19

الجزء التاسع عشر ؛

أنعيش اقدارنا ام هي التي تعيش فينا!

كانت سارة في هذه الاثناء تقطع الطريق ورأت كريستيان.
لم تصدق عيناها وظنت انه شُبِّهَ لها، حتى التفت ورأته جيدا.
كان مشغولا في الحديث مع رفيقيه ولم ينتبه لها.
اختبئت بسرعة في زاوية محل، تراه ولا يراها.
قالت في نفسها "ما هذه الصدفة الغريبة، اليوم الذي تخرج فيه كإجازة تجده امامها ويعكر صفو يومها!".

بعد ان دخل الى المقهى استقلت سيارة اجرة عائدة الى المطعم، لا تريد الالتقاء به صدفة في بعض المحلات هنا.
هي لا تريد رؤيته او رؤية ميليسا مجددا ابدا، او حتى الى ان تصبح مستقلة وقوية على الاقل.
اكتفت من الذل والمهانة الذين عاشتهم بسببهم، مازال ذلك اليوم يؤثر فيها كثيرا، كل ما تذكر تفاصيله تحس بغصة في حلقها وكأن اللعاب تراكم بكومة في حلقها يخنقها ولا تستطيع بلعه. فطعم ذلك اليوم مرٌ كالعلقم في حلقها، كل ماخطر بذاكرتها كرهت ضعفها ووضعها.
ستنجح وستحقق ذاتها ولن يُنْظَر لها بدونية مجددا ابدا.
تعلم ان الله سيساعدها فهو دائما يساعدها ويرشدها.

وصلت المطعم، واتجهت الى غرفتها كان الوقت مساءً، ولديها دوام مسائي هذا اليوم.
ارتاحت قليلا، ومن ثم بدأت في تجهيز نفسها للعمل.

ستترك هذا العمل عند انتهاء نادي الكشافة الصيفي، فهذا العمل تعتبره نقطة سوداء لا تريد أن يعلم احد بها او تخبر بها احد حتى وان كان آدم.
العمل في البار ستبقيه سرٌ دفين بين جنباتها، بمبدأ فإن ابتليتم فإستتروا.

********

كريستيان ورفيقيه تجولوا كثيرا في البلدة ومن ثم قرروا شرب كأس قبل العودة إلى المنزل.

دخل الثلاثة الى البار، كان هاديء نوعا ما، اذ انه يبدوا ان هذه البلدة تتسم بالهدوء.
اختاروا طاولة في الزاوية ذات إضائة خافتة، ذهب مضيفهم وطلب عدة اصناف من الشراب لهم.

كان نظام البار هو ان تطلب طلبك مباشرة من عند معد المشروبات ثم يتم تقديمه لك عند تجهيزه.

عادوا يتحدثون عن الاعمال مجددا، حتى وصلت مشروباتهم.
قالت مقدمة المشروبات: هذه طلباتكم ايها السادة، اتمنى ان تنال اعجابكم.

غريزيا رفع بصره، بل جوارحه هي التي استشعرت الصوت، صوت مزال يزوره احيانا في احلامه وكوابيسه ولا يعلم لماذا!

التحمت عيناهما في تسائل، فيها شيء مختلف، فلاحظ شعرها الفاحم متسرسل بنعومة حتى اسفل ظهرها، كانت عادة تضعه في كعكة فوق رأسها حسب ما يذكر.
تفرسها من رأسها إلى اخمص اصبعها، ما هذا التغير الجذري، ثيابها مختلفة تماما، انها ترتدي قميص باكمام قصيرة ويلمع!
ارتبكت ووضعت صينية الكؤوس بعجلة على الطاولة واسرعت الى المشرب.

عندما اخذت الطلبات الى الطاولة 12 لم يخطر حتى في أسوأ كوابيسها انه سيكون كريستيان الجالس عليها.
تسمرت في مكانها كالبلهاء، خجلت من نفسها كانت تحدق فيه.
ولكن نظراته جردتها تقريبا، حتى اول يوم ارتدت فيه هذا النوع من الثياب لم تشعر بما تشعر به الان، وكأنها مكشوفة!

لم يصدق عيناه، ايعقل انها سارة حقا.

لم تلبث ان وصلت الى المشرب حتى يد امسكتها من ذراعها.

جذبها من ذراعها الى اقرب طاولة وقال: علينا ان نتحدث.
كيف اعتقدت لثانية انه لن يلحقها.
سحبت يدها بعنف ردا على جرأته.
قال بإعتذار صادق: اسف، اعتذر ولكن علينا التحدث.
لم تشأ الجلوس وقالت: لدي عمل لا استطيع الجلوس.
كريستيان: متى تنتهين؟
سارة: متأخر جدا.
كريستيان: حسنا سأنتظرك.

عادت إلى عملها الذي تكره، تقدم المشروبات للزبائن وعلى شفتيها ابتسامة مغتصبة لزوم العمل.

جلس يراقبها بصمت، لا يكاد يصدق ان هذه سارة، ولكن ما الذي اوصلها الى هذه البلدة، وتعمل في بار! لا يصدق عينيه حقا.

اخبر رفيقيه انه يحتاج للبقاء هنا لبعض الوقت وسيلحق بهم إلى المنزل لاحقا.
اكملا مشروبهما وجلسا قليلا يتسامرون ثم غادرا غي سيارة اجرة.

أحس انها عدائية معه ولم يعرف لماذا!

اما سارة فكانت تلعن حظها السيء، لا تريد أن تلتقي بأي احد من عائلة جراي، وها هو كريستيان يريد الحديث معها، لا تدري ما يريد منها حقا ولا يهمها!

عليها ان تفكر في طريقة للهروب منه وتخرج ولا يلاحظها.

جاء موعد انتهاء دوامها، اخبرت مازن انها راحله وان سأل احد ما عنها فليخبره انه لا يعلم.
اسرعت الى دورة المياه وارتدت قميصها الفضفاض الذي يصل الى قرابة ركبتيها وجمعت شعرها في كعكة ومسحت الكحل والماسكرا واحمر الشفاه بالمناديل المبللة.

اتجهت الى الباب الخلفي الذي تستعمله هي والموظفون دائما للدخول والخروج، وخرجت منه.

احس انها تأخرت ولم تعد لتقديم المشروبات، ورأى فتاة اخرى تقدم المشروبات للزبائن.
اخذ هاتفه ومفتاحه واتجه مباشرة إلى الشاب في المشرب فقد رآها تتحدث معه.
كريستيان دخل لصلب الموضوع: اين سارة؟
مازن بلا مبالاة: لا أعلم.
اخرج كريستيان بطاقته التي مكتوب فيها انه صاحب شركة جراي القابضة وفروعها وأراها لمازن وقال له سأتأكد من فصلك من عملك ومن اي عمل في اي مكان آخر ان لم تتعاون معي.
كان كريستيان به جانب مظلم سوداوي يجعله لا يتوانى عن اي شيء لتحقيق مبتغاه.
ومازن الشاب البسيط المغترب من اجل دراسته لم يكن يريد مشاكل، طأطأ رأسه وقال: خرجت من الباب الخلفي، سارة فتاة طيبة ارجوك لا تؤذيها.

ضحك كريستيان بسخرية في سره "يؤذيها؟" هو يحاول مساعدتها، ولكن يبدو انها مازالت حمقاء كما كانت.

وقفت تنتظر سيارة اجرة، وتتذكر ايام تشردها، فهربت دمعة من عينها، تذكر ذلك اليوم المشؤوم حين اتهموها بالسرقة.
كم هو مؤلم كالسكين حين يُغرس في قلبك من احب الناس اليك.

خرج من الباب الخلفي مسرعا حيث دله مازن، ورآها تقف على الطريق وتبدو شاردة الذهن!

اقترب منها فمسحت دمعة من عينها، واخيرا عادت هيئتها كما عرفها، انه يفضل هذه الهيئة فهي تبدو مميزة بها.
لا ينكر انها كانت جميلة بل فاتنة في تلك الثياب، ولكن هذه الثياب وكأنها هوية لها، تميزها وتعبر عن شخصيتها حسب رأيه.

سارة: لا اريد ان ارى اي احد منكم!
صدم من ردها هو لا يعرف لما تعامله هكذا وهو الذي يبحث عنها منذ اشهر، ويراها في احلامه ولا يعرف لماذا.
بصوت هادىء قال كريستيان: لما؟
نظرت اليه بإستنكار وقالت بقهر تحسه في روحها: انا سارقة اتذكر؟
كريستيان يحاول اختراق النظر لعينيها والوصول إلى اعماق روحها قال: دعينا نجلس ونتحدث.
نظرت إلى الساعة في هاتفها وقالت: ان الوقت متأخر جدا، ولدي عمل في الصباح.
واكملت بإستهزاء: فأنا لست مديرة اذهب متى اشاء الى عملي ولا يوجد من يحاسبني!
استنكر ذلك منها، لم يعهدها ساخرة.
وندمت هي لنطقها بذلك فلم تلومه؟

رأت تاكسي قادمة وأشارت اليها.
كريستيان ابتلع غضبه لحركتها وقال: دعيني اوصلك الى منزلك، ثم نجد وقتا للحديث.
سارة: لا اعلم فيم سنتحدث حقا!

لم يجبها، صرف سيارة الاجرة ثم فتح لها الباب.
ركبت في السيارة، ووضعت يدها في حقيبتها حيث السكين الصغير والغاز الحار، وابقت يدها هناك.
فهي لم تعد تثق في احد، بعد ما تعرضت له في فترة تشردها اصبحت ترى الجميع من الممكن ان يستغلوها.
لاحظ هو حركتها، فقد كان ذكي فطن. ولكن لم يعلق.

عشرات الاسئلة في رأسه ولكن لم يتحدث، لم يتحدث اي منهما، كانا صامتين طوال الطريق ما عدا حين يسألها الى اين يتجه.

حتى وصلوا إلى المطعم وقالت له: حسنا توقف هنا.
رفع كريستيان حاجبه: هل تعيشين هنا؟
سارة رفعت رأسها في كبرياء: اجل أعيش واعمل، وشكرا لك على التوصيل.
اقفلت الباب قبل أن يتحدث واسرعت الى الداخل.

***********

ميكائيل

اخيرا سمع اخبارا تفرحه، تعطيه امل على الأقل، هاقد جاء اليه صديقاه المخلصان بم اشتهى ان يسمعه.
فؤاد: حاتم هو صديق لي يعمل على الحدود وسيكون في استقبالك، ستسافر عبر الصحراء الى ان تصل إلى الحدود وتجده في استقبالك لتدخل البلاد، ربما ستطول رحلتك قليلا وتكون متعبة ولكن ستصل بإذن الله.
احمد: وكما تعرف هذه الدولة الجارة لا تحتاج الى تأشيرة للدخول والاقامة، ستقيم فيها حتى نحصل لك من خلالها على تأشيرة الى تركيا.
ميكائيل: ومتى ينبغي لي السفر.
الحاج علي: هل سئمت من اقامتك عندنا يا بني؟
ميكائيل: على العكس فجميلكم لن انساه ما حييت، اكرمتي كثيرا،و حافظت على وجودي سرا لديكم وانا عقيد مطلوب، وقد عرضت حياتك وحياة اسرتك للخطر.
فؤاد: ان خالي علي لم يتوانى ابدا عن مساعدتي كل ما احتجت اليه.
الحاج علي: لقد اخجلتموني يا جماعة، لم افعل سوى الواجب.
احمد: ما ان تتحصل على التأشيرة التركية حتى نحاول الحصول لك على التأشيرة الامريكية، وهي صعبة جدا بالطبع بالنسبة لظروفك الحالية.
ميكائيل: عليا ان اتحصل عليها، فكما تعلم يتوجب ان اعيد ابناء اختي الى الوطن او تأمين معيشة جيدة لهم في تركيا.
ودعا في سره ان يكونوا مايزالون بخير، فهو دائما ما يدعوا الله بأن يحفظهم ولا يظلوا عن الهدى، ويسخر لهم اناس طيبون لمساعدتهم.
فؤاد: المحامي لن يستطيع رفع دعوى ليحاول فك التجميد عن اموالك حتى تخرج من الوطن.
ميكائيل: سأبيع بعض الاراضي التي ورثتها عن اهلي، فالرزق كثير والحمد لله.

كانت ملاك تسترق النظر حيانا من نافذة غرفتها التي تطل على الملحق الذي يسكنه ميكائيل حاليا.

- ملاك، ملاك تعالي ساعديني في تجهيز الغذاء، فوالدك استعجلني كثيرا.

********
تقف خلف السيد زوهان وتقلد حركاته.
السيد زوهان: جيد جدا، انتِ تستجيبين بسرعة.
كانت لديها الرغبة والدافع للتعلم، ففي وجهة نظرها ان عليها ان تتعلم الدفاع عن النفس.
قد تنكس الدنيا معها من جديد، فتستطيع حينها منع المجرمين من التعرض اليها او التعرض الى اخاها آدم، وقد تضطر الى العودة الى موطنها حيث الحروب والتهجير وبالطبع كونها تستطيع الدفاع عن نفسها جسديا ستعتبر ميزة لها حينها.

قطع السيد زهان تدريبهم وقال لها: لن نقرأ كتاب اليوم كما كنا نفعل سابقا بعد التدريب، بل سنتناقش حول نزهتك حول البلدة يوم أمس.
شعرت بالقليل من التوثر ثم قالت: حسب ما قرأته في ويكيبيديا فالبلدة لم تؤسس منذ زمن طويل نسبيا وتعتبر حديثة بالمقارنة بالمدن التاريخية فقد تم تأسيسها عام 1886 وتم ذلك.......
ابتسم السيد زوهان وقال: لا ياسارة لا اريد تقريرا اكاديميا، اريد ما رأيتيه وما أحسستيه انتِ.
ارتبكت في البداية وبدأت تتحدث بإرتباك وثقة مهزوزة: امممم، لقد زرت المحلات التجارية التي تقع في وسط المدينة، مثل جاليري رُو وقوتشي. وايضا مركز كوستلاند التجاري ومنتزه ايفيرقليدز.
وعرفت انها تتمتع بالعديد من المحميات البرية مثل محمية كورك سكريو فلوريدا البرية ولكن لم ازرهم بالطبع فذلك يحتاج الى يوم مخصص و...............

واسترسلت في الحديث تخبر المنصت الى اغلب التفاصيل والمميزات التي رأتها.
كان يحاول تعزيز قدرتها على الالقاء والتواصل وملاحظة التفاصيل.
سارة ثم وصلت الى مقهى خاص بأنواع البن ولكن لم ادخله فقد وجدت.....
صمتت نسيت نفسها.
لاحظ سكوتها المفاجيء فقال: ماذا وجدتي؟
سارة: وجدت صديق قديم لا ارغب في رؤيته فتراجعت عن الدخول.
سكت قليلا ثم قال السيد زوهان: لا اعلم اسبابك وانا احترم خصوصية مشاعرك، ولكن فلتعلمي ان الهروب من مشاكلنا ليس الحل.
ثم اضاف وكأنه يتجنب احراجها: لقد انتهينا لهذا اليوم، يمكنك الانصراف والبدأ في اعمالك، فبعد قليل سيصلون المتدربين.
لاحظت لطفه معها على العكس تصرفاته الرسمية مع باقي الموظفين.
كانت دائما تسأل نفسها ماهو هدفه لمساعدتها، فلا يقوم انسان بشيء بدون هدف، هذا ما علمتها اياه الدنيا.

دخلت وجدت الطباخ ومساعده قد جهزوا الافطار، جلست تناولت افطارها سريعا بصحبة يشوان الذي يسكن قريبا من المطعم.

بدئوا بتنظيف المطعم وتجهيزه لإستقبال الزبائن.

كان كريستيان ينظر للمطعم من الخارج، لاحظ ان له طابع صيني، تذكر ان صاحب ذاك الفندق القذر قد اخبره ان فتاة صينية كانت بصحبتها.

يشوان: سارة هناك رجل يجلس على تلك الطاولة يطلبك.
التفتت بتفاجئ وجدت انه كريستيان ينظر ناحيتها ولم تبدر منه اية ردة فعل.
يشوان: هل تعرفينه؟
سارة: نعم، سأراه واعود اهتم بهذه الطلبات وناولته دفتر الطلبات.

اتجهت اليه وكان ينظر اليها ولم يخفض بصره فتوترت، وصلت وقالت: ماذا تريد؟ لم انت هنا؟
كريستيان: صباح النور سارة.
لم تجب انما نظرت للجهة الاخرى.
من وجهة نظره تصرفاتها صبيانية ولا مبرر لها، هو فقط يريد المساعدة.
كريستيان: اريد ان افطر، أليس هذا مطعم ويقدم الوجبات؟ حسنا، انا زبون واريد ان اتناول فطوري.
سارة: حسنا، تناول فطورك وارحل.
مصدوم من اسلوبها وكأنها تبدلت، هي لم تكن حتى ترفع عينيها في وجهه سابقا لا صوتها.
ابتلع غضبه فقد ازداد فضوله ليعرف لم اصبحت بهذا الشكل!
امسك قائمة الطعام يتجاهلها وقال: اريد بيض وسوف اجرب التسونغتسي اظنها جيدة وايضا اريد .... الها قاو، سأكتفي بهذا.

كانت تنظر له عن كثب وهو يقرأ قائمة الطعام، لا تعلم لما يريدها، ربما ليقنعها بإرجاع السوار لميليسا؟ فكرت بإستهزاء ربما هي مكتئبة من اجله الآن.

ذاك القلب الذي لم يعرف الحقد يوماً، اصبح يملك بعض البقع الرمادية.
فكل تجربة سيئة تغرس فينا شوكة حادة حوافها، كلما حاولنا نزعها زادت عمقا، حتى ان تركت فينا ندوبا تشوهنا سقطت لوحدها.

رفع بصره ووجدها تحملق فيه، ارتبكت وتوترت، وبدأت تنظر إلى كل الاتجاهات، ابتسم وقال: انا انتظر.
سارة: ها؟
رفع حاجبه وقال: الافطار سارة.
ذهبت لتحضر طلبه، وجلس هو يفكر لم قاطعت اخاها آدم ان كانت تعمل ولم تتصل به ابدا، ولم انتقلت لهذه المدينة في الاساس!!

كان عليه العودة اليوم صباحا الى نيويورك ولكنه اراد الحديث معها اولا.

بعد عدة دقائق جائت بطلبه ووضعته امامه على الطاولة بكل مهنية وترتيب.
كريستيان: لم لا تجلسين وتتناولي الافطار معي ونتحدث قليلا.
سارة: تناولت افطاري باكرا، وهذا مكان عملي ولا استطيع ان اجلس مع الزبائن، و .....
سكتت ثم رفعت بصرها فيه في تحدي وقالت: وليس هناك ما نتحدث بشأنه.
كريستيان: يا إلهي انتِ لا تيأسين، انظري انا لست جائع في الحقيقة واتيت فقط لأتحدث معكِ، تعالي معي الى السيارة او نتناقش هنا والآن.
سارة: لم تصر على الحديث معي؟ انا بالكاد اعرفك، انك فقط مجرد اخ صديقتي، او اقصد من كانت صديقتي.

ضحك في سره، هو الذي يتمنين النساء ان يعطيهم اهتمامه، وينظر لهم بشكل خاص فهو رجل جذاب وغني وشاب. ربما يكون مغرور قليلا ايضا.
تقوم هذه الفتاة بطرده اكثر من مرة خلال 24 ساعة!!

كريستيان ابتسم بسخرية وقال: انكِ فتاة عنيدة جدا، لم اكن اتصوركِ هكذا!

جاء يشوان: سارة هل يوجد مشكلة ما؟
سارة: لا، صديق قديم سيتناول افطاره ويرحل.
كريستيان بغضب: لا سارة لن ارحل قبل ان نتحدث.
لاحظت ان الزبائن ينظرون اليوم، وتخشى من غضب السيد زوهان فقالت: تعال معي.
وقالت إلى يشوان: غطي مكاني قليلا وسآتي.
واتجهت إلى الساحة الخلفية حيث بدأ يتجمع المتدربون.
وقفت تحت احدى الشجرتين الكبيرتين بعيد عن عيون المتدربين الفضولية وقالت بإعتذار: انظر كريستيان، انا اسفة لوقاحتي معك حقا، ولكن انا لم اعد ارغب في ان التقي بميليسا او حتى ان أراها، وانا حقا لم أرى سوارها قبل ذاك اليوم ولا اعلم كيف وصل الى حقيبتي، وحقا هذا الموضوع لا احب ان اذكره حتى.
********
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي