عَبْهَرَة

Jeje Romanzoo`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-09-26ضع على الرف
  • 148.6K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

1

المقدمة،

عَبْهَرَة، الفتاة الجميلة خَلْقا وخُلُقا كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فالسماء.
جميلة فاتنة الملامح، طيبة الروح والاخلاق.

تلك هي سارة، الفتاة العربية الجميلة، التي ترمي بها ظروف حياتها في غربة، في اكثر دول العالم التي تعتبر كل شيء مباح.

كيف ستعيش وحيدة مع اخيها الصغير ذي الثمانية اعوام، وتحافظ على نفسها؟

وماذا إن طرق الحب باب قلبها، كيف ستحافظ على نفسها وعفة روحها........

................

آطرقت كل ابواب الأصحاب والمعارف، آطرقت ابواب الخيرين وكل من يقضي للناس المصالح ،،،
اعتقد انني اعرف ردك من قبل ان تزف اليَّ اخبار من خذلك من الاصحاب ومن لم يجد حولا ولا قوة لحل مشاكلك وان كان ذي مناصب !!

سِرْ في الارض طولا وعرضا ان شئت، واطرق ابواب الخيرين من البشر، لا تترك بابا الا واطرقه لعلك تجد سُؤْلَك ومُرادك، لعلك تجد من يحمل عنك اوزارك، او من يساعدك حتي في الحمولة التي انقضت ظهرك.

ولكني للأسف هنا لأخبرك ان لن ينفعك جميعهم، ولو شاءو حقا مساعدتك في ايجاد الامل.

هو باب واحد اطرقه وكن موقنا بإيجاب الطلب، باب مفتوح لا يقفل في وجه سائلٍ ولا مضطر، باب ان طرقته وانت مُهان رُفِعْتَ في عزة، وإن طرقته وانت محتاج أُعْطيت سُؤْلك من غير مَنٍ ولا اذًى، اما إن كنت مظلوما فقد احسنت اختيار ظهير لك لا يخذِلُ ولا يَمُن.

اطرق باب السماء في عزة وان كنت في اقصى درجات الذل من بنو البشر، باب خلقه الله لنا لنلجأ له لا لسواه، يأيها السائل المضطر انه باب الدعاء لله الواحد القهار ....

..................

سارة

- نعلن عن وصول الطائرة إلى مطار جون إف كينيدي الدولي، ونرجوا من السادة الركاب التزام أماكنهم ووضع حزام الأمان للحفاظ على سلامتهم.

لم تفق سارة من شرودها الا بعد ان طلبت منها المضيفة ان تضع حزام الأمان.
كانت احداث الايام السابقة تدور في رأسها كإعصار هائج، مما سبب لها الارق والاعياء.
لا تصدق ان الذي عاشته لم يكن حلما، هل حقا حدث ماحدث؟؟
أصوات الصراخ والرصاص والقذائف تموج داخل عقلها كمن يسمع صدى صوت الموج الهائج بعد وصوله للشاطئ الآمن بعد خوض غمار غياهب بحر لُجِيّ.
نفضت رأسها لتخرج هذه الافكار فليس أمامها سوى المستقبل القادم لتحاول ترميم شتات نفسها واخيها الصغير.
إلتفتت نحوه ممسكة بيده بحنو امومي، كان مستغرقا في نوم عميق لا يدري على شيء، انه مجرد فتَى صغير في الثامنة فَقدَ كلتا والديه.
- أمازلتِ تبكين ياسارة؟ هل أنتي خائفة؟
مسحت دموعها بكم قميصها وابتسمت ابتسامةَ عريضه فوق جراحها الدامية.
قرصت خده وقالت : وكيف أخاف ومَعِيَ رجل قوي مثلك؟
هيا لننزل لقد هبطت الطائرة.

بعد اتمام الاجراءات الروتينية التي كانت مرهقة لكليهما، خاصةً انها لم تسافر بمفردها مسبقا ابدا.

اعطت لسائق سيارة الاجرة وجهتهما وجلسا ملتصقان في نافذة السيارة، مبهورين بشغفٍ وفضول بم تراه عيناهما.
ناطحات السحاب، الطرق الملتوية والكبيرة، السيارات الحديثه والفارهة، النساء الجميلة.

هذا لم يكن يشبه وطنهم في شيء!

قطع السائق تأملهما : أهِيَ زيارتكما الاولى الى الولايات المتحدة؟

كانت لغة سارة الانجليزية ممتازة جدا، فقد اصر والدها علي تعليمها اللغة الإنجليزية في احسن المراكز والدورات هي واخوها أدم.

التفتت الي السائق مبتسمة: نعم، ويبدو انها بلد جميل جدا.
- هل لديكما اقارب هنا ام اتيتما للسياحة؟
قال ادم بصوته المرتفع : لا نعرف احدا هن....
وضعت سارة يدها بسرعة علي فم اخيها لتسكته فهي لا تستطيع أن تأمن أحد بعد.
وقالت بإبتسامة مصطنعة : نحن ذاهبون للالتقاء ببعض الاقارب وهم بإنتظارنا.
ابتسم لها السائق وتابع القيادة.
لاحظت سارة أن السائق ينظر اليهما بتمعن بإستمرار من خلال مرآته.
لفت يدها حول كتف اخيها في حماية، والذي كان مستغرقا في المشاهدة عبر النافذة.
طالت الطريق واخذ التفكير بسارة الي خالها ميكائيل يوم طلب لقائها بالسجن بعد ان تم اعتقاله من قبل المعارضين في تلك الحرب الدامية لكونه جندي فالجيش.
- لقد تدبرت أمر تأشرتَيْ سفر وتذاكر طائرة لكما، عليكما الرحيل في اسرع وقت، اتسمعينني ياسارة؟!
اغرورقت عيناها بالدموع كيف لها ان تتحمل ما رأت!!! كان خالها يعرج على قدم واحدة وماظهر من جسده كله كدمات وجراح دامية على وجهه.
لمست بيدها وجهه في حركة عطف.
امسك يدها على خذه بقوة وعيناه تلمع من أثار دموعٍ أبى ان يتركها تنزل وقال بصوت قاسٍ او يجبر نفسه علي جعله قاسٍ : هنا. وأشار بيديه الي المكان واكمل : لا مكان للدموع ولا للعطف، جراحي وجراحكِ واحده وعلينا ان نسير فوقها لنعيش.
حضنها بقوة وقال: انكِ وأخاكِ امانة من اختي وسأحاول فعل كل ما بإستطاعتي لأبقائكما آمنين. وانتِ الآن المسؤولة عن نفسك وعن اخيك، وانتِ الآن والدته وأبيه.
أبعدها ينظر في عينيها وقال : انا لا أعلم مصيري هل أبقى مسجون أم يطلقون سراحي.
سكت قليلا ثم أضاف: أو ربما حتي يتم تصفيتي.
اجهشت سارة فالبكاء ....

نزلت دموعها للذكرى واستَذْكرت ايضا موت والديها وتحطم منزلهم، وتلك الصرخات وأصوات القنابل. لم يعد لديها احد في الدنيا الا اخيها أدم الذي اصبحت مسؤولة عنه.

أخرجت الورقة التي فيها عنوان شقة خالها في امريكا وبطاقته الائتمانية الدولية، وتنفست بي عمق.
- عليكِ ان تحافظي علي نفسك واخيكِ انتِ قوية، اجعلي سلاحك هو التوكل على الله فهو معكِ في كل خطواتك وهو نصيرك، لا تغضبيه فهو يراكِ ويسمعكِ.
هذا ما قاله خالها ميكائيل في أخر لحظة قبل ان يجروه الي زنزانته.

قطع حبل افكارها صوت السائق : لقد وصلنا ياآنستي.
التفتت حولها ووجدت نفسها في وسط حي سكني، ترجلت هي وأدم من السيارة وأنزل السائق حقائبهما.
وامسك بيد أدم يقوده الي البناية، استغربت في نفسها تصرفه ولكنها لم تبين ذلك.
نظرت الي اسم البناية ونظرت مجددا الي ورقة العنوان التي في جيبها، انه عنوان مختلف، نظرت بصدمة نحو اخيها تم ركضت خلفهما وقلبها يسارع في نبضاته فقد سبقاها بعدة خطوات.
صرخت وقالت: هاي، انت ايها السائق انتظر!!
إلتفت إليها ولايزال ممسك بيد ادم والحقائب.
قالت بغضب: الي اين انت ذاهب؟؟
قال بإبتسامة هادئة تبعت علي الريبة : سأوصلكم الي باب الشقة. ونظر إلى أدم وقال: لقد جاء اخيرا.
قالت: ولكن هذا ليس العنوان الذي اعطيتك اياه.
امسكت بيد ادم تجره وظل السائق يجر أدم ناحيته.
صرخ أدم في خوف : اتركني ايها الرجل اللعين.
تملك سارة الخوف الشديد وبدأت تحاول جر يد أدم بقوة.

..................

ميليسا

من إحدى ناطحات مدينة نيويورك نزلت فاتنة شقراء وهي غاضبة وهاتفها المحمول يواصل الرنين.
أجابت بعد عدة رنات متواصلة : أما زالت لديك الجرئة لمكالمتي؟
قال الرجل علي الهاتف: ارجوكِ، ياميليسا عودي لنتناقش.
ضحكت بسخرية : اوووه لا، لا لن أعود اعتقد انني رأيت مايكفي.
- ولكن الامور ليست كما تبدو عليه.
- أحقا؟ امممم ارجوك يا مايكل لا تحاول الاتصال بي مجددا!
اقفلت الخط ووضعته في قائمة الحظر.
- لا لن ابكي، انه لا يستحقني، لا يستحقني، كلهم كاذبون.
تكرر جملتها وكأنها تجبر عقلها الباطن على تصديقها.
ركبتاها خانتاها وامسكت في الحائط، تنفست بضع دقائق ثم ركبت سيارتها.
كانت تقود لعدة دقائق لا تعرف وجهتها، حتي قررت أخيرا الذهاب الي السيدة ميلودي مربيتها عندما كانت صغيرة، فزوجها الان حتما فالعمل.
وصلت الي الحي الذي تسكن فيه السيدة ميلودي، وتفاجأت بما رأته.
إنه السيد جيمس زوج السيدة ميلودي، يجر طفلا!! وهناك فتاة تحاول جر الفتى أيضا لإتجاهها وهي تصرخ!!
ركنت ميليسا سيارتها ونزلت بسرعة.
وقالت : ولكن ما الذي يحدث؟
قال السيد جيمس : انه جايكوب ابني!! لقد عاد جايكوب.
قالت الفتاة بصوت هستيري : لا انه اخي انا انه آدم.
تحدث الفتى الصغير بلغة غريبة لم افهمها.
الفتاة صرخت : ارجوك ياسيدتي اطلبي الشرطة، ارجوكِ ساعديني، انه يحاول اختطاف اخي.
علمت ميليسا ان السيد جيمس يمر بإحدى نوباته التي يعاني منها منذ ان فقد ابنه من 20 عام، ويبدو ان السيدة ميلودي نسيت ان تعطيه دواءه.
اتصلت على الفور بالسيدة ميلودي وأخبرتها عما يحدث، ونزلت الاخيرة مسرعة من شقتها واخذت تتحدث مع زوجها وصار صراخه هستيريا، فأخذت قطعة قماش ووضعت علية بعض الرذاذ ووضعته علي انفه وهي تحاول تهدئته، ولم تمر ثواني حتي سقط جيمس مغشي عليه، وحاولت زوجته مساندته فوقعت معه علي الارض وبدأت تبكي بصمت.
ضمت سارة اخيها أدم وهي ترتجف.
طلبت ميليسا من احدى جيران السيدة ميلودي ان يساعد السيدة في اخذ زوجها الى شقتهما.
والتفتت الي سارة : انا اسفه، ان السيد جيمس فقد ابنه وكان ذلك عندما كان ابنه جايكوب في مثل سن اخيك منذ 20 عاما، ومنذ ذلك الوقت وهو يمر بأوقات عصيبه ، وقد كان في مستشفى الامراض النفسية لعدة سنوات ولكني اعتقدت انه قد تحسن، ولكن يبدو انه لم يفعل!
نظرت سارة حولها بضعف وخوف كورقة في مهب عاصفة هوجاء، ممسكة بأخيها بقوة ومن شدة خوفها لم تستطع التركيز على ماتقوله الفتاة الاخرى، امسكت حقائبها بسرعة وكانت متجهة إلى الطريق.
قالت ميليسا: انتظري يمكننا الصعود الى شقة السيدة ميلودي لترتاحا يبدو عليكما التعب.
- لا، لا شكرا . نفضل الذهاب.
كانت سارة خائفة ولم تستطع ان تثق فالفتاة، وخصوصا انها تريد منها الذهاب لشقة الرجل الذي حاول منذ دقائق فقط ان يخطف أدم. أهي مجنونة هذه الفتاة كالسائق ام ماذا!!!
- اذا ما رأيك أن أوصلكِ الي وجهتك؟
- لا، افضل ان اخذ سيارة اجره، شكرا لكِ حقا.
حاولت سارة انهاء هذه المحادثة بأسرع وقت والذهاب.
ابتسمت ميليسا ابتسامة لطيفة وقالت : يبدو انكِ لا تثقين بي! حسنا، معكِ حق، الذي تعرضتي له حتما انه امر صعب. فأنا ايضا تعرضت لموقف صعب هذا اليوم.
وتابعت ميليسا وهي لا تعرف لما تحاول التخفيف عن الفتاة واخيها، فهي لم تهتم بالاخرين كثيرا من قبل ابدا.
- هنالك مطعم صغير في نهاية الشارع، مارأيكِ لو تناولنا الغذاء وتحدثنا قليلا.
كانت سارة فعلا تشعر بالارهاق والتعب وفكرة تناول الطعام الان تبدو رائعة.
قال أدم ويبدو انه افاق من صدمته اسرع منها : هيا ياسارة انا جائع جدا.
ميليسا : اسمك سارة؟ انه جميل جدا، انظري ياسارة المطعم مكتظ بالناس ولن يحصل لكما شيء هناك.
ابتسمت ميليسا بعد ان رأت التردد في عيني سارة وثم اضافت : كما انه يمكننا الذهاب علي اقدامنا فهو يبعد عدة دقائق فقط.
نظرت سارة الي حقائبهم وقالت حسنا، ولكن حقائبي؟
ميليسا: يمكننا وضعها في صندوق السيارة وبعدها نعود لتأخذي حقائبك وتركبي سيارة الاجرة.
............

سارو ميليسا وادم و سارة بجانب الطريق حتي وصلو إلى المطعم.
كان مطعم صغير ورائحة الطعام فيه لذيذة وشهية.
طلبوا طعامهم وبدأ أدم يأكل البرقر بشهية، أما سارة فكانت تقلب طعامها، أرادت ان تبكي ان تصرخ ان تعود الى شقاء بلدها والى اللجوء والتهجير في بلادها على ان يحدث شيء لأخيها آدم هنا، وتخسر من تبقى لها من عائلتها.
رفعت نظرها ولاحظت ان الفتاة الاخرى ايضا تبدو شاردة وحزينة.
قالت سارة: انا لم اعرف اسمك بعد؟
ابتسمت ميليسا: ميليسا، ميليسا جراي.
فقال آدم وفمه مملوء بالطعام: انا اسمي آدم.
ميليسا بتسلية قالت: لقد عرفت اسمك من اول ثانية التقينا.
ضحك الجميع وبدأو فالاسترخاء.
تبادلوا اطراف الحديث حول مواضيع عامة، ثم لم تستطع سارة ان تخمد فضولها فسألت وقالت: حسنا، انتي تعلمين لما مررنا انا واخي بيوم صعب، وقد قلتي سابقا انك ايضا مررت بيوم صعب، اذا كان لا يضايقكي السؤال ماذا حدث معكِ؟
ميليسا بحزن: لقد وجدت خطيبي مع إمرأه اخرى!
سارة: اووه، هذا مروع. هل تحبينه؟
ميليسا: حسنا، كنت اعتقد ذلك. ولكن بدأت احس ان خيانته لم تؤثر فيّ كما يجب. كنت اعتقد انني سأكون درامية اكثر. وضحكت واكملت "ربما هذا يدل انني لم احبه كما كنت اتصور!"
سارة: اممممم. هذا جيد.
ميليسا: ماهو؟
سارة: انكِ لم تحبيه؟
انفجرتا بالضحك

عادو الى السيارة وقد احست سارة بالراحة لميليسا ولكن لازالت خائفة، فهي في غربة ولا يجب ان تثق فالغرباء فورا.
قال أدم : واااو ان سيارتكِ جميلة.
ميليسا: استطيع ايصالكما ان اردت تجريبها.
أدم : ارجوكِ وافقي ياسارة.
سارة بعد تفكير لمدة قصيرة: حسنا ان كنا لن نؤخركِ علي اعمالك.
..................
آدم

لقد كان ليتم اختطافي لو لم تنقذني هذه الفتاة الجميلة، ورغم ذلك سارة ماتزال خائفة منها لا افهم لماذا؟
ركبنا انا وسارة مع الفتاة الجميلة في سيارتها، كانت سيارة جميلة جدا.
كل شيء يبدو جميل في هذه المدينة.
لم نستغرق وقتا طويلا للوصول إلى الشقة.
نزلت اختي سارة هي والفتاة ميليسا الي سوق مواد غذائية، واشترت بعض الاشياء ، تم واصلنا طريقنا إلى الشقة.
سارة: أدم انت احمل اكياس المواد الغذائية وانا سأحاول حمل الحقائب.
ميليسا: سوف أساعدك اعطيني واحده.
وصلنا الي الشقة وكانت جميلة فعلا ولكن مملوءة بالغبار.
ركضت استكشف الشقة.
سارة: انا اسفه كنت اود ان ادعوكِ لشرب فنجان من القهوة ولكن كما ترين الشقة تحتاج الي التنظيف.
ميليسا: انه حي هادئ وآمن، وشقتكم جميلة. ما رأيكِ ان آتي لأساعدكِ في اعمال التنظيف غدا؟
سارة: يسرني ذلك ولكن لا اريد ان اتعبكِ.

فاليوم التالي جاءت ميليسا وساعدتنا فالتنظيف كانت فتاة مرحة وطيبة، وأخذتنا فاليوم الذي يليه لتقوم اختي بتسجيلي فالمدرسة وتسجل هي ايضا بالجامعة، نفس الجامعة التي تدرس بها ميليسا.

................

بعد ان خرجتا سارة وميليسا من عند مكتب التسجيل، توقفت ميليسا ونظرت الي سارة وقالت : لم تخبريني بأنكِ مسلمة!
رفعت سارة رأسها حائرة : وهل هذا يغير شيء ؟
نظرت ميليسا اليها مطولا ثم قالت مبتسمة : لا لا يغير شيء، دعينا نذهب لكافيتيريا الجامعة سأعزمك اليوم بمناسبة اول يوم لكِ في الجامعة.
بعد ان جلستا تشربان القهوة قالت ميليسا: لديكي لكنة خفيفة في لهجتك ولكن لم يخطر ببالي انكِ مسلمة.
سارة: وهل في العادة المسلمون مختلفون؟
ميليسا: لا أعلم، دائما ما لا يستطيع الانسان الحكم على الاشخاص من وسائل الاعلام فهي تزيف الحائق.
سارة: هذا صحيح بالطبع.
- لقد لاحظت ذلك منذ مدة، فها أنتِ ذي تبدين طيبة وارجو ان لا تؤثر مسألة الدين بيننا.
- لا أعلم لما ستؤثر، ان كنت مسلمة فأنا مسلمة لنفسي.
وابتسمت سارة.
ميليسا : حسنا، انا مسيحية ولكن لا اهتم لأمور الدين كثيرا.
سارة: في الحقيقة، اخبرني خالي انني سوف أواجه بعض المتاعب، ولكن لم يكن هنالك حل الا ان نهاجر انا واخي الى امريكا، وقد تدبر لنا خالي أمر الاقامة والتأشيرة فلديه الكثير من المعارف.
ميليسا لاحظت الحزن على وجه ساره: انا أسفة لم اقصد إزعاجك.
سارة وهي تنظر للبعيد وكأنها في مكان آخر وزمان آخر ايضا. بدأت تحكي قصتها بألم لميليسا التي انصتت بإنتباه شديد.
بعد ان انتهت من سرد قصتها قالت ميليسا : وااو، هل ذلك حقيقي ! كنت اعتقد ان ذلك يحدث فالافلام فقط. يا لكِ من فتاة مسكينة.
سارة: ربما لست كذلك، ففي النهاية ها انا ذا على قيد الحياة وغيري لازالو يعانون، فليساعدهم الله.
ميليسا امسكت بيدي سارة وقالت: اعدك انني سوف أساعدك.
سارة: شكرا لكِ، لقد فعلتِ الكثير بالفعل.
ميليسا: فالحقيقة، انا لست كما ابدو. اقصد انني لست دائما بهذه الطيبة، او ربما هي المرة الاولى التي أحاول فيها مساعدة احد ما.
اخذت نفسا عميق وقالت: لا اعلم ولكن احس وكأن شيء ما يحثني علي مساعدتك.
سارة: انا فعلا اقدر معروفك وشكرا لكِ.

.............

احيانا يسخر الله لنا اناس ليكونوا عونا لنا، يساعدوننا فيما لا نقوى عليه، يزرعون الأمل والابتسامة علي وجوهنا وإن كنا نمر بأحلك الظروف.
إنه لا ينسى من عليه توكل، ولا الذي في ظلمات الليل به استنجد.
ففي دروب الحياة الوعرة، عليك ان تجد ظهيرا لك يحميك وليَبْسُطَ لك الطريق، فمن خير من الله وكيل!!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي