49

(اللقاء الغريب)


للحب عبير فواح، يفوح عبيره في الارجاء حتى وان تم كتمانه تحت طيات من الاهمال!

ميليسا؛

خرجت من الزيارة التي قامت بها الى مايكل وهي تشعر بالاضطراب، فهي لم تشعر مسبقا بأن مايكل يمكن ان مؤذي، رأت وجه جديد منه.

ربما هو الظلم، فبعض البشر عندما يتعرضون الى الظلم يصبحون عدائيين، وهي ردة فعل من اجل حماية الذات.

لم تشأ اطلاعه على امر خطبتها، شعرت ان هذا سيزيد من عدوانيته، كانت نظراته مختلفة وكلها نطرات غضب ومراره، عكس ما كانت تراه من قبل. ربما هو لديه الحق في ذلك فهو برئ على كلٍ.

عادت الى الشركة، وما ان دخلت إلى ردهة مكتبها حتى وجدت السكرتيرة تبتسم لها ابتسامات غريبة، ولكن ميليسا تجاهلتها ودخلت الى مكتبها بعد ان طلبت منها احضار الملفات الضرورية، لم يكن لها المزاج لتسأل السكرتيرة عن سبب ابتساماتها تلك.

وما ان وصلت عتبة باب حجرة مكتبها، حتى وصلتها رائحته التي تميزها جيدا، فغلب حضوره على المكان قبل حتى ان تراه، خفق قلبها في ضربات طائشة، تنفست بعمق حتى تستقر مكانها الى نبضها الطبيعي، التفتت الى السكرتيرة في نظرة عتب، فإبتساماتها تلك تشير الى انها تعلم ان جاك في داخل المكتب.

فتحت ميليسا الباب ودخلت، تظاهرت بالتفاجئ، كان واقفاً بجانب النافذة فألتفت اليها فور ان دخلت وهو مبتسم، ابتسامة المشاهير تلك، وعلبة الشوكولاتة موضوعة على المكتب.

تقدمت بخطوات ثابتة وجلست على مكتبها ثم قالت: "لا اسمح لأحد بدخول مكتبي في غيابي."

نظر لها نظرات عميقة وصلت الى اعماقها وقال لها بتهكم: "كنت اعتقد انها مفاجأة سارة، ولكنني قوبلت بالطرد السريع، هذا ليس مؤشر صحي لخطيبين ميليسا".

نظرت له وهي تراه واثق بنفسه وواضع يديه في جيوبه وهو يتحدث بثقة، تذكرت مايكل وهي تراه لأول مره غير مسيطر لأعصابه.
نظرت ناحية علبة الشوكولاتة وبدأت بفتحها وقالت: "نوعي المفضل!"

جلس على الكرسي امامها بعد ان طال انتظاره ولم تطلب منه الجلوس.
جاك: "وهل هذا غريب!".
قالت ميليسا وهي تأكل احدى قطع الشوكولاتة: "احيانا اشعر بأنك تقوم برشوتي لغرض ما!".

تجنب نظراتها بأخذ قطعة من الشكولاتة وبدأ بفتحها، كانت تراقبه وهو يأكلها، فقالت له: "كنت أعتقد انك لا تأكل الشوكولاتة حفاظا على لياقتك؟".

قال جاك بدون تفكير: "احيانا افعل عندما اتوتر."
ميليسا: "ولم التوتر؟ هل انت ترشوني حقا!".
احمر وجه جاك غضبا ووقف متوجها نحو النافذة مجددا، وضع يديه في جيوبه ثم تنهد لينفس عن غضبه، انتظر لحظة ثم قال بعد ان هدّأ قليلا من نفسه: "انا متوتر لأنني اريد ان نقوم بعمل حفل خطبتنا، وكنت اخشى ان تؤجلي الامر".

احست ميليسا ان لقائها بمايكل اثر بها، اعتقدت للحظة ان جاك له دور في الصاق التهمة الى مايكل.
قالت وهي مبتسمة له ابتسامة متسامحة: "سأخبر والداي وأرى متى يستطيعان المجيئ."

خفت حدة ملامحه، وانفرجت اساريره فيبدوا انها لا تشك في نواياه اطلاقا!

اصر عليها ان تتصل بوالديها فورا، لا يريد تضييع الوقت ولا الفرص.
اخبراها انهم سيحضرون قبل الحفل بيوم.

بدأت ميليسا التجهيز لحفل خطبتها، وكانت سارة معها خطوة بخطوة، كانت حفلة كبيرة ومبهرجة للغاية، فيها افخم انواع المشروبات والطعام.

كان المعازيم من نخبة المجتمع، اصدقائها وصديقات والدتها ورجال اعمال من معارف والدها وكريستيان وايضا عائلة جاك واصدقائه ومعارفه. واما سارة فقد دعت صديقتها يو يان التي لا تزال على تواصل معها هي وعمها زوهان.

جائت ايضا سالي لمساعدتهم في التسوق، وحينما كانوا في احدى المحلات قالت سالي: "ان والدة زوجي تريد الحضور هي وزوجها، لم تقل لي ذلك مباشرة ولكنها المحت لذلك."

ميليسا: "لا بأس، سنرسل اليهم دعوة!".

سالي: "اوه، انا حقا اخشى ان تبدأ في اسئلتها التي لا تنتهي كما فعلت ذلك اليوم."

سارة: "انا اعتقد انها طيبة، ربما هي فقط فضولية!".

ميليسا: "كفاكما حيثا عن السيدة عاتكة وانتبها الي، فأنا العزباء هنا هل تشجعاني على المضي قدما ام افر بجلدي."

التفتتا سارة وسالي كل لإتجاه تتفحصان الثياب في المحل، فقالت ميليسا بتساؤل: "ماذا؟ هذه ليست اشارة جيدة."

كانت تنظر لهم بتساؤل، فضحكتا صديقتيها عليها وقالت سالي: "ان الامر فقط ليس كما تصوره لنا عقولنا نحن الفتيات."
سارة: "انه اكثر جدية، واكثر واقعية من خيالاتنا."

ضحكت ميليسا: "حسنا، ليس لدي اي تصورات رومانسية في الاساس، اذا انا في منطقة الامآن."

واستمر المزاح حول الموضوع الى ان انتهوا من التسوق.

مرت الايام سريعاً وبدأت حفلة الخطبة واصبح الضيوف يتوافدون، كانت ميليسا مثل الاميرة بمظهرها، شعرها الفاتح الطويل المموج وثوبها الزمردي الطويل المنساب على جسدها وذو اكمام منتفخة قليلا والتي تصل الى منتصف ذراعها. والمجوهرات الثمينة التي تزين يدها وعنقها.

ولم تكن سارة اقل جمالا الا انها اخفته، فقد ارتدت ثوب اسود طويل وبسيط بأكمام طويلة وعنق مرتفع، شعرها في تسريحة كعكة بسيطة، ورغم بساطتها الا انها كانت جميلة وناعمة بشعرها الاسود وثوبها الاسود المناقضان للون بشرتها البيضاء، وبعيونها الكحيلة وجمالها العربي.

كل شيء سار سلس وكما هو مخطط له، او ربما هي فقط تلك اللحظات الساكنة التي تسبق العواصف، لحظات من السلام الهادئ قبل ان ينقلب الى اجواء مشحونة.

كانت سوزي قد ازالت جبيرة قدمها منذ مدة، واما عن اثار الحروق فقد تم اخفائها تحت الثوب جيدا، كانت تعود تدريجيا الى سوزي الحيوية الاجتماعية، كانت سعيدة من اجل ميليسا، فهي ترى ان جاك فتى جيد رغم اعتقادات زوجها واحاسيسه حول الشاب، الا انها تعتقد انه مخطئ.

الحفل كان في حديقة منزل آل جراي، فقد تم تزيينها وتجميلها، كان الجميع مستمتعون بالاجواء الجميلة لي اليلة الدافئة حول المسبح وبالاحاديث الجانبية والشراب، ولا ينفك المدعوون يقدمون التهاني الى ميليسا وجاك.

كان كريستيان غير راضي عن هذه الاجواء، واراد عدم الحضور فهو لا يريد ان يغضب الله منه بعد ان هداه، الا ان سارة اخبرته ان من واجبه المواجهة لكي ينشر معتقده، ويوضح ان الحياة بحلاوة الايمان اجمل واعمق لا ان يختبئ ويهرب، فربما عندما يرونه هؤلاء الناس من نخبة المجتمع وهو في احسن حالاته يأتيهم هم ايضا الفضول للبحث عن هذا الدين.

واما سارة التي كانت ملازمة لجانب زوجها لم تلحظ تلك العيون التي تراقبها بنظرات متفحصة، نظرات ملئها الفضول.

في حين ان ميليسا مستمتعة تنظر حولها في سرور، يتم التقاط الصور لها كل ما تحركت او رمشت، فالمصورون والصحافيون قد جاءو لتغطية هذا الحدث.

كان جاك ايضا مستمتع بالاجواء وكأنه يقوم حقا بخطبة الفتاة التي يحبها، وليس مجرد ارضاء الى عقد نفسية مغروسة في نفسه، احيانا يؤنب نفسه لما يشعر بكل هذه السعادة، السعادة فقط مع سيرينا وهي قد ماتت، اما ميليسا فهي مجرد شبيهة لها لتلعب دورها.

نفض رأسه من هذه الافكار التي ليس مكانها الآن، وامسك ذراع ميليسا ليقودها نحو سوزي حتى تهيئ لهم الاجواء للإعلان عن الخطبة، ولكن وجد ان ميليسا متصلبة وكأنها رأت شبحاً.

"هل هناك خطب ما عزيزتي؟" قال جاك.
دبت الحياة فيها مجددا واسترخت، وكأنها كانت في عالم آخر موازي، ابتسمت وقالت: "لا، انا بخير."

توجهوا نحو سوزي التي كانت غارقة بحماس في حديث مع والدة جاك، وما ان رأوهم حتى اصبحت الامهات الاثنثان بقمة السعادة وهن يحضنونهم ويباركون لهم، ولكن ميليسا لاحظت نظرات مارينا نحوها، مارينا اخت جاك المتزوجة والتي لم تستلطفها مسبقا في تلك الزيارة الى منزل عائلته.

كانت تنظر نحوها بنظرات غريبة وكأنها تكن لها كره او حقد، ويبدوا ان جاك لاحظ نظراتها فقال: "مارينا!".
ولكنها فقط رفعت حاجبيها وعلى شفتيها ابتسامة مستفزة ثم رفعت كأسها في إشارة الى الكلمة التي لم تنطق "نخبكم" ثم انخرطت بين الضيوف

الا ان نظراتها تلك بقيت تلاحق ميليسا طوال السهرة حتى وهما على طرفين متباعدين في الحفل، اذ انها على ما يبدوا قد اخذت تحذير جاك على محمل الجد وقررت الابتعاد، وهذا ما زاد من حيرة ميليسا وجعلها تتسائل لما كل هذا وماذا تعني تلك النظرات!؟

وبسبب نظرات مارينا تلك لم تلاحظ ميليسا اختفاء سارة الا عندما جاء كريستيان يبحث عنها ويسألها ان كانت قد رأتها.

وفي تلك الاثناء كانت سارة تقف في غرفة واسعة ومؤثثة بأثاث فخم في منزل آل جراي، لا تكاد اقدامها تحملها من صدمة الذي سمعته، كان الذي يحدثها رجل طويل بعيون سوداء كالليل البهيم، وشعر شديد السواد وبشرة حنطية، يتحدث العربية ولكن ليس بطلاقة.

ومهما كان الذي اخبر به سارة فهو اصابها بصدمة، شعرت بدوار بسيط وامسكت بطرف الكرسي الذي بجانبها، اسرع اليها آدم وامسك يدها يدعمها، آدم الذي سمع صوت مناقشات فجاء مسرعا، فقد بقي داخل المنزل لأن سارة منعته من حضور الحفل فهي للكبار وقد تكون فيها مشاهد لا ترغب لأخيها الصغير بمشاهدتها فضلا عن المشروبات.

قال صوت آخر لرجل اكبر سنا، نسخة الرجل الاول الا انه اكبر في العمر ولغته العربية متقنة: "انها الحقيقة وعليكِ تقبلها، ونستطيع احضار اثباتات على ذلك."
ثم جاء صوت المرأة المسنة التي معهم في الغرفة: "كما يمكنكِ عمل تحليل الحمض النووي، وستعلمين اننا نقول الصدق."

آدم: "لما لا ترحلون، اذهبوا من حيث اتيتم، انا واختي سارة لا نريد منكم شيئا."

نظرت حولها الى تلك الوجوه انها تبدوا مؤلوفة تماما، غريزيا علمت انهم يقولون الصدق.
قال الرجل المسن بعد ان جلس على الكرسي وقد اعياه الوقوف: "اليس من المنصف ان تعطي للأمر فرصة يا ابنتي!".
لم تجبه سارة فهي كما العادة عقلانية ولا تقوم او تقول الاشياء الا بعد التفكير فيها جيدا.

بدا الرجل وكأنه يستذكر ماضٍ بعيد، ينظر نحو اللاشيء وهو بكامل تركيزه وقال: "يبدوا لي وكأنه بالامس، لم انسى تلك اللحظات ابدا، كنا شابان طموحان، نسعى الى تحقيق احلامنا، تفوقنا في دراستنا، وتحصلت انا على منحة من الدولة لكي اكمل دراستي خارج البلاد، اما اخي عمران...."

نطف قلب سارة عندما سمعت اسم والدها، وامتلئت عينيها بالدموع.

"اما اخي عمران فكان كما هوا دائما، يؤثر الخير للغير على نفسه، ورضي بالدراسة في الوطن، رغم جهود والدنا وحثه له ليقدم على منحة ويسافر لأنه متفوق جدا، الا انه أبى ورفض ان نسافر نحن الاثنان ونترك ابي وامي، لم يكن لديهم سوانا فقط نحن الاثنان."
بدأ الرجل بالسعال وتقدم منه ولده وزوجته راكضين وقال الشاب: "لا ترهق نفسك يا ابي، لنكمل حديثنا غدا، مؤكد ان السيدة سارة تستطيع الانتظار."

قال الرجل المسن: "لا، لست متعب دعني انهي ما بدأته".
اجلى حنجرته ثم اكمل قائلا: "سافرت وكنت اتواصل دائما معهم الي ان قام ابي ببيع بعض من الاراضي خاصته، ليفتح مشروعا لنا، اقوم انا بتوفير البضاعة واشحنها لهم وهم يقومون بتسويقها وبيعها، كان السوق متعطشا في تلك الفترة، وبدأنا برأس مال متوسط ثم قليلا قليلا كبر المشروع.
ولكن عندما كبر المشروع كنت انا اشاهد مغريات الحياة هنا، وتأثرت بمنطق استغلال الفرصة، واغرتني الحياة هنا."
سكت قليلا ثم نظر للأعلى وقال: "قمت بإيهامهم ان هناك صفقة العمر، وعليهم ارسال رأس المال كله، وطبعا قام اخي عمران بذلك دون ادنى شك في نواياي، ولكن انا ماذا فعلت!!
قمت بشراء بضاعة لا تساوي ربع الثمن الذي ارسلوه، وقطعت علاقتي بهم نهائيا، كنت حينها اوهم نفسي بأن هذا حقي، وان اخي يستطيع ان يرث باقي الاراضي."

نطقت سارة وقلبها يعتصر على والدها الذي كان يقول دائما ان اخوه قد سافر وانقطعت اخباره، لم يحدثهم ابدا عن هذا الموضوع: "وماذا فعل ابي؟".

نظر ناحيتها بحزن عميق ظاهر في عينيه وقال بصوت يشبه البكاء: "لم يفعل شيء، لم يكن بيده شيء!".

سكتت وقلبها كظيم من الغيض.
قال لها: "تم تشخيصي بمرض نادر منذ عامان، مرض يصعب علاجه، فهذا جزاء اعمالي، ادعوا الله دائما ان يغفر لي."

مد يده نحو كأس الماء وارتشف منه، كانت سارة جالسة في مقعد من مقاعد الكنبة الكبيرة ويجلس آدم ملاصق لها.

اكمل حديثه قائلا وهو يلاحظ البؤس على وجهي سارة وآدم: "كنت اظن انني سأموت قبله، ولكن عاقبني الله بهذا المرض، وان احمل هم فعلتي لآخر يوم في عمري، فقد اتصل بي والدكما بعد 34 عاما من الفراق، اخبرني فيها بوضع البلاد، وقال انه سامحني ولكن بشرط ان يتزوج ابني وائل منكِ، ونعيد شمل العائلة، واعطي حق والدك لكِ انتِ وآدم."
اتجهت عاتكا اليها وشغلت صوت مسجل، انه صوت والدها، يا الهي كم تشعر بالشوق والحنين الى هذا الصوت، ادمعت عيناها واما آدم فقد بدأ يبكي بصمت، جرج لم يطب وقد فتح مجددا!

كان والدها يتحدث الى اخيه ويخبره عن عائلته بسعادة، وصل الى الجزء الخاص بسارة، واحست الخوف عليها والحنان في صوت والدها، بكت، ولكنها سكتت حينما قال: "اوصيك ان حدث لي شيء في هذه الحرب ان يتزوج وائل من سارة، انها وصيتي الوحيدة في هذه الحياة، ارجوك اخي نفذها، فهي ما سيشفع لك يوم غدٍ."


في هذه الاثناء دخل كريستيان وبصحبته والداه وميليسا وجاك، كان جميعهم قلقين.
نظر كريستيان حوله ولاحظ الجو المشحون وانكماش سارة على نفسها كعادتها دائما عند غريزة حماية الذات.

قال كريستيان موجها حديثه الى سارة: "ما الذي يحدث؟".

ولكن الذي اجابه وائل ذلك الشاب الاسمر الطويل الذي يقبع بجانب والده يشد من ازره: "نحن نتناقش في امور عائلية".
قال ذلك بتهكم فرد عليه كريستيان وهو يتجه نحو سارة: "امور عائلية؟ وما شأن زوجتي في اموركم العائلية؟" وشدد على كلمة "العائلية".

قالت سارة بعد ان جففت عينيها، وكأنها افاقت توًّا من صدمتها بعد ان وضع كريستيان يده على ظهرها بحركة دفاعية: "يقول السيد خالد انه اخ والدي."

نظر جميعهم كريستيان وجورج وسوزي وميليسا وجاك نحو سارة بعدم تصديق!
رمش كريستيان وقال: "هل هذه طرق جديدة للنصب؟"
نظر وائل بغضب وقال: "من تظن نفسك يا هذا؟"

كريستيان: "اظن نفسي زوجها، ولكن انت من تظن نفسك."
قطع السيد خالد الشجار الذي كان سيحدث وقال: "دعنا اولا نوضح انفسنا لك."

قطع جورج الحديث وهو يقول: "نحن سنخرج الآن، لنترك لكم حرية الحديث فيبدو انه شخصي، وايضا لدينا ضيوف يجب ان لا نتركهم."

قال السيد خالد: "شكرا."
تقدمت السيدة عاتكة وبيدها ورقة ومدتها نحو كريستيان بعد ان خرج جورج ومن معه.

فتح كريستيان الورقة وكانت عبارة عن تحليل للحمض النووي، وبه مكتوب ان العينات متطابقة.

قال كريستيان: "انا لا اثق في هذا التحليل."
السيد خالد: "انه من حقك، تستطيع اعادته وانا جاهز." قال ذلك والاصرار في عينيه.

كل هذا الحوار يحصل وسارة وآدم في عالم آخر بعد تأثرهما بصوت والدهم، فجأة اصبح آدم غير قادر على كبت مشاعره اكثر من ذلك، بدأ فالبكاء والنشيج بصوت عالي، اخذت سارة تحتضنه وتحاول التهدئة من روعه، ثم التفتت وقالت: "اين كنتم عندما تحطم منزلنا وتوفي والدينا واصبحنا لاجئين في بقاع البلاد، فلولا خالي ميكائيل لكنا لا نزال هائمين."

السيد خالد: "بحثنا عنكم، ولكن لم يعرف عنكم اي احد اي شيء، لا انتم ولا ميكائيل."

فجأة سمعوا صوت ضوضاء في الخارج وحركة غير طبيعية، خرج جميعهم نحو الحديقة!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي