50

(الخطبة)


كان الجو متوتراً قليلا بسبب الذي حدث منذ قليل في الداخل عندما دخلوا يبحثون عن سارة، بدت ميليسا قلقة ومتوترة، قرر جاك تغيير الاجواء.

"ما رأيك ان نشرب نخبنا الآن ونعلن خطبتنا؟" قال جاك بهدوء خارجي عكس ما يشعر به حقيقة من توتر.
جائها صوته كهمس لطيف، نظرت اليه، لا تريد افساد يومه فقالت وهي متوترة: "اتعتقد انه علينا فعل ذلك الآن؟ اقصد كريستيان وسارة....".
جاك: "لا اعتقد ان كريستيان وسارة سيرغبان في الانضمام الآن، لنتركهم على راحتهم."

امسك جاك كأسه وقرع عليه ليلفت الانتباه، فجأة تملكه الحماس وكان مبتسما وهو يقول: "ارجوا انتباه الجميع، لدي اعلان لكم."

وما ان قرع الكأس، حتى هبّ الصحفيون والمصورون يوجهون نحوهم كاميراتهم وكأنها بنادق حربية، كان طيفه يمر بين الحشد المتجمهر من الضيوف، لمحته فإرتعشت، شعر جاك بإرتعاشتها فظن انها تشعر بالبرد وقال: "سننتهي قريبا!".

جاك: "اعلن خطبتي اليوم على الانسة الجميلة التي تقف الى جانبي، الانسة ميليسا جراي!"
بدأ التصفيق من كل اتجاه والكاميرات تضيء بأنوارها نحوهم.

رفع جورج يديه ليسكت الحشد ويقول كلمته، وما ان سكت الحشد، حتى جاء صوت تصفيق فردي من الخلف، كان يقف خلف الجميع، وبدأ يتقدم وهو يصفق والحشد يتفرقون من أمامه لكي يمر.

وصل أمامهم ففتحت عيونهم على مصراعيها، قالت ميليسا بهمس حزين لم يسمعه سوى جاك: "مايكل!".

وهذا ما جعل النار تشتعل في قلبه، ولكنه كتمها.
تقدم منهم مايكل حتى صار امامهم وقال: "مبروك للعروسين!".
جورج: "مايكل؟ ما الذي تفعله هنا!".

مايكل وهو ينظر نحو جاك مباشرة في تحدي قال: "اتيت لأبارك للعروسين!".
جورج: "وكيف خرجت من السجن يامايكل؟".

كانت نظرات مايكل كلها شر وهو ينظر نحو جاك، اما ميليسا فهي في حالة صدمة، ايعقل كل هذا الذي يحدث في حفلة خطبتها!

مايكل بإستهزاء: "لقد تمت تبرئتي في محكمة الاستئناف، هل تسمعني يا جاك لقد تمت تبرئتي ولم تستطع التخلص مني!".
ضحك جاك بسخرية عكس الغضب الذي داخله وقال: "ولم قد اقوم بذلك، فأنا لا احتاج للتخلص منك!".

مايكل: "بلى، لقد فعلت والبست تلك التهم الي، ربما تكون انت المجنون الذي يلاحق ميليسا!"
نظر كل من سوزي وجورج نحو جاك برعب.

اكمل مايكل: "اردت ان تسرق مني خطيبتي فقمت بالتسبب في سجني اليس كذلك؟ لقد قامت بزيارتي في السجن، الم تخبرك بذلك."

نظر جاك نحو ميليسا بصدمة، ايعقل انها فعلت ولم تخبره؟ ولم تذهب الى زيارته في الاساس! شعر بحريق ملتهب في قلبه، وضربات على ماعدته وكأنه يتلقى ضربات من ملاكم محترف!

كان ذاك بسبب شعور الغيرة لديه، فالغيرة شعور بشع عندما تشعر انه مصحوب بالخيانة ولو كانت فقط معنوية!

رأى في نظراتها الخوف ففسره انها تخاف على مايكل، رغم انها كان تخشى عليه هو بسبب تهديد مايكل بالانتقام، اذ انه بدأ في انتقامه وهي بداية قوية امام الصحافة والحشد، لم تكن تعلم انها جزء من انتقامه.

انطلق مثل الثور الهائج تقوده مشاعر الغيرة البدائية، امسك مايكل من ياقة عنقه وقال: "واجهني رجل لرجل ويكفيك الاعيباً!".
مايكل: "الم يكن انت من بدأ هذه الألاعيب القذرة". ثم همس "ميليسا ستعود لي ما ان تكتشف حقيقتك".

وكأنك تلوح لثور بقطعة قماش حمراء، برزت عروق جاك من شدة الغضب لن يخسر سيرينا مرتين، لن يخسر ميليسا ابدا!

اول لكمة كانت على انف مايكل، الذي ترنح قليلا ثم هجم هو الآخر، صرخت كل من ميليسا وسوزي.

سقط مايكل ارضا، ووقف جاك ينظر له وابتسامة مستفزة على وجهه، هب مايكل راكضا وهجم على جاك، فسقطا كلاهما على طاولة وانكسرت وانقلبت بهما، وعم الهرج المكان والصرخات، خرج كريستيان وسارة وآل العامري على صوت الضوضاء.

كانت كاميرات الصحفيين تعمل على قدم وساق.
قال كريستيان ويديه فوق رأسه بعد ان رأى الخراب والدمار الذي حدث للمكان: "ما الذي يحدث".

قال جورج: "انهما جاك ومايكل، لقد فسدت الحفلة، دعني اخرج الجميع من هنا، وانت اذهب حاول الفصل بينهما."

اخذ جورج يطلب من الجميع المغادرة وابتسامة مزيفة على وجهه وهو يقول: "انه امر عائلي، لو سمحتم غادروا لقد انتهى الحفل."

توجه كريستيان نحو الشابين المتقاتلين، كانا يلهثان من التعب، امسك جاك من ياقته، ولم يفعل سوى ما يتقن فعله عندما يغضب، ضربه لكمة على وجهه فسقط فورا نحو المسبح، وثواني حتى لحقه مايكل بنفس الطريقة.

"اكملا شجاركما في الماء."

نظرتا سارة وميليسا الى بعضهما ثم حضنتا بعضهما وبدأتا في البكاء، اخذتهم سوزي الى الداخل.

غادر الجميع بعد ان طردهم جورج بطريقة لبقة، كانت فضيحة من العيار الثقيل، ستلازم صورهم واحداث حياتهم صفحات التواصل الاجتماعي لستة اشهر قادمة.

دخل الجميع ما عدا كريستيان وجورج وآدم، وقفوا امام المسبح ينظرون لهم، لا يزالان يتشاجران وهم في المسبح.

قال كريستيان وهو يُسمع الشابين عمدا: "صديقي الصغير آدم، لو كنت كبيرا لكنت زوجتك اختي، بدل هذان الثوران اللذان سيجدان صورهم في الصحف وكل مكان في صباح الغد."

كريستيان؛

جالس في الصباح بين حطام الحديقة يفكر، لم على اخته ميليسا ان تلتقط المشاكل مع كل شخص يدخل حياتها، انها فتاة مسكينة حقا.

بدأ العاملون في تنظيف الحديقة، جلست سوزي بجانب ابنها في صمت واتكأت على كتفه.
مر قليل من الوقت وهما على هذه الوضعية، حتى قطع كريستيان الصمت وقال: "هل ستعودان اليوم الى مركز العلاج؟".
 
نظرت سوزي نحو الركام من الطاولة المكسورة والاواني والكؤوس المتهشمة ثم قالت بإبتسامة حزينة: "صحيح ان عمليتي ستكون غداً ولكن لا نستطيع، يبدوا ان اختك جاذبة للمشاكل، وقد عرفنا ان الذي يحاول قتلها حر طليق وهو بالطبع ليس مايكل، فلا اعتقد اننا سنذهب."

نظر للبؤس الذي على وجهه والدته، فمسح على وجهها يحاول مسح الحزن من عليها، بدأ بطمأنتها واخبرها انه لا داعي للقلق فهم سيوكلون حارس شخصي لها، وايضا سيأخدها لتبقى معه في منزله هو وسارة، وعند الذهاب إلى الشركة ستكون بصحبته، حتى يجدوا المجرم الفعلي.

كان كريستيان مشغول البال بعدة امور، هو فقط يحاول التخفيف عن والدته ولا يريد ان يشغلها بم يدور في رأسه من امور، حيث موضوع زوجته سارة يشغل باله، اذ بدت وكأنها تخفي امر ما، لم يستطع التحدث معها او الاستماع اليها بعدما حصل البارحة، فقد ذهبت مع ميليسا ونامت معها في غرفتها لتؤنسها!

لقد بدت حزينة جدا ومتباعدة جدا في تلك الغرفة حين وجدها بصحبة من يدعون انهم اقاربها، كانت باردة مثل الثلج وكأنها قد رأت شبحاً.
وجاك ذاك، ان وراءه سر وعليه كشفه في اسرع وقت، من المؤكد انه ليس المجرم، ولكن ربما يكون متورط في سجن مايكل حقا، ولكن ما يؤرقه حقا من ناحيته هو ذلك الغموض الذي يلفه، لقد كان حدس والده جورج صحيح، دائما ما كان حدس جورج صحيح، فقد نبهه في الماضي من فيرونيكا!

سيحاول ترتيب اولوياته، سيعمل اولا على حماية اخته ميليسا، النظر في موضوع اقارب زوجته وصدقهم حول هذا الموضوع، محاولة البحث وراء جاك وما يخفيه، محاولة التقليل من اضرار الصحافة وما حدث البارحة، البحث عن خيط يوصلهم الى المجرم الحقيقي، وبالطبع ارسال والديه الى المركز لإستئناف علاج والدته، اما مايكل فليس منه خوف، فهو لن يتسبب بدمار اكثر مما فعل البارحة، لقد انتقم بطريقة ذكية!

امسك رأسه بين يديه فلقد بدأ يشعر بالصداع من كل هذا،  انها مشاكل تفوق مشاكل العمل صعوبة بمراحل، عليه ان يجيد التصرف.

امسكته والدته من وجنتيه في حنية وقالت: "انا اعلم انك ستتغلب على كل الظروف، انا اقرأ التوتر في عينيك ولكني اعلم ابني جيدا."

كانت كلمات والدته كالنسمات الباردة في الطقس الحار الخانق، تلطف الاجواء بحنيتها وتنعش الروح، أفأي روح قد تفهمك كالتي أُنتُزِعت من احشائها لتدب فيك الحياة ببعض من روحها!

اضافت بعد برهة من الصمت: "كلنا تغيرنا يا بني، كل هذه الظروف قد غيرتنا، لقد جعلت منا اناس افضل."

وهذا ما هو واضح لهم جميعا، فجميعهم لاحظوا التغيير في انفسهم، هو نفسه تغير، لم يعد ذلك الذي يخفي اعصابة ومشاعره خلف عمود الملاكمة، حتى انه لم يعد يذهب الا مرتين في الاسبوع من اجل التمرين لا غير، لقد هدأت روحه وسكنت، تلك الروح التي كانت متأججة متأرجحة، يحمد الله دوما على السكينة.

ميليسا اخته ايضا تغيرت، لم تعد تلك الفتاة المستهترة، بل اصبحت اكثر مسؤولية، حتى عملها في الشركة فاق كل توقعاته، لقد كانت مجتهدة بحق.

والدته ايضا، لم تعد تهتم كثيرا بالمظاهر وبأقاويل الناس، حتى انها اصبحت اقرب الى ابنائها وكأنها تعلمت الامومة الحقيقة واخيرا.
اما والده جورج، فهو كما هوا دائما ذلك الصنديد الذين يتكئون عليه جميعهم دون ان يكل او يمل، الا انه اصبح يظهر مشاعره اكثر من ذي قبل، لقد كان قبلا دائما غامض ولا يظهر مشاعره لأحد، ولكن يبدوا ان كل هذه المشاكل جعلت قلبه الين مما سبق.

وبالتأكيد هذه الظروف أثرت على سارة وآدم بشكل اكبر، فهما السبب الرئيسي لتغير حياة اغلب افراد العائلة!

قبل جبين والدته واستأذن منها ليذهب ويرى ماذا حصل مع سارة ليلة البارحة وما الذي تخفيه.

واخبرته سوزي انها ستذهب لتطلب من الخدم تجهيز الافطار للعائلة وافطار للعاملين الذين ينظفون الحديقة.

صعد الدرج وكان الطابق العلوي صامت جدا، الجميع لا يزالون نيام على ما يبدو، ولكن عندما وصل امام جناح والديه خرج جورج وهو يرتدي كامل ثيابه ويبدو انه سيخرج.

تبادلا تحية الصباح ثم قال كريستيان والتعجب على وجهه: "هل انت خارج؟.
قال جورج والجدية ظاهرة على ملامحه: "اجل، سأذهب الى المفتش."
كريستيان: "ولكن يا ابي لابد وان الرجل نائم الآن."
نظر الى ساعته واكمل: "هل تعلم كم الساعة الآن؟ انها السابعة صباحاً."

قال جورج بعزم واصرار: "وان يكن، سأوقضه، عليه ان يقوم بعمله، لن اجلس واشاهد ابنتي تتأذى، ذاك المجرم كائن من يكن يترصد بإبنتي، وانا سأجده ولن اقف موقف المتفرج!".

لم يشأ كريستيان مناقشة اي شيء الآن مع والده، يبدوا انه حتى لم ينم، ولكن من الذي نام ليلة البارحة، هو لا يعلم حتى متى رحلا تلكما الغبيان، فقد اقفل الباب وتركهم يتصارعان ليلة البارحة.

كريستيان: "حسنا ابي، كما تشاء، اخبرني ماذا يحصل معك واذا ما احتجت لشئ ما اتصل بي."

بعد ان ذهب والده اتجه هو الى جناح ميليسا، طرق الباب ولكن لم يجبه احد، فتح الباب بهدوء، كان ثلاثتهم نائمين، سارة على الكنبة وهاتفها بيدها، وميليسا على السرير شبه جالسة ايضاً، وآدم نائم على السرير بجانب ميليسا.

بدأ يوقظ سارة بهدوء ولكنها لم تستفق، جائه صوت آدم يقول بعد ان جلس على السرير: "سارة لا تستفيق ان كانت منذ مدة قصيرة، وقد لاحظت ان ميليسا كذلك."

قال كريستيان بشفقة: "الم تناموا ليلة البارحة؟".
اجاب آدم بهمس حتى لا يوقضهم: "انا نمت، ولكن كنت افيق كل حين وحين لأجدهما مستيقظتين، تارة يبكيان، وتارة تضحكان، وتارة أخرى تتحدثان او صامتتان فقط تنظران نحو اللاشيء."

خرج كريستيان بصحبة آدم وتوجها الى غرفة آدم، دخل آدم إلى الحمام وغير ثيابه وصلى صلاته ثم جلس على طرف السرير حيث جالس كريستيان، كان كريستيان يريد سؤال آدم عما حصل في غرفة الضيوف بين سارة واقاربها، ولكنه يعلم انه يجب ان يسأل سارة لا آدم.

قطع آدم حبل افكاره عندما قال: "صحيح انني في التاسعة من عمري، ولكني افهم ما يحصل حولي جيدا، اختي سارة تحبك كثيرا، ولكن وصية ابي ربما جاءت في الوقت السيء، الوقت الخاطئ تماما، ربما هذا سيؤثر على سارة وقرارها."

لم يفهم كريستيان ماذا يقصد آدم ولكنه لم يسأل بل ظل صامتاً، هو يثق في سارة ويعلم انها ستتخذ القرار الصحيح مهما كان الأمر، هي تتقي الله في كل شيء تفعله، وان كانت مخلصة لله فهو يعلم انها لن تفعل ما يضره ابدا.

ولكن آدم استمر في الحديث ولم يتوقف، ينظر نحو الاسفل حيث قدميه وكأنه يتجنب النظر إلى عيني كريستيان وقال: "لقد اسمعونا صوت ابي المسجل، قال ذاك الرجل انه قد سجله حتى يستمع الى صوت الي كلما اشتاق اليه، وانا لقد اشتقت اليه كثيرا حقا خصوصا عندما استمعت الى صوته."

سكت آدم وكأنه ينتقي كلماته فرغما طفولته الا ان الحياة القاسية محصته ليصبح اكبر من عمره وانضج، نطر الى عيني كريستيان وبدأ القول مباشرة: "ولكن تظل المشكلة في ان ابي طلب وصيته الاخيرة من اخيه، واصر عليه تنفيذها وكأنه كان يشعر انه سيموت في تلك الحرب المخزية، طلب منه ان يعطي حصته التي سرقها عمي سابقا الي انا وسارة اذا ما حدث له مكروه ما، وان يتزوج ابنه وائل من اختي سارة، واخبره ان سارة ستوافق اذا علمت انها وصية والدها الاخيرة."

رمش كريستيان عدة مرات بسبب المفاجأة، ولكن ما هذا الذي يحدث؟ لما الامور تتعقد هكذا، فبما سيركز بالضبط.

احس آدم بتوتر كريستيان فقال: "لقد قالوا انهم سيأتون اليوم ليعطونا حقنا من المال وهم اغنياء."

نظر آدم لعيون كريستيان وكأنه يطلب منه شيء ما بصمت، ثم قال: "لا تتخلى عنا كريستيان، ربما يتكون سارة مشوشة قليلا بسبب وصية والدي فهي متعلقة به كثيرا، ولكن لا تتخلى عنا، لهذا انا اطلعك على كل هذا."


ميليسا؛

ضوء قوي سطع في عينيها مما اجبرها على الاستيقاظ من نومها العميق، تمطت قليلا ثم فتحت عينيها بتثاقل، لقد كانت اشعة الشمس، وجدت الغرفة تسبح في الضوء وسارة نائمة على الكنبة، لا أثر لآدم.

نزلت ببجامة نومها الى الاسفل، لتبحث عن اي مجلة او جريدة صباحية، وصلت الى حيث يضعون المجلات والجرائد كل صباح بجانب طاولة الافطار، ولكن يبدوا ان والدتها وكما توقعت كانت قد تخلصت منهم جميعاً قبل ان تستيقظ.

ولكنها وجدت فقط باقة كبيرة من الازهار موضوعة على طاولة في الزاوية من الغرفة، توجهت اليها وسحبت الكرت المرافق، قرأت ما فيه وكان رسالة صغيرة من مايكل يعتذر فيها ويقول "لم اتمالك نفسي عندما رأيت جوهرتي تخطف من امام عيني، اعذروني جميعا."

سمعت صوت الباب وكانت خادمة متوجهة لتفتحه، وقفت لتنظر من القادم من حيث هي تقف امام غرفة الطعام وباقة الازهار في يدها، فُتِح الباب وكان الطارق هو جاك، لم يكن كما عرفته يوما، لقد كان اشعث الشعر وبملابس رياضية غير متناسقة، وهناك كدمة كبيرة على خده، وكأنه ليس نفس الرجل المشهور المتأنق ليلة البارحة.

ولكن رغم ذلك فشخصيته القوية طغت على المكان فور دخوله، يحمل بيده باقة من الازهار وهو يعرج على قدم واحدة.

نظر لها مباشرة والى باقة الازهار التي في يدها، توجه اليها بسرعة رغم عرجه واخذ منها الباقة ورماها فوق الكنبة، وقال: "هل قبلتي ازهاره؟".

نظرت له بتحدي وشبكت ذراعيها فوق بعض وقالت: "جاك، لن تقلب الموضوع علي، مافعلته البارحة ليس مقبولا ابدا، لقد جعلت منا اضحوكة امام كل المجتمع."

مشط شعره بيده بتوتر ثم قال لها وهو يمد اليها بباقة الازهار: "ولذلك انا هنا، لكي اعتذر وأسامحكِ على ما فعلتيه."

نظرت له ميليسا بتفاجئ وذهول ثم قالت: "تسامحني؟".
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي