3

الصديق الحق، نور يضيء عتمة الليالي، فجر ينبزغ تتلوه شمس دافئة بعد ليل شتاء طويل يلفح ببرده القارص.
فَتُدفِأُ أشعة الشمس أوصال من سكن البرد جنباته في الليل البارد، وينير النور دربه بعد ان تاه عنه في ظلمات الليل الموحش.

أما عن الأخوة، فهي شيء فاق كل وصف أو خيال، فهو من يشدد عضدك في ضيقك، من تشتاق له روحك قبل عيناك، روح إلى روح تشتاق، تلك الروح التي تشاركت معها رَحِماً.

..................

ميليسا

خرجت من المنزل تفكر في كلام اخيها كريستيان، لِمَ يلومها ويبقى هو متكتم على اخباره!
لم يكونا قط مقربين منذ ان تزوج، فقد انشغل بزوجته وحياته، حتي انها تذكر انه كان يمر شهر احيانا أو اكثر حتى تلتقيه.
صحيح ان زواجه لم يدم سوى عامين فقط، ولكن هو تغير خلالها كثيرا حتي انها لم تعد تحس بقربه منها كأخيها الوحيد كما السابق.
كم أشتاقت لأرواحهم المتقاربة، لضحكاتهما سويا، حتى لشجارهم على اتفه الامور، ولدفاعه عنها أمام والديها.
مافائدة الشوق، ان كان المشتاق له لم يعد متوفرا لأجلك، لم تعد من اولى اهتماماته!!
عليها ان تعمل هدنة معه في هذه الفترة حتى لا يثير المشاكل امام سارة وآدم.
جيد ان سارة لا تهتم بالرجال، فهذا ما لاحظته عندما يخرجان سويا فهي لا تعطي اي مجال للرجال للتقرب منها. وهذا سيحل كثيرا من الامور حيث لن يعتقد انها احضرتها عمدا.
تسائلت ميليسا بينها وبين نفسها " ما الحكمة من لقائي بكما ياسارة وآدم؟ هل هي الصدفة ام القدر؟ وفوق هذا حبي الشديد لكما!."

احيانا نلتقي بعض الناس صدفة وفي غير قصد أو هدف منا يصبحون احب الناس واقربهم إلى قلوبنا. سبحان الذي يآلف بين القلوب، ويهدي النفس لتتبع النور.

وصلت ميليسا الى حيث شقة سارة، وحاولت المجيء مبكرا لمساعدتها في توظيب الاشياء.
رنت الجرس.
فتحت سارة الباب.
ميليسا بإبتسامة عريضة كعادتها : مرحبا.
سارة بتعجب : انتِ مبكرة اليوم!
ضحكت ميليسا : نعم حاولت ان ابكر في القدوم لأساعدك. هل تحدثتي مع آدم؟
- نعم تحدثت، ولقد أكملت جمع الاغراض، انها ليست كثيره حقا.
قالت ميليسا بتفكير : امممم، يبدو انكِ تستيقظين مبكرا!!.
- اجل، افعل. منذ الفجر دائما.وابتسمت بخبت واكملت : هل هذا يضايقكِ؟
ضحكت ميليسا فقد فهمت مقصدها : حسنا، انا اعترف انني استيقظ متأخرة عادة.
وارتمت على الاريكه واكملت : ولكن اعتقد انه يحق لي ان اعرف لماذا تستيقظين مبكرا جدا هكذا ؟
التفتت سارة الى آلة صنع القهوة وسكبت كوبين من القهوة مع البسكويت ووضعتهم على الطاولة وجلست بجانب ميليسا.
- استيقظ فجرا لأصلِّي.
قالت ميليسا بتعجب : تصلين فجرا؟ لما لا تصلين فالنهار!! امي مثلا، تذهب الى الكنيسة فالنهار صباح كل يوم أحد.
ابتسمت سارة : أعتقد انكِ رأيتني وأنا أصلي نهارا!
- اممم، اجل.
- نحن نصلي خمسة مرات فاليوم.
- أحقا!؟
سارة ابتسمت في هدوء : نعم.
بعد تفكير قالت ميليسا : سارة، اريد ان اخبركِ أمرا ولكن ارجوا ان لا تزعلي مني.
سارة بقلق : ماذا؟!
ميليسا : لا اريدك ان تخبري عائلتي بديانتك. واستمرت ميليسا بتوتر : انهم حقا متفهمون وليسو عنصريين ولكن .....
سارة بحزن : انا اتفهمك تماما ياميليسا، فأنا ايضا ان احضرت الى عائلتي صديقتي المسيحية سوف اخشى الا يتقبلوا ذلك، على الرغم من انني أشك في انهم كانوا سيفعلون، فأنتي حقا فتاة رائعة.
ميليسا بصدق : انا حقا لا اريد ازعاجك.
سارة : لا بأس، ولكن عليا تذكيرك ياميليسا انني واخي نصلي خمس مرات فاليوم ولا نستطيع إلَّا ان نصلي.
ميليسا بجد : لكما غرفتكما الخاصة وتفعلان فيها ماشئتما.
رمت سارة الوسادة على ميليسا : اذا لم تقلقين من نهوضنا مبكرا!
وانفجرتا بالضحك.

.....................

وصل آدم من المدرسة وجلس ثلاثتهم على الاريكة متجاورين ينتصفهم آدم، في انتظار موظف من السفارة ليأتي ويستلم المفتاح.
ولاحظت سارة أن آدم هادئ جدا اليوم، ولكن لم تطل حيرتها حيث قطع آدم الصمت بحزن وقال : اشتقت الى أمي وأبي.
لم تجب سارة مباشرة وبعد صمت ثقيل ردت : وأنا ايضا اشتقت لهما كثيرا.
- ولكنكِ تتجنبين الحديث عنهما.
احست بغصة في قلبها : لا، ولكن احيانا فقط افعل ذلك لأتجنب ازعاجك، أريد منك ان تتذكرهما دائما فهم في قلوبنا يا آدم، وأن تدعوا لهما. ولكن اريدك ايضا ان تحاول ان تنسى الالم الذي مررنا به.
- ولكني احبهما كثيرا، واحيانا اتمنى ان نعود لبيتنا و حياتنا السابقة.
أمسكت سارة بوجه اخيها الصغير بين يديها وقالت وهي تنظر في عينيه : هل حدث شيء معك في المدرسة اليوم؟
لم يجب فحتثه ساره للتحدث بهزه من رأسها وبنظرة متفهمة.
- دائما مايسألني اصدقائي فالمدرسة أين امي وأبي، ويحكون لي ما تحضّره والدتهم من كعك وحلوى، ومايقوم والدهم بصنعه من اجل تسليتهم.
وعندها اذكر ما كانت تصنعه امي لنا من طعام، وما كان يقوم به ابي ليسعدنا.
قالت ميليسا بتهكم تريد به التخفيف عن آدم : جيد انك تحصلت على ذكريات جميلة معهما. فها أنا أمامكما لدي والدين فعليا، ولكنهما لم يفعلا ماتذكره من اجلي ولا من اجل اخي كريستيان.
ابتسمت ميليسا لآدم عندما رأت تجهمه وقالت وهي تعبث بشعره : لا تنظر اليَّ هكذا يافتى فقد كانت عندي مربية تقوم بإطعامي وتسليتي، ولم يكن الامر بهذا السوء.
آدم : حقا؟
ميليسا : اجل، لم يكن الامر بهذا السوء حقا، فأنا احب مربيتي ميلودي.

بعد ان رن جرس الباب نهضت سارة بوجه حزين لتفتح الباب فقد توقعت من الطارق.

ميليسا أخذت آدم للشرفة حتى لا يسمع حديث الرجال مع سارة، وقالت له ان الرجال يعاينون المنزل ليعلموا ماذا يجب أن يصلحوا فيه، وأعطته هاتفها ليلعب بالالعاب.

لقد كان الرجل نفسه من السفارة ومعه رجلان آخران.
- السلام عليكم، آنسة سارة.
- وعليكم السلام.
- نحن هنا لمعاينة محتويات الشقة واستلام المفاتيح.
- اجل اجل، تفضل.

أخذوا وقتا لا بأس به لتوثيق محتويات الشقة، وبعد ان اكمل الرجال من السفارة مهمتهم. تقدم منها الرجل الذي زارها يوم امس وقال لها : هذه ورقة تثبت محتويات الشقة عندما تم استلامها، وعليكِ المحافظة عليها في حال تم فك تجميد ممتلكات السيد ميكائيل لتستطيعوا حفظ الحقوق، فقد اوكلكِ المحامي عمر لإستلام هذه الورقة بالنيابة عنه بصفته موكل السيد ميكائيل.
كان حديث الرجل يضج في رأس سارة كما الطبول فوافقت بسرعة واخذت الورقة. ولكنه اضاف وقال : وكما اخبرتكِ يا أنسة سارة تستطيعين اللجوء إلي السفارة لمساعدتك في حال واجهتي مشاكل، وهي سوف تقوم بترحيلك الى الوطن.
- شكرا لك.
- هذه بطاقة بها أرقام السفارة والعنوان، وكما تستطيعين ايضا ايجاد العنوان على موقعها الإلكتروني.
- انا اشكرك حقا لإهتمامك.

اخذت سارة وميليسا الحقائب وخرجوا وبصحبتهم آدم إلى سيارة ميليسا.

لم تتوقف سارة عن التفكير طوال الطريق، عشرات الاسئلة كانت تتزاحم في رأسها.
احساس ممزوج بالخوف والرهبة من المجهول.
احساس تعاظم المسئولية على عاتقها اتجاه اخيها.
تحاول ان تخفي احاسيسها عن آدم وميليسا هذه الفتاة الطيبة، تجاريهم فالحديث والضحك احيانا وتسرقها افكارها من اجواء السيارة الي عالم التفكير والحيرة احيانا اخرى.

فالاقدام على المجهول دائما صعب بالنسبة للانسان، وأكبر دليل على خوف الانسان من المجهول هو خوفه من الموت، فهو يخافه ليس لعلمه بأنه شيء سيء، بل يخافه لأنه مجهول تماما بالنسبة له، فقد يكون الموت خير للإنسان من حياته وهو لا يدري!

.......................

منزل عائلة جراي.

لم تكن الطريق طويلة حتي وصلوا إلى الحي الذي يقع فيه منزل عائلة ميليسا، منزل جراي.
الحي راقي جدا وجميل وكانت المنازل فيه وكأنها قصور.
دقائق قليلة وركنت ميليسا سيارتها امام بوابة ضخمة لفيلا كبيرة، ويمكن انها أكبر بناية في هذا الحي كله.
قال آدم بدهشة : واااو.
اما سارة فبقيت تحدق فالمنزل ثم التفتت الى ميليسا.
ميليسا : هيا لننزل لقد وصلنا.
سارة : هل انتِ؟ وأشارت الى المنزل "اقصد هل تعيشين هنا؟"
ميليسا بحركة درامية قالت : تراااا، انه حيث أعيش تماما.

لم تتصور سارة ابدا ان ميليسا من عائلة شديدة الغنى، نعم كانت تلاحظ ملابسها الراقية والانيقة، وايضا اهتمامها بجمالها واناقتها الذي يحتاج مالا. ولكن تصورت انها من عائلة متوسطة او ربما غنية وانها مدللة العائلة، اما ماتراه الآن فيبدو انهم اغنياء جدا واكثر مما تصورت.

تقدم شاب اليهم وقال : آنسة ميليسا، الى اين آخذ الحقائب؟ وإلى اي جناح اوصل ضيوفكِ آنستي؟
- خذ الحقائب الى الجناح المقابل لجناحي، وأما ضيوفي سأوصلهم لجناحهم بنفسي.
كانت سارة مدهوشة مما تراه، آهذا القصر هو نفسه الذي تسميه مليسيا منزلا!!
إلتفتت ميليسا الى سارة وآدم بعدما انصرف الخادم وقالت : هيا لندخل، سأعرفكما بأمي. وابتسمت وهي تتابع حديثها : "هذا ان وجدناها فالمنزل".

كانا سارة وآدم يسيران كالمغيبين مأسوران بضخامة المنزل وجماله، مرّا على حديقة بها نافورة ومسطحات خضراء وجلسات خارجية جميلة وحوض للسباحة.
وأخيرا، أفاقت سارة من شرودها وقالت : لم تخبريني انكِ تعيشين في على مايبدو أنه قصر!
ابتسمت ميليسا بلطف : أوه هذا ؟. وأشارت الى المنزل، كما لو كان شيء عادي. " إنه فقط شيء تتوارثه عائلة والدي".
دخلوا إلى داخل المنزل وكانت خادمة بإستقبالهم وبعد أن قدمت التحية قالت : آنسة ميليسا إن والدتك تخبركِ أنه لديها إجتماع في المؤسسة الخيرية، وسوف تنظم لكم على العشاء.
استغربت سارة لِمَ لَمْ تتصل فقط بإبنتها وتخبرها بذلك!
قادتهم ميليسا الى جناحهم، زاد انبهار سارة وآدم عندما دخلا للجناح، كان بحجم شقة خالها التي أقاما فيها، كان عبارة عن صالة واسعة بها عدة أبواب، باب به غرفة الملابس وباب به حمام حديث كبير جدا وباب به غرفة نوم يتوسطها سرير كبير وكانت غرفة النوم بها باب غرفة دش صغير، واخيرا باب زجاجي كبير به الشرفة ويطل على الحديقة الخلفية للمنزل. وأمام أثاث الجناح فكان جميل جدا وأنيق جدا يدل على ذوق رفيع وبذخ أرفع.

كان آدم يتجول بين الابواب ويستكشف وكأنه يغزوا احدى القلاع.
سارة : واااو ان هذا كبير جدا!
ميليسا : اتمنى ان تعجبكما وأن ترتاحا بها.
- انها رائعة شكرا لكِ.
وإستأذنت ميليسا أنها تريد ان تستحم.

جاءت خادمة وقدمت نفسها :
آنسة سارة، أنا المسؤولة عن خدمتكم خلال إقامتكم معنا، إن احتجتِ شيئا أرجوا أن تخبريني.
سارة بتلعثم : اه، نعم، حسنا، شكرا لكِ.
- والآن آنستي، ان سمحتي لي سأقوم بإفراغ حقائبكم.
- لا شكرا لكِ، لا أريد اتعابكِ استطيع إفراغهم بنفسي.
- انه عملي آنستي ولا يتعبني ذلك.
- لا داعي حقا لذلك سأقوم بإفراغهم بنفسي، شكرا لكِ.
- كما تشائين آنسة سارة، وكما أخبرتكِ ان احتجتِ شيئا رجاءا اخبريني فورا.
ابتسمت لها سارة فإنصرفت الخادمة.
قالت سارة تحدث نفسها ان الامر لم يستحق حقا انهما مجرد حقيبتين وليستا بالكبيرتين!

.....................

آدم

وصلنا لمنزل ميليسا، انه حقا منزل رائع حتي انني لم أرى في حياتي مثله.

جيد، هناك حديقة كبيرة فالمنزل واستطيع لعب كرة القدم هناك، وايضا رأيت نافورة أعتقد انني سأقوم بالسباحة فيها، صحيح انه يوجد مسبح ولكني لا اعرف السباحة واخشى ان اغرق فيه!
هذه الشرفة تطل على حديقة المنزل من الخلف، اعتقد انني سأتسلق من الشرفة إلي اسفل مثل المغامرون، او ربما سأربط حبلا وأتسلق من اسفل الي ان اصل الى الشرفة.
الآن سأذهب لإستكشاف المطبخ في الاسفل ارجو ان يكون لديهم طعام لذيذ، ومن ثم سأفكر في أي مغامرة سوف أبدأ.
دخلت إلى صالة الجناح ولم اجد سارة ثم وجدتها مستلقية على سرير الغرفة، اخبرتها انني عطشان وسوف اذهب لأطلب من الخادمة ماء، سمحت لي على الا أتاخر وألا أثير المتاعب.
ان اختي سارة تخاف كثيرا حقا، وتصبح احيانا مملة جدا.
بعد قائمة من التحذيرات والتوصيات، نزلت مسرعا ابحث عن المطبخ.

.....................

سارة
استلقت على سرير الغرفة تفكر وقد تملكها القلق لم لم تخبرها ميليسا انها من عائلة غنية؟ انها لم تذكر او تلمح بذلك ابدا!
بدأ الخوف والقلق يتمكن من سارة، واحست وكأنها لا تعرف ميليسا او ان هذه ميليسا جديدة لم تعرفها قبلا؟
فقد تنكشف بعض الاسرار ومهما كانت صغيرة او كبيرة، تجعلك تحس أحيانا انك لا تعرف الشخص الذي تظن انك تعرفه جيدا.

وعادت تخبر نفسها لابد انها تبالغ، فهي لم ترى على ميليسا شيئا يثير ريبتها.
صحيح انهما مختلفتان من عدة نواحي منها طريقة ملابسهما، فميليسا مثلا ملابسها مكشوفة كلها وضيقة وقصيرة وأما سارة فلباسها محتشم واغلبه بناطيل واسعة وقمصان واسعة ايضا.
وأما من ناحية العلاقات فقد كانت ميليسا لديها عدة اصدقاء شباب، وايضا اسلوبها فالحديث معهم يختلف عن سارة التي ليس لديها اي صديق شاب!

كل هذه الامور شخصية ولا تثير اي ريبة، ولكن ايضا لم تستطع سارة ان تهدأ فقد أحست بشئ مختلف ناحية ميليسا.

لا تستطيع ان تقول انك تعرف فلان جيدا الا وان كنت قد عاشرته وعرفت طبيعته وعشت معه عدة ظروف فالحياة.
فالظروف هي التي تكشف حقائق الانسان، وتُعَرّي كُلٌّ على حقيقته وتكشف ما يخبئه القلب وماتستره العينان.
الخوف من شخص تعرفه، اصعب من خوفك من شخص لا تربطك به اي علاقة، فإن احسست فجأة انه اصبح غريب عنك، فتأكد ان هذا الشعور هو شعور حقيقي.
فالقلوب تشعر بالهمسات، وتسمع مابين الكلمات، وترى ماتداريه النظرات.

.......................

ميليسا

بدأت تحس ان علاقتها بسارة ستصبح متوترة، فهذا هو بالضبط مايحدث في كل مرة.
ولكنها تحس ان هذه المرة مختلفة، تحس ان هذه المرة ستكون موجعة اكثر.
انها تحاول ان تتصرف على طبيعتها، وعليها ان تتوقع كل السيناريوهات.
أخذت حمام مطول ونادت على احدى الخادمات لتساعدها في شعرها.
ارتدت ملابسها وهو عبارة عن ثوب سهرة قصير، واتجهت إلى غرفة سارة.
طرقت على الباب ولكنها لم تجب، فتحت الباب ولم تجد احد في الجناح لا آدم ولا سارة!
هذا عجيب، نزلت للأسفل وبدأت تسمع أصوات في المطبخ، اقتربت اكثر انه صوت سارة!
كان آدم يقف بجانب سارة، والطباخة هيلين تتحدث بالايطالية وتقول : انه فتى مشاغب جدا لقد افسد كعكتيّ قهوة مابعد العشاء، سوف تغضب السيدة كثيرا.
ولكن يبدو ان سارة لا تفهم الايطالية. فهي تستمر بقول : انا لا افهمكِ ولكن اسفة حقا.
دخلت ميليسا للمطبخ وقالت موجهة حديثها إلى سارة : ماذا يحدث لما الطباخة تصرخ؟
قالت سارة : لا أعلم ماذا فعل آدم وآثار غضبها وإستياءها الى هذه الدرجة ولكنني اعتذر لها ويبدو انها لا تفهمني.
قالت هيلين بالايطالية محاولة قطع حديث سارة : انه يحتاج الى اعادة .........

ميليسا بصوت عالي باللغة الايطالية قالت لهيلين : اصمتي، لا تزيدي حرفا واحدا، هؤلاء هم ضيوفي و عليكِ احترامهم، والا سوف اقوم بطردكِ بنفسي، اتفهمين؟
سكتت هيلين فأكملت ميليسا : والآن عليكِ الاعتذار منهما.
قالت هيلين بالايطالية : انا آسفة آنس.......
قاطعتها ميليسا : بالانجليزية.
هيلين بإنجليزية ضعيفة جدا : آنا آسفة آنستي.

صدمت سارة اولا من معرفة ميليسا للغة الايطالية فهي لم تذكر ذلك ابدا، وثانيا من جانب في شخصيتها لم تراه من قبل أبدا. كانت تبدوا صعبة المراس شديدة على الخدم.
سارة قالت بعد ان خرجوا من المطبخ : ولكن ماذا قلتِ لها حتى هدأت فجأة.
ميليسا قالت بإبتسامة استغربت سارة من اين وجدتها بسرعة : هددتها بالطرد ان لم تقفل فمها.
سارة : ولكن يبدو ان اخي آدم هو المخطئ؟
ميليسا بجدية : وان يكن فأنتم ضيوفي.
سارة امسكت آدم من اذنه : ولكن ماذا فعلت لها أيها الشقي، لقد اخبرتني انك ستشرب الماء وتعود فورا، وما ان تأخرت حتى نزلت للبحث عنك، ويبدو انه جيد انني فعلت!
آدم : لقد آكلت من الكعكتين انهما شهيتين حقا. ومسح على بطنه. "اممم لذيذ".
صدمت سارة.
وانفجرت ميليسا بالضحك : انك تعجبني حقا يا آدم، احب المشاغبين.
وامسكت يده وبدأت تركض نحو الحديقة الخلفية وقالت بصوت عالي : هيا لنخرج ونمرح قبل موعد العشاء الممل.
تبعتهم سارة في يأس منهما!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي