9

عسعس الليل واسدل ستاره، ليلة دهماء لا قمر فيها، وغيوم اخفت نور النجوم التي تهدي دروب الرّحالة،
ودُجَى لجيٍّ يحيط بالساهرين الليل وقد جافاهم النوم ولم يجدوا اليه سبيلا!

تقلبت سارة يمنى ويسرى في السرير الضيق الذي
تتشاركه مع اخيها آدم.
كانت تعلم انها لن تستطيع ان تنام، فكيف تنام
وهي في وسط بؤرة الجريمة والقتل والاغتصاب؟!!
ولا تستطيع حماية نفسها ولا أخاها الصغير.
لقد نامت جائعة فلم تتناول شيئا هذا اليوم، ولم تكن لها شهية للأكل فالاصل، جيد ان آدم تناول فطوره
صباحا وأكل غذائه فالمدرسة.
قبلت جبين اخيها وهي تحس بالشفقة عليه،
عليها ان تذهب غدا للسفارة ليرحلوها الى وطنها،
فالمرء ان اسقطته الدنيا يجب ان يسقط في وطنه
يُذل فيه ويتعب فيه.
فالوطن وان كان يشتعل جحيما، يبقى اسمه وطن.
كانت تفكر وترهف السمع الى باب الغرفة تخشى ان يقتحم احد ما غرفتهم.
ربما بعض المجرمين او السارقين!

اما ميليسا فتفكر في سارة وما الذي حدث معها
واين نامت هي وآدم،؟! ولكن عندما تفكر في الاتصال بها تذكر ما حصل معها سابقا من عدة سنوات عندما من ظنت انهم صديقاتها ولم تشك بهم قط، ضحكن عليها وكذبن وغششن، فتقول ربما كانت سارة كاذبة ومحتالة مثلهن، لصة صغيرة تحاول جذب التعاطف!

مشكلتنا نحن البشر ان رأينا نورا صافيا ظنناه نار
تحرق، فأبتعدنا وخسرنا نور الطريق.
وان رأينا النار الخادعة ظننا انها نور يهدي فأقتربنا
وحرقنا انفسنا.

كريستيان في نادي الملاكمة يلكم العمود، ولكن لم يكن بغل كما فالسابق بل تنفيسا عن النفس فقط،
وهذا ما لاحظه المدرب.
ابتسم المدرب وذهب إلى باقي اعماله.
اخذ كريستيان يفكر في عدة امور ففترة الملاكمة
فترة التأمل في كل شيء بالنسبة له. مر تفكيره
على العديد من الامور والاعمال حتى وصل الى
اخته ميليسا.
كانت ردت فعلها قوية على صديقتها، ولكنه عَذرها فالثقة أساس العلاقات وبدونها لا نستطيع بناء
علاقة متينة.
ولكن قطعا سارة لا يبدو عليها انها سارقة او حتى
يمكن ان تؤدي نملة، ولكن الم يُخدع في فيرونيكا
سابقا، ولكن لم يقارن بين الاثنتين؟
تذكر نظرة البؤس حين مر بجانبها هذا المساء
قاصدا غرفة ميليسا، فضرب عمود الملاكمة بقوة
وكأنه يلكم البؤس والحزن، كانت تبدو صغيرة
وضعيفة وخائفة!

لقد اخبرته ميليسا حينها القليل عن سارة وقالت انها تعرفت عليها صدفة.
وقد لاحظ انها لم تشأ بأن تخبره المزيد، ثم بدأت
تشكي حالها وهي تبكي في حضنه.
للعامين المنصرمين لم تكن هناك أُلفه واخوية
بينهما كما كانت قبلا، لذا لم يشأ ان يقطع عليها
تسرسل شكواها من حظها في البشر.
بعدها جاءت خادمة تقول ان سارة تريدها وبردة فعل عنيفة اخبرت ميليسا الخادمة ان تقول لسارة انها
لا تريد ان تراها مجددا، وتستطيع المبيت الليلة هنا
والرحيل في الصباح.
استغرب منها ذلك حيث ان كريستيان لا يعلم ان سارة بلا مأوى ويعتقد انها ستذهب الى منزلها.
بعد ذهاب الخادمة استرسلت تقول إن مايكل خدعها وصديقاتها خدعنها وهو ابتعد عنها بسبب فيرونيكا ووالدتها نادرا ماتهتم لم يحصل معها.
بعد ثورة من الحديث المتواصل، سكتت فجأة وامتدت على سريرها وقالت انها تريد النوم.
وجاء هو الى نادي الملاكمة بعد ان تناول العشاء مع والديه.

إصطبح الصبح وسارة لم يغمض لها جفن، كانت
وحيدة مغتربة وبلا مال ولا مأوى!
بحثث في حقيبتها حتى عثرت على بطاقة السفارة
التي اعطاها ايها ذلك الرجل من السفارة، اتصلت
لتخبرهم عن وضعها.
اجابتها موظفة وعندما قالت لها سارة انها تريد
العودة لوطنها ولا تملك حق تذاكر السفر، اخبرتها
الموظفة انه قد تم حظر الطيران لبلادها حاليا ولا
يوجد رحلات للعودة.
صدمت سارة فقالت: ولكن متى يعود الطيران؟
الموظفة: لا نعلم للأسف.
شرحت سارة وضعها لموظفة السفارة، فوعدتها
الاخيرة ان تجد لها حلا وطلبت منها ان تترك لها
رقمها.
اقفلت الخط ولا تعلم ما يجب عليها ان تفعله فبعد عدة ساعات عليها اخلاء هذه الغرفة البائسة.
امسكت هاتفها تتصفح الانترنت ريثما ينهض آدم،
فلن تستطيع ارساله الى المدرسة اليوم.
وصلها إشعار من نادي الكشافة انه مازال يومان
على بدأ الفعاليات.
تذكرت انها قامت بتسجيل آدم، لم يكن المبلغ كبير حينها واعتقدت انها تستطيع تأمينه عندما تعمل.
أتتها فكرة سوف تسألهم ان كانت تستطيع الدفع
بعد نصف المدة.
فسيؤمن الكشاف مكانا آمنا لآدم خلال هذه الفترة
العصيبة. وخلالها ستبحث هي عن عمل ومكان
يقيمان فيه.
امسكت برقم جيفان واتصلت به فورا.
جيفان: نعم؟
سارة: مرحبا سيد جيفان، انا سارة، لقد اتيت لكم
بصحبة السيد كريستيان.
جيفان: اوه، مرحبا آنسة سارة.
احست ان الكلمات ثقال على لسانها، يأبين الخروج
من بين شفتيها. ولكن عندما نظرت إلى آدم النائم
تشجعت وقالت: حقيقة انا اتصل بشأن رسوم
اشتراك آدم في النادي.
جيفان: انا آسف حقا انني لم ارسل لكِ البريد
الإلكتروني الخاص بالفاتورة لتستلمي بطاقة
الكشافة.
لم تفهم سارةالقصد فقالت: ماذا؟
جيفان: عندما سدد السيد كريستيان الفاتورة في
ذلك اليوم كنت بعيدا ونسيت ان ادخلها، ولكن
لا تقلقي ستصلك الآن حالا.
لم تعرف بم ترد، فهي لم تعلم ان كرستيان قد
سدد رسوم الاشتراك.
لو كانت في يوم آخر لكانت غضبت كثيرا، ولكن
الآن اعتبرتها رحمة من عند الله، وستعتبرها دينا
تسدده لكريستيان في اقرب فرصة.
جيفان: آلو.
قالت سارة بإندفاعية وقد أتتها فكرة: فالحقيقة
لم اتصل بهذا الشأن. تلعثمت قليلا ثم واصلت:
انا مسافرة خارج المدينة لعدة ايام وليس لي
اقارب هنا، وكنت أتسائل اذا بإمكان آدم الالتحاق
بالكشاف بدءا من اليوم؟ اخشى أن اخذه معي
فيتأخر كثيرا.
جيفان فكر قليلا ثم قال: حسنا لا بأس فنحن بدأنا
فعليا فالمبيت هنا للتجهيز ويستطيع البقاء معنا
يساعدنا بذلك، فزملائي الرواد يحضرون اولادهم
من سن آدم للمساهمة في التجهيز، وهم يبيتون
معنا ايضا.
بعد ان اقفلت الخط حمدت ربها كثيرا.
ثم سجدت سجدة شكر لله، فها هو يحيطها
برعايته وعنايته في ابسط الامور.
استيقظ آدم وهو ينظر بإشمئزاز حوله الى غرفة
الفندق، وقال لها هيا لنذهب الى شقة خالي
ميكائيل لابد ان اعمال الصيانة قد انتهت.

قررت سارة اخبار اخيها بكل الحقيقة، فلا فائدة
من الكذب مجددا واخفاء الحقائق، وعليه ان
يتعلم تحمل المسؤولية ليعتمد على نفسه عندما
يفترقان.

قالت له وهي تنظر مباشرة في عينية لتشعره انه
كلام جدي جدا:انت الآن اصبحت قرابة التسع
سنوات واصبحت رجلا.
واسترسلت في القول واخذت تحدثه بكل شيء
وان الشقة لم تعد ملكا لهم واخبرته ماحدث
معها بخصوص موضوع ميليسا وسوار جدتها،
وانه لم يعد لهم مأوى ولا مال ولا موطن.
نظر لها آدم مطولا ثم حضنها وقال وكأنه كبير:
سيأتي يوم اعوضكِ عن كل هذا انا اعدكِ ياسارة،
وسوف اصبح رجلا قوياً واحميكِ واشتري لنا
منزلا ونعود إلى وطننا.
بكت سارة وكأنها طفلة صغيرة ووضعت رأسها
في حجر اخيها آدم الصغير وهو يمسد شعرها
بحنان وكأنه رجل كبير يريد حمايتها.

قد تُجبر الظروف القاسية الاغصان الغضة على
النمو، فليس لها خيار اما ان تنمو وتصبح قوية
قاسية في وجه العواصف لتحمي جذور شجرتها،
ام تبقى ضعيفة لينة تكسرها نسائم الريح
ما إن هبّت.

سارة: ليس لدينا طعام يا آدم، وعلينا ان نجد
وسيلة تقلنا الى الكشاف.
آدم: ولكن انا لا أريد ان اترككِ لوحدك.
سارة: اذا كنت حقا تريد مساعدتي عليك بالبقاء
فالكشافة، حتى اجد عملا او تبعث لي السفارة
برد.
كانت تريد ايجاد مأوى آمن لأخيها بأية وسيلة،
فلا تعلم ما تخبئه لها الايام، وهو طفل صغير لا
يحتمل.

خرجوا من الفندق بعد ان اقفلت سارة الغرفة جيدا،
حيث فيها حقيبة ملابسها.
وقفت هي وآدم على الطريق الرئيسية بحقيبة
ملابس آدم.
وكل سيارة أجرة تقف لهم يخبرونها انهم لا
يملكون مال لدفع الاجرة، لا توافق على نقلهم.
فهذا هوا الطبيعي، قانون الحياة، لا شيء بدون
مقابل بالطبع!
الى ان جائهم شاب كان يراقبهم من بعيد،
وعرض عليهم ان يوصلهم بشاحنته الصغيرة.
لم ترتح له سارة ولكن لم يكن لديها خيار.
اقلهم وكان يدخن طوال الطريق وعندما وصلوا
شكرته سارة فقال انه يستطيع الانتظار اذا كانوا
يريدون العودة.
وافقت سارة على مضض.
استقبلهم جيفان ودون معلومات سارة للاتصال
بها في الطوارئ.
سارة قالت فجأه: نحن ايضا مسلمين.
جيفان رفع حاجبيه: حقا! هذا رائع حقا،
لم تخبريني بذلك فالمرة السابقة.
لم تجب سارة.
يمكنكِ الاطمئنان على آدم فسأحرص عليه بنفسي.
سارة برجاء: سأكون ممتنة كثيرا لذلك.
امتلئت عينيها بالدموع وقالت: انه امانة لديك
ارجوك احرص عليه، انه كل عائلتي.
انها اول مرة يفترقان فيها، لا تعلم ان كان
ماتفعله صواب ام خطأ. أتحمي اخاها ام تؤذيه
بهذا.

نظرت إلى آدم الذي كان ينظر للارض.
قالت:آدم.
رفع بصره ودموع حبيسة داخل عينيه، غضب
مشتعل فيهما، غضب من القهر والعجز.
حتى الاطفال في مرحلة ما لا يعودوا اطفال،
تُسرق طفولتهم، وتُنهب ضحكاتهم.
عالمهم المليء بالالوان يصبح رمادي!

فتحت ذراعيها تودعه وكأنه الوداع الاخير،
حضنها بقوة فقالت: كن رجلا، واعتمد على نفسك.
آدم: فقط كوني بخير.
تركته واتجهت إلى البوابة احست بنبضات
قلبها تضعف تتهاوى وتكاد تتوقف،
هل ألم القلب يُوَلِّد الم جسدي،
اذا كان لا! فلم تؤلمها اعضاء جسدها؟
معدتها اطراف يديها وقدميها، عيناها،
كلها تؤلم. وكأنها تبكي لبكائها وتتألم لألمها!
آدم لم يبعد ناظراه الغاضبان عنها،
يتأملها حتى اختفت خلف البوابة.

.....................
كريستيان كان يقف أمام النافذة في الصباح الباكر،
فمر طيف سارة أمامه وهي تتمشى والسماعات
في اذنيها.
ارتدى ثياب الرياضة ونزل يتمشى فالحديقة
الخلفية، عله يحس بشعور الراحة
الذي كانت تحسه.
بعد نصف ساعة دخل للمنزل ووجد والديه
يتناولان إفطارهما. جلس معهما واحس بتوتر
طفيف يبدو عليهما.
كريستيان: ماذا؟
سوزي: لقد رأيت خبرا لتوي! ولا اعلم صحته.
كريستيان رفع حاجب وقال: ادخلي صلب
الموضوع يا امي.
سوزي نظرت لزوجها بتوتر ثم قالت: هل عدت
انت وفيرونيكا سويا؟
كان كل من في المنزل يهابون التدخل في حياته
الشخصية لم يكن مسموح لأحد بالتدخل فيها
يعلمون ان لديهم خطوطا حمراء لا يمكن ان
يتجاوزوها معه.
كريستيان بإبتسامة هادئة جدا: لا تقلقي
انا اعلم ما افعل، لذا لا داعي لان تشغلي نفسكِ.
انتبهي الى ابنتك التي ربما تكون بحاجة لك في
هذا الوقت.
دخلت ميليسا وهي مستيقظة باكرا على غير
عادتها وقالت: ولم احتاج المساعدة؟ بالمناسبة
لقد تقابلت مع فيرونيكا بالامس.
كريستيان: حقا؟
ميليسا: اجل! لقد كانت بائسة وتبكي لم افهم
ماتريده مني بالضبط، ولكن كانت تحكي عنك
وعن زواجكم.
كريستيان بإختصار: لا تبالي بها.
نظر له الجميع بتعجب، أهكذا يجيب ولا ينتابه
حتى الفضول؟
اتجه إلى الشركة، حيث التقى محامي الطلاق
الذي اخبره ان فيرونيكا تنازلت رسميا عن مطالبها.
لم لا يشعر بالنصر ولا بالرضى؟!
..........................

كانت في الطريق للعودة إلى الفندق،
أخذها تفكيرها حيثما يأخذها دائما الى خالها
ميكائيل، لو تجد فقط كيف تطمئن عليه.
جيد انها وجدت مكان لآدم في الوقت الراهن،
لا تعلم اين ستذهب هي بنفسها ففي المساء
عليها ان تسلم المفاتيح.
لم تتوقع ابدا ان تصبح في يوم من الايام فتاة
مشردة، او ان تعيش حياة المشردين.

لا أحد يتوقع مافي الغيب،
فالغيب هو في علم الغيب.
ولكن علينا ان ندرك ان الله لا يضعنا في
اختبارات الا ونحن اساسا لدينا القدرة على تحملها،
فهو العدل، وليس للعدل ان يختبرنا بأشياء
تفوق قدراتنا التي وهبنا هو اياها.
وانما البلاء هو اختبار من الله ليمحصنا ويعلمنا.
فمن صبر وثابر واجتهد واحتسب فهو من الفائزين.

قطع حبل افكارها يد سائق الشاحنة على فخذها،
بحركة دفاعية قذفت يده بعيدا عنها وصرخت:
ماذا تظن نفسك تفعل؟
السائق: ياحلوتي، لقد اوصلتكِ واريد الان المقابل.
سارة: ابتعد عني ايها القذر، ولا تحاول وضع يديكَ
القذرة علي.
السائق اوقف الشاحنة فجأة وبسرعة حتى ارتطم
رأسها بمقدمة السيارة، واصيبت بكدمة خفيفة.
فتح باب الشاحنة ودفعها خارجا واقفل الباب
وحقيبتها ماتزال في الشاحنة.
صرخت: هاي حقيبتي!!!
السائق بضحكة مقززة قال: سآخذها مقابل اتعابي.
سارة تطرق على زجاج النافذة: لااا، انتظر لا يمكنك
ذلك.
ولكنه قاد مبتعدا بسرعة.
كانت الحقيبة تحتوي على هاتفها وجواز سفرها
ومفتاح غرفة الفندق ولم يكن بها اي مال.
انها حتى لا تملك مال للعودة إلى الفندق.

يا إلاهي، لابد انه كابوس، لابد انها تحلم، اتجهت
إلى اقرب مركز شرطة للتبليغ، ولكن عندما سألها
ضابط الشرطة عن رقم لوحة السيارة لم تعرفها،
وقد تم الغاء البلاغ لانها لا تحمل اثباث هوية.
مشت سيرا على الاقدام مسافة بلا هدى ثم جلست
على اقرب كرسي في اقرب حديقة عامة.
تحس بالتعب وجائعة وتائهة ووحيدة،
نزلت دموعها مثل شلال، تبكي بلا صوت فقط
دموع وبعض الشهقات التى تخرج لا إراديا.
ان لم تمت بالقتل ستموت بالجوع بالتأكيد!

................

آدم
اجمع مع جيفان والرجال الخشب لنضعها قيد
التجهيز.
كنت شديد البؤس والحزن، حتى وقت الغذاء لم
استطع الاكل، وكيف آكل وانا اعلم ان اختي
سارة جائعة بلا طعام.
لقد فقدت جميع من احب، ابي وامي واصدقائي
والآن اختي سارة.
اخشى ان لا تعود لتأخذني، انني خائف من ان
ابقى وحيدا.
كان جيفان يذبح اللحم بنفسه ثم نشوي ونأكل،
ولكن عندما اذكر نظرات سارة لي في آخر لحظات
اشعر بالحزن الشديد وانطوي على نفسي.
اتمنى ان تجد عملا بسرعة، قالت انها ستتصل بي
مساء ولكنها لم تتصل بعد!
كان جيفان طيبا معي، يقول ان لديه اخ في مثل
عمري في باكستان.
كنت احاول القيام بجميع الاعمال الموكلة لي
بنجاح، حتى أتعلم ان اعتمد على نفسي وتفخر
بي سارة.
لقد اصبحت هي كل عائلتي وكل شيء، هي
اختي وابي وامي ووطني.

...................

ميليسا

في الليل، بعد ان احست بفراغ كبير في روتين حياتها، شعرت بالشوق الى آدم وسارة.
لامت نفسها لأنها تسرعت ربما كان يجب ان
تسمع منها، ربما لكانت وجدت تفسيرا.
لِم لَم ترسل معها بعض المال!

اخذت هاتفها وحاولت الاتصال بسارة،
لتحاول الحديث معها والاعتذار منها.
ولكن رقمها مقفل.
اعادت المحاولة عدة مرات حتى استسلمت ونامت.
.......................

كريستيان

في مطعم تحت ضوء الشموع يتناول كريستيان
العشاء مع فيرونيكا في افخر مطاعم.
ما لذ وطاب على مائدة العشاء.
كانت متأنقة مرتدية ثوب البراءة واللطف كما
هي العادة.
تنتظر ان يعرض عليها كريستيان خاتم زواج جديد.

تحدث معها كريستيان عن كل شيء ما عدا عن
الزواج، لم يتطرق له من بعيد ولا من قريب.
وأصابها هذا في مقتل.
وعندما شارف العشاء على الانتهاء تعكر مزاجها،
الامر الذي امتع كريستيان كثيرا.
كان مراده ان يتركها معلقة حتى يمسك لها زلّة
حسب وصف محاميه، وهو ما ينتظره ليكشف لها
عن اوراقه.
أوصلها الى منزلها، وتمنى لها ليلة سعيدة.
وعندما كان يلف سيارته مغادرا لمح سيارة خصمه
في سوق العمل جيم غارد.
ادعىّ انه لم ينتبه واستمر في السير وركن سيارته
بعيدا قليلا وراقب مدخل منزل فيرونيكا.
فكر كريستيان انه هل يمكن ان تكون مصادفة
فقط ان جيم مر من هنا الآن؟
لكن لحظات ورأ جيم يطرق باب فيرونيكا!
........................
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي