56

(النهاية)

ان طالت غيمتك السوداء لاتقلق، فالغيوم السوداء محملة بالغيث النافع!

يشعر كريستيان ان الطريق قد طالت وهو في سيارة جاك متجهين الى منزله. وقلبه يعتصر ويدعوا الله ان لا يكون قل حدث مكروه لأي من زوجته واخته!

رن هاتفه مجددا وكان رقم سارة، اجاب فورا بصوت خائف: "نعم"
فيرونيكا: "لا تحاول الاتصال بالشرطة ولا ان تأتي ل
الى المنزل"

كانت فيرونيكا قد علمت بوجود كريستيان في السجن من احدى خادمات آل كريستيان الذي اغرتهم بالمال، فقررت ان تنفذ انتقامها، وعندما دخلت اعتقد حارس الامن الجديد في منزل كريستيان الجديد انها الممرضة، فهو لم يقابل فيرونيكا سابقا.

كانت خطتها بأن تقتل ميليسا وتلبس التهمة الى مايكل، وبعدها تلتفت الى سارة ايضا. ساعدت مايكل بمعرفة اخبار ميليسا والعودة اليها عن طريقة خادمة جاسوسة تنقل لها الاخبار اولا بأول.

وعندما فشلت خططها، قررت الانتقام بنفسها، وها هي تحصل على انتقامها.

"ارجوكِ لا تؤذيهما، سأحقق لكِ كل مطالبك" قال كريستيان.

"هما بخير، فقط سارة زوجتك العزيزة كانت تتذاكى وحاولت ان تكون شجاعة" قالت باستهزاء

تذكر كريستان حمل سارة وشحوبها فانقبض قلبه كثيرا
"ان اقتربت من باب المنزل سأقتلهما بلا تردد" واقفلت الخط.

كانت سارة تتألم بسبب ضرب فيرونيكا لها بمؤخرة المسدس على ذراعها عندما حاولت انتزاعه منها.
جيد ان تلك الرصاصة لم تصب اي منهما.

مرت الدقائق وهم على نفس الوضعية.

اما كريستيان وجاك فاتصلا بالمفتش الذي ما ان سمع حتى جاء مسرعا، واقفون على بعد دقائق من المنزل والمفتش يخبرهما ان يحاولا الهدوء والتركيز.

"لقد كنا نشك بها عندما لاحظنا تردد خادمة من منزل والدك على شقة فيرونيكا" قال المفتش.

"لما لم تقبضوا عليها؟" صرخ كريستيان.
قال المفتش: "كانت مجرد مشتبه به"

فقال جاك: "وها هي المشتبه الوحيد"
ادرك كريستيان ان جاك لم يكن هو من يحاول قتل اخته بعد كل شيء!

كانت اتصالات فيرونيكا متكررة ومهددة ولكنها لم تقل مطالبها.
"ما ان يفتح احد ما باب المنزل سأطلق الرصاص على راسيهما"

نظرت ناحية سارة وميلسا بغل وحقد وقالت: "بسببكما فقدت منزلي وزوجي، كنت اريد التخلص منكما واستعادة ماهو لي"
وعندما كانت تتحدث عن احقادها، لمحت من النافذة شرطي تحرك بسرعة واختبأ تحت اسوار الحديقة.

اخذت الهاتف واتصلت بكرستيان: "هل تذاكيت واحضرت الشرطة؟ اذا انت تستغنى عنهما"

كذب كريستيان قائلا: "لا لا يوجد اي شرطي" وفتح الكاميرا ووجهها نحوه ونحو جاك ولم يكن هناك سواهما في الارجاء امام المنزل.

نطف قلب ميليسا عندما رأت جاك، اغرورقت عيناها بالدموع.

رمت فيرونيكا الهاتف على وجه سارة التي امسكته قبل ان يضرب وجهها.
التفتت فيرونيكا نحو النافذة لترى جيدا نحو الخارج وهي تقول: "اي حركة منكما انت ما الاثنتان سأطلق عليكما النار!"

وبينما هي منشغلة فتحت سارة هاتفها وارسلت الى كريستيان رسالة:
_ "كريستيان".
سمع كريستيان صوت الرسالة ففتحها ورد بسرعة.
_ "سارة؟"
_ "انا خائفة!"
_ "لا تقلقي، سأنقذكم اعدك"
_ "انا احبك كريستيان، ولم اكن لأوافق على وصية ابي، لم اطلعك بالامر لانني اعلم كم تحبني وتغار عليا"
_ "وانا احبك، الشرطة هنا وسنخرجكم"
كانت سارة تكتب وتراقب فيرونيكا في الوقت ذاته.
"انا حامل!" كتبت ذلك واغرورقت عيناها بالدموع.

رأتها فيرونيكا فأخذت الهاتف منها قبل ان تستطيع سارة اقفال المحادثة!

قرأت فيرونيكا المكتوب بغضب شديد، ثم شدت سارة من شعرها وهي تقول: "حامل اذا؟"
ثم اضافت بغل: "سنهتم بهذا الان"

فتحت الكاميرا على تسجيل فيديو وبدأت تضرب سارة بمؤخرة المسدس على رأسها حتى نزف رأسها وسقطت مغشي عليها، ثم ركلتها على ماعدتها وميليسا تدفعها وتبكي وتحاول مساعدة صديقتها!

وجهت فيرونيكا المسدس على سارة وقالت الى ميليسا: "اجلسي او اقوم بقتلها"

جلست ميليسا ودموعها نهر من اجل سارة.
ارسلت فيرونيكا الفيديو الى كريستيان، الذي جن جنونه عندما رآه.
ثم ارسلت له رسالة تقول فيها: "مبارك عليك فقدان الطفل"!

حاول جاك والمفتش تهدئته، فلا وقت للانهيار.

امسكت فيرونيكا ميليسا من شعرها وتقول: "انهضي ايتها الغبية"

دفعتها امامها الى سطح المنزل ثم اتصلت ثانية لكريستيان وفتحت الكاميرا وهي تقول: "ها هي اختك المسكينة على السطح، سأرميها منه ان لم توافق على شروطي"

كانت الشرطة تتحرك في هذه الاثناء لتطويق المنزل.
كريستيان قال بخوف حقيقي: "سأفعل كل ما تطلبين"

قالت: "اريد ان تكتب لي نصف ثروتك، حقي الذي سلبته مني، اتذكر؟"
فرد كريستيان ببصيص امل: "سأكتبها لكِ كلها، فقط ارجوك....."
ولكن فيرونيكا قالت بغضب: "انتظر، انتظر لقد اخبرت الشرطة!!! حسنا اذا لا اتفاق، انتظر حتى تستلم جثتهما!"

اقفلت الخط، وهي ترى من فوق السطح المكان كله محاصر بعناصر الشرطة.
"ستموتين اليوم يا ميليسا العزيزة!"

في هذه الاثناء تحرك اثنان من رجال الشرطة الى داخل المنزل ومعهم جاك.
كريستيان بقى في الخارج لكي تراه من السطح ويحاول التفاوض معها.

وصل جاك ومعه شرطيان من قوات العناصر الخاصة الى داخل المنزل، وجدوا سارة ملقاة على الارض، اقترب منها احد الشرطيان ولمس نبضها، ثم تحدث من خلال الجهاز الذي معه وقال: "المرأة الاولى تنزف اطلب من المسعفان ان يدخلا الطريق آمن"

سمع كريستيان ذلك فاعتصر قلبه وادمعت عيناه، ولكن لا يستطيع ترك مكانه من اجل سلامة اخته ايضا.

كان ينظر ناحية باب المنزل بخوف شديد، وهو ينتظر اخراجهم لسارة، واخيرا تم اخراجها ونقلها الى سيارة الاسعاف.

كانت عناصر الشرطة تطوق المنزل، وسيارتا اسعاف وبعض الصحفيين الذين ما ان سمعوا الخبر حتى هرولوا اليه.

قالت فيرونيكا: "تجهز كريستيان لترى جثة اختك على الارض، فأنا لم يعد لي شيء اخسره، لقد تم تشخيصي بمرض نقص المناعة، وحياتي انتهت في الاساس"

كان رجلا الشرطة وجاك قد تسللوا من الدرج الى ان وصلوا الى السطح خلف فيرونيكا ولكنها لم تشعر بهم، الى ان داس جاك على شيء ما يصدر صوت.

التفتت فيرونيكا وكان الشرطي نبيه جدا فأطلق طلقة نحو رأس فيرونيكا مباشرة، واختل توازنها وهي ممسكة بميليسا التي صرخت، وفي لمح البصر نظر الشرطي الاخر وجاك الى بعضهما ثم انطلقا نحو ميليسا التي جذبتها فيرونيكا معها وهي تسقط من فوق السطح!

الا ان الشرطي امسك ميليسا في آخر لحظة وجاك وصل بجانبها ودفعها اليه، فسقط ثلاثتهم على سطح السقف وسقطت فيرونيكا ميتة على سطح الأرض.

خيل لكريستيان انها ميليسا التي سقطت، فأسرع نحو الجثة فجاءه صوت جاك من السطح يضحك بسعادة ويقول: "لقد نجحنا يا كريستيان، نجحنا"

تم نقل سارة الى المستشفى، كان لديها نزيف خفيف غير مخيف، ولكن ضربة رأسها هي القوية وستبقى محتجزة يوم في المستشفى للاطمئنان عليها وعلى الجنين.

مر يومان الامور بدأت تتحسن، الا ان جاك كان مختفي!

كريستيان وسارة فتحا موضوع عمها ووائل، فأخبرته انها رفضت الزواج من وائل منذ اول لحظة تم عرض الموضوع عليها، هي متأكدة ان والدها اساسا لو كان على قيد الحياة لن يريد لها زوج غير كريستيان.

هي فقط لم تشأ ان يشعر بالحساسية اتجاه الوحيدون الذين اصبحوا في حياتها من اهلها.
واما وائل الى العكس فقد تقبل الامر وهو سيتزوج من امرأة ارملة لها طفلان فهو لا ينجب الاطفال.

احس كريستيان انه غبي، وان فترة الفراق التي فرضها عليهم لم تكن الا مضيعة للوقت.

واما جاك، فقد خشي ان لا تسامحه ميليسا، فإختفى من جديد ولكن هذه المرة داخل منزله.
حتى جاءه اتصال من كريستيان، اخبره فيه ان عليه توضيح نفسه الى ميليسا وان هذا حقها، فهو يرى اخته منعزلة وحزينة.

كانت جالسة بمفردها في الحديقة الخلفية ممسكة بكتاب ما تقرأه، حتى اشتمت رائحة العطر المألوفة لديها، رفعت رأسها لتجد جاك ينظر لها.

"هل تسمحين لي بالجلوس؟"

هزت رأسها موافقة، هي ممتنة له لإنقاذها، ولكنها باتت تعلم انه لا يحبها، هي فقط تشبه حبيبته الميتة!

قال بصوت حزين يحاول ان يجعله طبيعي: "انا لا اعرف ما الذي عليا قوله، ولكن كل ما قد قالته مارينا كذب"
نظرت له ميليسا ونظراتها كلها لوم وعتاب.
ثم قالت: "احقا كله كذب؟ حتى انك كنت خاطب كذب"
قال مدافعا: "وماذا في ذلك؟ انتي كنتي مخطوبة!"

رفعت حاجبها تستنكر قوله بأن يشبه الامرين لبعضهما وقالت: "انا لم اقم بتخبئة مثل هذا التفصيل المهم، وانا خطيبي السابق انفصلت عنه، ولم يمت ويتركني اعيش في حبي له!"

كانت تحاول جرحه بكلماتها علها تضمد بعضا من الجروح التي سببها لها.
وعلى غير المتوقع بالنسبة لها حيث انها ذكرت عزيزته بهذه الطريقة، ابتسم لها وقال: "كل ذلك في الماضي، نحن اولاد اليوم"

سكت قليلا ثم بدأ يحكي لها قصته مع سيرينا، وكيف اكتشف مؤخرا انها كانت تستغله لكي تتستر على علاقتها بزوج اخته، وانه كان يلوم نفسه معتقدا انه لم يكن حاميا جيدا لها.

ولكن ما ان علم بالحقيقة لم يحزن، وعلى العكس من ذلك فقد احس ان جبلا ثقيلا من الهم وقد انزاح من على ظهره!

كان الصدق يخرج من عينيه، لا مجال للشك في صدقه، ولكنها كانت مجروحة بسبب استغلاله لها في المقام الاول وكذبه عليها.

نهضت واتجهت إلى داخل المنزل وتركته جالس بمفرده، ففي نظرها الذي قاسته كثير عليها جدا، وتحتاج وقتا لكي تشفى منه، حتى انها بدأت جلساتها مع الطبيب النفسي.

جاء مايكل ليزورها بعد ان علم بم حدث معها، كم هو طيب هذا المايكل، فبعد كل ما حدث معه بسببها لا يزال يطمئن عليها.
جاء بصحبة خطيبته المحامية التي كانت ممسكة قضيته، وزفافهما بعد اسبوع وقد قاما بدعوتها.

اما والديها فقد جن جنونهما عندما شاهدا الاخبار ذلك اليوم، وكانا سيعودان في اقرب رحلة، الا ان كريستيان طلب منهم الا يأتوا فقد انتهى كل شيء على خير، ووالدته كيف خرجت من عمليتها وعليها ان ترتاح قي المنتجع، وبعد اصرار كريستيان وحديثهم الى ميليسا وسارة اطمئنوا وبقوا لتكمل سوزي رحلة علاجها.

اما جاك فبعد ادة ايام جاءه اتصال من مدربه ليقول له: "لقد تم تفعيل عضويتك مجددا، ولديك مباراة في الغد ان كنت جاهز!"

فعاد جاك الى عالم كرة السلة اقوى واشهر من ذي قبل، حتى ان الفرق كانت تتهافت عليه لتضمه اليها.

فبعد ظهور تلك الفيديوهات عن انقاذه لميليسا، وثبوت ان لا ذنب له في ما تم تلفيقه من اكاذيب من جانب مايكل اصبح مشهور على مواقع التواصل الاجتماعي.

خصوصا بعد اعتراف خادمة عائلة جراي عن عملها جاسوسة لفيرونكا وتسهيل كل شيء لها لتقوم بأفعالها، وايضا اعطائها تفاصيل يوم العائلة كاملة.

حتى ان مايكل انزل اعتذارا رسميا له عبر فيديو نشره على صفحته الشخصية.
وقال سابقا للشرطة ان فيرونيكا هي من اعطته الامل في العودة الى ميليسا، واخبرته ان ميليسا بحاجة اليه وانها تعيسة بدونه وكانت تعطيه معلومات عن ميليسا و اماكن تواجدها، فظن انها كانت تريد المساعدة! ولكنها كانت تريد تقديمه كبش فداء فوضعت كل تلك الاشياء في منزله ليتم ادانته!

وبعد ان استقرت الامور تعرف جاك على اصدقاء كريستيان من المسلمين وبدأ الذهاب باستمرار الى صلاة الجمعة، ويحافظ على صلاته اليومية. ونشأت صداقة بينه وبين كريستيان.

كانت اليوم مباراته مهمة جدا، وقدم افضل ما عنده وضع كل طاقته وشغفه بكرة السلة في هذه المباراة، وقد توجت بالفوز.

بعد انتهاء المباراة تجمع حوله المعجبون والمعجبات، يرد على تساؤلاتهم يوقع لهم وغيره من امور المشاهير، حتى رآها من بعيد، واقفة في زاوية بعيدة وكأنها تنتظر ان ينتهي ازدحام المعجبين.

استأذن من الحشد المتجمهر حوله واتجه اليها، وقف امامها بارتباك وكانت هي ايضا مرتبكة.

طلب منها ان يذهبا الى حيث التقي اول مرة، في المقهى المفضل لها، مقهاه الفرنسي.

"لقد كانت مباراة مذهلة، مبارك لك الفوز!" قالت ميليسا.
فرد عليها قائلا بحماس، فقد كان مستبشرا بقدومها اليه خيرا: "ينقصني فوز واحد لاكمل الفوز الذي حققته في حياتي!"

ميليسا رفعت حاجبها وهي تقول: "هل لي ان اعرف الفوز الذي حققته!؟".

قال بتأثر حقيقي: "جميع النعم هي فوز، واعظمها اسلامي".
ثم اضاف: "وان كنتِ في حياتي ستكتمل لدي كل ما اتمناه في الحياة"

نظرت له بتأثر حقيقي ثم قالت: "ولكن بعد كل شيء علينا ان بدأ من جديد، يحب ان اثق بك مجددا جاك!"

نظر لها والحزن مخيم فوق ملامحه وهو يقول: "لا استطيع ان اكون في اي علاقة خارج الزواج مع اي امرأة، حتى وان كنتِ انتِ، ليس وبعد ان دخل النور الى قلبي!"

ميليسا: "ولكن جاك، انا لا استطيع ان اثق دون ان اي عمل جاد من ناحيتك على اثبات ذلك!"

قال ونبرت الصدق في صوته ترن: "اجل اعلم، وانا لا اريد ان اخسرك، ولكن حبي الى الله يفوق اي حب في قلبي، لن افعل شيء يخسرني الحب الاعظم في حياتي، ربما اكون لا اطبق الدين حرفيا ولكن قلبي يفعل يا ميليسا!"

نظرت له بإعجاب شديد، احست انه رجل يعتمد عليه حقا، ويستحق فرصة اخرى في حياتها، قالت بهمس: "اذا فلنتزوج!"

فتح عينيه على اتساعهما من الصدمة، صدمة جميلة.
اخذته على حين غرة فالتمعت عينيه بالتسلية وضحك ضحكته الهوليوودية الجميلة، ثم قال: "هل انتِ جادة؟ كنت فقط منذ ثوانٍ او دقائق تخبرينني انك تحتاجين الى الثقة بي!"

اجلت حلقها وقالت: "اجل، قلت ذلك، ولكني رأيت اخلاصك لمعتقداتك وصراحتك، ومن يفعل ذلك فهو يستحق الثقة، اليس كذلك ياجاك!؟".


بعد ثلاثة اشهر؛

كان زفافاً بسيطاً ورائعا، مملوء بأجواء الفرح والسعادة والقلوب المتصافية.

ارتدت فيه ميليسا ثوب زفاف ناعم وبسيط يتماشى مع طيبتها وملامحها البريئة.

كانت وثيقة الزواج على الطريقة الاسلامية، بالرغم من ان ميليسا مسيحية الا ان جاك مسموح له بالزواج منها.

اول من تقدم منها يقدم لها التهاني كان مارينا اخت جاك، ثم بدأت بالبكاء والاعتذار، اصبحت تتعالج بجلسات مكثفة عند طبيب نفسي مختص، وقد ساعدها جاك في محنتها كثيرا.

ثم تقدما منه والديه بالتبني، كان نسخة مصغرة من والده بالتبني، لن تحزر ابدا انه ليس من صلبه الا اذا اخبروك بذلك، حتى ميليسا لم تصدق في بادئ الأمر عندما اخبرها.

ثم جائت سوزي وهي تكاد تطير فرحا بزواج ابنتها بعد كل هذا العناء والمصائب التي تتالت عليها سابقا، الا ان سوزي لم تكن الا وتزداد جمالا، فقد نجحت عملياتها وتحسنت نفسيتها وزادت علاقتها بزوجها قوة ومثانة.

وجورج شعر ككل اب ان ابنته يتم اختطافها منه، ولكنه كعادته لم يبح او يظهر مكنونات قلبه لأي احد!
الا ان عائلته تعرفه جيدا، فاقتربت منه ميليسا وهي تقول: "بابا، يا سندي في هذه الدنيا"

احتضنها وتوجه بالحديث الى جاك قائلا: "لديك فرصة واحدة معها فقط، والا سأستعيدها احسن التصرف"

ضحك الجميع، فقد كانت مشاعر جورج الابوية وغريزته الوقائية اتجاه ابنته متضحه تماما مهما حاول اخفاء مشاعره.

كانا سارة وكريستيان كعصفوري حب، وفي قمة سعادتهما خصوصا ان بوادر الحمل بدأت بالظهور، وعلاقتها بمنزل عمها ممتازة، وهم يحبون كريستيان.

وقفت سالي ترش الورد على صديقتها ونوا يمشي خلفها وهو ممسك الطفلين.

كان الجميع في قمة سعادتهم، حتى ان مايكل ارسل هو وزوجته الازهار البيضاء الى ميليسا وجاك، ولكن لم يستطيعا الحضور فقد كانوا في شهر عسلهما.

واقف ينظر من بعيد، وابتسامة حزينة على شفتيه، يرى الجميع مستقر ما عداه، اصبح عمره في نهاية العاشرة الآن ويتمنى لو ان له منزلا يأويه، صحيح انه سعيد في منزل اخته سارة، ولكن لا يشعر بالانتماء اليه.

او ربما هو فقط يخشى ان تتغير اخته سارة بعد ولادة طفلها ويقل اهتمامها به.

"آدم، آدم تعال الى هنا وتصور معي ايها الشقي" نزع افكاره السلبية واتجه راكضا نحو ميليسا ليتصور معها، كانت مثل ملاك ينقصها جناحان.

اصطفوا جميعاً بجانب العروسين لأخذ صورة تذكارية جماعية، كان الجميع فيها سعيد.

النهاية



ملخص الجزء الثالث؛

ضاربا بعرض الحائط كل القواعد والقوانين التي عرفها، يشعر بالوحدة رغم وجود الجميع حوله.

اليس الغريب غريب في وطن ليس له!
حنين يستشيط داخله لأسرة دفنتها الايام تحت تراب الارض تحت مسمى الموت.

متمردا على ظروف حياته، يحاول خلق محيط آمن له بتجنب المشاعر والاحاسيس.

آدم، ذلك الفتى الذي تيتم وتهجر منذ الطفولة، شب واصبح ع مشارف مرحلة الشباب، ولكنه يرفض واقعه ويسعى للتغيير!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي