21

الجزء الواحد والعشرون ؛

لا يكتمل الانسان الا بحريته فإن اخذت منه، لا معنى للحياة بالنسبة له.

كانت رحلته عبر الحدود متعبة ووعره وطويله جدا، فقد عبر من شرق البلاد إلى غربها عبر الصحراء، احتاج الى يومان ونصف يوم، واخيرا عبر الحدود.

امسك هاتفه يتفقده ووجد رسالة "اتمنى ان تصل على خير، ملاك".
ابتسم وكتب رسالة "كنت انتظر ان تتصلي بي بفارغ الصبر".
ولكن كل ما ضغط على زر الارسال يصله اشعار انه "لا يوجد شبكة".
قال له مرافقه: هذه المنطقة الحدودية لا توجد بها إشارة شبكة، عندما نصل إلى اقرب مدينة يمكنك شراء شريحة اتصال وتشغيلها.

نزع اللثام من على وجهه، ما أصعب من ان تعمل في منصب عقيد فالجيش ثم تقوم الحرب ويتم اعتقالك، يعاملونك وكأنك انت من سبب هذه الحرب في الاساس!

كان يحمل حقيبة صغيرة يخبئها تحت ملابسه، بها سكين حاد ومسدس والمال الذي يحمله وكان معظمه دولارات.

هذه كانت اهم معداته ليجابه الحياة التي اصبحت وعرة وصعبة.
يذكر ايام كان يهنأ في حياته واخته تقنعه بأن يتزوج ويؤسس عائلة.
وفجأة انقلب كل شيء لدمار شامل، فالحروب لا تخلف ورائها الا اجساد خاوية لا روح فيها، اجساد تتنفس فقط لان لم يحن اجلها بعد، فأرواحهم تاهت بعدما رحلت عنهم ارواح احبابهم.
الحروب تخلف اناس بلا قلوب، اجساد بلا ارواح، منازل بلا سكان، اطفال بلا أباء، امهات التاعت قلوبهن على ابنائهم.
تلك هي الحروب قاسية مدمرة ولاترحم، يصنعها الانسان بيديه، فيكون الفائز فيها ابليس والخاسر كلا الطرفين!
كم هم اغبياء هؤلاء البشر، يصنعون هلاكهم بأيديهم، يستبقون لحتفهم.

عليه ان يستقر في تركيا، سيشتري منزلا هناك، لقد باع اثنين من الاراضي والاموال سيحولها له فؤاد لاحقا.
هو لا يستطيع فتح اي حساب بنكي بإسمه حاليا، عليه ان يعثر على سارة وآدم في اسرع وقت ويحضرهم الى تركيا ثم يحول المال ويشتري منزلا، ويجد عملا ويؤسس له حياة جديدة مع ابناء اخته، وحينها فقط سيطلب يد ملاك من والدها.

يشعر انها ستوافق، هو واثق من انها تبادله الشعور، انه غبي في حديث القلوب ولم يعرف كيف يوضح لها اعجابه بها، ولكن هو واثق من شعورها نحوه.

كانت ملاك في هذه الاثناء تحادث اختها وتروي لها كل ماحدث.
ملاك: ولكنه لم يخبرني ولو لمرة انه معجب بي، يبدوا انه ذاهب للزواج منها.
نظرت لها اختها بشفقة: اذا لم ارسلتِ له الرسالة؟ اذا كان سيتزوج لا تتواصلي معه نهائيا، ثم ان امي اخبرتني انه لن يعود الى الوطن نهائيا، اذا فموضوعه ميؤوس منه.

تذكرت ملاك نظرات ميكائيل وابتساماته، ابتسمت لا اراديا فقلبها يخبرها انه لم يكن يتسلى، ولكن الواقع يخبرها بعكس ذلك فعبست.
وقفت تنظر عبر النافذة بإتجاه الملحق الذي كان يشغله ميكائيل وقالت: اتعلمين؟ رغم كل شيء فأصبحت احس بفراغٍ في يومي رغم انشغالي بالمدرسة واعمال المنزل!

ربتت اختها على كتفها وقالت: الوقت كفيل بأن يجعلكِ تنسين كل شيء.

**********
ميليسا

تحاول ميليسا خلق حياة بعيداً عن اليأس الذي كانت تشعر به لعدة اشهر، ترتاد معظم الحفلات التي يتم دعوتها اليهم، ولكن كان هناك تغيير كبير في طريقة تفكيرها ومواجهتها لمشاكل الحياة، فالانسان ماهو الا بضعة من المشاعر والاحاسيس، وكل تجربة نخوضها تغير فينا شيئا.

فنحن اليوم نختلف عما كنا في الامس، وفي الغد سنختلف عما نحن عليه اليوم، كما تتطور اجسادنا للنضج تفعل انفسنا.
وعندما نصل الى مرحلة معينة من النضج النفسي، نشتاق لنفسنا القديمة ولكن لا نجدها، فقد اختفت.

اختفت كما تختفي وتتغير ملامحنا عبر طيات الزمان، فنشتاق لملامحنا القديمة فنمسك صورة لنا في ايام الطفولة والصبا ونتأملها ونتمنى ان ندخل الصورة ونعود بالزمن، نعود لتلك النقطة الفارقة نقطة ما قبل التحول.
هي وحدها لا تشيخ لا يمر عليها قانون العمر والسنون، الروح.

ميليسا المستهترة اختفت، ميليسا العفوية اختفت، فقد اصبحت تبلور الامور قبل خوض غمار حدثٍ ما، تفكر في العواقب قبل ان تبدأ اصلا.

هذه الايام تقوم بمساعدة صديقتها سالي في تجهيز حفل عيد ميلاد زوجها الذي تريد ان تفاجئه به.
تختار معها الهدايا وانواع المأكولات والمشروبات.

احبت سالي لعفويتها، فيها شيء يذكرها بسارة، بالرغم من انها تظن ان سارة الملاك لن تتكرر في حياتها.
اخبرت كريستيان انها تريد العمل في الشركة، وقال لها يمكنها البدأ ساعة تشاء، ولكن ما ان تبدأ فعليها الالتزام، وسوف تصعد سلم العمل تدريجيا حتى تتعلم.

وافقت وقررت البدأ بعد حفلة زوج سالي.

بدأت تشعر بتباعد اخيها كريستيان مرة أخرى، ربما هي بعض العلاقات فقط لا تعود لسابق عهدها.
واحيانا مشاغل الحياة تسبب في الجفاء بين الاخوة، تجده قاسيا في تعامله حتى مع الخدم احيانا عندما يخطئون في شيء ما عكس ما كان عليه سابقا.

سريع الغضب ايضا، فالارواح تشعر ببعضها، تبدوا روحه مرهقة.

*********
سارة

تحسنت كثيرا في الكونغ فو، اصبحت خفيفة الحركة، وضرباتها قوية نوعا ما.
ومن ناحية التأمل فروحها بدأت تسمى لأرقى درجات السلام النفسي والاتزان، فساعة من التأمل يوميا جعلها اكثر صبرا ورزانة.
اصبحت تجيد فن الحديث والالقاء وكل هذا بفضل السيد زوهان الذي كان معلماً بارعا يعلم كيف يخرج الافضل من تلاميذه.
علم كل من تدرب على يديه كيف يخلق من الضعف حافزا، كيف يحول الغضب لطاقة، كيف يحكم العقل ويجعله مرناً سريعاً في اتخاذ القرارات الصائبة.

لقد سلمها اليوم الحزام الاصفر، صحيح هو حزام المبتدئين ولكنها سعدت كثيرا بالحصول عليه.

دخلت مسرعة وهي فرحة كثيرا ووجدت يشوان كيف دخل الى المطعم.
يشوان بإبتسامة: ما سر هذه السعادة؟
لفت حول نفسها وهي مرتدية لباس الكونغ فو وقالت: انظر، لقد تحصلت على الحزام الاصفر.
ضحك عليها يشوان وقال: كل هذه الفرحة من اجل الحزام الاصفر؟ هل تعلمين اننا فالصين نعطيه للاطفال المبتدئين؟
سارة بتكشيرة مصطنعة قالت: يامفسد الفرحات.

ضحك عليها وقال: بم انك ستذهبين غدا لتحضري اخاكِ، فقد اخبرني مازن ان اخبركِ ان صديق له اخبره ان هناك حفلة ما ستقام لأحد الاغنياء في نيويورك ويريدون عمالة. ولكن لا انا ولا مازن نستطيع الذهاب، لذا ربما تودين العمل في ذاك اليوم فهم سيدفعون جيدا.
سارة: اذا كان التوقيت يناسبني فبالطبع سأعمل انت تعلم انني سأعمل اي عمل يتاح امامي لأتحصل على المال المهم ان لا يكون غير اخلاقي.
يشوان: حسنا سأتصل بمازن ليتبت مكانك فالعمل.

جاء اليوم التالي وانطلقت فجرا الى نيويورك، كانت سعادتها لا توصف، لقد اشتاقت كثيرا لأخيها المشاغب.
وما ان نزلت من القطار واستقلت سيارة الاجرة حتى انقبض قلبها لذكرى تلك الايام.

وصلت إلى مقر نادي الكشافة، وما إن عبرت البوابة حتى رأته هناك يقف في انتظارها.
كانت تمشي بإتجاهه وهي تنظر له وهو واقف مكانه يبادلها النظر وكأنه لا يصدق عينيه.
فجأه صرخ بفرح بعلو صوته وقال: سارة!
وبدأ يشير ناحيتها لاصدقائه وجيڤان ويقول: انظروا انها اختي سارة، لقد جاءت.
ثم انطلق مسرعا نحوها كشهاب مسرع في الافق، وانقض عليها حتى فقدت توازنها قليلا.
بدأ يضحك ويبكي في نفس الوقت، ويمسح دموعه ويستنشق عبراته وهو يقول: انا لا ابكي فقد اصبحت رجلا كما وعدتك والرجال لا يبكون.
بدأت سارة تبكي وهي تضمه اليها بحنان وتمسد شعره وتقول: قد يبكي الرجال احيانا لأجل من يحبون.
وكأنه كان ينتظر قولها هذا فأجهش بالبكاء ويقول: اشتقت اليكِ كنت أظنكِ قد متِّ.
كل الموجودين تأثروا بالمشهد، من اطفال واولياء امور كانوا حاضرين في ذلك الوقت.
ادمعت عينا جيڨان فهو متأثر كثيرا بقصة سارة، ويكن لها الاحترام والاعجاب بالرغم من انه لم يلتقي بها سوى مرتان وهذه الثالثة.

ثم تقدم منهما ومد يده لسارة مصافحا وقال: الحمد لله على سلامتك، يسرني ان ادعوكِ لكوب من القهوة في مكتبي.
التصق بها آدم كما يلتصق الطفل الرضيع بأمه.
كان يشعر انها امه حقيقةً.
دخلوا إلى المكتب كان باردا بالتكييف، جلست على الكنبة وآدم بجانبها يقول: لا اصدق انكِ معي حقا.
جيڨان: اجل، ولا انا. لقد تعب كريستيان كثيرا حتى يعثر عليكِ، حتى انه ذهب وتشاجر مع اصحاب ذلك الفندق.
سارة بتفاجيء: حقا؟
جيڨان: الم يخبركِ بذلك؟ لقد تكبد فعلا العناء حتى انه جعل صديق له يتتبع هاتفك عن طريق البريد الإلكتروني.
احست بالخجل من نفسها، لا تعلم لما عاملت كريستيان بتلك الطريقة، هو لم يؤذيها ابدا على العكس فقد ساعدها دائما.
عندما لم تجب قال: كنت اعتقد انكم التقيتكم في با........
قاطعته لا تريد لآدم ان يعلم بموضوع البار، هي فقط تريد ان تدفن ذلك السر.
سارة: اجل لقد التقينا. كنت مضطربة حينها ولم اتعامل جيدا.
قالت بحزن: لقد مررت بالعديد من الظروف الصعبة.
جيڨان: قبل ذهابك الى بلدة نابولي اين كنت تقيمين.
لم تعد تخجل من ذلك فهي قاومت وحاربت البؤس لآخر رمق: كنت في النهار في حديقة عامة، وفي الليل انام في مسجد منهاتن.
جيڤان: اقول لكِ ثانية الحمد لله على سلامتك، فحقا ما مررت به صعب جدا.
تحدثوا قليلا ثم استأذنت سارة وقالت ان عليها الذهاب فلديها عمل.
طلب منها جيڨان رقم هاتف ليستطيع الاطمئنان على آدم، كان يريد ان يصنع حبل وصل معهم، لا يعلم لما فقط اتبع حدسه
اعطته رقم المطعم فلم تشتري هاتف بعد، ثم خرجت هي وآدم.
ذهبا الى محل مثلجات وقص لها العديد من القصص حول مغامراته في الكشاف، كان سعيدا جدا وفرحا بها.
سارة: سأتركك لبضع ساعات مع صديقة لي اسمها يو يان، فلدي عمل. ثم آتي وآخذك.
نكس رأسه بحزن.
سارة: ما بك؟
آدم: ربما لن تعودي كما في الكشاف اخبرتني انك ستتصلين ولم تتصلي.
امسكت وجهه بين يديها وقالت: انا اسفة على ذلك حقا، واعدك انني سأعود فور انتهائي بإذن الله.

وصلوا إلى المطعم الصيني، مطعم والد يو يان.
ما ان دخلا حتى استقبلتهم يو يان بإبتسامة سعيدة وتقدمت نحوهما.
يو يان وهي تحتضن سارة: عندما اتصلتي بي بالامس كنت سعيدة جدا بقدومكما.
سارة: ارجوا ان لا اسبب ارتباك لكم ببقاء آدم لديكِ لبضع ساعات.
يو يان: على العكس، اذهبي ولا تقلقي.
جاء والد يو يان مبتسما مرحبا بهما، فبعد ان مدح اخوه الاكبر في سارة اصبح جيدا معها.
استغربت سارة اسلوبه اللطيف المفاجيء ولكن لم تعلق.

اتجهت إلى العمل الذي هي ذاهبة لأجله.

**********

بعد ان رحلت سارة ومعها آدم من مقر الكشاف، اتجه جيڨان الى مسجد منهاتن حتى يصلي ثم ذهب الى كريستيان.
فقد اكتمل عمل الكشاف لهذا الموسم وبدأت عطلته لمدة اسبوعان قبل ان يستأنفوا مجموعة جديدة.

دخل المكتب بعد ان إستأذنت له السكرتيرة، كانت علاقة كريستيان وجيڤان من قبل لا تتسم بطابع القرب في الصداقة، كانوا مجرد اصدقاء وليسوا مقربين.
ولكن موضوع سارة قرب اكثر بينهما، فكريستيان لا يعطي مساحة لاي كان في حياته.

يجلسان على الكنبة ويشربان قهوتهما، فجيڨان لا يشرب الكحول وكريستيان يحترم ذلك ولا يشربه عند استضافة جيڨان في مكتبه.

تحدثا في عدة امور الى ان تطرق جيڨان الي موضوع آدم وسارة، واخبره عن حضورها وما اكتشفه اليوم.
جيڨان: ستصدم مم سأخبرك به، ان هذه الفتاة لا تعرف بم تصفها هل هي محظوظة ام منحوسة.
كريستيان: وما يجعلك تقول ذلك؟
جيڨان: كنا نذهب الى صلاة الجمعة كل يوم جمعة انا وآدم وبعض من اطفال المسلمين في مسجد منهاتن.
كريستيان: اجل!
جيڨان: تصور ان ذلك المسجد تنام فيه سارة حينها.
كريستيان: حقا؟
جيڨان بحماس: لقد ذهبت الى المسجد قبل ان آتي اليك، وسألت عنها الشيخ فلم يعرفها، ولكن الحارس عرفها وقال انها هي من جُمعت الصدقات ذلك اليوم من اجلها.
كريستيان: ولم جمعوا لها صدقات هل يعرفونها؟
جيڤان: لا لا يعرفونها، ولكن نحن المسلمين نساعد المحتاجين منا عن طريق الصدقات والزكاة ولا تهمنا هوية المحتاج طالما كان مسلم.
كريستيان: هذا رائع حقا.
جيڨان: حتى آدم ساهم في تلك الصدقات من خلال جوائزه ولم يعلم انها لأخته سارة. ولكن لم يكن هذا ما سيصدمك.
لم يتحدث كريستيان وكان يدعي اللامبالاة بخصوصهم فعزة نفسه تؤلمه.
ولكن جيڨان لم يتوقف وقال: في يوم تعرضت لإعتداء من قبل اثنين من المجرمين وكادو يغتصبونها لولا لطف الله بها.
بالرغم من انها اخبرته بذلك الا انه تفاجأ وتأثر عندما اخبره جيڨان بالتفاصيل: دخلت جهلاً الى زقاق مظلم ومملوء بتعالب الشوارع من المجرمين، وجيد انها لم تقتل، فقد ركضا خلفها المجرمَيْن حتى وصلت لشارع مقفل، فأنقذتها امرأة ما بسكب الماء المغلي عليهم من شرفتها، وهربت سارة.
كريستيان: هذا فضيع حقا.
جيڨان: هي اخبرت الحارس بذلك فتعاطف معها وجمع لها الصدقات، لم تكن تملك قوت يومها وكانت لا تجد ماتأكل.
تأثر كريستيان كثيرا جدا.
جيڨان: انا حقا معجب بها.
صدمه اعتراف صديقه ولا يعلم لما نغزه قلبه.
جيڨان: ان هذه الفتاة يحبها الله فقد انقذها مرة اخرى بعد ان لحقها فاليوم الثاني المجرمان لينتقموا فقامت فتاة صينية تلعب الكونغ فو بمساعدتها.
كريستيان: مؤكد انها نفس الفتاة التي ساعدتها في الفندق.
واستمرا في الحديث الى ان اتصلت ميليسا تؤكد عليه ضرورة ان يحضر للحفل الذي اعدته سالي مفاجأةً لزوجها، فسالي قد دعته.
لم يكن من محبين الحفلات، حتى انه منذ فترة لم يذهب للحفلات الاجتماعية ويتجنبها، لا يشعر انه نمط الحياة الذي يريده ولكنه وافق على مضض، واخبرها انه سيحضر جيڤان معه اذا كانت تصر على حضوره.

*********

ترتدي ثوب اسود طويل ملتصق بجسدها، له عنق طويل واكمام طويلة، وفتحة تصل الى ركبتها.

امسكت سلسال سارة وارتده وكان مثل القلادة طويل يصل الى تحت صدرها مباشرة.

مكياجها بسيط جدا، وشعرها عبارة عن هالة صفراء متموجة حول رأسها.

وضعت احمر الشفاه وارتدت حذائها ذي الكعب العالي، ثم قادت سيارتها واتجهت الى الحفل.

ميليسا: هل كل شيء جاهز سالي؟
سالي: كنت مع الخدم لقد اتعبوني انهم ليسو امحترفينرجوا ان يمر كل شيء كما اريد ثم سأحاسب شركة التنسيق لإرسالها لي موظفين ليسوا كفوئين.
ميليسا: انتِ فقط متوترة فكل شيء يبدوا رائع ومنسق.
سالي: هل هذا حقا، وانا؟ هل ابدوا انيقة.
ميليسا: ذكريني بألا اتزوج وألا انجب الاطفال، هل حقا تسألين وانتِ سالي الفاتنة الجميلة؟
سالي: ها قد وصل اخاكِ كريستيان بصحبة صديقه.

اتجهت ميليسا تستقبل اخاها وصديقه، رحبت بهم ثم تركتهم يجلسون على احدى المقاعد، كان الجو مملا بالنسبة لكريستيان.

وصل نوا وفتح الباب الذي كانوا كلهم متجمهرين خلفه ليفاجئوه، وما ان فتح الباب حتى قالوا جميعا صارخين في وقت واحد "مفاجأة"،
قال نوا بعد لحظات عدة من المفاجأة، لقد رأيت عدد السيارات خارجا فخمنت.
سالي: الا تستطيع ادعاء ان كل شيء سار كما نريد يامفسد المفاجآت.
انفجر الجميع ضاحكين.

لا يوجد انسان بلا هموم فهموم الناس تختلف، كل حسب طاقته وقدراته، فالله لا يكلف انساناً بِهَم الا وانزل معه صبرا وحكمة، ويعلم ان هذا الشخص له القدرة على تحمل هذا الهم.
لا تشكوا همومك الا لخالقك، وان جارت عليك الدنيا فازهدها تأتيك راكضةً.

جاء وقت توزيع المشروبات على المدعوين،
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي