45

(الحكم الجائر)


من جهلنا احيانا نقوم بإرهاق انفسنا خلف اوهام من الماضي، نتشبث بما لا يقدم لنا الا البؤس في حيواتنا.
والادهى والامر من هذا كله، عندما نجر معنا اشخاص آخرين الى حبال متقطعة من ماضينا ومتاهات مسدودة من زوايا ذاك الماضي البائد.

جاك؛

جالس في وسط آل جراي يشرب قهوته معهم، واخيرا قرر أن يحادث سارة على انفراد.

طلب منها ذلك وهو يحاول قراءة عينيها، ولكن للاسف تبدوا عيناها خاوية غير قابلة للقراءة.
هي فقط ابتسمت ابتسامة لم تصل حتى الى عينيها، ثم وقفت وقالت: "لنتحدث في الحديقة اذا."

جلسا بصمت في احدى زوايا الحديقة على العشب لفترة، يخالج جاك العديد من الاسئلة داخل نفسه، مثلا ما الذي يفعله حاليا؟ هل يستحق الامر فعلا أن يفعل اشيائا عكس مبادئه واعتقاداته!؟

ولكن عندما التفت نحو ميليسا ووجدها سارحة في افكارها الخاصة تنظر نحو بقعة واحدة من العشب، قرر ان يستمر في خطته، هي لا تستطيع ان تحمي نفسها مثل سيرينا تماما، سيستمر في خطته حتى النهاية.

قطع الصمت وهو يقول: "هل كان مميز جدا في حياتك؟".
نظرت له وهي ترمش عدة مرات، لم تكن تفهم ما يقوله.
قالت والحيرة ظاهرة على وجهها: "عن ماذا تتحدث؟".

نظر لها عميقا يحاور سبر اغوارها، ورأى ما لم يعجبه، رأى فيهما خوفاً وعجزاً او ربما استسلام، هناك نظرات مختلفة كليا عن تلك الفتاة التي التقاها اول مرة منذ مدة، تلك التي كانت حيوية ومملوئة بالتحدي حتى من خلال كلماتها.

هز رأسه طارداً هذه الافكار من رأسه، وقال: "اعلم انني كنت متعجرفا في تعاملي معكِ احيانا!".
سكت يراقب تعابيرها التي لم تتغير، ثم اكمل قائلا: "لما لا نحاول البدء من جديد؟ ربما كانت مقتبلاتنا اها تداعيات سيئة في الظروف السابقة."

وعندما نظرت له قال وهو يمد يده مصافحا لها: "اسمي هو جاك بورتشيني، وانا لاعب كرة سلة محترف ونجم عالمي مشهور".
قال ذلك وعلى وجهه علامات لتسلية، يريد اخراجها من الجو الكئيب الذي تحيط نفسها به.
رفعت ميليسا احدى حاجبيها وهي احدى العلامات التي تميز جورج، وقد اكتسباها كريستيان وميليسا منه.
قالت وقد صافحته بالمقابل: "لا ينقصك غرور، اليس كذلك؟".

قال وفي عينيه وميض من التسلية والتحدي: "انا شخص مشهور جدا واعتدت على ان تظهر النساء تأثرهم بذلك! ولم اجد هذا معك".

قالت ميليسا بتسلية: "اذا؟ هل افترض ان غرور اللاعب المشهور قد تم جرحها؟".
وضع يده على قلبه في حركة درامية وتظاهر بالتأثر وقال: "قلبي لا يحتمل، انتي قاسية يا امرأة".

بدأ مزاج ميليسا بالتغير، ضحكت وقالت: "يبدوا انك فعلا معتاد على الاهتمام".
تظاهر بالتفكير وعلى وجهه بعض العلامات الفكاهية ثم قال: "استطيع ان اعيش مع هذا، اجل يمكنني ذلك، ولكن اذا تفضلتي علي وقبلتي دعوتي على العشاء!".
قالت ميليسا: "انت مستحيل، ولكن ان كانت هذه البداية الجديدة لتعارفنا اعتقد انني سأوافق."

عندما رآها وقد بدأت في استعادة مزاجها الحسن، مرت لمحة طفيفة على وجهه من الأسى ولكنه سرعان ما أخفاها.
هب واقفا ثم قال: "اذا الى العشاء، سآتي لصحبتك."
قالت ميليسا: "افضِّل ان أراك هناك."

ابتسم وبعدها قال كما تشائين، وغادر فوراً.


ميليسا؛

الحب شعور متعارف منذ الازل، منذ اول بذرة في البشرية، فهو هويتنا، يختلف حسب الاشخاص ومكانتهم في حياتنا. ولكن هناك بعض المشاعر نكنها لبعض الاشخاص تكون بكل بساطة ليست حباً ولا عشقاً وهياماً، انما تآلف، تشعر انك تعرف من هو امامك، ولا تنتظر منه السيئة ابداً، تثق فيه دون ان يقدم دلائل، وقد تعطيه فرصة اخرى ان اخطأ يوماً.

كانت ميليسا لا تشعر بالحب اتجاه مايكل، ولكن مطمئنة له، وعندما قدم اعتذاراته لها وتبريراته صدقته، هي لا تحبه واكتشفت انها لم تكن تحبه قبلا، انما كان انبهار بشخصيته القوية الجذابة، ونفوذه حيث انه كان غني جداً، اكبر منها بإحدى عشرة سنة.

ولكن رغم عدم حبها له، الا انها تكن له جميع المشاعر الصادقة من الاخلاص والمعزة الخالصة، وعندما اكتشفت امر غدره لها، لم تستوعب ذلك، اذ انه دائما ما كان ايام خطبتهما مراعيا لمشاعرها.

وان تكتشف انه هو من حاول قتلها، يجعلها تشعر بأنها بلهاء، وها هو جاك يطلب فرصة معها وهي باتت تخاف ان تعطي فرصة لأي كان، لا تعلم كيف ستتصرف وعندما قصت على سارة مشاعرها قالت لها ان تحاول التفكير بعقلها بدل مشاعرها، خصوصا وانها انسانة عاطفية ويصعب عليها التفكير السليم اثناء تغلب عواطفها عليها.

قررت الاخذ بنصيحة سارة، فهي بعد كل شيء حكيمة وتجيد التصرف في بعض المواقف.
جهزت نفسها من اجل العشاء وعندما حان الموعد انطلقت بسيارتها نحو مكان المطعم الذي قررا الذهاب اليه.

كانت مندمجة في افكارها ومركزة في قيادة السيارة، ولم تلاحظ السيارة التي كانت تتبعها منذ خروجها من بوابة المنزل.
كانت عيون تلمع شراً حتى في ظلام السيارة، تنظر لها بحقد وكره، "انا اكره امثالك، لطالما كرهتك، انتم اللذين تولدون وفي فمكم ملعقة من ذهب."

هذا ما قاله المتتبع المجهول بصوت خافت لا يكاد يسمع وكأنه همس وهو يحادث نفسه.

وعندما قاربت ميليسا على الوصول الى المطعم، شد انتباهها سيارة سوداء تلاحقها كل ما التفتت الى منعطف، جف حلقها وازدادت ضربات قلبها وارتعشت اصابعها بسبب الخذر الذي اصابها.

ومن هنا لاحظ المتتبع المجهول ان ميليسا قد لاحظته، فأطفأ اضواء السيارة وتجاوزها بسرعة حتى لا تتعرف على هويته.

وعندما مر متجاوزا لها تنفست ميليسا الصعداء، لابد وانها تتوهم بسبب كل ما مرت به.
رغم عدم تصديقها بأن مايكل هو من فعل كل ذلك، فهي تراه انه لا يستطيع ان يؤذي نملة، الا ان المفتش حسب ما قال قد وجد أدلة في شقته على ما فعله.

فقد وجدت الشرطة بطاقات الاتصال الوهمية مخبأة في منزله، وايضا بعض الصور لميليسا التي تم تشويهها موضوعة تحت فراش سريره.

هزت رأسها لإبعاد هذه الافكار البشعة، فمنذ اليوم لن تثق في شخص كما فعلت سابقا عدا اسرتها.
اهتز هاتفها وارتفع صوت نغمة الرنين، انه جاك، ابتسمت واجابت، سألها ان كانت قاربت على الوصول.

ميليسا: "ها أنا اركن سيارتي."

ركنت سيارتها ودخلت الى المطعم لتشاهد جاك وقد وقف من كرسيه ويلوح لها بإتجاه طاولتهم، كانت جميلة جدا واسلوب ملابسها قد تغير كليا عن السابق، ففي السابق كانت تلبس الملابس التي تكشف اكثر مما تستر، اما الآن فأغلب ثيابها اصبحت محتشمة ولكن بطريقة جميلة وعصرية، مقارنة بثيابها السابقة. حيث ان نصيحة سارة القديمة أثرت في طريقة ملابسها لا إراديا.

كانت ترتدي ثوب سهرة بسيط اسود يصل الى تحت ركبتها، ذو ياقة مرتفة واكمام تصل الى اسفل المرفقين بقليل، ضيق يلائم جسدها.

تضع قلادة ذهبية تصل الى اسفل الصدر، وحذاء ذو كعب عالي بلون التوت البري.
اما شعرها موضوع في كعكة بسيطة فوق رأسها مع خصلات من شعرها الفاتح جدا متناثرة بشكل جميل حول وجهها المشرق الذي تغلب عليه لمحة البراءة.

انبهر بها جاك، فهو لم يرها متأنقة من قبل، ولكنه سرعان ما اخفى مشاعره، لا يريد ان يحيد عن هدفه، عليه فقط استمالتها وجعلها توافق على الزواج به، اما قلبه فدفن منذ زمن مع حبيبته سيرينا.

تبادلا اطراف الحديث وتحدثا عن طفولتهما، وبعدها تطرقا الى موضوع مايكل، وعبرت له ميليسا عن احباطها في عدم نجاحها في الحكم على الناس.

تجنب النظر اليها حين تحدثت عن الثقة وتظاهر بأنه مشغول بتناول الطعام الذي لا يقاوم.
فكر ان عليه ان يكون اكثر حرصا في التعامل معها، فيبدو انها ذكية وتشك في كل ما حولها.

بالرغم من صراحة ميليسا والتي هي عمدت اليها حتى تشاهد ردات فعله وتدرسها كما تفعل اغلب النساء دائما، الا ان جاك لم يتحدث ابدا عن سيرينا، بل وكأنها ليست موجودة، هو في اعتقاده ان سيرينا شيء يخصه لوحده وليس من حق اي احد التحدث عن الامر حولها.

انتهى العشاء ولم يكن آخر عشاء او آخر لقاء، بل تتالت لقائاتهم ويحاول جاك خلالها ان يجعل ميليسا تتعلق به قبل ان يطلب يدها.


مايكل؛

الظلم من ابشع انواع الاضطهاد، والاسوء عندما تعلم انه قد تم الايقاع بك.
مايكل كان رجل عصامي وبنى نفسه بنفسه، كان في اسفل الحضيض عند طفولته، ولكنه رفض هذا الواقع الذي تم فرضه عليه، كان يدرس ويعمل في نفس الوقت، عمل في كل شيء تقريبا بداية من حمال للبضائع ومنظف حمامات عمومية الى مدير في شركة تسويق.
وبعد ان جمع مبلغا من المال دخل الى عالم التجارة، وحيث انه ذكي وفطن نجح فيها، واجهته بعض العثرات فالبدايات دائما محبطة وصعبة ولكنه نال جزاء تعبه وسهره لأيام وليالي متواصلة، بأن تكللت تجارته بالنجاح، واصبح الآن من الاغنياء الذين لم يعودوا يخشون الفقر.

ولكنه ايضا لم يكن شخص مؤذي، بل كان طيب القلب في حدود علاقاته الشخصية بعيدا عن الاعمال.

ستكون اليوم محاكمته بعد جميع الأدلة التي تم توجيهها ضده، هو يعلم انه قد تم الايقاع به، ولكنه هو وحده من يعلم ذلك.

فُتح باب الزنزانة وقاده الشرطي الى سيارة الشرطة، وبعد عدة دقائق وصلوا الى قاعة المحكمة.

كانت اضواء كاميرات الصحفيين تحيط به من كل اتجاه، حيث ان رجل اعمال غني مثله يتم اتهامه بمحاولة قتل خطيبته السابقة والتي يصدف انها ايضا من ارقى العائلات واعرقهم في المدينة.

فجأة خفت الكاميرات حوله لتتجه الى مكان آخر، حيث سمع الجمع الغفير من الصحافيين يقولون انه الرياضي المشهور جاك بورتشيني، لاعب كرة السلة العالمي، انه بصحبة آل جراي.

لم يلتفت مايكل وقد وصل الى باب قاعة المحكمة، انما جمع اصابه يديه في قبضتين يحاول السيطرة على غيظه، ايعقل ان يكون بورتشيني هذا ه. من اوقع به!

مرت الدقائق وكانت المحكمة على وشك البدء، فك له الحارس قيد يديه وفتح باب يقودة ليدخل الى قفص الاتهام داخل قاعة المحكمة، عندما دخل تجول بعينيه حول الوجوه الجالسة في مقاعد القاعة، حتى عثر عليها، وكانت تنظر له بالفعل.

التحمت عيناهما في رقصة محمومة من الاتهامات المدفعة نحوه والدفاعات المرسلة منه.
قرأ في عينيها الحزن، الخذلان، اراد ان يقول لها "ارجوكِ ان لا تصدقي ما قد قيل"، اراد ان يمسح لمحة الحزن تلك، فالحزن لا يليق بها.
ولكن ليس كل مايريده المرء يدركه، خصوصا وهو يعلم ان موقفه ضعيف جدا، لقد اوكل محامية دفاع، وقالت انها ستفعل كل ما استطاعتها وانها ستخرجه.

انتبه غريمه جاك الى نظرات ميليسا الحزينة نحوه، فنظر له بالمقابل، كانت نظرته خاوية لا تعبر عن اي شيء، توقع انه سيحاول لفت انتباه ميليسا حتى لا تهتم به اكثر، ولكنه لم يفعل بل تركها والتفت الى الامام ينتظر كالآخرين دخول القاضي.

بدأت المحكمة، وتتالت الاتهامات نحو مايكل، استجوبه القاضي، ثم استجوب الجميع الى ان وصل في ميليسا، والتي كان ردها غريب جدا على اسئلة القاضي.

حيث سألها ان كانت تعتقد ان مايكل هوا المجرم، وان كانت لاحظت عليه تصرفات غريبة او قام بفعل شيء غريب لها.

كانت اجابتها صادمة بالنسبة له ومريحة ايضا فقد قالت:
"لولا هذه الادلة فأنا لن اشك في مايكل ابداً، صحيح ان توقيت ظهوره في حياتي كان غريب وجعلني ارتاب قليلا، ولكن الشك نزع فورا خلال يومين."

توقفت عن الحديث ونظرت نحو مايكل مباشرة وقالت: "انا لا اصدق ان مايكل يمكن ان يفعل شيء كهذا لي."

انتهى جمع الادلة وسينطق القاضي بالحكم بعد دقائق.
فقد كانت جريمة واضحة بالنسبة لهم، ومع تلك الأدلة الجنائية التي وجدت في اماكن خاصة جدا داخل شقتي دعمت ادانته.

دخل القاضي وضرب بمطرقته، ثم تنفس بعمق وبدأ بقراءة الحكم وقال:
"حكمنا على المتهم مايكل سيت بالسجن لمدة سبع سنوات مع الاشغال الشاقة بتهمة محاولة القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد، وعامين بتهمة التهديد والتعرض ودخول ممتلكات خاصة، يتم تنفيذ الحكم من يوم القبض على المتهم."

كان الحكم كما الزيت الحارق ينزل فوق جسده، وقف مصدوماً بلا حراك، هو توقع الحكم، ولكن ان يتم نطقه فعليا وينفذ فهذا شعور آخر.

كانت تنظر له ولكن لم يلاحظها فقد كان غارق في صدمته وبؤسه، لم يفق الا والحارس بخبره انه سيقوم بتركيب الاصفاد في يديه.

نظر نحوها وقال بصوت عالٍ حتى تستطيع سمعه: "انتبهي يا ميليسا، فأنتي لا زلتي في خطر فالقاتل مزال خارج هذه الجدران."

نظرت نحوه بنظرة لم يفهمها، ولكن والدها السيد جورج سرعان ما أمسك بكتفيها يحثها على الخروج.

سقط ارضاً على ركبتيه وهو يتمتم: "سيقتلها، فهو حر طليق."

اقتربت منه بقامتها الطويلة وبدلتها العملية وامسكت كتفه، انها محاميته روز، قالت بتصميم: "سنطالب بالاستئناف، لا تقلق انا اصدق برائتك."


ميليسا؛

في هذه اللحظات تتمنى ان تكون وحيدة، في مكان خالٍ تماما من اي شخص او مخلوق، ستقوم فقط بالركض، ستركض لتتحرر، ستركض لعلها تفهم ما الذي يحصل.
الجميع حولها سعيد ويهنئونها، والدها، كريستيان، جاك كلهم تبدو عليهم السعادة، ما عدا سارة التي يبدو انها احست بها من نظراتها، امسكت يدها تدعمها وقالت: "دوام الحال مستحيل، سيمضي كل هذا وستنسين، فنحن نكبر لننسى."

بالرغم من ان جميعهم صدق ان مايكل هو المجرم الذي حاول قتلها، ما عداها هي لم تصدق ذلك، لقد رأت ذلك في عينيه ولمسته من كلماته.

اذا كان مايكل بربئ، وهو أمر مفروغ منه بالنسبة لها لأنها اصبحت واثقة من ذلك، فمن المجرم يا ترى.

امسكت رأسها بين يديها وقد أصابها صداع قوي من كثر التفكير، ماذا ستفعل، كيف ستتصرف، واذا من هو القاتل؟

لاحظ جاك انكماشها وحزنها، لم يعجبه ذلك فهو يعتقد انها متأثرة كثيرا بسبب حبها الى مايكل.

قرر محاولة اخراجها من هذا الجو، فطلب منها ان يقوم هو بإيصال ميليسا، كانا كريستيان وسارا قد رحلا بالفعل، وجورج ابتسم وقال: "شريطة ان تأخذها الى ذاك المقهى الفرنسي الذي تحبه اولا"

فكر جاك 'يبدو ان والدها ايضا قد لمح الحزن في عينيها، قال جاك محاولا تشتيت انتباهها عما يجول في خاطرها.
"ذاك المطعم هو ملك لي، ويسعدني ان ميليسا من ابرز الزبائن فيه."
لا يعلم ان كان قد ذكر لها سابقا ان المقهى ملك له ام لا، ازا انها ان كانت تعلم ام لا تعلم لم تقم بأي ردة فعل سوى ان رمشت ثم شكلت حرف واو بالعربية فقط.

لم يعجبه جاك ذلك، حيث علم ان مهمته اصعب مما تصور.
ركبا السيارة سويا، وانطق نحو المقهى.

التردد في دواخلنا يجعلنا ضعافا في وجوه الانتهازيين للفرص، بالرغم انه ليس شرطا بأن يكونوا هؤلاء الانتهازيين اشرارا او اناساً سيئين، فطبيعة البشر الفطرية للحياة ان يبحث كل عاى مصلحته.

الا ان هذا الفعل يظل غير مقبول وخصوصا ممن اعتقدنا انهم حقا يهتمون لأمرنا.

لا تريد ميليسا شيئا سوى ملاذ غرفتها الآمن مع وحدتها وهدوء الجناح، لتهرب من ضجيج هذه الحياة الغير عادلة بالنسبة لها.
الا ان عرض جاك بإيصالها قد لاقى استحساناً من والدها على ما يبدو، لذا وافقت حتى لا يشعر بالقلق نحوها مجددا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي