51

(الجروح النازفة)


جاك؛

استيقظ في اليوم التالي من حفل الخطوبة، لا يعلم متى نام، ولكن مايكل ذاك قد ارهقه انه منافس قوي.
كان الوقت الصباح الباكر عندما استيقظ، اول ما فعله طلب من الخادمة احضار جرائد اليوم ان وصلوا.

وما ان بدأ بقراءة الفضيحة على الجرائد وايضا على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى رن هاتفه، كان وكيل اعماله الذي يتصل، قام جاك بتجاهل المكالمة، ولكن هاتفه لم يهدأ، وكيل اعماله والمدرب وبعض من اعضاء الفريق وغيرهم من الاصحاب والمعارف.

تجاهل جاك كل ذلك ونزل للطابق السفلي بعد ان ارتدى ما قد وجده امامه من ملابس، واخفى وجهه تحت قبعة بيسبول، واخذ سيارة اجرى وخرج، قليلا سيبدئون الصحفيون يتهافتون امام منزله.

ذهب مباشرة إلى الحديقة العامة وبدأ الركض، ان افضل وسيلة يجلي بها ذهنه ويصفي تفكيرة هي الركض، لا يعلم كم ركض ولا المدة، ان ما فعله البارحة لا يغتفر!

كيف له ان يبرر فعلته امام الجميع، هو من بدأ ذاك الشجار السخيف، لا يعلم ما الذي اصابه عندما علم بذهاب ميليسا لزيارة مايكل في السجن، ونظراته اليه وارتباكها هذا كله اثار حنقه، لم يفعلها في حياته مطلقا، لم يكن ذاك الفتى الذي يبحث عن الشجار.

اخبره عقله ان الغيرة هي ما شعر به، والغيرة هي التي اصابت قلبه بحريق مدمر حتى انه حطم كل شيء امامه حينها.

وقف قليلا عن الركض وهو يلهث. لا، لا يمكن ان يكن مشاعر لها نهائيا. انحنى للأمام ووضع يديه على ركبتيه وهو يلتقط انفاسه، اخرج قنينة ماء من الحقيبة الصغيرة التي حول خاصرته، شرب منها وبلل شعره بها، كان يمر من حوله بعض ممن يقومون مثله بالركض.

وقف وتفقد هاتفه الذي كان موضوع ايضا في الحقيبة الصغيرة، وجد عشرات من الرسائل والمكالمات، ولكن المكالمة المهمة الوحيدة التي يريد ان يتلقاها لم يجدها، لم يجد حتى عتاب واحد من ميليسا.

احس بإختناق وضيق في صدره بسبب ما حدث، ولا شعوريا قرر الذهاب اليها، انها المرة الأولى التي ينسى فيها ذالك القبر ولا يتوجه اليه عندما تضيق به الحياة، لم يكن في تفكيره الا ميليسا وما تشعر به الآن، عليه ان يذهب ويعتذر اليها عما بدر منه.

كانت ثيابه مبللة بالعرق بسبب الركض، وشعره مشعثا وهو يحمل باقة من الازهار في يده، وقف قليلا امام باب منزل آل جراي ونظر لنفسه، حتى هيئته غير مناسبة، ولكنه سيدخل لا يبالي المهم ان يراها ويطمئن عليها.

طرق الباب وهو ينظر حوله الى لخراب الذي عم الحديقة بسبب ذاك الشجار، عمال يقومون بتنظيفها واعادة ترتيبها.
فتحت الخادمة الباب فورا، وما ان دخل عتبة الباب حتى رآها من بعيد، كانت لا تزال في بيجامة النوم، وشعرها مشعث ايضا، ولكن يبدو ان مايكل ذاك لا يدخر جهداً، فهي تمسك باقة من الازهار ومؤكد انها منه.

احس بالغضب يتصاعد اليه مرة أخرى، الن يتخلص من ذاك الغبي، اتجه نحوها والغضب مسيطر عليه وقام بسحب باقة الازهار من يديها ورماها على اقرب طاولة، وقدم له خاصته.

وبدل ان يراضيها اعماه غضبه، ام غيرته التي لا يريد ان يعترف بها يا ترى، وبدأ يستجوبها ويلقي باللوم عليها لانها قامت بزيارة الى مايكل، وبالطبع بسبب اعصاب كلاهما تصاعد التوتر والشجار بينهما، ربما فكرة زيارتها في هذا الوقت كانت خطأ، ولكنه حينها شعر برغبة قوية لرؤيتها ومسح الحزن الذي كان على وجهها البارحة.

ولكن ما يواجهه الآن ليس حزنها، انه يواجه غضبها. جاء كل من كريستيان وسوزي على صوت شجارهما، انها المرة الأولى التي يرى فيها ميليسا غاضبة الى هذه الدرجة.

"جاك، اعتقد انك يجب ان تذهب الآن وتتحدثا لاحقا عندما تهدئان." قال كريستيان ذلك.

لم يجب جاك فوراً وعم الهدوء المكان الا من انفاش ميليسا الساخطة عليه، فقال وهو ينظر لها بثقة وتحدي: "حسنا، ولكن يا ميليسا لم ينتهي الامر، اننا لم ننتهي، ولن ننتهي" قال ذلك وخرج عاصفا مثلما دخل.

لا يزال سائق سيارة الاجرة في انتظاره، ركب السيارة وفتح هاتفه وجد العشرات من الرسائل مجددا  والمئات من المكالمات الفائتة، اعاد الاتصال بوكيل اعماله والذي بدا غاضبا ومستاءا جدا، وقد اخبره ان الذي حدث من هجوم جسدي على شخص، هذا ضد اخلاق الرياضيين وسيسبب له بعض المشاكل، من غير انه قد يفقد بعضاً من جمهوره، او عقوده.

بدأ بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ووجد فيديوهات له وهو يهجم على مايكل وتلك التهم التي الحقها به مايكل، وبعض من فيديوهات الشجار، وايضا ضربات كريستيان وسقوطهم في الماء!

كل ذلك كان منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، لما اراد ان يحضر المصورون لا يعلم! فكر حينها انها فكرة جيدة ولكن الآن؟ كان دائما ما يجيد التخطيط ولهذا وصل الى الشهرة والعالمية بسبب موهبته اولا ثم بسبب ذكائه وحسن تصرفه في المواقف.

متى اصبح غبيا لهذه الدرجة! لما لم يترك الامر يمر وتجاهل كلمات مايكل، حتى انه كان يستطيع سجنه بتهمة التشهير والافتراء والتعدي على اماكن خاصة، ولكن الآن! دخل صفحته الشخصية التي بها ملايين من المتابعين وتفاجأ بعدد التعليقات المهول، بعضهم متعاطف والاغلب يشتم ويسب.

في هذه الاثناء، رن هاتفه وكان المتصل هو مدرب الفريق، اجاب فورا فقد تجاهله بما فيه الكفاية، واول ما فتح الخط جاءه صوت المدرب متدفقا بالحديث وهو يقول: "تم اقصائك من مبارات الغد ضد فريق المتحدة، لقد شاهدوا الصحف وهم لا يريدون بلبلة، وتستطيع الانضمام الى باقي المباريات بعد ان يهدأ الوضع قليلا!".

جاك قد غلى دمه من الغضب، ايعقل ان يحدث هذا له فقط بسبب شجار؟
قال وهو يكز على اسنانه: "وما دخل مشاكلي الشخصية في عملي ومبارياتي؟"
تنهد المدرب في حزن، فجاك نجم الفريق ومسدد الاهداف، وغيابه سؤثر بالطبع على اداء الفريق، قال بصوت يشوبه الحزن: "جاك، انت نجم رياضي مشهور، وخبر خطبتك كان له متابعون، وبعد انتشار تلك التفاصيل واتهامك بالغدر بخطيب خطيبتك السابق، اعتقد ان شعبيتك ستقل قليلا هذه الفترة"

عم الصمت قليلا ثم قال المدرب مرة أخرى: "اعتقد انك يجب ان تختفي عن الانظار هذه الفترة، او تظهر في مؤتمر صحفي وتوضح ما حصل."

ان يظهر في مؤتمر صحفي ليبرر افعاله الى اشخاص لا يهتمون حقا له بل ينتظرون الفرصة المناسبة لشتمه، شيء لا يمكن ان يفعله.

لا يوجد الا حل واحد لفعله الآن، اتصل برئيس الخدم في منزله ليجهز له حقيبة صغيرة بها بعض الثياب الرياضية اليومية البسيطة وبعض مواد التنظيف الشخصية، فأخبره رئيس الخدم ان هناك عدد من الصحفيين امام باب المنزل، فطلب منه ان يرسلهم اليه مع السائق في سيارته الرياضية ويلتقي به في احدى الشوراع.

جلس لمدة لا بأس بها في احدى الشوارع داخل سيارة الاجرة، واخيرا وصل السائق بالسيارة الرياضية ومعه حقيبة ملابسه، نزل واخذ مفاتيح السيارة من السائق، ثم التفت إلى سائق سيارة الاجرة واعطاه اجرته بعد ان شكره وطلب منه ان يعيد سائقه الشخصي الى المنزل.

ركب خلف المقود ولبس نظارته الشمسية، شغل محرك السيارة، عدل المرآة، وضغط على البنزين وانطلق الى المكان الذي يشعر بالسكينة والعزلة فيه!



كريستيان؛

بعد ان اخبره آدم بكل ذلك، لم يعلم كيف عليه ان يتصرف!
جلس في المطبخ مع والدته وهي تتابع الخدم وهم يجهزون طعام الافطار من اجل العمال الذين ينضفون الحديقة، وامامه كوب من القهوة.

كان سارح في افكاره الخاصة حتى سمعوا اصواتا قادمة من ردهة المنزل! تبادل النظرات هو ووالدته في عدم فهم لما يحصل، ثم اسرعا الى مصدر الصوت.

كانا ميليسا وجاك يصرخان في وجه بعضهما ويتبادلان الاتهامات، يا الهي الا تنتهي المشاكل في هذا المنزل؟ كان هناك باقتين من الازهار ويعتقد انه يفهم ما يحصل، ولكنه لا يعلم كيف سيتصرف، طلب بهدوء من جاك ان يرحل على ان يعود بعد ان يهدأ الاثنان.

بعد ان رحل جاك بزوبعته تلك، كانت ميليسا صامته جدا، لا احد يلومها كما في اعتقاد كريستيان، خرجت من مشكلة القاتل لتجد نفسها انها لم تتخلص منها في الاساس الى جانب فضيحة اجتماعية اسوء من تلك التي حدثت لها في حفلة التخرج ايام الثانوية!

جلسوا جميعا حول طاولة الافطار، كريستيان، وسوزي، وميليسا، وآدم، كل شارد في همه، بعد برهة جائت سارة وجلست في كرسيها بجانب كريستيان بعد ان القت تحية الصباح.

"اسفه تأخرت على الافطار، لم استطع النوم جيدا ليلة البارحة" قالت ذلك وهي تنظر نحو طبقها.

شعر كريستيان بتصلبها واسلوبها الرسمي في الحديث، حتى انها تتجنب النظر اليه اثناء الحديث، ليس كما تفعل دائما عندما تتحدث اليه!

"لا عليكِ عزيزتي، لقد اشرفت على الخدم وساعدني كريستيان في ذلك، لقد كان يوما مرهقا لكما انتِ وميليسا." قالت سوزي ذلك بإبتسامة متسامحة.

انهى الجميع افطارهم في صمت، رغم محاولات سوزي للحديث الا ان حديثها كان احادي الجانب ولم تتلقى اي ردة فعل ممن حولها.

ولكن فجأة وقفت سارة وقالت وهي توجه حديثها الى كريستيان وفي عينيها شيء غريب ام يفهمه: "انا ذاهبة لألتقي السيد خالد، او عمي كما يقول، فلقد وعدته بالامس ان التقي به." نظرت نحو باب غرفة الطعام حيث بعض اصوات العاملين تصدح في الارجاء، واكملت: "ولا اعتقد ان هنا المكان الملائم مع كل هذه الضوضاء".

كانت عيون سارة وكريستيان تحكيان العديد من الاحاديث الى بعضهما، احدهما تحكي لوماً وعتاباً على الفجوة التي وضعت بينهما، والاخرى تقدم عذراً وتأسفاً وكانها لا تملك خياراً.

ورغم كل هذا الحديث الصامت الذي يدور بينهما الا ان احدهما لم ينطق بشفتيه ما يجب ان يقال.

قال كريستيان وهو ينظر الى اعماق عينيها كما هي عادته في قراءة لغة العيون وخصوصا عيون سارة، حبيبته: "هل تريدين مني ان ارافقكِ؟"

ابعدت عينيها عنه وتظاهرت بمسك هاتفها ودفع كرسيها الى مكانه وهي تقول: "لا داعي لذلك، لن أتأخر".
نظر كريستيان مباشرة إلى آدم، فوجده يراقب ما يحدث بصمت حزين.
قال كريستيان: "كما تشائين!"

اطلق سراح طائرك وان احببته، فإن عاد لك بعد حريته فهو لك والى الأبد، وان لم يعد فهو لم يكن لك منذ البداية!

ولأول مرة منذ عدة اشهر يتوجه كريستيان الى نادي الملاكمة وهو غاضب، يذهب فقط ليفرغ شحنات غضبه في عمود الملاكمة.

كان يضرب بكل قوته، لا يمكن لسارة ان تكون هكذا، هو يعلم انها ستجيد التصرف، ولكن قلبه هو الذي لا يهدأ!

ايعقل ان يكون بعد كل هذا شديد الغباء ويحصل على ضربته الثانية في الحب والزواج!
أمن الممكن ان تكون قد تزوجت منه فقط لان لا ملجأ لها غيره؟ رجل غني سيوفر لها الاقامة والعمل والحياة المترفة هي وأخيها؟

الآن وقد اصبح لها ثروة من عمها، هل ستستغنى عنه! لم يعد ذو فائدة لها؟

لكم لكمة قوية وهو يفكر هل من الممكن ان تتزوج ابن عمها ذاك؟ صرخ بسبب الالم، يبدو انه آذى نفسه، جائه المدرب مسرعاً وامسك يده يتفحصها ثم قال: "يإلهي، كريستيان يبدوا انك كسرت اصابعك، ماذا حدث لك هل جننت".

كان الالم قوي وكريستيان يكز على اسنانه، وهو يقود السيارة بيد واحدة متجها إلى المشفى، عرض عليه المدرب ان يوصله ولكنه رفض.

بعد ان فحصه الطبيب، اخبره انه كسر في امشاط اليد، وسيأخذ الموضوع قليلا من الوقت للشفاء، ولكن ايضا عليه ان يمتنع عن ممارسة الملاكمة نهائيا، لان المكسور لا يعود قويا كما كان.



سارة؛

جالسة في السيارة بتوتر، عليها مناقشة جميع التفاصيل مع السيد خالد، ستحاول التوصل معه لشيء جيد.

جائت امام عينيها صورة عيون كريستيان، لطالما فهمها من نظرات عيونها وصوتها وكأنها كتاب مفتوح امامه، لقد كان غاضبا منها هي تعلم، ولكن هي لا تريد ان تضعه في موقف محرج عندما تناقش مسألة زواجها من وائل مع السيد خالد، لا تريد له ان يشعر بالاستياء، فهو من ساندها في محنتها وآمن بطيبتها عندما ظلمت.

وصلت الى منزل آل العامري وطلبت من سائق العائلة ان يقوم بإنتظارها.
لم تتصل بهم ولم تأخذ موعدا، ربما هذا غباء منها لانها فعلت اول فكرة خطرت لها اول ما استيقظت من نومها، اذا كان ذاك يسمى نوم.

وقفت امام الباب مترددة هل تقرع الجرس ام لا، ربما لا يستيقظون في الصباح الباكر. وفي النهاية قررت قرع الجرس.

بعد مدة قصيرة فُتِح الباب، كان نوا هو من فتح الباب، وعندما رآها تفاجأ في البداية ثم ما لبث ان تمالك نفسه وقال: "انا اسف، لم اعلم ان اهلي كانوا يخططون لفعل هذا بالامس، لم اكن اعلم حتى انكِ ابنة عمي، لم اعلم ان لدي عم في الاساس، تصوري!"

ابتسمت سارة ابتسامة مختصرة وقالت: "لا عليك"
نوا: "ان سالي مستائة كثيرا، لقد طردتني من المنزل البارحة، تعتقد ان لدي علم بالامر."

جاء صوت من خلف نوا، صوت نسائي يقول: "نوا! تحلى بأخلاقك العربية عزيزي وادعوا ضيفتنا للدخول."

كان نوا يبدوا مواطنا امريكيا تماما حتى انه لا يستخدم اللغة العربية نهائيا.
قال بخجل: "آسف، تفضلي".

دخلت سارة لتجد السيدة عاتكة هي من كانت تتحدث من خلف الباب، حيتها بحرارة ثم قالت: "اعتذر عن تصرف ابني نوا، عندما تغضب منه سالي يصبح هستيريا بعض الشيء."
نوا بإعتراض: "امي!"

ثم دخل وتركهم، فقالت سارة: "انا التي يجب ان اعتذر، لقد اتيت دونما موعد، وفي الصباح الباكر ايضا."
عاتكة: "لا بأس عزيزتي، مرحب بكِ في اي وقت فهذا منزل عمك".

احست سارة بطيبة المرأة ولكنها اصرت على توضيح نفسها فقالت: "لم يكن لدي اي من ارقامكم لأتصل بكم، ولم استطع الانتظار اكثر، فليس كل يوم يجد الانسان نفسه لديه اقارب وعائلة بعد ان كان مقطوع من شجرة."

عاتكة: "حسنا عزيزتي، عمك خالد جالس في الشرفة، ما رأيك ان ننظم اليه، سيسعد كثيرا بزيارتك، فلقد تعب كثيرا ليلة البارحة، للحظة ظننته سيفارق الحياة."

قالت عاتكة جملتها الاخيرة بحزن شديد، فجائها صوت من خلفها يقول: "لن تتخلصي مني بسرعة يا إمرأة!".

اسرعت اليه عاتكة تسنده وهي تقول: "لم نهضت من مكانك؟"
السيد خالد: "اخبرني نوا انها هنا فلم اتمالك نفسي"
وعلى غير المتوقع بدأ الرجل يبكي، يبكي كبكاء الاطفال، مم وتر سارة وجعلها لا تعرف كيف تتصرف، ربما مجيئها بدون موعد مسبق كان خطأ!

بين شهقاته قال: "انتي من لحم ودم اخي عمران، جزء من عمران يقف امامي، لا اصدق عيناي."

اخذت زوجته تهدأ من روعه وهي تقوده نحو الشرفة مرة اخرى، وسارة تمشي خلفهم، المنزل يسبح في الهدوء، يبدو ان الجميع نيام، هي تعلم ان لديها الآن بنات عم، هل سيتقبلنها ويصبحن صديقات؟

ولكن ماذا يهم، هي أتت لغرض التفاوض لا اكثر، ستحاول فعل كل ما يرضي والدها الحبيب وهو في قبره لتسكن روحه وترتاح. وايضا مصلحة آدم، دائما ما كان آدم بين عينيها تريد له مستقبلا جيدا، تعويضا عن طفولته التي سرقت ويتمه المبكر بسبب الحروب اللعينة.

جلس السيد خالد وهو يسعل بشدة، فقدمت له زوجته كأس من الماء ودواء ما، وقالت له: "لا ترهق نفسك، ان صحتك لا تسمح".
نظرت الى سارة وتابعت: "بم ان ابنة اخيك هنا اذا فهي جاهزة للتفاوض فلا تقلق."
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي