44

(الثقة كنز ثمين، فلا تعطه لأي كان)

نحن نعيش حاضرنا وفقا لمعايير ماضينا، تلاحقنا ظلال الماضي وترمي بأثقالها على احكامنا في مواقف حياتنا الحاضرة.
قف هنيهة وتأمل حياتك، اصنع قراراتك بحكمة فحاضرك اليوم ماهو الا ماضيك غدا الذي سؤثر على مستقبلك.

جاك؛

بعد ان عاد جاك من كوخ العم بن، حضر مباريات وكان وقته مشغول، ولكنه كان دؤوب الاتصال بجورج والد ميليسا، يسأل عن المستجدات والتفاصيل، ولكنه لم يتصل بها ابداً، حتى ان جورج ذات مرة سأله وقال: "كنت اعتقد انك صديق لميليسا، اذا لم لا تتصل بها شخصيا".

كان يشعر بالحنق منها بسبب اهمالها لسلامتها، وكأنه يحملها مسؤولية ما يحدث، هوا يعلم ان لا ذنب لها، ولكن هذا يجعله يشعر بحال تفضل.

عندما اتصل به جورج ليسأله ماذا حدث في موضوع الحارس الشخصي، كان قد قص عليه ما حدث مع ميليسا ووالدتها، جن جنونه كيف تخاذل في موضوع  الحارس الشخصي، وفور ان انتهت المكالمة قام بالاتصال بشركة الامن الخاصة، انها اكثر شركة موثوقة، ولكن للأسف لشدة الطلب عليها لم يكن هناك حارس شخصي بالمواصفات التي يريدها متفرغ في هذه الاثناء.

منذ قرابة العامان عندما تعرض للاعتداء بالضرب المبرح من قبل اثنان من رجال امن احدى الفرق المنافسة، وذلك لغرض منعه من المشاركة في البطولة، نصحه وكيل اعماله ان يتخذ حارس شخصي، فمهنته تعتمد اعتماداً كلياً على سلامة جسده.

لم يفارقة راف من حينها، حتى انه نمت بينهما صداقة مريحة، ولأول مرة منذ عامين يتخلى عن راف، عن سلامته الشخصية، ويقنع في نفسه انه يفعل ذلك من اجل حبيبته المتوفاة سيرينا.

عندما ذهب لزيارة ميليسا البارحة كان طيف سيرينا يحوم حوله ويرهقه بالتفكير.

اتجه صباحا الى المستشفى لكي يرى الاوضاع قبل ان يذهب إلى التمرين، اليوم ستخرج ميليسا الى منزلها. وعندما وصل وجد ان شخصا ما يقف امام غرفة ميليسا ويتجادل مع راف.

كان رجلا طويل وله بنية رياضية، بشعر اشقر وعيون خضراء وبشرة فاتحة، انه نفس الرجل الذي التقت به ميليسا في المقهى الفرنسي خاصته، وقف جاك خلف راف يشاهد ما يحدث بصمت قبل ان ينتبه له الرجلان، يبدو هذا الرجل مصمما على الدخول وهو يحمل علبة من الشوكولاتة.

حسنا، لن يسمح له بالدخول، فربما يكون هو المجرم الذي يهدد ميليسا، فلا احد يعلم بوجودها في المستشفى بإستثناء عائلتها، اذا فكيف علم هذا الرجل، وماذا يكون بالنسبة لها في الاصل!

تحدث جاك بصوته العميق قائلا: "مرحبا راف، هل هناك اي مشكلة؟".
نظر اليه الرجلان وقال راف: "سيد جاك، هذا الرجل مصر على دخول حجرة الآنسة".
قال مايكل بغضب بعد ان لاحظ جاك: "الست الرياضي المشهور الذي يدعى جاك؟ ماذا تفعل هنا اتحرس انت ايضا غرفة خطيبتي الس .....".

فُتح الباب ووقفت ميليسا على عتبته، تبدو مرهقة جدا وتعبة، نظرت نحو الجميع ثم سألت عما يحدث، ولدهشته اكدت كلمات هذا الرجل بأنه خطيبها، وسمحت له بالدخول، لم يجادلها بل غادر فقط.

في الايام التالية كان مايكل دائم الوجود حول ميليسا، ومهتم بها بشكل مبالغ فيه، وحسب ما ذكره له جورج انه كان خاطب ميليسا في السابق. فكر جاك ان مايكل هذا اذا استمر هكذا فسيفسد خطته القادمة التي ينوي الاقدام عليها مجرد ان تتعافى سوزي، عليه ايجاد وسيلة ليتخلص منه.

قرر ان يتنازل ويقوم بخطوة ناحية ميليسا قبل ان تضيع فرصته وتفشل خطته.

سوزي؛

جالسة بمفردها على سريرها في غرفتها ولا تحاول الخروج منها، بالرغم من ان الطبيب قد نصحها بأن تتمشى قليلا فهذا يحسن من حركة الدورة الدموية في جسدها مما يعجل شفائها بجانب الادوية الكثيرة والمختلفة.

مر حوالي الاسبوعان على خروجها من المستشفى، وتشعر ان جرحها يتماثل للشفاء تدريجيا، ربما بعد شهر ستكون تحسنت كثيرا.

ولكن نفسيتها لم تتحسن، بالرغم من احاطة الجميع لها، وابتسامتها الدائمة لدى تواجدهم حولها، فهي لا تريدهم ان يشكوا انها ندمت لتلقي المادة الكيميائية الحارقة بدلا عن ميليسا، فهمي لم تفعل على العكس فهي تفدي ابنتها بروحها.

ولكن المشكلة تكمن في نفسيتها، هي تعلم انها تشوهت، تحمد الرب دائما ان وجهها لم يُصب، ولكن مع ذلك فجسدها قد تأثر، قال الطبيب ان عمليات التجميل قد تطورت كثيرا في هذا المجال، ونسبة نجاح العملية كبيرة جدا.

ولكنها لن تستطيع القيام بها قبل حدود العام تقريبا، اذ عليهم التأكد من ان بشرتها وجسمها قد تخلصوا تماما من آثار المواد الكيميائية.

بدأت دموعها تنزل لا شعورياً، فمن اكبر الاختبارات على المرأة هو ان يتشوه جمالها، خصوصا وهي من النوع الذي يهتم بجمالها كثيرا جدا.

كانت متكئة على جانبها السليم وهي تتصفح صورها وتتأمل بشرتها الصافية، التي لن تعود كما كانت قبلٌ ابداً.
سمعت صوت باب غرفتها قد فُتح، اقفلت ضوء هاتفها بسرعة واغمضت عينيها مدعية النوم، ولكن تنفسها السريع والشهقات الهاربة منها قد فضحوا امرها.

احست بتربيت على شعرها بعد نزول السرير قليلا بسبب وزن الجالس عليه.
استنشقت رائحته المهدئة دائماً لها.
قال بصوت عميق وحنون: "واخيراً؟ كنت اظنكِ لن تبكي ابدا".
وكأن هذه كانت دعوة لتكمل ما كانت تفعله، نزلت دموعها كالشلال، واستمر هو يمسد شعرها بهدوء.
جورج: "لماذا تكبتين داخلك اريحي نفسك، ما مررتي به صعب جدا".

اعتدلت وحاولت الجلوس فقام بمساعدتها، نظرت له وعيونها لا تزال تذرف الدموع وقالت: "ألن تمل مني، ألن تشمئز عندما تنظر الى اثار هذا الحرق!؟".

مسح دموعها ثم قال: "أهذا ما يبكيكِ؟ على الرغم من انني متأثر من اجلك فأنا اعلم انه صعب عليكِ الامر كإمرأة، الا إنني فخور افتخر بهذا الأثر الذي على ظهرك، لقد أثرتي ابنتك على نفسك وقمتِ بموقف شجاع".
سوزي: "ولكن الطبيب قال الحروق الكيميائية أثارها لا تذهب بنسبة 100% احياناَ".
جورج: "وماذا اذا؟ اذا ذهبت كليا فأنا سعيد من اجلك، وان بقت أثارها فهي تذكير لي لأحترمك على شجاعتك !".

سوزي: "لا اريد ان أبكي فيظن الجميع انني ندمت بموقفي للدفاع عن ابنتي، فأنا سأعيد الكرَّة حتى وان تكرر الموقف".
جورج: "لن يظن اي احد بكِ هذا، كما يمكنك البكاء هنا في خصوصية غرفتنا، عليكِ ان لا تكتمي في قلبك، كنت افكر جدياً في عرضك على طبيب نفسي".
واخيراً ضحكت.

جورج؛

كالصخرة التي تحمل فوقها كل الاثقال والاوزان دون ان تتصدع او تنهار، هكذا هم الاباء، اولئك الذين يحملون هموم ومشاكل الجميع دون ان يشكو أو يتذمروا، والغريب ان لا احد يسأل عنهم وعما اذا ما كانوا يحتاجون هم ايضا لمن يتحمل همومهم معهم.

كان جورج عائدا من عند مركز الشرطة بعدما اخبره المفتش بعض الامور المقلقة، ولكنه قرر الكتمان عليها حتى يتأكد اولا، هو لن يخبر اي احد حتى كريستيان.

دخل الى غرفته ووجد زوجته تبكي، ابتسم لها بشفقة رغم انها لا تراه مخبئة وجهها تحت الغطاء.
ولكنه يعرفها جيدا جدا ليعرف من خلال تنفسها ان كانت تبكي ام لا.

حاول مواساتها بمشاعر صادقة من قلبه، ثم بعد ان نامت توجه الى مكتبه ليعد خطة لتكشف له ذاك المجرم الذي يتجول بينهم ويدعي البرائة والخوف على ميليسا.
سيكشفه عما قريب، فقط عليه ايجاد آلية جيدة ليفعل ذلك دون ان يترك له مجالا للإفلات.
نظر نظرة كلها تحدي وعزم.

ميليسا؛

هذه المدة توالت الاتصالات والتهديدات، كل تهديد برقم مختلف، والمكالمة لا تستغرق الا ثواني معدودة حيث يصعب تتبع أثر الخط او من اي مكان يتحدث المجرم.
ومع توالي هذه المكالمات شعرت ميليسا ان المجرم يستهدف فعل كل هذا، هو لا يريد قتلها بعد وانما يريد تعذيبها.

اخرجها من غفلتها صوت مايكل: "ارجو انني اشغل ولو ربع هذا العقل المنشغل في التفكير!"
رفعت بصرها من حيث كانت تجلس وابتسمت، لم ينغيب يوم عن الحضور ورؤيتها.

خرج الجميع اليوم، والدتها ووالدها ذهبوا الى الطبيب من اجل مراجعة والدتها. آدم وسارة خرجا من اجل بعض التسوق، وكريستيان كما هي العادة في الشركة.

اصبح راف يسمح لمايكل بالدخول فور ان يراه، يبدو انه تلقى تعليمات بهذا الخصوص. اخبرها والدها ان هناك تطورات جديدة في القضية ولكن لو يطلعها على اي منها بعد.

جلس مايكل ويبدو هادئا على غير عادته، وعندما سألته ميليسا بخصوص ذلك رد عليها وهو مبتسم بحزن قائلا: "انتِ لن تعودي الي، اليس كذلك؟".

اشاحت ببصرها عنه ثم نظرت بعيدا وصالت: "انا لم اخبرك انني سأفعل ابدا."
مايكل: "لم اخنكِ ميليسا، لقد كانت صديقة اختي تحكي لي عن مشاكل اختي، والمضحك في الامر ان اختي كانت في الحمام، انا لا ابرر الآن، ولكن استطيع اثبات اقوالي."
ميليسا: "انت حتى لم تكلف نفسك عناء مكالمتي!".
مايكل بحيرة: "ولكن قمت بالاتصال وكنتِ قد حظرتني من الهاتف ومن كل وسائل الاتصال والتواصل، وعندما حاولت رؤيتك واترك لكِ رسالة في المنزل كنتِ تتهربين ولا اسمع ردا منكِ."

ربما اعترافات مايكل هذه جاءت متأخرة قليلا ولكن لسبب ما جعلت ميليسا تشعر بقليل من الراحة، على الاقل لم تتعرض الى الخيانة، ولكن ما قاله مايكل تاليا صدمها: "دعينا نكمل ما بدأناه، دعينا نتمم خطوبتنا."

لم تعرف بم تجيب، يبدوا جادا جدا، حتى اكثر جدية من يوم عرض عليها الزواج.
ميليسا بحزن: "لا استطيع مايكل، لم نعد كما نحن فالايام غيرتنا، انا لم نفس ميليسا تلك التي كنتها قبل عام مضى."
البعض ليس جيدا في تقبل الرفض، وكذلك كان مايكل.
قطعت الخادمة حديثهما عندما وضعت فنجانين من القهوة امامهما، وعندما انصرفت قال مايكل بإنفعال: "هل هو ذاك الشاب الذي يدعى جاك، هل هو سبب رفضك لي؟".
نفت ميليسا بحركة من رأسها، كانت عيناها مملوؤة بالدموع، لا تعلم لما كانت تبكي ولكن لقد اصبحت شديدة الحساسية هذه الفترة.
لم تكن تريد ان تشجعه ولكنه عاد إلى حياتها في يوم عجيب وحينها ارادت التأكد من انه ليس هو من حاول التسبب لها بالحادث، يا له من تفكير سخيف فكرت فهو لا يؤذي نملة.

ولكن يبدو ان أمال مايكل كانت مرتفعة جدا فلم يتقبل الرفض بل صرخ بها وضرب الطاولة بيده، كانو يجلسون في الحديقة الامامية للمنزل.

مايكل: "لا يمكن ان تفعلي بي هذا بعد كل ما تكبدته من اجلك، لقد فعلت اشياء عديدة لا تخطر على بالك."
ميليسا: "انا أسفة مايكل واعتقد انني سأدخل الى غرفتي، وداعا."

لم يتحمل مايكل معاملة ميليسا له، ويعتقد ان جاك هو السبب، فهو يستطيع تمييز نظراتها له.
تخطته ميليسا متجهة إلى داخل المنزل، وبحركة عفوية منه امسكها من ذراعها بقوة والغضب يتطاير من عينيه بسبب الغيرة، صرخت صرخة بسيطة فرماها نحو الكرسي لتجلس مجددا، لن يبقى كغبي هنا سيفهم ما يحصل.

ولكن ما حصل تاليا لم يمهله الفرصة لكي يفهم او يفعل اي شيء، اسرع راف نحوه لكي يمسكه ويبعده عنها، ولكن فجأة دخل مجموعة من رجال الشرطة وهم يرفعون اسلحتهم نحو مايكل والمفتش على رأسهم وهو يقول: "ضع يديك فوق رأسك وانبطح ارضا."
كانو كإعصار جارف يحيطون به من كل مكان، كل شيء حدث في لمح البصر.
لم يستجب مايكل لما يقال له، بل ظل من هول الصدمة جامداً في مكانه حتى اقترب منه احد رجال الشرطة وقام بضربه على ركبتيه من الخلف بعصا الشرطة وبقوة حتى سقط ارضا على ركبتيه.

قال له المفتش: "سلم سلاحك اذا كنت تملك واحد، فورا."
ميليسا: "يا الهي!".
لقد استوعبت الآن ما الذي يحدث، ان مايكل هو المشتبه به.
التفت المفتش نحوها قائلا: "لا تقلقي آنسة جراي انتي الآن في آمان، فتشوه."

ولكن لم يجدوا بحوزته اي سلاح حتى بعد ان فتشوا سيارته.

لم تفهم ميليسا شيء مما يحصل، الى ان جاء والديها بأقصى سرعة عندما اتصلت بهما.
وقام والدها بشرح الامر لها، لقد كان البيت كله مراقب تحت كاميرات مراقبة من الشرطة، وهم في سيارة مجهزة يتناوبون عليها خارج المنزل."

اجهشت في البكاء، لم تكن تتصور ان مايكل يفعل بها ذلك، لقد آذاها بالفعل وليس مجرد تهديد، حتى ان والدتها اصيبت بسببه، لا تكاد تصدق ان مايكل يفعل ذلك، ولكن هي ايضا لم تصدق عندما صرخ عليها، فهي تعرفه منذ زمن حيث كان اول تعارف لهم قبل الاربعة سنوات، ولكن لم يقم ولو لمرة واحدة برفع صوته عليها.

سوزي بصوت مليئ بالبكاء: "لقد انتهى كل شيء الآن وتستطيعين العودة إلى ممارسة حياتكِ الطبيعية مجددا عزيزتي، لقد انتهى هذا الكابوس واخيرا."

  بالرغم من ان الموضوع فعليا قد انتهى، الا ان ميليسا لم تشعر بالمفترض بها الشعور به، ليست سعيدة، بل انها تدعي السعادة من اجل والديها، اما قلبها فيؤلمها بشدة، لم تتخيل في اي يوم من الايام ان يقوم مايكل بأذيتها بهذا الشكل.

حتى عندما ظنت انه قام بخيانتها لم تتأثر كما تأثرت بالتهمة الموجهة اليه، تهمة محاولة قتلها عمدا.
"كانوا يراقبون المكان وعندما لا حظوا تهجمه على ميليسا تدخلوا فورا."

افاقت من شرودها على كلمات والدها، ربما هي فعلا دائما حكمها على الناس خطأ، لقد باتت مقتنعة بهذا الشيء.

جاك؛

يشعر بالرضى بعد ان انزاحت هذه العقبة من امامه، سيقوم بخطوته القادمة قريبا جدا، لقد شاهد ذاك المعتوه مايكل يأخذ الازهار الى ميليسا مرارا اذا وبحكم انه كان خطيبها فلابد انها تعشق الازهار.

سيأخذ باقة من الازهار، وربما يقوم بدعوتها الى احدى مبارياته، سيحاول توطيد علاقته بها، لقد قام بحمايتها كما يجب والآن ستقوم هي بملئ مكان محبوبته سيرينا، ان الشبه بينهما كبير، غريبة هذه المصادفة حقا.

وقف امام باب المنزل بعد ساعة من ذلك، كان كريستيان هو من اتصل به واخبره انهم امسكوا الفاعل، وان راف قام بعمل جيد في حماية ميليسا وهو يشكره على ذلك.

فتحت الخادمة له الباب وقادته حيث يجلسون آل جراي جميعهم، وقف امام باب غرفة الجلوس وفي يده باقة من الازهار، نظره وقع عليها فورا، وكأنها جذبت النور الذي في الغرفة كلها لينعكس عليها وحدها.

كان جميعهم يتحدثون بفرحة وغبطة ماعداها هي، كانت تجلس وسط والديها ومتكئة على كتف والدها الذي يمسد شعرها.

ما إن رأته حتى استقامت في جلستها ونظرت له، تشابكت عيناهما في نظرة مطولة الى ان لاحظه كريستيان بعد ان تتبع نظرات اخته ميليسا.

كريستيان: "جاك! تفضل مرحبا بك."

توجه مباشرة نحو ميليسا وقدم لها باقة الازهار، اخذتها وهي تقول: "شكرا لك."

لا يعلم لم توقع شيئا مختلفاً، لقد توقع ان يجدها مليئة بالسعادة والحيوية، وهذا ما جعله يحضر فور ان سمع، حتى يشاهد فرحتها وسعادتها الاولى، فدائما ما تكون السعادة الاولية هي الأصدق والأنبع من القلب.

ولكنه للأسف على العكس، وجد انها ازدادت حزناً، هل كانت تحبه ولهذا هي حزينة الى هذه الدرجة بدل ان تكون سعيدة!؟

تبادل الحديث قليلا مع جاك وكريستيان حول ما حدث وكيف حدث، وما الاجراءات القانونية القادمة التي ستتم.
انها لم تكن تركز حتى في كل هذا، بل تتبادل الحديث المختصر مع والدتها وزوجة أخيها.

لقد ذاق ذرعا من التخمينات سيقوم الآن بأخذ احدى الخطوات الايجابية نحو هدفه.
نظر لها ثم قال: "ميليسا! هل لي بكلمة معك على انفراد؟".
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي