4

كريستيان

بعد إغراق نفسه فالعمل، والصراخ على معظم الموظفين تقريبا، ركب سيارته متجها إلى المنزل.
أتصل به محاميه الخاص بإجراءات الطلاق، وأخبره أن فيرونيكا قالت في جلسة المحكمة التي رفض حضورها "انه كان يعنفها ويعتدي عليها بالضرب وانه مختل نفسيا، وإستدلت على صحة كلامها بأنه حاليا يذهب ليؤذي نفسه يوميا في نادي الملاكمه عندما لم يجد من يقوم بإذائه".
ضرب بيديه الاثنان عجلة القيادة بقوة وتكرار، حتي جرح يديه وكاد أن يتسبب لنفسه في حادث سير، ثم ضغط على البنزين وقاد بسرعة جنونية.
وعندما بدأت يديه في النزف وأصبح يحس بألم فكر انه ربما فعلا مثلما قالت فيرونيكا !!
وهو فالطريق قارب على الوصول للمنزل رن هاتفه، انها والدته؛ اجاب على الفور: نعم.
- كريستيان بني، لدينا ضيوف على العشاء وأرجوا أن لا تتأخر.
لم يكن بمزاج ليجالس ضيوف.
- من هؤلاء الضيوف يا أمي.
- انهما صديقة اختك ميليسا وأخيها، لقد عدت الآن للمنزل واسمع اصواتهم في الحديقة الخلفية، ارجوا ان لا تتأخر.
فكر كريستيان يبدوا انها احد الاعيب ميليسا، ربما يكون الشاب عريس آخر لها، او تريد ان تعرفني على صديقتها.
أجاب بسرعة قبل أن تقفل والدته الخط : هاي هاي، امي، فالحقيقة أنا لديّ موعد مسبق، انه عشاء وسهرة متأخرة مع صديق قديم ولا أستطيع التخلف.
- ولكن بني........
وقبل ان تكمل حديثها قال بسرعة : آراكِ لاحقا يا امي، الي اللقاء.
قال في نفسه حسنا والآن بعد ان تخلصت من هذا ولم يعد الذهاب إلى المنزل متاح فالوقت الراهن الى اين ستذهب ياسيد كريستيان؟
هو لا يعلم حتى متى سيغدران ضيفي ميليسا هذان، ربما ساعتين بعد العشاء.

اتصل بمساعده بوب والتقيا في بار، وأخذا يتحدثان عن أمور العمل والصفقات، ولكن كريستيان كان يشرب اكثر من المعتاد.
فقال له مساعده: يبدو انه يوم سيء.
- هذا لا يهم فكلها اصبحت متشابهة.
- هيا لأوصلك للمنزل لا أعتقد انك تستطيع القيادة.
نظر كريس الى ساعته وفكر انه لا يعتقد ان الضيوف قد رحلوا بعد فقال : لا، فأنا أريد الذهاب لنادي الملاكمة.
- ولكن انظر ليديك انهما بالفعل متأذيتان! ولا اعتقد ان المدرب سيسمح لك.
- إن لم توصلني سأذهب بمفردي.
وصلا إلى نادي الملاكمة، والمدرب بالفعل لم يسمح له باللعب، ولكن كريستيان لم يكن بمزاج ليوافق، فعلم المدرب انه ان حاول ايقافه فسينشب شجار بينهما.
- اذهب وخذ شاور في حمام النادي لتفيق ثم تعال، الحلبة لك.

الانسان مخلوق بسيط معقد، فإن أحس ألماً جسديا بحث عن علاج دائه، اما ان تألمت روحه فآذى جسده لينسى ألم روحه.
الم الروح لا يشخصه الا صاحبها، لا تراه اعين الاطباء، لا تشفيه مختبرات العلماء، ولا ينهيه مسكنات الالآم.
......................

سارة

استمتع آدم باللعب فالحديقة الخلفية بصحبة ميليسا، لقد كانت فعلا تحبه وهذا واضح، لامت سارة نفسها كيف اعتقدت أن ميليسا تخفي شيء او ان تتأثر ثقتها بها.
هاهي جالسة هنا تراقبهما وهما يلعبان وأصوات ضحكاتهما تعم أرجاء المكان بسعادة.
أحست بشيء جعلها تلتفت، فرأت إمرأه تقف في نافذة من نوافذ المنزل وتراقب آدم وميليسا يمرحان سويا، لم تتحرك المرأه حتي لاحظت ان سارة تنظر لها، ابتسمت وابتعدت عن النافذة.
بعد دقائق معدودة جاءت خادمة تطلب منهم أن يتجهزوا للعشاء!

دخلو إلى الجناح؛
قالت ميليسا : في وجبة العشاء هنا، يجب أن نتأنق ونلبس ملابس سهرة جميلة.
سارة بحيرة : ملابس سهرة!؟ ولم نفعل ذلك؟ هل لديكم حفلة هنا؟
ميليسا ضحكت وقالت : لا، ولكن هذه هي العادة هنا، فوجبة العشاء هي الوجبة الوحيدة التي يفترض ان تجتمع فيها العائلة.
سارة : ولكن ليس لدي ملابس سهرة، انا لم اعتقد انني سأحتاجهم.
جاءت الذكرى سريعا الى ميليسا عندما كنا صديقاتها المزعومات، يستغللنها لتشتري لهم الملابس والمكياج والعطور والمجوهرات. وكانت تشتري لهم فعلا حتى تكتشف فالنهاية عند اول موقف انهم يستغلونها بسبب غنى عائلتها الكبير.
فكرت انها ستكتشف الان ماسترد به سارة عليها عندما تقترح انها ستشتري لها اغراض غالية الثمن فقالت : ما رأيكِ ان نذهب للتسوق غدا وسأشتري لكِ انا كل ماتحتاجين من ملابس؟
نظرت سارة بصدمة احست ان عزة نفسها وكبريائها قد جرحا، فقالت : لا شكرا لكِ، لدي مايكفي من مال ان كنت أريد شراء ملابس جديدة.
أحست ميليسا بتوتر صديقتها فتراجعت تقول : حسنا، كنت فقط أحاول تقديم المساعدة.
سارة : شكرا لكِ.
ميليسا تحاول تغيير الموضوع : اذا ماذا ستلبسين على العشاء.
احست سارة بالخجل في بادئ الأمر اذ ليس لديها ما يناسب السهرات، ولكن سرعان ما استعادت ثقتها وسيطرتها على نفسها. ولم تخجل انها قناعتها لا تلبس ملابس فاضحة وكلٌّ له قناعاته، لم يجب عليها ان تتقمص قناعات غير قناعاتها.
ردت بسرعة : انتِ تعلمين انني لا ألبس الملابس المكشوفة ولا القصيرة، لذا سوف اختار ما سيكون يناسب.
ميليسا بحيرة جدية : لم لا تلبسين مايبرز جمالك ومفاتنك فأنتِ حقا جميلة للغاية، وفستان مناسب سيظهركِ كأميرة.
سارة : وهذا هو المقصود ميليسا.
ميليسا : ماذا تقصدين لم افهم؟
- المرأة جميلة جدا اذا اظهرت مفاتنها، ما اقصد قوله انا اعلم انني ان ماقارنت وارتديت ملابس فضفاضة كالعادة، أو ارتديت ثوب سهرة جميل يبرز الجمال سأبدوا بثوب السهرة اجمل أكثر من ملابسي الفضفاضه بمئات المرات، ولذلك لا البس تلك الثياب.
ميليسا : وانا الذي لا افهمه لم لا تلبسينها، لم تخفين جمالكِ من الاساس؟ الجمال الذي تسعى معظم النساء لإظهاره وإبرازه لا لإخفاءه!؟
سارة : انه حديث طويل ياميليسا واخشى ان نتأخر على العشاء!
ميليسا : لا بأس فعندما يجهز ستنادينا احدى الخادمات.
سارة ابتسمت : اذا يبدو انكِ مصرة؟
قالت ميليسا بإصرار وإبتسامة واسعة على وجهها : طبعا، واريد ان أغير رأيكِ لتلبسي ثوب جميل. ام انه موضوع متعلق بالدين؟
ضحكت سارة : ولم تحاولين الآن ولم تفعلي من قبل ؟
ميليسا مبتسمة بطفولية : لا أعلم.
سارة : كما تعلمين إن الله يحرم على الانسان ممارسة الزنا.
ميليسا : وما دخل هذا في ذاك ياعزيزتي؟
سارة : ميليسا! اتركيني اكمل!
ضحكت ميليسا وبسطت يديها بحركة مسرحية : حسنا كلي آذان صاغية لكِ عزيزتي!
سارة ابتسمت غصبا عنها فميليسا تتمتع بروح الدعابة : حسنا، الكعكتان اللتان أكلهما آدم او لنقل افسدهما حسب ردة فعل الطباخة.
ميليسا بعدم فهم : أجل! ماذا بهما؟
سارة : قال آدم انهما كانتا شهيتين ووجدهما أمامه فأكل ما أكل وأفسد الباقي!
ميليسا بضحكة : اوووو، هذا فضيع منه.
سارة بجدية : أجل لأنه مد يده لشيء لا يخصه وليس من حقه حتى.
ميليسا : انه فتى صغير والخطأ من هيلين كان عليها أن تحفظهم بغطاء او فالثلاجة، ولكن لم اعد افهم ماتحاولين قوله حقا.
سارة : كذلك المرأة خلقها الله جميلة، وهي تحب ذلك، اقصد كونها جميلة، فهذه غريزة فطرية رائعة عند المرأة، وحتى انها تدفع المال لتحافظ على جمالها او لتزداد جمالا.
ميليسا : أجل هذا صحيح.
سارة : ولكن لسلامة قلبها من العلاقات وخلافه عليها أن تغطي هذا الجمال حتى لا تجذب كل شخص تتحكم فيه غريزته وتسلمه قلبها، فالمرأة مخلوق عاطفي، وهذا النوع من الرجال صدقيني يحب ان يتذوق جميع الكعكات اقصد النساء، مثلما فعل آدم.
ميليسا : هذا مروع!
سارة : فآدم لم يتحكم بغريزة بطنه وأكل من الكعكتين وفي نفس الوقت ولم يكمل ولا واحده منهما، وذلك فقط لانه وجدهما متاحتين امامه، وليس بسبب الجوع.
ميليسا : اعتقد انني بدأت أفهم.
سارة : وأما الكعكة التي تكون بالسوق مغلفة ومحمية فلن يستطيع أخي آدم أكلها إلا إذا اشتراها ودفع مالا تعب فالحصول عليه ولن يفرط فيها لانه دفع ثمنا لها. وأيضا لن يشتري الا الكعكة التي اعجبته.
ميليسا بتفكير: هذا فعلا مثير للاهتمام.
سارة : لذا على المرأة أن تغطي هذا الجمال حتى لا تجذب الرجال الذين تسيرهم غرائزهم.
ميليسا : ولكن لا أعتقد انه يوجد هكذا رجال، اقصد يحكمون عقولهم بدل غرائزهم !؟؟
سارة : لن أقول لكِ ان الرجل المؤمن الذي يفوق حبه لله حب أي شيء آخر يفعل. فنحن نتحدث بصفة عامة، لذا الرجل الذي يحب المرأة فعلا سيحبها لعقلها ولعدة أشياء قبل الجسد، وهذا الحب الذي يدوم فمن أحب جسدكِ فسيتخلى عنكِ عندما يجد البديلة او الاجمل منكِ.
هنا تذكرت ميليسا مافعله مايكل فشحب وجهها.
سارة أكملت : وطبعا حب الجسد مهم وهو أساسي وإن لم يكن بتلك الأهمية لما كان تغطيته لإبعاد المتلصصين مهما، فهم يعتبرون كل ما كشفتي عنه متاحا لهم.
خنجر غرس وإشتعل في قلب ميليسا لذكرى خيانة مايكل لها.
ميليسا قالت : لقد فهمت مقصدك تماما، الرجل الذي يتحكم في غرائزه ويحكم عقله هو الذي تستطيعين الاعتماد عليه فهو لا يبحث فقط عن جسد انما عن عقل وحكمة واشياء عدة، ويبدو انني ادركت ذلك متأخرة.
سارة بعطف : اجل، فهي علاقة مترابطة، الرجل يتحكم بنفسه لأجل زوجته، وتغطي المرأة مفاتن جسدها لزوجها.
ميليسا : تغطيها لانها تريد ان لا يقترب منها إلا الذي يريدها فعلا وليس مجرد علاقة عابرة.
سارة : بالضبط، ويجب علينا ضبط النفس حتى لا نشبه الحيوانات خصوصا في عالمنا المنفتح الآن بسبب مواقع التواصل الاجتماعي.
ميليسا ضحكت بإستسلام : ولكنه كلام سهل وأما تنفيذه ف صعب.
ابتسمت معها سارة : على العكس انه سهل جدا لمن مقتنع في صميم قلبه انه يريد لقاءه فالآخرة.

جاءت الخادمة وطلبت منهم الحضور لغرفة الطعام.
دفعت سارة ميليسا خارجا قائلة : اذا دعيني الآن ألبس ثيابي لقد تأخرت.

.....................

والدة ميليسا

جلست سوزي والدة ميليسا وكريستيان مع زوجها على طاولة العشاء.
دقائق وجاءت ميليسا بصحبة سارة وآدم.
تبادل الجميع التحية وقدمت ميليسا سارة وآدم لوالديها وجلسوا على طاولة العشاء.
اخبرتهم سوزي ان كريستيان يعتذر عن الحضور فلديه موعد مهم هذه الليلة.
ارتاحت ميليسا لسماع ذلك، كانت تخشى ان يكون لا يزال في مزاجه السيء، ولا تريد ذلك امام سارة.

كانت سوزي متفاجأه من سارة ومن طريقة ملابسها أنها لا تبدو كصديقات ابنتها الاخريات، اللواتي كن يلبسن على الموضة ويضعن مساحيق التجميل وغيره.
قالت في نفسها هل هذه طريقة جديدة للضحك على ميليسا واستغلالها؟
رفعت نظرها لتنظر للفتاة فوجدتها تنظر لها بإمعان!
أما سارة فقد بهرت بجمال والدة ميليسا وشبابها، انها حتى تبدوا وكأنها اخت لميليسا وليست ام لها، ومكياجها الرائع وثوبها والمجوهرات.
لم تنتبه سارة الى انها تحدق الا عندما نظرت لها والدة ميليسا، فخفضت بصرها.
طلبت سوزي من الخادمة تقديم الطعام والبدأ من عند الضيوف.
نظرت إلى زوجها فوجدته يتبادل الحديث مع ذلك الفتى الصغير.
سوزي موجهة حديثها الى آدم : اذا انت الفتى الذي أغضب هيلين؟
نظر آدم للأسفل في خجل.
كانت الخادمة تضع الطبق الرئيسي والمقبلات علي الطاولة.
قالت سارة : أنا أسفة سيدة سوزي، إن مافعله آدم مشين وأنا اعتذر عن ذلك.
ميليسا قالت بهدوء وكأنها تنتقي كلماتها : ولم تعتذرين ياسارة إن هيلين هي المخطئة فقد تركت الكعكتين خارجا بدون غطاء، و ما هو غير مغطى او محفوظ متاح للجميع.
سارة لم تعرف بم تجيب .
سوزي امسكت مشروبها وقالت : إن تصرفكِ مع هيلين خاطئ ياميليسا، ما كان يجب ان تتحدثي معها بتلك الطريقة انها معنا منذ كنتِ طفلة.
ميليسا : أحقا! جيد ولاكن لا يهم، فهي مجرد طاهية وهذا عملها.
سارة مصدومة من رد ميليسا ولكن لزمت الصمت.
والد سارة : دعونا ننهي هذا الجدال، لقد اربكتم الضيوف.
سوزي بقيت تلاحظ تصرفات سارة، وهذا ما سبب الارتباك لسارة.
رفضت سارة تناول اللحم وقالت انها تتبع حمية نباتية هي وآدم.
وعند تقديم المشروبات قالت إن الطبيب يمنعها حاليا من شربه.
وأما سوزي فبقيت تنظر للتآلف الذي بين إبنتها وسارة وآدم، انها لم ترا ميليسا بهذه السعادة والسكينة من قبل.
فعندما نظرت اليهم من النافذة مساء هذا اليوم لاحظت السرور في عيني ميليسا وكيف كانت تركض مع الفتى الصغير. آلمها قلبها أحست وكأن ابنتها تعوض الطفولة الطبيعية التي سلبت منها!

......................

آدم

بعد أن أستمتعت باللعب مع ميليسا فالحديقة، عدنا للجناح لنغير ملابسنا، واخبرتني سارة انه عليا ان استحم اولا.
دخلت الى الحمام وتركت الفتاتين تتحدثان في الغرفة.
ذهبنا بعدها إلى غرفة العشاء، ولم استطع تناول الا الخضروات فقد نبهتني سارة الا آكل شيء غيرها وستكافئني فالصباح بجائزة.
انتهى العشاء الممل، وجلسنا فالصالة لنأكل الكعك والحلويات ولكن سارة منعتني وقالت انني قد أكلت كفايتي من الحلويات فستألمني ماعدتي ان اكلت أكثر.
عدنا الى جناحنا لننام فقد قالت اختي انني يجب ان انام لأستيقظ مبكرا.
جلست اكتب واجباتي واختي سارة تقرأ كتابا.

لا أعلم كيف نمت ولكني وجدت نفسي في السرير وأشعر بعطش شديد.
وجدت سارة مازالت مستيقظه وهاتفها في يدها، قفزت بجانبها وقالت انها تحدث إحدى صديقاتها من الوطن عبر الرسائل.
طلبت منها أن أنزل لأشرب الماء، ولكنها رفضت! يبدو انها تخاف أن أثير بعض المشاكل الاخرى.
سارة : أيها المشاغب الصغير، سأنزل لأحضر لك ماءً للشرب بنفسي ولكن لا تخرج من غرفتك إطلاقا.

........................

كريستيان

أكمل تدريبه متأخرا على عمود الملاكمة، وأحس بالراحة بعد ان افرغ شحنات الغضب، خصوصا التي انتابته بعد حديثه مع المحامي.

اخذ مفاتيح سيارته من موظف الاستعلام، فقد احضرها له بوب بعد ان تركه فالنادي وذهب.

قاد سيارته عائدا إلى المنزل وهو مطمئن انه بالتأكيد ان الضيوف قد رحلو، وأخذ يفكر هل زعلت ميليسا انه لم يحضر للقاء ضيوفها؟
فهي لا تحضر ضيوفا الى المنزل فالعادة! وتذكر ماقاله لها فالصباح، لابد انها منزعجة منه. عليه ان يحاول مراضاتها.

لقد إشتاق لأخته المرحة التي كانت مقربة جدا منه، صحيح انه صعب المراس منذ الصغر ولكنه كان يحب الاستمتاع بوقته معها بالرغم من التسع سنوات التي تفصل بينهم.
اعتاد ان يحميها ويدافع عنها حتى امام والديه، فدائما ما قد كانوا يوبخونها ويعنفونها عندما كانت طفلة لانها حركية وتحب اللعب بالتراب والركض حافية فالارجاء، وتسلق اشجار الحديقة الخلفية! ابتسم كريستيان للذكرى.

انها الروحُ للروحِ تشتاق، امر لا يفهمه إلا الاشقاء، فأرواح الاشقاء دائما في تناغم واتفاق، تشتاق وتتسامر، تتآلف وتتحابب، حتى وإن أختلفت الأنفس والعقول، وإن تصارع الاخوة على مالٍ او نفوذ.

تبقى تلك الروح خالدة لتخلد معها معنى الحب، حب أخوي صافي، وحتى انها لا تبالى بما تقترفه النفس او الجسد الفاني.

قرر انه سيذهب اليها مباشرة اذا وجدها لا تزال مستيقظة ليحاول إرضائها، فكم اشتاقت لها روحه.

نزل من سيارته، وكان المنزل يسبح فالهدوء، نظر إلى ساعته، إن الوقت متأخر جدا، يبدو فعلا إن الوقت متأخر.
سمع صوتا فالمطبخ فذهب لينظر من الذي لا يزال مستيقظ، وجد المطبخ يسبح في ظلام الا من ضوء جانبي خفيف جد، انها ميليسا لقد وجدها مستيقظه هذا جيد، ولكن ما هذا الذي تلبسه، قميص رياضي واسع ذي قبعه تضعها على رأسها!
قرر أن يباغتها كما الايام الخوالي، يبدو انها مشغولة تتحدث مع احد ما كتابيا وتحاول ان تسكب الماء فالكوب.
تسلل على رؤوس أصابعه حتى وصل إليها، مد يديه ليجذبها وينكش شعرها، وما ان مد يده إلى خصرها، حتى سمع صراخا وإلتفتت إليه فتاة فزعه ومرعوبه وتحمل سكين! وهي بالتأكيد ليست ميليسا!
من هول الصدمة بدأ يمشي للخلف حتى تعثر وسقط على الارض.
ومن شدة السقطة أفاق لنفسه وحاول الوقوف ولكنها أخذت المقلاة وبدأت في ضربه على رأسه، فوضع يديه على رأسه.
فبدأت تسأله بصوت عالي : من انت؟ هل تحاول التهجم علي؟
وعندما ذكرت التهجم تذكر فيرونيكا وماتصفه به فهب واقفا وأمسك منها المقلاة، ولكنها لم تتركها وتلوح بالسكين أمامه.
كريستيان : من انتِ أيتها المعتوعة؟
سارة : هل انت سارق؟
تم اتسعت حدقتا عينيها وكأنها أدركت شيء ما. وبدأت تصرخ بأعلى صوتها : إنه سارق، النجدة هناك سارق فالمطبخ. ساعدوني ارجوكم.
وباتت تكرر كلامها، فحاول كريستيان ان يمسكها ويغلق فمها، ولكن كل ما حاول الاقتراب منها كان صراخها يرتفع وتلوح له بالسكين وتقول : لا تقترب، لا تلمسني ، ارجوكم ساعدوني سيعتدي علي.

أضاء نور المطبخ فجأه ودخل الجميع، والده وأمه وميليسا والخدم أيضا.
الاب : ولكن ماذا يحدث ؟
ميليسا ركضت بإتجاه الفتاة واحتضنتها وقالت : ماذا فعلت لها أيها الاحمق؟
الام بشك : كريستيان؟
كان الجميع يرمقه بنظرات شك.
قال مدافعا عن نفسه : ماذا ؟؟ انها حتى لم تعطني المجال لأقول او افعل شيء!!
تبادل الجميع النظرات.
.....................
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي