14

الفصل الرابع عشر.

قلوب وكأنها معادن نفيسة، ان خَسِرتها فأعضض اصابعك ندما وحسرة!

ذهب للشركة ليتابع امور اعماله، انها المكان الوحيد الذي يشغله عن التفكير في عدة امور لا يريد التفكير فيها.
كان الموظفون يهابونه عندما يكون في هذا المزاج. ولكن في المقابل ايضا، يحبونه ويحترمونه بسبب كرمه وتقديره لهم وحسن تعامله.
يخشونه ان كان في مزاج سيء، ويتجنبون النقاش معه.
منغمس في قراءة ملف لصفقة ما، وقطع انشغاله صوت رنين هاتفه، حمله ليجيب عليه فوجد ان المتصل فيرونيكا، فتجاهله.
ولكنها لم تتوقف عن الاتصال، وأعادت الاتصال مرارا وتكرارا، فأجاب اخيرا ليقول بملل: ألم تيأسي؟ عليكِ ذلك فيرونيكا، انا تخطيت الموضوع فتخطيهِ انتِ ايضا.
فيرونيكا بصوت مبحوح من كثر البكاء: لقد رمى بي خارجا هو ايضا.
لم يعلق كريستيان، هل تتوقع منه ان يهتم بعد كل هذا، ضحك داخل نفسه بإستهزاء.
فيرونيكا: كريستيان، انا تنازلت لك عن كل شيء، ورصيدي في البنك دخلت به كله في الصفقة مع جيم التي كان يريد ملفها منك، وقد اخبرني انني بفشلي في سرقة الملف منك قد خسرت اموالي وطردني خارجا.
سكت قليلا يفكر في كم هي انسانة جاحدة وناكرة للمعروف، وتلبس أيضا ثوب المظلوم!
كريستيان: الذي تنازلتِ عليه لصالحي، هي في الاصل اموالي التي سرقتها مني!
فيرونيكا لم تنكر الامر وانما قالت: انا اعلم ذلك، ولكني الآن في الحديقة العامة ليس معي الا سيارتي، وبطاقة الائتمان اخبروني انه قد تم سحب كل رصيدها.
سكتت قليلا ثم أضافت: فيبدوا انك مستعجل جدا حتى البواب لم يسمح لي بدخول شقتي، وقال ان المالك الجديد قد غير القفل، والذي هو انت!
كريستيان: والسيارة ايضا ملكي فيرونيكا، ومعكِ يومان لتسليمها، وداعا.
كان سيقفل الخط قالت بيأس: انتظر، ارجوك انتظر.
وعندما لم يقفل قالت: انا في الشارع، انت تعلم ان امي وزوجها لن يستقبلوني، وليس معي شيء الا حقيبة ملابسي في السيارة، ارجوك اعد لي الشقة.
كريستيان: حسنا.
فيرونيكا لم تصدق أذنيها: احقا ستفعل كريستيان؟
  كريستيان: ليس الشقة التي كنتِ تقيمين فيها، بل شقة أخرى، سأتنازل عليها لكِ.
كانت شقة بسيطة في حي بسيط جدا، تم استخدامها سابقا لتخزين ملفات الشركة، وبعض المنتجات.
لم يكن امامها الا ان ترضى بذلك، فلم تناقش، وحتى انها فهمت ان هذا اهتمام بها من قبل كريستيان، ما اعطاها بصيص امل!
فبعض الناس نحسن لهم كرما وشفقتا منا، فيعتقدون انهم مهمين بالنسبة لنا او ان لدينا بعض المشاعر لهم!

اقفل الخط وقد تعكر مزاجه، لم يكن يريد مساعدتها ولا تستحق منه الشفقة ولكن ان يعيش اي شخص بسببه في الشارع لم يكن بالامر الجيد بالنسبة له.
وضع رقمها في الحظر واتصل بالمحامي ليتم إجراءات نقل ملكية تلك الشقة لفيرونيكا وينهي هذا الموضوع.

لحظات قليلة ودقت السكرتيرة الباب ودخلت متوترة فقد نبهها ان لا يقاطعه احد، وقالت: سيد كريستيان، هناك شخص يصر على مقابلتك وهو ينتظر في الخارج.
دخل الرجل خلفها وقال: مرحبا كريستيان.
وقف كريستيان في تفاجئ بالزائر!!

***********

كان المطعم صغير وله طابع مختلف، ولكن حديقته الخلفية واسعة، عبارة عن ارض خضراء مسطحة بها شجرتان.
كان المكان هادئ ولطيف وهناك عدد من الزبائن يتناولون غذائهم.
قادها الموظف إلى مكتب المالك، عم يويان.
وجدته جالس على كرسيه مغمض العينين ظنت انه نائم، ولكن مرت لحظة وفتح عينيه ينظر لعينيها مباشرة!
كان امر مربك بالنسبة لها وقد افزعها الامر قليلا!
بدا وكأنه كان يراها وهو مغلق عينيه.
او ربما كان يرى روحها التي بين جنباتها، وبالطبع هذا ما خُيّل اليها.
بدا مختلفا، ليس كما تصورته نهائيا.
كان عجوز، ونحيل قليلا، وطوله بمثل طولها تقريبا!
عندما لم يتحدث قالت مبتسمة بإرتباك: مرحبا.
قال العجوز: اجلسي.
جلست هي وانصرف الموظف.
تأملها قليلا ثم قال: تبدين مضطربة.
لم تجب، فالحقيقة لم تعرف بما تجيب.
قال: ارتاحي اليوم وسيبدأ يشوان بتعليمكِ كيفية العمل.
ثم اضاف: يشوان يكون الشخص الذي احضركِ من محطة القطار.
قالت سارة وأخيرا: شكرا لك، اريد رؤية الغرفة التي سأقيم فيها.
العجوز: اخشى انها غرفة صغيرة، واتمنى ان تنال اعجابكِ.
امسك جرس يدوي كان موضوع امامه على المكتب، ظنت سارة في بادئ الامر انه تحف من شدة جماله وتفاصيله، قرع الجرس وجاء الموظف.
وأمره العجوز ان يريها غرفتها.

كانت غرفة صغيرة جدا لا يوجد بها الا خزانة ملابس وسرير وباب يقود إلى حمام صغير.
بعض مما يراه الناس قليل بالنسبة لهم او غير مناسب، هو حلم لشخص آخر.
علينا ان نقنع انفسنا انها ارزاق تعطى، فلن تملك كل شيء ولو عملت فوق عمرك عمرا.
المهم هو السعي والمثابرة، فهما حليفا كل ناجح.

كان الوقت مساء، رتبت قميصها و البنطلون واخفت مالها تحتهم، وقالت في نفسها "غدا يجب أن تذهب إلى التسوق لتشتري بعض الاشياء الضرورية".
إتكأت على السرير وهي تفكر في آدم، نزلت دموعها لابد أن أخاها الصغير مشغول، تشفق عليه كثيرا فهو يعيش طفولته البائسة باليتم والتشرد.
عليها ان تعمل بجد من اجله، " انتِ الآن والدته وأبيه" هذا ماقاله لها خالها ميكائيل وعليها ان تكون على قدر المسؤولية.
مسؤولية آدم من منظور سارة لم تكن مالية فقط، تريد ان تجعله رجل صالح يفيد نفسه.

ثم فكرت ان عليها أن تجد وسيلة لتطمن على خالها ميكائيل، وهي تفكر غلبها النعاس من تعب الايام الماضية.

كانت تركض وتركض والصواريخ والنيران تتساقط في كل مكان، السماء أصبحت حمراء.
سواد السماء انقلب الي نور بسبب لهيب المدافع.
ها هما والديها امامها يمسكان آدم، ذهبت اليهم مسرعة، افلت آدم يد والديها وجائها يركض، وكانت هي مسرعة اليه وما ان اقتربت ان تمسك يده
حتى فجأة سقطت في حفرة، كانت حفرة عميقة ومظلمة ومخيفة.
تستمر في السقوط، سقوط مخيف، وفجأة ادركت انها تحلم، حاولت الاستيقاظ من كابوسها، ولكن لم تستطع، وكانت تستمر في السقوط، كانت تجبر نفسها لتفتح عينيها ولكن لا أمل!
حتى فجأة فتحت عينيها وجلست على السرير وهي تلهث، "يا إلهي ما هذا الكابوس"
استعاذت من الشيطان واسرعت إلى الحمام لتنعش نفسها.

***********

عند كريستيان.
كان يقف متفاجئ.
جيڤان: هل رأيت شبح ما؟
كان ينظر إلى آدم بعدم تصديق.
كريستيان ابتسم لتعليق جيڤان وقال: آسف.
ثم أشار إلى السكرتيرة: لا أريد ازعاجا ولا مقاطعة.
خرجت واقفلت الباب خلفها.
وأكمل هو يقول لآدم: كنت اعتقد أنك وسارة عدتم الى موطنكم.
آدم: اختي لم تسرق السوار.
من نبرة صوت آدم احس كريستيان وكأن شخص ما لكمه على ماعدته.
كريستيان: اعلم ذلك.
جيڤان نزل لمستوى آدم وأمسكه من كتفيه بلطف: ما رأيك ياآدم ان تلعب قليلا في المكتب المجاور ريثما نتحدث انا وكريستيان، وسأطلب منهم ان يحضروا لك حلوى وكعك.
آدم: هل ستتحدثون فيما يخص اختي سارة؟
جيڤان: نعم، ونحن نر..........
آدم نزع يَدَيْ جيڤان من كتفيه وقال ينظر للإثنان بجدية وكأنه شاب كبير: اذا لن اخرج، انها اختي انا ويجب ان اعلم كل شيء.

الاخ سند هذه حقيقة شفافة بيضاء لا لبس فيها، واما مادونها فليست اخوة بل ربما اي شي آخر ولكن ليست اخوة.

جلس الجميع متقابلين على كنبة المكتب، وقال كريستيان: اذا ما الامر؟ واين سارة؟
جيڤان: لقد أوصلت آدم قبل يومان من بدء فعاليات الكشاف وطلبت مني ان يبقى لانها ستسافر.
كريستيان: الى اين؟
جيڨان: لم تكن مسافرة، بل ليس لهم مكان ليبقوا فيه وليس لديهم مال ليستأجروا مكان. فأحضرت آدم إلى الكشاف لتضمن له مكانا يؤويه مؤقتا حتى تجد عملا، هذا ما لم أكن اعرفه واخبرني به آدم اليوم. ونحن هنا لتساعدنا ربما رأيتها او سمعت شيء عنها.
كان آدم يستمع وهو صامت.
وكريستيان متفاجئ بما يسمع!
كريستيان: لا لم أراها منذ ان خرجت بصحبة آدم.
سكت يفكر ثم قال: الم تحاولوا الاتصال بها.
جيڤان: حاولنا مرارا ولكن هاتفها مقفل!
كريستيان: آدم اين من الممكن ان تذهب سارة؟ هل لديكما اصدقاء او أقارب هنا؟
نفى آدم ذلك بهز رأسه.

سكت الجميع يفكرون ثم قال جيڤان وهو ينظر لآدم بعطف: اححم، انا اخشى ان تكون تعرضت لحادث ما، او اي أمر سيء.
كريستيان: لا أعلم لما قد يكون هاتفها مقفل.
ثم اتصل بالسكرتيرة بالهاتف الداخلي، وأعطاها إسم سارة كاملا وطلب منها ان تتصل بكافة المستشفيات تسأل عن هذا الاسم.
جيڨان: لدي صديق في الجهاز الامني، سأطلب منه ان يبحث عنها بمعرفته في مراكز الشرطة.

نهض جيڤان وهو يقول لآدم: هيا لنذهب لا نريد تأخير كريستيان عن اعماله.
كريستيان: أيمكن لآدم البقاء معي وغدا سأحضره، اعتقد أن ميليسا ستسعد برؤيته كثيرا.
جيڤان: لا أعلم ماذا اقول لك ولكن انت لست احدى أقاربه ولا أستطيع ان اسلمه لك.
آدم لشيء في نفسه قال: أريد الذهاب مع كريستيان.
كريستيان: هيا جيڤان انت تعرفني جيدا، واعتقد ان هذا يكفي ولا أعتقد ان احد سيلاحقك قانونيا على ذلك.
جيڤان: حسنا، هم في الاصل لديهم ليلة مبيت عند اهاليهم الليلة، ولكن عليك ان عيده غدا قبل فترة الغذاء.

**************
صورة سارة وهي تجلس في الصالة بائسة وضعيفة ونظرة الظلم والخوف في عينيها لم تفارق خياله، انه يدعوا لان لا يكون مكروه قد حدث لها.

احضر معه آدم ليسعد ميليسا، وليسأله أكثر عن سارة.
لاحظ ان آدم هادئ جدا في السيارة على غير العادة، وكأنه يفكر في شيء ما.

وكان آدم يفكر كيف سيثأر لأخته من ميليسا، ويقول في نفسه "صحيح انني احببت ميليسا، ولكنها شريرة بسببها أختي سارة ضائعة الآن".

وصلوا إلى المنزل وكانت ميليسا تحبس نفسها في غرفتها كالعادة.
تجلس وحيدة قرب النافذة وتنظر للخارج وهي تفكر.
حتى سمعت صوت طرقات على الباب، لم تجب علَّ الطارق يرحل، كانت هذه دوما وسيلتها في الهروب من مشاكلها، الاختباء.
فتح كريستيان الباب وقال: كنت اظنكِ نائمة، لم لا تجيبين؟
ميليسا: أسفة، كنت شاردة الذهن.
كريستيان بإبتسامة: انظري من جاء.
واكمل وهو ينظر خلفه لخارج الغرفة: ادخل.
دخل آدم وتفاجأت ميليسا، كانت تنظر له غير مصدقة، ثم ركضت نحوه وهي تقول: آدم انت هنا!
وما إن وصلت إليه وكانت تريد احتضانه حتى صفعها على وجهها بكل قوته.
صحيح ان الصفعة لم تكن قوية كثيرا، ولكن ميليسا صدمت. نزلت دموعها وهي تمسك خدها وقالت: انا آسفة.
كانت كمن عصر الليمون الحامض على جرحها الدامي!
لم ترى تجاوب من آدم فقالت: اعلم انني أخطأت، ولكن اخبرها انني آسفة ارجوك يا آدم.
آدم: اختي سارة مفقودة، وربما تكون قد ماتت!

نظر كريستيان وسارة الى بعضهما بتفاجئ.
ميليسا قالت لكريستيان: لا افهم، اين وجدت آدم؟

يحاول كريستيان ان يخفي غضبه منها. فتصرفها كان غير حكيم، كان من المفترض أن تستمع اليها.

كريستيان: كان في الكشافة احضره لي جيڤان.
وقص عليها ماحدث وما أخبره به جيڤان.

*********

ميكائيل

وصلوا إلى قرية صغيرة، عدد سكانها محدود ومنازلها لا تتعدى الستين منزلا، وكل منزل يبعد مسافة جيدة بينه وبين المنزل المجاور له.
ارض شبه صحراوية تختلف عن العاصمة، لها سحرها الخاص، وعاداتها الخاصة.
كان في استقبالهم رجل يبلغ قرابة الخمسين من العمر ويدعى علي.
استقبلهم بترحاب كعادة اهل القرية مع ضيوفهم.
ثم اتجه بهم مباشرة إلى منزله.

قدم لهم كل ما لذ وطاب من مأكل ومشرب، فإكرام الضيف من شيم اهل هذه القرية الصغيرة.
قال فؤاد وهو ممسكن هاتفه: ان مواقع التواصل الاجتماعي تضج اخباره بحريق السجن.
احمد: هل ذكروا هروب ميكائيل؟
فؤاد: لا أعتقد انهم سيعلنون الخبر الآن، وسيحققون في الامر اولا.
علي: هل تضمنون ان آمر السجن لن يكشف الامر؟ من المؤكد انهم سيحققون معه.
كان ميكائيل يستمع لهم ولا يتحدث، لقد أحب عزلته حقا، لم يشفى من صدمة وفاة اخته الوحيدة التي كان يعتبرها بمثابة والدته.
ويشغله امر سارة وآدم حتى لا يكاد ينام بسبب هذا الموضوع.
يحس انه اخطأ التصرف، يحس بالعجز.
فتاة في سن صغيرة مع اخيها الصغير ولا مال معها ولا مأوى.
هل اجبرتها الظروف على سلوك الطريق الخاطئ؟ لن يستطيع لومها فهو المذنب بإرسالهم.
ربما ما كان يجب ان يرسلهم الى امريكا، لكن لو ابقاهم هنا لكانوا ربما قتلوهم بسبب مركز والدها في الدولة، كما استهدفوا منزلهم وقتلوا والديهم.
او بسبب منصبي انا كعقيد فالجيش!

كانت دموعه حبيسة ولا يستطيع اطلاق سراحها بين الرجال، فليس من شيم الرجال البكاء في مجتمعهم!
كانت تجثم على قلبه غصة، لم يكن قدر المسؤولية، لقد فشل في حماية اطفال اخته.
قطع حبل افكاره فؤاد بقوله: ميكائيل يجب أن تبقى هذه الفترة متخفيا في منزل السيد علي، حتى تهدأ امور البحث عنك.
كان صديقاه قد لاحظا هدوءه والتزامه الصمت، وقد اوعزا ذلك بسبب التعذيب.
هم يعلمون كم لميكائيل من عزة نفس، ولكنه لم يكن يفكر في نفسه بل في ما يظن انه تسبب به.

ودعه صديقاه وعادا إلى العاصمة، وهو مكث في الغرفة مع السيد علي يحاول مجاراته فالحديث وعقله في مكان آخر!

**********

سارة

اذا سَحِمَ الليل وأَدْجَى فهو يعني اقتراب موعد انبلاج الفجر، لتشرق الشمس ساطعة وتنير الدروب وتشرح النفوس.

وقد اشرق صباح جميل على سارة، تحت سقف يأويها وعملٍ يكفيها.

استيقظت فجرا كعادتها، فهي من اولائك الناس النادرون المحبون للفجر بهوائه النقي وسكونه المؤنس.
بعد أن فرغت من صلاتها وتسبيحها وتهليلها، جلست بجانب النافذة، تراقب الطيور وهي مبكرةً تسعى للبحث عن طعامها.

حتى سمعت طرقات خفيفة على الباب، نهضت بسرعة رتبت ثيابها التي ترتديها وأزاحت رف الادراج الذي كانت تسد به الباب، كان الباب له مفتاح ولكنها لا تأمن لأي كان، فلربما كانت لديهم نسخة من المفتاح.
جرت الرف وهي تحاول ان لا تصدر صوت حتى لا يسمعه الطارق.
فتحت الباب وجدت انه صاحب المطعم، السيد زوهان.
قال لها: صباح الخير، انه موعد الافطار لا تتأخري.
ولم ينتظرها حتى لتجيب بل خرج فورا!
بعد بضع دقائق كانت سارة في مطبخ المطعم تتناول افطارها مع السيد زوهان ويشوان والطباخ ومساعده.
كانت غير متآلفة للوضع وهي الفتاة الوحيدة، تناولت افطارها وبدأ يشوان يعلمها كيفية العمل في المطعم.
كانت المهام كثيرة ومنها ماهو صعب، ولكن سارة لم تتذمر بل كانت تريد العمل بجد وتكسب مالا ومكانا للسكن قبل ان تنتهي فترة الكشافة.
كانت تركز مع كل مايقوله يشوان، وتحاول تقليده في خدمة الزبائن وكيفية اخذ الطلبات وتقديمها وغيرها من الامور.
واما السيد زوهان فكان يركز مع تصرفاتها بدون ان تلاحظ هي ذلك، فهو رجل شديد الملاحظة وشديد التركيز.
يحب النظام والالتزام بالمواعيد، ويركز على الموظفين حيث انه لا يوظف اي شخص، بل اذا لم يعجبه موظف ما يبدأ في إرهاقه حتى يترك العمل ظنا منه انه هو من اختار ترك العمل وليس بسبب تصرفات السيد زوهان الغير مباشرة.

لديه قدرة عالية على استشعار روح الانسان الذي أمامه، فهو يميز صاحب القلب النظيف والروح الطيبة والنفس السمحة، من القاسية قلوبهم والمعذبة ارواحهم اصحاب الانفس الخبيثة!

فالسيد زوهان يملك صفات نادرة وعجيبة، مملوء بالحكمة والمعرفة، قاموس لمعاني الحياة والوجود.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي