18

ان طال بين اثنين الفراق، وازداد البعد مسافات واميال.
وتَفْرقُ بينهم جبال وبحار وصحراء، وكان الله قدر لهم اللقاء، سيلتقون وان انطوت الارض تحت اقدامهم طوعا لأمر الله لتوصلهم حيث الملتقى!

ثلاث رجال يجلسون في السيارة، في زاوية مظلمة بقرب الفندق.
قال كريستيان بنفاذ صبر قارن حاجبيه: ارجوا ان يكون ماستقوله يستحق.
قال الرجل الجالس في الكرسي الخلفي من السيارة بٱبتسامة خبيثة: اظن ان امر هذه الفتاة مهم بالنسبة لكم!
كريستيان بغضب: اختصر.
الرجل: سأخبرك بكل ما اعرفه. ونظرة شر في عينيه، تابع وقال وهو يفرك انفه: ولكن احتاج إلى عمولتي.
اخرج كريستيان بعض الدولارات من جيبه وقال: هذه لك.
مد الرجل يده في لهفة ليأخذ المال وعيناه تلمع، ولكن كريستيان سحب يده عاليا بعيد عن متناول يد الرجل وقال: ان كانت المعلومات تستحق كما تدعي وكانت صادقة حينها ستحصل على المال! ووضع المال على مقدمة السيارة امامه.
فرك الرجل انفه مرة اخرة، وفكر انه وأخيرا جائته الفرصة لينتقم من تلك البغيظة بالداخل، فتاة الاستقبال، لقد سرقت السلسال واعطته لصديقها المتعجرف ذاك ما هو متأكد منه.
وأما هو فحصل على الضرب فقط، على يد تلك الفتاة الصينية، ولكن جاء الوقت لينتقم منهما.
قال: انا مدير هذا الفندق، وذاك الشاب مارتن في الداخل قام بسرقة الفتاة التي تدعى سارة.
ركز كل من نوا وكريستيان بإنتباه.
تابع يقول: كانت تحتاج توصيلة الى مكان ما على مايبدو، ولم يكن لديها مال، فتطوع ذاك المحتال ليوصلها هي وفتى صغير كان برفقتها.
انقبض قلب كريستيان وضيق عيناه في تركيز.
تابع الرجل: كانت تحمل حقيبة يد معها وعلى مايبدوا حقيبة ملابس، ولكن هي تركت اغراضها وحقيبة ملابسها في غرفة الفندق.
كريستيان يفكر داخل نفسه "هذا يبدو مثل ما اخبره به آدم عندما قص له ماحدث عندما اوصلته الى مقر نادي الكشافة"
الرجل: قام مارتن بإيصالهم وعرض عليها ان يعيدها الى الفندق، عادت معه وحدها، فاستغل الحقير الفرصة وحاول التحرش بها.
نظر كل من نوا وكريستيان الى بعضهما.
تراءت لكريستيان صورة ضعفها والبؤس في عينيها السوداء، امسك الرجل من ياقته وقال: تحدث ماذا حدث بسرعة، وكاد يخنق الرجل.
امسك نوا يده وقال اهدأ يا كريستيان علينا أن نركز حتى نصل إلى خيط ما يساعدنا.
نزع كريستيان يده على مضض.
نوا امر الرجل: اكمل.
وعندما لاحظ الرجل ردة فعل كريستيان أراد أن يزيد من الضغط على مشاعره فقال: كانت وحيدة معه في السيارة فحاول التحرش بها ولكنها رفضت، فقام بطردها من السيارة وسرق منها حقيبتها، وعاد بالحقيبة إلى هنا بعد ان اخذ منها الهاتف حيث لم يجد بها مال، وكانت تحتوي ايضا على جواز سفرها وهاتفها وسلسال.
لم يعلق كريستيان هذه المرة! بل فتح الباب ونزل مسرعا الى داخل الفندق، وجد ذلك الوغد مازال في مكتب الاستقبال، وعلى حين غرة امسكه من رقبته بيد والصقه على الحائط، وبدأ يضربه لكمات على وجهه باليد الاخرى حتى نزف انفه!
لحق به نوا يحاول جذبه من على الرجل.
وقف مدير الفندق ينظر بشماته ونصر، والفتاة وقفت في زاوية المكتب مذهولة!
كان كريستيان يملك لياقة بدنية عالية، رياضي بإمتياز، فهو سباح ماهر ويمارس الملاكمة كهواية بجانب تسلق الجبال، مم جعله يملك هيئة رياضية وقبضة قوية.
كريستيان: ايها الوغد الحقير، ماذا فعلت لها.
سعل الرجل فأمسكه كريستيان ورمى به على اقرب كرسي وحاصره بذراعيه، كان زوار الفندق ينظرون بإستغراب.
كريستيان: اين هاتفها وجوازها وحاجياتها؟ والى اين ذهبت؟
مارتن وهو الشاب الذي حاول التحرش بسارة، اخرج هاتف من جيبه وناوله الى كريستيان وقال : لا اعلم لقد اخبروني انها اتت واخذت جواز سفرها!
نظر نوا ناحية فتاة الاستقبال: اذا لم نعرف الحقيقة كاملة سوف نتصل بالشرطة الآن.
الفتاة: لقد اتت بصحبة فتاة صينية تجيد نوعا ما من انواع رياضة الدفاع عن النفس، وقامت بضرب المدير بعد ان رفضنا تسليمها جوازها وحاجياتها ثم رحلتا، اقسم لكم هذه هي الحقيقة.
كريستيان: اذا لا تعلمون مكانها.
الفتاة: لا.
خرج كريستيان واخذ معه مارتن الى السيارة ورماه في الكرسي الخلفي، لحق به نوا وركب ثم قال: لم احضرته؟
كريستيان التفت لمارتن وقال: سيرينا المكان الذي انزلها فيه، وإياك ان تحاول الكذب.
وبدأ في تحريك السيارة، حتى جاء مدير الفندق لاهثا يطرق على النافذة.
وقبل ان يتحدث رمى كريستيان في وجهه بعض المال.
مارتن حدث نفسه قائلا "ذاك الوغد" فقد فهم انه من اوشى به.

وصلوا إلى حيث دلهم مارتن، وقال انه انزلها هنا، كان طريق حركي ولا توجد بجانبه اي شيء يمكن أن يستدلوا منه عنها.
نزل كريستيان من السيارة وفتح الباب وامسك مارتن من رقبته والقى به أرضا بعد ان لكمه على معدته.

تقوقع مارتن على نفسه من الالم، وحيدا مهانا.

نوا بعدما لاحظه من انفعال من كريستيان وقلق، قال لما تهتم لهذه الدرجة؟ كنت اعتقد انك تحاول مساعدة فتى صغير في ايجاد اخته.
لم يجب كريستيان وانما امسك المقود بقوة وضغط على البنزين مسرعا بالسيارة.
احس نوا انه ضرب نقطة حساسة فآثر الصمت!

*********

بعد مرور يومان،

يقود عائدا من سفارة بلادها، بعد ان الح عليهم قاموا بإخباره انها تقدمت بطلب ضياع لجواز سفرها ثم اتصلت في اليوم التالي لإلغاء الطلب.

ترك رقمه لديهم حتى يتصلوا به ان استجد شيء جديد عنها.
ولكن من هو الشخص الذي يتصل بهم دائما من موطنها ويسأل ان كان هناك جديد بخصوصها؟
اهو قريبها؟ ام لديها اخ آخر؟ ولكن آدم اخبره ان ليس لديه اي اخوة آخرين! ربما يكون حبيبها؟

نفض رأسه وركز مع الطريق يخبر نفسه ان هذا ليس من شأنه!

رن هاتفه واجاب: نعم.
المحامي: كريستيان لقد وافق العميل على اتمام الصفقة.
زفر كريستيان سرورا: جيد، بل هذا رائع. متى الموعد لنوقع معه العقد؟
سكت المحامي قليلا، فرفع كريستيان حاجبه وعيناه مركزتان على الطريق امامه وقال: ماذا؟ ما الخطب؟
المحامي: ان والده يصر على ان يلتقيك بنفسه.
كريستيان بعدم فهم: وما المشكلة في ذلك؟
المحامي: والده مريض ولا يستطيع مغادرة منزله، وهو يصر على ان توقعوا العقد في منزلهم.
كريستيان: واين يقع منزلهم هذا؟ حدد لي موعدا معهم في اقرب وقت وسوف احضر، هذه الصفقة يجب ان تتم في اسرع وقت لأتم عمل المشروع.
المحامي بإرتياح: يعيشون في بلدة نابولي، واستطيع تحديد موعد معهم ليوم الغد.
كريستيان: جيد، جهز العقود وكن جاهز حتى ترافقني.
اقفل الخط.

*********
سارة

بالرغم من الارهاق والتعب الا انها كانت سعيدة، تشعر ان الحياة بدأت تزدهر قليلا امامها.

تشكر الله دائما على فضله ونعمه عليها، اصبحت تخصص مبلغ صغير اسبوعيا لتتصدق به في احدى مساجد المدينة، وتدعوا ان يكون من نصيب شخص محتاج.

كانت كالفراشة تتنقل بين الطاولات وتخدم الزبائن، اكتسبت وزنها مجددا بعد ان فقدته بسرعة في ايام تشردها.

كان الطباخ طيب معها وأكله لذيذ، صحيح ان راتبها لم يكن جيد كثيرا ولكن كانت لديها غرفة نظيفة خاصة بها حتى وان كانت صغيرة، وحمام مستقل وثلاث وجبات مجانية في المطعم وهذا كان ممتاز بالنسبة لها بجانب عملها في البار وراتبه الجيد.

المطعم لم يكن كبيرا، بل كان متواضعا ولكن له زبائنه الخاصين وجوّه الخاص.

كانت تأخذ طلبات احدى الطاولات حتى سمعت السيد زوهان ينادي عليها.
بعد ان اخذت طلب الزبون اسرعت الى حيث السيد زوهان.
مد لها بكتاب، نظرت الى الكتاب بعدم فهم، فقال لها بهدوء: هذا كتاب سيساعدكِ في فهم مسألة التأمل جيدا، خذي وقتكِ واقرئيه بتأنٍ فسيفيدكِ كثيرا.

شكرته وهي ممتنة كثيرا، فكم جميل ان تشعر ان احد ما يحاول اعطائك النصيحة او يرشدك للطريق السليم.

كانت كل يوم تثبت نفسها اكثر للسيد زوهان، فقد اعجبه اصرارها ومحاولتها لخلق مستقبل لذاتها، والاعتماد على نفسها في كل شيء.
ظل يراقب تصرفاتها منذ اول يوم، ولم يرى منها الا الاجتهاد والاصرار وحب العمل والتعلم، كانت قليلة الشكوى كثيرة العمل.
ممتنة دائما للنعم التي ينعمها الله عليها، ودائما ما كان يسمعها تحمد الله على كل صغيرة وكبيرة.

ولكن لاحظ تشتت ذهنها، واضطراب روحها وخوفها المستمر، ربما بسبب الظروف التي مرت بها، من تشرد وعدم آمان ومحاولات تحرش واعتداء!

قرر مساعدتها للتوجه إلى الطريق الصحيح لكي تبني نفسها اولا ثم مستقبلها.

فالانسان يجب ان يستثمر في كل من نفسه وعقله وبدنه اولا ومن ثم ينطلق لبناء حياته.
فالنفس يجب ان تُسقل وتُربّى وتهذب وان نتعلم ان لا نتبع غرائزنا واهوائنا الا بقدر معين.
والعقل هو نور في عتمة الجهل فإن غذيته وزودته جيدا سينير بك آفاق عدة.
والجسم يجب أن يقوّى ويُهتم به ليقوى على حملنا في مسيرة حياتنا ان طالت او قصرت، قوه بالرياضة والصوم والمغذيات لا بإمتلاء المعدة حتى التخمة، فكل ما كبرت المعدة فرغ العقل!
فإن استثمرت نفسك وعقلك وبدنك صَنَعت من ذاتك
انسان راقي حكيم متعلم فطن قوي لمجابهة صعوبات الحياة.

وما اجمل ان تتعلم كل تلك الامور على يد استاذ حكيم، مخضرم في معترك الحياة مثل السيد زوهان.

بعد ان اخذته قال لها: تستطيعين اخذ يوم الغد عطلة لتتعرفي على المدينة.
احست بالانشداه فما تلبت الا المفاجآت تنهال عليها من السيد زوهان.
ثم اكمل: ولكن اريد تقريرا كاملا عن المدينة عندما تعودين.
وعندما نظرت اليه بعدم فهم قال: هذا جزء من التدريب عليكِ ان تتعلمي كيف تصفين وتشعرين بما حولكِ من الحياة والطبيعة.

اليوم لم يكن لديها دوام مسائي فبعد أن اكملت دوامها في المطعم ذهبت إلى غرفتها مباشرة، صلت صلاتها واغتسلت ثم امسكت الكتاب قرأت منه بضع صفحات حتى غلبها النعاس ونامت وهي متشوقة ليوم الغد، فمنذ زمن طويل لم تستمتع بوقتها!

********
مليسا

تقود سيارتها عائدة الى المنزل بعد أن كانت في حفلة بصحبة سالي.

كان اغلب من في الحفل منافقون حسب وجهة نظرها.
ذهبت فقط تحت اصرار سالي فهي لم تعد محبة للحفلات كما الماضي.
تذكرت سارة والفترة التي كانتا تخرجان معا.
لم تذهب في تلك الفترة الى حفلات نهائيا!
كانت مكتفية بوجود سارة كصديقة لها، ولكنها للاسف وقعت ضحية مؤامرات فيرونيكا

اخذت تذكر حديث سارة عن الثياب وفلسفتها فيه، لقد تأثرت فعلا بكلام سارة، ربما لم تطبق ما قالته حرفيا، ولكنه اثر في نظرتها للامور وللاشخاص.

جيد ان سالي ظهرت في هذه الفترة من حياتها، فهي تسندها وان كانت لا تقصد ولا تشعر.

ميليسا بعد تعرفها على سارة قطعت جميع صداقاتها لانها كانت لا تثق فيهم وتعتبر انهم مجرد انتهازيون سيستغلونها في يوم من الايام، واكتفت بسارة وآدم بعد ان استشعرت طيبة سارة، وحتى انها اخفت عنها انها من عائلة غنية لتنعم براحة البال في صداقتها معها، الى ان شاء القدر ان يتدخل وانقلب كل شيء!

حتى علاقتها بوالدتها تحسنت بفضل سارة، كانت دائما تنبهها بأن تنعم بوالديها ماداما موجودين في حياتها.

ستذهب للاطمئنان على آدم في الغد، فقد اصبحت دائما تذهب اليه محملة بالهدايا والشكلاطة، وما أثار انتباهها التغير المفاجىء في مزاج آدم خلال هذان اليومان.
وعدت نفسها ان تهتم به حتى يعثروا على سارة او تعود، وخطرت في بالها هذا ان لم تكن قد ماتت في مكان ما!
اعتصر قلبها لهذا الخاطر.
وصلت امام المنزل، اتجهت إلى غرفتها فيبدو ا ان والديها قد ناما.

وقفت قليلا امام المرآة في غرفتها، تعاتب نفسها كما اصبحت تفعل مؤخرا.

********
كان الوقت نهار عند ميكائيل، جالس تحت الشجرة ممسك رواية "يوتيوبيا" للكاتب احمد خالد توفيق، ينتظر قدومها بلهفة، ولكنها تأخرت.
كانت كنور يضيء بإستحياء عتمة ايامه المظلمة، ايامه الموحشة المقفرة.
نظر إلى الساعة في هاتفه وكان اليأس قد تمكن منه، هو هنا منذ وقت ولم تحضر بعد!
ربما لم تستطع الحضور.
همّ بالذهاب والعودة إلى الملحق في منزل السيد علي، حيث يقيم.
جاء صوتها من خلفه.
ملاك: هل انت ذاهب؟
التفت اليها مسرعا، ثم اطفأ شوقه في لمح البصر.
فهو الذي اعتاد على اخفاء مشاعره، اذ يعتبرها ضعف وتصيب الانسان بحالة من الاهتزاز وعدم الثبات.
قال بصراحة ومباشرة: لقد تأخرتي فأعتقدت انكِ لن تأتي.
ملاك بإعتذار: كان لدينا ضيوف، ولم استطع تركهم انهم صديقات امي.
ابتسم وقال: لا عليكِ، هذا هو الكتاب ارجوا ان ينال اختياري اعجابكِ.
اخذت الكتاب مبتسمة وقالت: سأحضره فور انتهائي منه.
ميكائيل: تستطيعين الاحتفاظ به، فقد سبق وقرأته.
ملاك بخجل: لا استطيع، سأحضره عندما انتهي منه.
لم يشأ ان يحرجها او يضغط عليها، كان يعجبه هدوئها وخجلها.
قال: كما تشائين!
اراد ان يطيل الحديث معها ولكن لا يعلم بم يخبرها، قال اخيرا عندما رأها تمشي خطوات للخلف للعودة الى المنزل: هل تدرسين؟
وكأنها كانت تنظره ان يتحدث توقفت ان المشي وقالت بسرعة: لقد تخرجت منذ عام وانا اعمل في مدرسة خاصة للاطفال.
ميكائيل: جيد.
احس انه فاشل في صنع حديث، هو ناجح في الحروب والتخطيط ولكنه ليس جيد في مثل هذه الامور!
شعرت به يجاهد ليتحدث فابتسمت وقالت: وانت ماذا تعمل؟
ارتبك ولم يعرف بم يجيبها، فقال: أمن، انا اعمل رجل امن.
"هذه ربما تكون تشبه الحقيقة" حدث نفسه.
لا يريد الحديث عن نفسه فأعاد دفة الحديث لتكون عنها وقال: هل تحبين عملك؟
ملاك: نعم كثيرا، فأنا أحب الاطفال.
لا يعلم ما يجذبه للحديث معها وان يحب ان يراها، كل مايعرفه انها تعجبه، ببساطتها وخجلها وايضا لهجتها لهجة القرى التي تختلف قليلا عن لهجته لهجة المدن.
اعجبه كل شيء يتعلق بها.
استمرا في الحديث قليلا حتى استأذنت بأدب وعادت هي الى المنزل، ودخل هو الى الملحق.

**********

اشرقت الشمس خجولة خلف السحب، ترسل اشعتها لتضيء دروب الساعين في الحياة.

يقود سيارته مسرعا عبر الطرقات، قاصدا موعده لهذا اليوم، تأخذه افكاره بعيدا ليرجعه صوت محاميه يناقشه في العقود والصفقات.
بعد عدة ساعات وصلوا إلى وجهتهم، فبعد ان ارسل لهم العميل موقعه وصلوا مباشرة امام منزله.

اما سارة فبدأت جولتها بسعادة حول المدينة، كانت تتجول في الشوارع وترى معالم المدينة وتاريخها، تصب تركيزها على التفاصيل الدقيقة لكي تقدم تقريرها للسيد زوهان.
لا تعلم لما يخصها بهذه المعاملة الخاصة، ولكنها تؤمن ان كل خير يأتيك فهو من عند الله ، وقد يكون هذا الخير معلم حكيم!
قامت بشراء ساعة اعجبتها ووجدت سعرها مناسب، ستهديها لآدم عند لقائهما.
استمرت تمشي وتتجول وتجلس احيانا في الحدائق العامة.

وكريستيان في هذه الاثناء يتناول غذاء عمل ويناقش موضوع العقد.
وقد سار كل شيء كما يريد، ووقع العقد.

وبعد انتهائهم من وجبة الغذاء وتوقيع العقد قال المحامي: هل سنعود الآن الى نيويورك؟
ولكن العميل اصر على ان يبقوا في ضيافته هذه الليلة.
وكريستيان لم يمانع فقد احب جو هذه البلدة.

بيل ابن صاحب الصفقة قال: دعوني اتجول بكم في البلدة، ستعجبكم حتما وربما تنشئون استثمارات هنا.
خرج الرجال الثلاثة بسيارة كريستيان، كان لا يحب الا الخروج في سيارته.

تجولوا بالسيارة في عدة شوارع ثم نزلوا الى مقهى ليشربوا كوب من القهوة.

كانت سارة في هذه الاثناء تقطع الطريق ورأت كريستيان
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي