63

(ادمان نيكولاس)




"ادخل من ذاك الباب سأحمي ظهرك".

"ليس معي ذخيرة احدكما يجب ان يساعدني"

"انتبه، نيكولاس انهم خلفك".

"اوه، تبا، لقد قتلوه"

الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، جالسين ثلاثتهم يلعبون العاب الانترنت سويا، بالتحديد لعبة بوبجي!

كان هاتف جيف وآدم لا يهدأ، كلوديا وسارة تتصلان وكان نيكولاس يجيب عليهم تحت اصرار من كلا الفَتَيَان، ويعطيهما اعذارا، احيانا جيف في الحمام، واحيانا آدم يصلي، واحيانا اخرى ان جيف يستحم، وهكذا.

كانت الليلة هي الليلة الاخيرة في العطلة، وسيعودون في الصباح الى المدرسة الداخلية.
لا يعلم آدم بم سيخبر المدير، سيقول له اين ولي أمرك وحينها سيتصل بالارقام الموجودة في ملفه، رقم سارة ورقم كريستيان!

وجيف ايضا يفكر في هذا الموضوع، فهو اكثر شخص بينهم شدد عليه المدير حضور احد والديه، ولولا انه لم يكن متشاجرا مع والديه ولا يريد العودة إلى المنزل حاليا، لما اهتم بموضوع ضرورة حضور الوالدين.

اما نيكولاس فهو ضارب لكل شيء عرض الحائط، لا يهتم لأي شيء ولا شيء يعنيه، كل ما يهمه فهو وسيلة لكي يأخذ جرعته اليومية من المخدرات.

كانت ليلة الثلاثة مليئة بالضحك والسهر اصوات مرحهم وهتافهم يعلوا داخل منزل والدي نيكولاس، فدائما ما يكون لقاء الاحبة والاصحاب ممتعا ولا تشعر بالوقت ولا انقضاء الساعات.

جاء الصباح ودخلت والدة نيكولاس فيفيان، ابتسمت على مظهرهم، نائمون على ارضية الغرفة بعضهم فوق بعض، قدم نيكولاس في وجه جيف ويد آدم على رأس نيكولاس، يبدوا انهم ناموا وهم لا يزالون يمرحون!

"انهضوا ايها الجنود الكسالى"
قالت بصوت عالي، ولكن لا يوجد اي رد.

حاولت عدة مرات ان توقضهم ولكن لا يوجد استجابة فقط همهمات مثل: "اتركيني"، "اريد النوم"، "اذهبي". وغيره من الكلام اللاواعي اثناء النوم.

ارتفعت على وجهها ابتسامة خبيثة، اخذت مكبرات الصوت الخاصة بابنها نيكولاس وربطتها بجهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به، ثم شغلت احدى الاغاني المجنونة التي يحب الاستماع اليها بعد ان قامت برفع الصوت الى اعلى مستوى!

كان الصوت يصم الاذان في الغرفة المقفلة وحتى انه يكاد يوقض الموتى من قبورهم.

قفز الثلاثة يتخبطون في بعضهم وكأن شيء ما قد لبسهم، اصطدم ثلاثتهم ببعضهم وسقطوا مجددا وهم مفزوعين.

ضحكت عليهم فيفيان وبعدها اقفلت الصوت وهي تكاد تنقطع انفاسها من الضحك.

قال نيكولاس بإحراج امام اصدقائه: "ماما!".
تمتم آدم: "هذا ليس مضحك!"
رد جيف: "كدنا نموت من الفزع!"

قالت فيفيان وهي تحاول ان تتمالك نفسها وتمسك ضحكتها: "لم اضحك هكذا منذ عقود" ثم ضحكت مجددا واضافت: "لقد كان مظهركم مضحكا جدا"

نظر لها ثلاثتهم بعبوس، فقلوبهم ما تزال تنبض بعنف بسبب الخوف او الصدمة او المفاجأة، لا يعرفون وصف الامر فحسب.

قالت وهي تجاهد لتبدوا آسفة: "حسنا، اعتذر ولكن حقا انا حاولت ايقاظكم كثيرا، ولكنكم كنتم كالموتى!"

نيكولاس: "ماما، هذا ليس عذر!"
فيفيان: "هيا استعدوا ان الافطار جاهز والسائق في انتظاركم لا يجب ان تتأخروا".

نيكولاس: "هل سيأتي احدكما الى المدرسة من اجل ذلك الاستدعاء؟".

قالت فيفيان بعدم اهتمام: "لا بأس لقد حلت المشكلة واتصل والدك بمدير المدرسة، فقط عليك ان تكون اقل مشاغبة بني." ثم قرصته من خذه وخرجت.

كانوا في منتصف درس العلوم عندما دخل مدير المدير الى الصف الذي يحضره ثلاثتهم، نظر اليهم مباشرة ثم قال وهو يشير الى الثلاثة بالتدريج: "انت، وانت، وانت، تعالوا فورا وحالا الى مكتبي."

عيون فيليب الخبيثة نظرت نحوهم بإبتسامة انتصار!

نظر الثلاثة الى بعضهم البعض فصرخ قائلا: "قلت فورا."

لم يعلموا ما السبب فقد اخبرهم المشرف براون ان اولياء امورهم قد جائوا، اذ يبدوا ان جيڤان قد اوفى بوعده وجاء من اجل آدم بصفته مدربه منذ سنوات وصديق العائلة.
وايضا كلوديا جائت هي وزوجها توماس واستمعى الى حديث المدير والذي كان صادما لهما حول تصرفات ابنها واستخدامه العنف مع جميع الطلاب تقريبا ما عدا صديقيه المقربين آدم ونيكولاس، واقترح عليهما ان يعرضاه على طبيب نفسي.

لا احد يعلم ما يجري بين توماس وكلوديا، وعلى العكس فأمام المجتمع والعامة يظهران انهما متفقات ويعيشان حياة سعيدة، ما عدا خادمهما وزوجته السون يعملان عندهما من اول يوم تزوجا فيه، وايضا لم يقوموا بتعيين اي موظفين اخرين غيرهما داخل المنزل ابدا، بإستثناء الخدم المساعدين اثناء المناسبات و الحفلات.

وصلوا ثلاثتهم الى مكتب المدير والذي اقفل الباب خلفهم بعنف، كان السيد براون موجود في المكتب وتعابير وجهه غامضة، يبدوا غاضبا وحزينا او خائبا اذا انه على حال لم يروه عليها من قبل!

قال براون: "نيكولاس اجلس."

امر بذلك بهدوء وهو يسحق السيجارة التي في يده في مطفأة السجائر.
وبدون اي كلمة او تفكير جلس نيكولاس، اذ انه شعر ان هناك امر ما، فهذا ما يشير له مظهر السيد براون.

جلس المدير على كرسيه في المكتب الذي يجلس امامه براون ونيكولاس متقابلان، وخلفهما يقفان آدم وجيف عاقدين ايديهما امام صدريهما.

بدأ المدير بالحديث ولكن براون اوقفه بحركة من يده وقال وهو ينظر مباشرة في عيون نيكولاس: "ارجوك سيدي، دعني اتولى هذه المهمة بنفسي.".

قال المدير وهو يقرع بأصابعه على طاولة المكتب بنفاذ صبر: "حسنا!"

"منذ متى وانت تتعاطى المخدرات؟" قال براون وهو ينظر نحو نيكولاس بغضب.

نظر كل من جيف وآدم الى بعضهما بصدمة.

اما نيكولاس فمن الصدمة فتح فمه واقفله ليتحدث عدة مرات ولكن لم ينطق شيء، لا يعلم ماذا يقول وكم كمية المعلومات التي يعلمها براون والمدير.

لم يجب نيكولاس فلا يعلم ما الذي سيقوله، لقد اخذ جميع احتياطاته ولا يعلم كيف تم اكتشاف امره.

"انت تعلم انه سيتم فصلك من المدرسة، صحيح؟".

قال المدير بغضب جلي في صوته وعيونه تكاد تخرج من مكانها من شدة غضبه واستيائه.

مر امام نيكولاس شريط حديث والديه حول رغبتهم بأن يدرس في جامعة ذات صيت بمنحة اعتمادا على مستواه وتوصية مدير المدرسة.

اضاف المدير بقهر: "طالب مدمن في مدرستي الداخلية، هذا ضربة قاضية للمدرسة فمن يرغب بوضع ابنائه بمدرسة بها مجموعة بائسة من المدمنين.


وعند هذه الكلمات والتفت براون ناحية الفتية الاثنان الواقفان خلفه ثم قال لهما: هل كنتما تعلمان بأمره.

نظر كل من آدم وجيف الى بعضهما ثم نظرا نحو نيكولاس الذي كان ينظر لهما لأول مرة منذ ان دخلوا الى المكتب، فقد كان خجلا من ومواجهتهم.

وعندما لم يتحدثا قال براون: "عليكما اخباري حتى نستطيع مساعدته. هل تعلمان بأمر تعاطيه؟"

نظر الاثنان الى بعضهما وكأنهما يتشاوران بالعيون، ثم سحبا نظرهما ليستقر على نيكولاس، التقت عيونهما بنيكولاس ثم اومأ ايجابا، اي انهما يعلمان بأمر نيكولاس.

صدم نيكولاس فلم يشعر انهما يعلمان شيء ما.

قال براون: "منذ متى وانتما تعلمان بأمره."

قال آدم: "منذ فترة قصيرة فقط."

قال براون: "ومتى كنتما ستخبرانني بذلك."

اجاب جيف بحنق: "كنا نريد ان نمسك الذي يستغله ويبع له البضاعه اولا."

توجه المدير ناحية النافذة وقال: "اوه، هاقد وصل والديه، جيد."

دق قلب نيكولاس، كان مظهره محزن، فتى في زي المدرسة بشخصية جميلة وحضور اجمل، ومظهره الاصهب لا يخطر لأي احد انه متعاطي!

دخل والدين وكان من مظهر والدته انها كانت تبكي، توجهت اليه مباشرة وقالت وهي تتلمسه: "هل ما يقولونه صحيح، اخبرني انه كذب ارجوك!"

توجه اليه والده غاضبا وامسكه من ياقته وقال: "ما الذي انقصناه عليك لتفعل بنا هذا، وايضا تسرق عقد والدتك."

صرخت فيفيان: "ليذهب ذاك العقد اللعين الى الجحيم، الا تسمع يا رجل ابنك يتعاطى المخدرات."

قال براون: "اهدئوا ارجوكم الصراخ والعصبية لن يحلا شيء الآن!"
احلى المدير حنجرته وقال: "لقد قام احد الطلبة الذين معه في الحجرة بتركيب كاميرة في حجرة الحمام المنفصلة عن المرحاض حيث انه شم في تصرفات زميله وتأخره داخل الحمام بشكل متكرر وفي توقيت ثابت."

ادار جهاز الحاسوب نحو الجمع الذين في غرفة مكتبه وشغل الفيديو.

كان الفيديو يظهر نيكولاس وهو جالس على الارض، وفي يديه ابرة يقوم بحقنها في ذراعه بعد ان ملئها بمحلول ما، ثم يسترخى ويجلس لفترة حتى يُطرق عليه الباب ويلملم الاشياء ويخبئها ويخرج.

كان قلب والديه يتقطع لمظهر ابنهما، فيفيان يكاد يغمى عليها من الصدمة.

قالت بصدمة وهي تنظر له: "اذا، تلك ... تلك الابرة؟؟ .. تلك الابرة ؟؟"

وضعت يديها على وجهها وقالت: "كم انا غبية كنت تخدعني!"

قال المدير بتفهم: "انا سأساعدكم، سنرسله الى عيادة خاصة بعلاج المدمنين، وسنغطي غيابه حتى ولو استمر لعام انه اصيب بمرض ما، لكي يستطيع ان يكمل الجامعة بعد ان تتم معالجته."

نظر نيكولاس نحو المدير وهو يفكر في كلامه، ثم نظر نحو والديه وصديقيه فكان له رأي آخر في كل ما يجري.......


وايضا جيف في هذه اللحظات والداه يقرران عنه شيء ما، فيا ترى
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي