكاء، انتي هترضعي
يعني عاوزه نفسيه كويسه عشان الولاد ماتتعبش
مسحت باناملها علي وجنتيها وقالت
عاوزة اشوفهم
شبه مين
ديده فيها شبه منك
ابتسمت ورددت. ببكاءها ... ديده
اومأت لها شهد ثم تابعت
وصاصا فيه منه كتير
ابتسمت رغم بكاءها...... عاوزة اشوفهم
حاضر صالح ونجوي من ساعه ماولدتيهم
وما ماسابهومش لحظه وفرحانين بيهم اووي
فقالت.... ربنا يرزوقهم يارب
امنت شهد..... يااارب
دخلت نجوي وهي تحمل الصغير اما صالح فكان في غرفه اخري مع الصغيره
فقالت نجوي... خدي حبيبتي الدكتوره قالت ترضعيه الوقت......
خدي مصطفي باشا رضعيها الاول قبل مااخته تصحي وبعدين رضعيها
مدت ذراعيها لتأخذ منها الصغير بايدي مرتعشه
ضمته الي صدرها وبكت وهي تتأمل ملامحه
نعم فهو نسخة من حبيببها
اقتطع شرودها
نجوي حينماا قالت
... ها مش قولنا نصلي علي النبي وبلاش بكا
رفعت لها راسها بعيون دامعه وقالت
عليه افضل الصلاة والسلام، كان نفسي بابي
يبقي معايا ويأذن لهم بودانهم
ابتسمت نجوي وقالت وهي تمسح دموعها
صالح اذنلهم.. مش عاوزة بكا بعد النهارده
انتي في وسط اهلك وناسك وعيالك عيالنا
وماتقلقيش عليهم من اي حاجة
قالت كلماتها ثم انهت كلامها مازحة
ويالا رضعيه قبل ما البت الشلق دي تصحي وتفتح السرينه بتاعتها
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي