17

الشوق نار هامدة تأكل القلب والفؤاد ببطء، سكين يغرس ببطء شديد داخل لحم حي، لتشعر بكل لحظة انك تموت من شدة الالم!

آدم: نعم؟ من معي؟
سارة بلهفة: آدم هل هذا انت؟
آدم وعيناه متسعتان من الصدمة قال: سارة؟
سارة: نعم يا حبيب قلبي.
كانت تضع سماعة الهاتف على اذنها وتضغط بها عليها وكأنها تحاول بيأس ان تحافظ على المكالمة خشية ان ينقطع الخط.
آدم وعيناه مملوئتان بالدموع: كنت اظنكِ قد متِّ!
وما إن نطق بها حتى انسابت دمعة على خده، دمعة خوف وعتاب ولوم.
سارة وقلبها يعتصر من نبرة صوت اخيها الحزينة: انا اسفة حقا ياعزيزي لقد مررت بظروف قاهرة لم اتمكن من مكالمتك.
آدم: لقد وعدتني ان تتصلي وانا بقيت كل يوم انتظر مكالمتكِ.
سارة: سآتي آخر يوم في الكشافة لآخذك معي..
آدم: لقد ذهبت الى منزل ميليسا و.....
سارة بجدية: ادم لا تخبر احداً عن هذه المكالمة لا اريد ان يعرف احد مكاني، اتسمعني آدم؟
آدم: اجل ولكن كريستيان.....
سارة بحزم: ولا حتى كريستيان!
ثم قالت بصوت معتذر: سأقفل الخط الآن، فهذا هاتف العمل ولا استطيع اطالة المكالمة اكثر من ذلك!
انتبه لنفسك وسوف آتي لأخذك بعد عشرة ايام، اتفقنا؟
آدم: حسنا ولكن لا تتأخري.
سارة: اعدك بذلك، ولكن إياك ان تطلع احد عن هذه المكالمة.
تريد سارة ان تبدأ حياتها من نقطة الصفر، لا تريد اشفاقا او احسانا من احد، فهذا ما كان يجب ان تفعله منذ اول لحظة.

اقفلت الخط وذهبت لتكمل اعمالها في المطعم حتى انتهى موعد العشاء في المطعم، وانتهى معه دوامها لهذا اليوم.

اسرعت تغير ثيابها من اجل دوامها الآخر، دوامها المسائي.
اغتسلت وارتدت جينز وتيشريت واسع وطويل، واستقلت سيارة اجرة انطلقت بها الى مكان عملها.
دخلت إلى الردهة فأخبرها زميلها ان تتجهز بسرعة فدوامهم قد بدأ منذ عشر دقائق.
اتجهت إلى حمام النساء، وخلعت القميص الواسع الذي كانت ترتديه، وضعته في حقيبتها، وبقيت في القميص الضيق الذي يصل طوله إلى حافة السروال، واكمامه قصيرة، ورقبته منخفضة ولكن ليس كثيرا، فتحت شعرها الاسود الطويل ورتبته ووضعت احمر شفاه بلون الورد الهادئ، وبعض اللمسات الخفيفة من مواد التجميل.
كان دوامها اليوم متعب في المطعم وهي تشعر بالارهاق والتعب، ولكن لا خيار امامها خصوصا بعد ان سمعت صوت آدم زاد حافزها.
دخلت بسرعة الى حيث المشرب، وبدأت في تجهيز الكؤوس.
مازن: سأملأ الكؤوس وانتِ اوصليها الى الطاولة رقم 8 بسرعة.
تعمل الان في بار منذ اسبوع، في البداية عندما اخبرها يشوان ان صديقه اخبره ان هناك وظيفة شاغرة في بار لم توافق، ولكن كان المبلغ مغريا، فهي ستتقاضى في اسبوع ماتأخذه من المطعم في شهر.
حيث ان هذا البار له زبائن من الطبقة الغنية عكس المطعم الذي زبائنه أناس بسيطون.

قررت العمل في البار وكان له شروطه من حيث الملبس وتوقيت العمل.
كان كل شيء في العمل في داخل بار ينافي مبادئها، ابتداءً من تقديم المشروبات والكحول الى الملابس المكشوفة!
بدوام ليلي لمدة خمسة أيام في الاسبوع.
من 9:00ض مساءً حتى 2:00 صباحاً.

ولكنها اتخذت قرارها وقررت العمل لفترة معينة حتى تجمع مبلغ من المال، يساعدها في استئجار مسكن وثم تبدأ البحث على عمل بشهادتها.

مازن شاب عربي التقت به في البار، مغترب من اجل الدراسة، يكبرها بعامين وهو لطيف ومرح احيانا.

تعلمت العمل بسرعة، واصبحت سريعة ولبقة في الحديث والابتسامة دائما على شفتيها.

اول يومين كانا اصعب يومان لها، لم تكن معتادة على ارتداء ملابس مكشوفة امام احد،  وكانت تشعر بالارتباك والخجل، حتى انها في اول يوم بقيت تصارع نفسها في الحمام النسائي هل تخرج ام لا، الى ان استعجلها مازن حيث الزبائن ينتظرون، فخرجت.

واخيرا انتهى دوامها الآن، تشعر بإعياء شديد فقد كان هذا اليوم متعب، دخلت إلى الحمام مسحت وجهها بالمناديل المبللة، ارتدت قميصها الفضفاض ولملمت شعرها في ذيل حصان وخرجت.

********
طرقات متتالية على النافذة، تقلب يميناً ويساراً في السرير ليتجاهل الصوت، ولكن الطرقات لم تتوقف بل ازدادت وتيرتها.
رمى وسادته ارضاً في استسلام، وتحرك ناحية النافذة في انزعاج، فتح النافذة واستقبلته النسائم العابقة برائحة الندى والهواء المنعش، طار الهدهد مجفلا.
اعتاد ان يوقظه هذا الهدهد يوميا في نفس التوقيت، قبيل الشروق بقليل!
انشرح صدره وتنشق الهواء ونظر ناحية الحديقة السابحة في الهدوء.
اتجه إلى المسبح بعد ان ارتدى ثياب السباحه، وقف امامه يناظر صورته المنعكسة على الماء، ثم قفز فجأة داخل المسبح.

صوت ارتطام شيء ما في الماء ما ايقظها من نومها، اتجهت ناحية النافذة فرأت كريستيان يسبح بمهارته المعتاده، كان كمن يسبح في سباق، لا يهدأ يصل إلى نهاية المسبح ثم يعود، ويعيد الكره مرارا وتكرارا، لا يقف للإستراحه وكأنه يعاقب نفسه.
ثم فجأة هب خارجا من المسبح وجلس على حافته وهو يلهث من التعب.
جلس في سكون تام ماعدا من ارتفاع صدره وهبوطه دليل على حدة انفاسه، يبدو غارقا في التفكير حتى فجأة ودون سابق انذار ضرب الحائط الذي بجانبه بيده بكل قوة وغل، ضربة تعتقد ان على اثرها لابد ان اصابعه قد كُسرت!
وضعت يديها على فمها لتكتم صرخة من اثر المفاجأة، نزلت دمعة من عينها، اذ احست انه يعاني من شيء ما، يبدو شديد الاضطراب، كيف يمكنه اخفاء كل هذا في قلبه!
قالت تحدث نفسها: " ما القلب الذي تحمله يا كريستيان".

وقف ودخل الى المسبح ثانية بكل هدوء، غطس مرتين وخرج، وكأنه ليس نفس الشخص الذي كان يبدو حزين ومكتئب منذ قليل.
اخذ منشفته وخل الى المنزل.

**********

نظرت حولها، الغرفة تسبح في ظلام فظنت نفسها تحلم، حتى تكررت الطرقات على الباب.
وقفت تنصت بجانب الباب وقالت: من؟
- انا السيد زوهان.
حركت الدرج الذي تضعه امام الباب وفتحت القفل بالمفتاح ثم فتحت الباب، وقال وهي نصف مستيقظة: هل هناك خطب ما سيد زوهان؟
السيد زوهان: سأبدأ بعض تمارين الكونغ فو الآن، اذا كنتِ تحبين يمكنكِ الانضمام الي.
رمشت عدة مرات لا تكاد تصدق ماتسمع!
فهي تعلم ان وقت الفجر لا يشاركه السيد زوهان مع احد، حتى انها تمنعت عن رياضة المشي صباحاَ في الساحة الخلفية للمطعم رغم حبها للمشي في الصباح الباكر بعد ان اخبروها انها مكان السيد زوهان ولا يسمح لأحد بقطع خلوته فجراَ، فهو بعد ان يصلي الفجر يتأمل لمدة ساعة ثم يبدأ في تمارين الكونغ فو، وبعدها يطالع كتاب ما ثم يبدأ يومه.

مفاجأتها جعلتها تستيقظ تماما وتنسى ارهاقها وتعبها.
لم تقل شيء اومأت برأسها بالايجاب فقط.
فقال: اذا توضئي والحقي بي لنصلي الفجر في الساحة الخلفية.
توضأت وارتدت مصليتها فوق قميص الرياضة الواسع وانطلقت للساحة الخلفية.
كان الهدوء يعم المكان، والسلام يلقف ارواح ملبيي نداء الإله.
السماء مازالت بعتمتها ونور خفيف ينشق من بين سوادها، يعلن انبلاج فجر جديد، وامل جديد!
بعد ان فرغ من الصلاة التفت اليها يشير إلى قماش موضوع تحت الشجرة.
وقال: ارتديه وتعالي.
امسكت القماش ووجدت انه بدلة كونغ فو!
اسرعت الى الحمام الخارجي ارتدتها وعادت الى حيث السيد زوهان.
وجدته قد بدأ في تأملاته.
وقفت امامه ولكنه لم يتحدث، فلم تعلم ماذا تفعل هل تتحدث ام ماذا؟
ثم قررت الجلوس مثله، قلدته في جلسته واغمضت عينيها كما يفعل هو.
بقيت تنتظر قليلا مرة تغمض ومرة تفتح عينيها، حتى جائها صوته وقال اغلقي عينيكِ وتفكيركِ عن هذا العالم وانصتي فقط ولا تفكري في شيء، استمتعي بهذه الدقائق من سكون العالم وهدوئه.

فعلت كما قال لها، ومرت بضع دقائق ثم اندمجت مع روحها، وكأنها روح خفيفة تسبح فوق السحاب، تسمع أصوات زقزقة الطيور الخفيفة التي مازالت تستقبل الصباح على استحياء، صوت حفيف اوراق الشجر، ونسمات الهواء التي تحرك خصلات شعرها.

مر الوقت ولم تشعر بنفسها الا والسيد زوهان يحدثها ويقول: ستتحسنين كل يوم عن اليوم الذي قبله، سيزداد تركيزك وقوة حواسك.

ثم بدأو التمرينات، حاولت التدرب والتركيز بأقصى قدراتها، فهذه فرصة لا تعوض بالنسبة لها، فالسيد زوهان معروف بخبرته الواسعة في هذا المجال.

انتهى التمرين وبدأت يومها كالمعتاد، ولا جديد يذكر فيه!

**********

يجلس في المزرعة تحت نفس الشجرة كل يوم تقريبا منذ شهر.
وها هو اليوم ايضا جالس تحتها، ممسك بكتاب جديد يقرأه، ويتلفت احيانا ليراها هل أتت ام لا.
اعتاد على حضورها اليه دائما بحجة الطعام احيانا وبحجة اصلاح شيء احيانا اخرى، وكل مرة بحجة جديدة!
تنسم شذاها من بعيد، ترسله الريح عبر نسماتها وكأنها تعلن له عن اقترابها.
التفت ورآها قادمة من بعيد، ولأول مرة تتسارع نبضات قلبه لأجل إمرأة!

وصلت اليه وقالت وهي تنظر الى الارض: مرحبا، هل لي بسؤا؟
رد عليها وابتسامة على محياه: بالطبع.
- انا اريد،،، آءءء،،،ان ،،،،،، هل يمكنني؟
ولم تكمل جملتها والتفتت لتذهب.
قال بسرعة: انتظري!
وقفت تم التفتت اليه ببطئ.
ميكائيل: ما الأمر؟
لم تتحدث.
قال: انظري الي.
لم تنظر.
قال: من فضلك!
نظرت اليه وغاص في البحر الاسود العاصف الذي أمامه.
فقالت بخجل: لاحظت انك تحب قراءة الكتب.
سكتت وهو كان هائم في جمال مقلتيها وسواد رموشها الكحيلة.
ارتبكت من نظراته التي لم يشح بها عن عينيها فقالت بسرعة: هل تعيرني كتاب لقرأه، اريد شيئا مشوق وغامض.
كان في يده رواية لدوستويفسكي "الاخوة كارامازوف".
ولكن لم يشأ إعطائها إياها يريد ان يطيل لقاؤها.
قال: هل هناك كاتب معين تحبين القراءة له؟
تتجنب النظر اليه مباشرة قالت: لا.
ميكائيل: حسنا، سأختار لكِ انا وارجوا ان يعجبكِ الاختيار، ستجديني هنا في نفس المكان والزمان غدا لأعطيكِ الكتاب!
ملاك: شكرا لك، سأعيده فور ان انتهي منه.
وذهبت مسرعة عائدة الى منزلهم الذي لا يبعد عن المزرعة سوى مسافة ثلاث دقايق سيرا على الاقدام.

اشعل سيجاره وعاد يجلس تحت الشجرة ليكمل قراءة الكتاب.
ولكن كان تركيزه قد شتت بالفعل!

*******

آدم

انا سعيد اليوم! وأخيرا تحدثت مع اختي سارة.

انتظر انتهاء الكشافة في اقرب وقت بفارغ الصبر، لقد اشتقت اليها كثيرا.
اعتقد انني استمتعت اليوم بالكشاف اكثر من اي يوم مضى!

ها نحن نقف في صفوف نؤدي بعض التمارين، وسنقوم بعد قليل بنصب الخيام، انا متحمس ومتحفز جدا.
-آدم آدم.
انه صوت جيڤان يناديني.
رفعت يدي وانا اقف في إحدى الصفوف، لانه يمنع التحدث اثناء الوقوف في الصفوف.
تقدم جيڨان من المدرب وتحدث معه.
المدرب: آدم، القائد جيڤان يريد الحديث معك قليلا، بعد انتهائك عد فورا.
وقفت بعيد قليلا عن الصفوف حيث يقف جيڤان فقال لي سؤال فاجأني: من اتصل بك في الامس؟
ارتبكت قليلا ولكني تماسكت من اجل سارة وقلت: لقد كانت ميليسا.
جيڤان: احقا؟
آدم بإرتباك: اجل تريد الاطمئنان عني.
حركات آدم كلها تشير لأنه يكذب!
ولكن جيفان لم يخطر بباله ان آدم يكذب، فلم سيكذب؟
جيڤان: اخبرني كريستيان ان لم تعد سارة قبل انتهاء الكشافة فهو يريد أخذك معه الى المنزل.
آدم: احقا؟
جيڤان: ولكن لا أستطيع ان اسمح لك بالذهاب معه، فأنت تحت السن القانونية ولذلك سأسلمك للجهات المختصة.
آدم ابتسم وقال: حسنا.
وهذا أثار الريبة لدى جيڤان، كيف لم يتأثر آدم كعادته؟ ولكنه لم يطل التفكير واوعز ذلك الى ان آدم اعتاد على التغيير والصدمات.

*********
حلّ المساء وكانت الشمس تداعب الاشجار والمباني مودعة اياهم على امل الالتقاء في الغد.

يقود سيارته قافلا الى المنزل، مركزا انتباهه الى حركة السير المزدحمة امامه.
رن هاتفه واجاب فورا، انه نوا ويبدو ان لديه اخبار مثيرة.
نوا: لقد تتبعت الهاتف كما اخبرتك، وهي موجودة في حي خطير، وهو يعتبر من إحدى اخطر الاحياء.
وقد لاحظت انها تمكث كثيرا في فندق حسب مايظهر في تتبع الموقع.
تسارعت دقات قلبه!
كريستيان: انا آتٍ اليك فورا، خذني الى الموقع.
واخيرا وجدها، يتمنى انها بخير، اخذ هاتفه ليتصل بجيڨان ليحدث آدم ويبشره بالاخبار الرائعة.
ولكنه تراجع في آخر لحظة، ربما ان احضرها مباشرة له سيكون مفرحا اكثر بالنسبة له، على كل هو سيحضرها الليلة.

ذهب مسرعا الى شقة نوا واخذه وانطلقا سويا.
بدأ نوا يدله عن اي الطرق يسلك، حتى وصلا إلى حي قذر، تصطف فيه نساء الليل كسلعٍ رخيصة.
ورائحة الخمور تفوح في كل مكان من رجال مخمورين مُذهَبين العقول!
توغلا كثيرا داخل ذاك الزقاق الموحش.
تسائل في نفسه "كيف يمكن لفتاة مثل سارة ان تعيش في مثل هذا المكان؟".
قطع تفكيره نوا قائلا: ارجوا ان تبقى حيث هي ولا تتحرك من مكانها، فهي حسب مؤشر التنقل عندي تنتقل كثيرا من مكان الى آخر داخل هذا الحي.
كريستيان: هل هي تتحرك الآن؟
نوا: لا فهي في نفس المكان منذ نصف الساعة.
كريستيان: جيد، الى اين اتجه الآن؟

بعد بضع من الوقت وصلا الى فندق خرب موحش، انقبض قلبه من اجلها ايعقل لملاك مثلها ان تعيش في احدى اوكار الشيطان؟
دخلا ووجدا رجل امرأة ثلاثينية تبدو كمومس تقف خلف الاستقبال وبجانبها رجل نحيل وطويل.

كانت هيئة كريستيان ونوا يبدو عليها الثراء، فتفاجأ الزوجان من وجود اشخاص مثل هؤلاء في فندقهم القذر الغير صحي والغير قابل للسكن.

تجول كريستيان بعينيه في ارجاء المكان.
فتاة الاستقبال بدلع مقزز: تفضل سيدي بم أخدمك؟
كريستيان: اتيت ابحث عن فتاة اسمها سارة، سارة العامري هل تقطن هنا؟
تغيرت ملامح الفتاة، فكيف تنسى سارة التي بسببها كانت ستفقد عملها في ذلك اليوم، حيث اعتقد مديرها انها اخذت السلسال لنفسها ولم تشاركه في ثمنه، وانه تعرض للضرب والاهانة بسبب صديقها الوغد على حد قوله.
لاحظ كل من كريستيان ونوا شحوب وجهها، ولكنها انكرت وقالت لا لا اعرفها.
نظر كريستيان ونوا الى بعضهما ثم قال نوا: اريد رؤية المنظومة.
فمتتبع الموقع يشير إلى انها هنا في هذا الفندق!
قال صديق الفتاة: ومن انت لنسمح لك برؤية المنظومة؟ 
نوا: اذا لم نرى المنظومة سنتصل بالشرطة!
فتاة الاستقبال بإبتسامة شاحبة: لا داعي لذلك تفضل وابتعدت عن الجهاز لتفسح المجال لنوا.
الذي بحث مطولا ولكن لم يصل الا الى ان سارة نامت ليلة واحدة هنا.
احس كريستيان ان هناك خدعة ما وان هاذان الشخصان يخفيان امرا ما.
قال صديق الفتاة: هل تصدقاننا الآن ام ماذا؟
لم يكن امامهما شيء لفعله، فكر كريستيان بالاتصال بالشرطة ولكن نوا سيخضع للتحقيق ايضا بسبب استخدامه لصلاحيات لا يحق له استخدامها خارج نطاق عمله.
عليه ان يجد حل ما، لا يستطيع الخروج وتركها هنا وقد تأكد من وجودها.
قال لنوا هيا ليوهموا الاثنان انهما راحلين، وخرجا الى السيارة وجلسا بها.
قال نوا: ربما يكونان قد قتلاها واخفيا جثتها ولهذا تظهر اشارة هاتفها في هذا المكان.
تذكر كريستيان حديث آدم حين قال: ربما تكون قد ماتت!
ضرب عجلة القيادة بيده.
جاء رجل وهو يطرق على نافذة السيارة ويتلفت يمنى ويسرى وكأنه يخشى ان يراه احد ما.
انزل كريستيان زجاج النافذة، فقال الرجل انا اعلم ما حدث للفتاة، دعني اصعد معكم في السيارة وسأخبركم بكل شيء.
نظر الاثنان الى بعضهما ثم فتح كريستيان الباب الخلفي وصعد الرجل.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي