27

الجزء السابع والعشرون؛

أنعيش اقدارنا ام هي التي تعيش فينا!

صُدَفُ القدر إن تأملناها وامعنا النظر فيها، لوجدنا اننا نعيش ادوار بطولة في ادوار في الاصل ماكنا الا وسيلة لتحقيق غاية أرادنا القدر ان نمضي فيها.

فلربما البطل في قصة ما ماهو الا شخصية ثانوية في قصة شخص آخر.
او ربما يكون وسيلة لوصول البطل الحقيقي لهدفه، او لغاية أرادها الله.

كان التوتر واضح على وجه كل من سارة وميليسا، هو يلاحظ ذلك ولكنه لم يعلق وانما انغمس في الحديث مع جيڨان الذي يبدو قلق بدوره!

فجأة وقفت ميليسا تحاول جاهدةً الابتسام وقالت: في الحقيقة اجتماعنا اليوم هنا لم يكن صدفة!
ابتلعت سارة ريقها ككتله وقفت في حلقها منذ دهر.
رفع كريستيان حاجبه!
سوزي كانت سعيدة.
جيڨان ينظر إلى كل مكان ما عدا الى عيني كريستيان.
فلم يحدث ابدا ان اضطر لخداع صديقه، ولكن ميليسا اقنعته ان هذا لصالح كريستيان، خصوصا انه مسلم ويعلم ان لا امل لكريستيان مع سارة.

اكملت ميليسا قولها وهي تحاول ان تكون مرحة: هناك شخصين عزيزين على قلوبنا اردوا مشاركتنا بخبر جميل يخصهم، حيث انهما مغتربان ولا عائلة لهما هنا، فقرروا ان يعتبرونا عائلتهم لكي نشاركهم فرحتهم.

كريستيان نظر بشك، ما الذي تقوله هل تهذي او ما شابه!
سارة تتجنب النظر ناحية كريستيان.
قال في نفسه "لم الجميع يتجنب النظر لي!".

اكملت ميليسا وقدماها كالهلام اخذت نفس عميق تهدأ من نفسها وقالت: جيڨان تَقَدَّمَ لخِطبة سارة وهما مخطوبان وسيتزوجان قريباً!

صمت الجميع ونظروا ناحية كريستيان في ترقب حذر، الم يكونوا منذ دقائق فقط يتجنبون النظر اليه!

رمش عدة مرات حتى استوعبت اذناه ما قد قيل الآن!

فكّر "هل ما سمعه صحيح؟".
ولكنه لم ينتظر ليسأل وانما انقض على جيڤان الجالس قبالته، وامسكه من ياقته ثم بدأ يلكمه، ملاكم محترف غاضب! يمارس الملاكمة للتنفيس عن غضبه، يا ترى كيف سيصبح وجه جيڤان اذ انه يُسْتَخْدَمْ بدل عمود الملاكمة حاليا!

لم تفكر ميليسا في ذلك ابداً عندما وضعت خطتها، لم تعتقد ان حالة اخيها متأزمة في الحب لهذه الدرجة ومتعلق بسارة الى هذا القدر.
تقدمتا كلا من ميليسا ووالدتها سوزي تحاولان ابعاد كريستيان عن جيڨان الذي أُخِذَ على حين غرة، وللأسف لم تستطيعا ابعاده، فكيف ستستطيع ميليسا وسوزي وحدهما ابعاد كريستيان عن غريمه!

سارة كانت تقف في مكانها كالثمتال مصدومة في ردة فعل كريستيان!
وآدم يراقب من بعيد بخوف، ولا يفهم ما يحصل حوله.
ثم التفت ناحية سارة، وقبل ان تستوعب نظراته كان يقف امامها.
كانتا سارة وسوزي تسندان جيڨان لمساعدته على الجلوس.
كانت في عيونه شيء غير مفهوم لسارة، كانت تعتقد انها تفهمه ولكن الآن احست انها لا تفهم شيء!
عيونه غاضبة وحزينة وبها خيبة امل والم.
قال لها بصوت هادئ بشكل كاذب: أهذا ما يتطلبه الامر لتتزوجيني؟
صدمت من كلمة تتزوجيني! هو حتى لم يسألها ذلك!
كانت تتفرسه بعينيها.
أكمل وبدأ صوته في الارتفاع وهو يقول: أهذا ما يتطلبه الامر سارة؟ ان اكون مسلم!؟
بدأت دموعها تملأ عينينها.
كريستيان: اجيبي سارة هل هذا ما يتطلبه الامر؟
عم الهدوء المكان، وكانت سوزي مصدومة لم ترى ابنها في مثل هذه الحالة من قبل ابداً.
اخفضت سارة بصرها وقلبها يعتصر حزناً.
صرخ كريستيان: انظري اليْ سارة، ها انا أقولها انا مسلم، هيا اذا وافقي على الزواج.
وضعت سوزي كلتا يديها تحبس صرخة من فمها، هي لم تكن تعلم ان سارة مسلمة وتنصدم الآن بقول كريستيان انه سيصبح مسلم!

ميليسا كانت فقط تبكي بصمت ودموعها تنزل غزيرة.

رفعت سارة نظرها الى كريستيان الذي يبدو شديد اليأس ومدت يدها نحو لحيته النامية والتي لأول مرة تراها وقد زادته جمالا، رفعت يدها وكأنها تلمس لحيته ولكنها لم تترك يدها لتصل اليها بل نظرت اليه بكل الحب الذي تكنه في قلبها له، ثم قالت: لا.

كريستيان بسخرية: اجابة خاطئة سارة!

استدارت لترحل، تحركت بضع خطوات وهو يراقبها وهي تبتعد.
كان يشعر انها تمشي فوق قلبه، تدوس عليه وهو في اشد المه، وتدوس في اماكن الالم بالضبط!
لم يعلم بأن الامر مؤلم لهذه الدرجة، أهكذا يشعرون من يتجرعون الم الفراق!؟

توقف الزمن لثواني معدودة دارت جميع ذكرياتهما معاً حولهم، وكأنهما يتشاركان نفس العقل ونفس منطقة الذاكرة فيه.
ذكريات مليئة بالحب السامي والعفيف، بالحب الاعظم وهو حب الروح للروح.
للحب الخالد الذي لا يموت، لا تشوبه الماديات ولا تمحوه السنين.
حب اول مرة يشعر به، ليس انه لم يحب احد قبلاً! ولكن كان هذا مختلف تماماً، لا يشبهه شيء!

في كل تلك الاوقات معاً، احب هدوئها، احب خجلها، احب حرصها على ان لا يضع اصبعاً عليها، واحب ايمانها وحبها لربها!

هو يرى فيها طوق نجاته ولا يعرف نجاته مما!
ولكن هذا ما يخبره به حدسه، حدسه الفطري الذي لا يخطىء عادةً.

تحرك بخطوات متسارعة ووصل الى جانبها، مد يده جذبها من ذراعها وادارها ناحيته.
قال: انا أسف اعلم انني لا يجب ان امسك ذراعك، واعلم انني اخفتك منذ قليل، ولكنني جاد جداً سارة سأعتنق الاسلام لنستطيع الزواج.

صرخت في وجهه لأول مرة فلم تعد تستطيع كبح الالم داخل قلبها الذي يحترق: ألا تفهم؟ الا تشعر الا بنفسك؟ انا بقيت دائما الى جانبك كالحمقاء وانا اعلم ان لا مستقبل لي معك! وافقت على صداقتك وهي تتنافى مع مبادئي، فعلت ذلك فقط لأنني احببتك. ولكن اكثر من ذلك لا استطيع، وهذا كل ما استطيع تقديمه لك.

وقف ينظر لها مذهول ومحتار، انها المرة الأولى التي يراها فيها منهارة، هي لم تنهار حتى عندما اتهمتها ميليسا بالسرقة!

اكملت تبكي بحرقة: كيف ستعتنق الاسلام من اجلي كريستيان ها اخبرني؟ لا تستطيع اعتناق دين شخص ما فقط لانك تريد الزواج به!
كريستيان بصوت مختنق: لم لا يا سارة؟

سارة: لانك ان فعلت ذلك فإفعل من اجل الله لا من اجلي، لانك ان فعلته من اجلي لن تمارس تعاليم هذا الدين وستشعر بالملل، لان هناك العديد من الامور تختلف فيها عن نمط حياتك.
اخبرني كريستيان، هل انت مستعد للتخلي عن الشرب، عن حضور تلك الحفلات السخيفة، عن تغيير العديد من الاشياء في طعامك، عن التوقف عن وضع الوشوم على جسدك كهذا الوشم الذي على ذراعك انه حتى ليس بجميل، جمجمة كريستيان!؟ هل تقصد بها ملك الموت مثلا؟
ثم ايضاً هل انت مستعد لتصلي خمس مرات يوميا؟ ان تصوم لشهرٍ كامل؟
وحتى ان وافقت على كل ذلك، اعتقد ان بعد فترة من الزواج ستشعر بالملل لانك لا تفعل ذلك عن قناعة، وهذا ليس فعل ليوم او سنة بل نمط حياة نحن نعيشه ونحبه، وحينها ربما تخرج من الاسلام ثانية، فماذا افعل انا حينها ها؟

نظر لها مطولاً ثم اتجه إلى سيارته وخرج من المنزل.

اتتها ميليسا مسرعة قائلة: انا أسفة سارة انها فكرتي الغبية، انظري الى جيڨان انه يحتاج إلى الذهاب للمستشفى، سأقله ثم أعود اليكِ انتظريني هنا لا تذهبي.

تحرك جيڨان امامها ولم تستطع حتى النظر اليه، فكله بسببها، ذهب بصحبة ميليسا واحد الخدم للمستشفى.

دقائق قليلة تسترجع ما حدث منذ قليل وانهارت على الارض تبكي، قلبها حزين ويعتصرها.
ركض آدم بإتجاهها يحتضنها، كان هو بدوره خائف لا يعلم ما يفعل ولا يفهم ما يحصل.

ثم جائت سوزي اليها وعيناها غائمتان بالدموع وقالت: سأطلب منكِ شيئا سارة، ويجب عليكِ ان تنفذيه فوراً، فنحن ساعدناكِ كثيراً وجاء الوقت لتردي المعروف، ارجوا ان ترحلي ولا تعودي هنا ابداً، حتى وان حاول كريستيان التواصل معكِ صديه، فهذا الافضل لكما، وما ان تمر فترة حتى ينسى ويعود لحياته.
نهضت سارة واتجهت ناحية الباب.
سوزي: سيوصلك السائق حيث تشائين.
رفعت سارة يدها في علامة شكراً ثم قالت: لا داعي.

وخرجت وهي تفكر انها المرة الثانية التي تخرج من منزل آل جراي حزينة ومكسورة.

***********

ميكائيل؛

مستغرق في النوم، رن هاتفه، رد وهو لا يكاد يفتح عينيه من شدة النعاس.
اجاب بصوته الثخين: مرحباً!
فؤاد واحمد: افتح الكاميرا ايها الغبي!
انتبه الى انها مكالمة فيديو، فشغل الكاميرا وقال: ماذا تريدان ايها المزعجان؟ الا تعلمان انني انام في مثل هذا الوقت!
كان شعره اشعث وعيناه منتفختان من النوم وصوته مازال رخيم بسبب النعاس.
فؤاد يخاطب احمد: هل نخبره ياترى؟
احمد تظاهر بالتفكير ثم قال: لا لا لندعه يكمل نومه!
اعتدل في جلسته وقال: هاي انتما الاثنان على ماذا تتفقان؟
فؤاد: لقد حصلت على التأشيرة ياغبي.
دق قلبه بعنف.
أحمد: وكل هذا بفضلي لا تنسى.
فؤاد: تستطيع السفر الى الولايات المتحدة.
ميكائيل: هل تتحدثان جدياً ام انكما تمزحان.
احمد: فؤاد هل نحن نمزح؟
ميكائيل بسعادة لم يحسها منذ زمن طويل: لا أكاد اصدق، متى يمكنني السفر.
فؤاد: لقد ارسلت اليك مبلغاً لتستطيع شراء التذكرة ومايكفيك إقامة لأشهر هناك. المال على حسابي البنكي في تركيا واسحبه ببطاقتي المصرفية التي لديك.

اقفل الخط ولا يكاد يصدق انه بالفعل سيذهب قريبا للبحث عن سارة وآدم.

بدأ يدور داخل الشقة بدون هدى، لم يعرف كيف يجمع افكاره.
قرر الذهاب وحجز تذكرة طيران اولا ثم سيشتري هدايا لسارة وآدم.

بعد ساعتين من المجهود احس ان ركبته تؤلمه، فإستقل سيارة اجرى واتجه الى مركز العلاج الطبيعي.
في مكتب الاستقبال سألته موظفة الاستقبال عن اسم معالجته الفيزيائية، وبعد ان اخبرها بإسمها قالت له: حسناً سيد ميكائيل، يبدو انه يوم حظك فالمعالجة سيلا اليوم موجودة وليس لديها العديد من الحالات.
وطلبت منه الانتظار قليلا حتى تستدعي المعالجة من اجله.
دقائق وجائت المعالجة سيلا وما ان رأته حتى ابتسمت له وقالت: السيد ميكائيل، اليوم ليس يوم تمرينك اليس كذلك.
ميكائيل بحرج: اجل، ولكنها تؤلمني قليلا.
سيلا: حسنا تعال معي.
بعد ان وصلوا إلى غرفة العلاج قالت له: هل بذلت مجهوداً عليها اليوم؟
ميكائيل: اجل مشيت عليها قرابة الساعتين.
سيلا: اوووه سيد ميكائيل هذا عكس ما اخبرناك به تماما وهكذا ركبتك لن تشفى ان لم تتبع التعاليم.

وبدأت المعالجة بعمل العلاج اللازم من اجل ركبته.

يشعر بإهتمامها الخاص به عن بقية المرضى.
سيلا: عليك ان تحافظ على مواعيد جلسات العلاج الطبيعي، وتحاول ان لا تفوّت اي جلسة حتى تتعافى سريعاً.
كانت انجليزية ميكائيل ضعيفة قليلاً ولكنه يوصل المعنى المطلوب، وبالطبع لا يتحدث التركية لغة المعالجة.
ميكائيل: لا اعتقد اني استطيع ذلك، فأنا سأسافر قريباً.
سيلا: حقا؟ الا تستطيع التأجيل حتى تتعافى؟
ميكائيل: لا في الحقيقة لا استطيع.
سيلا: هل ستعود إلى تركيا؟

لم يجب. فهذا السؤال يخشى الاجابة عليه، فهو سيعود ولكن هل سيكونان آدم وسارة معه!؟

فقالت بخجل: اسفة اعلم انه ليس من شأني.
ميكائيل: سأعود ولكن لا اعلم متى تحديداً.

********

يقود سيارته كالمجنون، يعلم انه سيأخذ مخالفة من اجل ذلك، ولكنه كان في اقصى درجات غضبه.

حتى حينما علم بخيانة فيرونيكا لم يغضب لهذه الدرجة!
هل ستتزوج جيڨان حقا!

بعد بضع من الوقت قرر الاتصال بمحاميه والالتقاء به خارج الشركة، لا يريد الذهاب للشركة وهو بهذه الحالة، وعموما الدوام سينتهي قريبا.

التقيا في احد المطاعم.
بعد ان طلبا مشروبهما، قال كريستيان بلا مبلاة: هل تعرف اي شيء عن الاسلام؟
المحامي بتفاجئ: الاسلام!؟
كريستيان وهو يرتشف مشروبه: أها نعم.
المحامي: في الحقيقة لا، لم يسبق لي ان بحثت حوله.
كريستيان: اريد ان تبحث لي عن ثغرة قانونية تمكن شخص مسيحي الزواج من امرأه مسلمة.
لم يتقبل كريستيان الرفض، لا يستطيع ان يتركها فقط ترحل وهو يعلم مشاعرها ناحيته.
المحامي: لا اعتقد بوجود شيء كهذا سيد كريستيان، ولكن ربما تجد ثغرة دينية حيث ان الموضوع متعلق بالدين.
كريستيان: وكيف اجد هذه الثغرة!؟
المحامي: بقراءة بعض الكتب التي تختص بذلك، او بزيارة مواقع الإنترنت التي تتحدث عن ذلك ايضاً.
المحامي: ولكن من الذي سيتزوج من فتاة مسلمة؟

ارتشف رشفة كبيرة من مشروبه ووقف قائلا: اهتم بشئونك! وذهب.

اتجه مباشرة إلى مكتبه في الشركة، استغرب رجال الأمن من حضوره في مثل هذا الوقت.

فتح حاسوبه المحمول وبدأ في البحث عن اي مصادر ولكن كل شيء يقوده إلى شيء واحد، لا أمل!

فقرر البحث عن اكبر مكتبة في المدينة واتجه مباشرة اليها.
اخبر أمين المكتبة بطلبه فحاول الاخير مساعدته.
وقدم له بعض الكتب واخبره ان يحاول التواصل مع شخص امريكي يدعى يوسف إستس، فهذا داعية اسلامي، وله معرفة كبيرة بقوانين الديانات فقد كان مسيحي العقيدة.

بعد ان اشترى الكتب اتجه مباشرة إلى شقته التي لم يدخلها منذ زمن حيث كان يعيش هو وفيرونيكا.

اقفل هاتفه بعد ان ارسل رسالة الى والده يخبره فيها ان مسافر لفترة من اجل العمل.
اراد خلوةً مع نفسه، أحس ان يحتاج للوحدة والتأمل في كامل حياته.
اشترى مؤونة له حتى لا يضطر للخروج، من مأكل ومشروبات كحولية وعصائر وغيرها.

قرر البدء في قراءة أحد الكتب، كانوا كتابين الأول يختص بالفروقات بين الدين الاسلامي وبين باقي العقائد، والآخر كان القرآن الكريم النسخة المترجمة للانجليزية.
لم يكن الموضوع له مجرد زواج من فتاة احبها، بل كان يشعر ان حلمه بها يقوده لشيء ما، ذلك الهدهد الذي لا ينفك يحضر اليه كل صباح باكر.
احس ان عليه الزواج من سارة!

كان جالس في غرفة الجلوس ذات النوافذ الكبيرة في يده كتاب الفروقات بين الدين الاسلامي وبين باقي العقائد، وفي يده الاخرى قنينة الخمر.

وكلما تعمق في القراءة ازداد فضوله وتوضحت له وجهة نظر الاسلام.
قرأ بتمعن وتدبر كل حرف، حتى انه يعيد قراءة بعض الجمل لكي يضمن انه فهمها بشكل جيد.

وتابع قرائته للكتاب.

********

عادت ميليسا الى المنزل ولم تجد سارة.
سألت والدتها واخبرتها ان سارة قالت انها ستعود إلى المطعم فقد تأخرت عن عملها ولا تريد اي ازعاج فقد التهت عن اعمالها بم فيه الكفاية.
شكت ان هناك شيء خاطئ!
ثم انهالت سوزي بالاسئلة عن سارة، وميليسا كانت منهكة القوى لتجادل.
يكفي ما عانته في المستشفى لتقنع الطبيب ان جيڨان سقط من السلالم، حتى وجيڤان ايد كلامها وكان هو من اقترح ذلك في الأساس، الا ان الطبيب لم يقتنع الا بعد جهد جهيد.

ليس لها الآن اي طاقة للجدال، اجابت عن بعض من أسئلة والدتها ثم اتجهت إلى غرفتها واتصلت بسارة.

اجابت سارة وكان صوتها يبدو حزين بائس: نعم ميليسا، هل جيڨان جيد؟
ميليسا: نعم، لقد كسر انفه واظن ان على كريستيان دفع تكاليف علاج انفه.
عم الصمت قليلا ثم قالت ميليسا: لم ذهبتِ لم يكن يجدر بكِ الذهاب وانتِ بتلك الحالة!
سارة: لا بأس فلدي عمل يجب ان لا أتأخر عليه.
ميليسا: سارة هل انتِ بخير؟
سارة: لا اعلم، انا فقط اشعر انني لست جيدة.
ميليسا: انا التي وضعت الجميع في هذا الموقف، كنت اعتقد انه سيتراجع، سيخرج ويتركنا ربما، ولكن ما حدث لم يكن في الحسبان ابداً.
سارة: لا عليكِ كنت تقصدين خيراً.
ميليسا: اتمنى فقط ان يسامحنا جيڨان فهو الذي كسر انفه.
سارة: ارجو ذلك حقا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي