38

(الزائرة المفاجئة)

اصبح وجه ميليسا متلون بجميع الالوان بعد ان قالت الخادمة ماي ماقالته.

وجاك تبدو ابتسامة مستمتعة على وجهه.
قال جاك: "يبدو ان ميليسا كانت مشغولة بالاستماع خلف الباب!"

نظروا ناحيته الجميع بصدمة لجرأته ثم انفجروا جميعهم ضاحكين ماعدا ميليسا، حتى ماي كانت تضحك معهم، وعندما نظرت لها ميليسا بغضب خرجت مسرعة عائدة الى المطبخ.
ميليسا: "أرى انك تستمتع بالامر جاك"
جاك: "في الحقيقة سأستمتع اكثر لو تذوقت من كعكتك"
ميليسا قالت بغضب لأنها تعلم انه يحاول ايقاعها: "الا تسمع؟ لقد احترقت"
جورج وهو يحاول تلطيف الاجواء: "ميليسا حبيبتي ان جاك قرر المساعدة"
ميليسا: "وانا لا اريد مساعدته"
كانت والدتها تراقب بصمت فهي تعلم ان ميليسا ان غضبت فيفضل الصمت.
جورج: "ماذا؟ ولكنك انتِ من اصر على ان اقابله ونقبل مساعدته"
ميليسا: "حسنا ابي، لقد غيرت رأي"
وقف جاك وقال: "ميليسا، لا تتصرفي كالاطفال، لقد كنا نمزح فقط"
لم نظرت له ثم قالت: "افعلوا ما تريدون" وخرجت.

لما يجب ان يكون لئيما هكذا! ستنال منه قريبا، لن تمررها له.
خرجت تمشي في الحديقة بغضب ولحقها جاك قائلا: "انا اسف"
لم تجبه وانما استمرت في السير وهو لحقها.
"انا أسف، لم اقصد ازعاجك كنت فقط امزح والطف الاجواء" قال جاك.
توقفت عن المشي والتفتت اليه تقول: "لا بأس، ربما انا فقط متوترة اكثر مم يجب."
قال لها بمزاح: "لا ليس اكثر مما يجب، فأنا ايضا ان تعرضت لتهديد بالقتل ومحاولة قتل بالفعل، سأتوتر."

تمشيا قليلا في الحديقة ثم استأذن جاك فلديه اعمال سيذهب اليها.

جورج؛
يخاطب زوجته بقليل من الحدة كما لم يفعل من قبل، منذ ان رأى ذلك التهديد في غرفة ابنته وهو متوتر، وعندما اخبرهم المفتش انها تعرضت لمحاولة قتل بالفعل طار عقله.

- "عليكِ التقرب من ابنتكِ بشكل افضل، لا يعقل ان لا تعلمي من هم اصدقائها، نحن لا نعرف سوى سارة وميليسا"

دقات متتالية على باب غرفة الضيوف حيث تركهم جاك جالسون، لقد كان الحارس سام ويحمل في يده بطاقة ذاكرة.
اخذها جاك وقام بوضعها في الحاسوب المحمول الذي امامه.
تجمعوا حول الحاسوب جورج وسوزي وسام، انها فيدوهات كاميرا المراقبة في جراج السيارات، كان سام قد بحث في جميع الفيديوهات مسبقا حتى وجد هذه المقاطع الملفتة.

كان شخص ملثم من رأسه حتى اصغر اصبعه، ضئيل البنية نحيف، وقف داخل الى جراج السيارات الكبير وبدأ في البحث بين السيارات العديدة حتى وصل إلى سيارة ميليسا.

وعندما وصل إلى سيارة ميليسا نظر في اتجاه الكاميرا، كان يلبس نظارات داكنة تخفي عينيه ولكن ليست معتمه، فمن الصعب التعرف عليهم.

كان ينظر الى الكاميرا مباشرة، حيث وجهه ملتفت الى الكاميرا، لوح بيده الى الكاميرا ثم اشار الى السيارة.
سام: "انه يوصل رسالة ما"
وضعت سوزي يديها على فمها لتكتم صرخة، فهذا دليل واضح على نية القتل عن سبق اصرار وترصد.
ووضع جورج يديه على رأسه وقال: "يا الهي!"

اقترب من السيارة وانزل حقيبة سوداء صغيرة من على ظهره، واخرج منها مفتاح كهربائي لفك براغي عجلات السيارات.
سوزي: "يا الهي العزيز".
وبدأ في فك البراغي، والعجيب انه لم يكن يخشى ان يدخل عليه احد.
وقد لاحظ جورج ذلك فوجه حديثه الى سام قائلا بغضب: "هذا المجرم يبدو انه مرتاح وغير مرتبك وهو يقوم بعمله! اريد ان اعرف اين كنت انت؟"
قال سام بإرتباك: "لا اعلم سيدي كيف ان هذا المجرم يفعل ذلك بثقة، واعتقد انني نائم في ذلك الوقت فالساعة تشير الى 3:00 صباحاً، بعد منتصف الليل."

دقق جورج النظر في مؤشر الساعة المشير الى وقت تسجيل هذا الفيديو.
اكمل سام قائلا: "انه موعد نومي يا سيدي، فأنا اقوم بالتأكد من اغلاق البوابات ومن ثم اخلد الى النوم."
سوزي كانت تراقب بصمت.

اكملوا مشاهدة الفيديو، المجرم اخذ لون كتابة وبدأ بالكتابة على السيارة، وبعد ان انتهى التفت الى الكاميرا وقام بالاشارة الى الكاميرة بإصبعه وكأنه يقول "انت" ثم مرر اصابع يده على رقبته بإشارة للذبح.
كانت رسالة بالاشارة تقول "انت ستُقتل".
سوزي: "يا الهي يجب ان لا ترى ميليسا هذا."

جورج احس بنخصة في صدره فوضع يده على قلبه ثم قال: "اجل يجب ان لا تراه".
تعبت سوزي من الوقوف بسبب الكسر في قدمها.
سوزي: "هل لنا ان نجلس؟"
وقف جورج من كرسيه الذي كان يجلس عليه، حيث كانا سوزي وسام يقفان خلفه.

وقف جورج قائلا: "تعالي عزيزتي اجلسي مكاني، هذا المشهد جعلني انسى نسيت قدمك."

جلست سوزي وبدأو يشاهدون المقطع الثاني.
يظهر من الكاميرا التي موضوعة في عمود الكهرباء في الحديقة، ان هناك شخص تسلل الى داخل الحديقة، يبدو انه نفس الشخص الذي كان في جراج السيارات، حتى ان التوقيت نفسه، وكأنه يعلم ان سام يكون نائم في مثل هذا الوقت.
ثم اتجه مباشرة إلى المرآب حيث هناك سلم يطوى، اخذ السلم ووضعه امام شرفة ميليسا، يبدو انه يعلم اي شرفة هي شرفة ميليسا بالضبط.

صعد السلم ببطئ شديد وحذر، انه يخشى ان يوقظ احد ما من سكان المنزل، وكانت على ظهره حقيبة ظهر.
بقى قليلا داخل الشرفة، حيث ان كاميرات المراقبة لا تغطي الشرفات من الداخل، ولا يوجد كاميرا مراقبة في الشرفة.

نزل بهدوء شديد وهو متشبث بالسلم وكأنه يخشى السقوط، تنفس عميقا بعد ان وطئت قدميه الارض، ثم لوح للكاميرا بيده وارسل قبلة في الهواء.

جورج: "يبدوا ان مجرمنا لديه رهبة خوف من الاماكن المرتفعة او من الصعود على السلالم."
سوزي: "انها إمرأة."

نظر اليها كلا من جورج وسام.
جورج: "ماذا؟"
سوزي: "حركاتها وطريقة ارسالها للقبلة تقول ذلك."

سام: "ولكن الشخص ملثم ولا نستطيع الجزم، وحتى ملابسه تبدو اكبر من حجمه بضعفين، لذا لا نستطيع ان نجزم ياسيدتي."

سوزي: "انا متأكدة من ذلك."
جورج: "سنأخذ تسجيلات الكاميرا الى المفتش وسنرى ما سيقوله، ولكن الشي الذي انا متأكد منه هو ان هذا المجرم يعرف تفاصيل دقيقة جدا في منزلي."
سوزي: "اجل لقد لاحظت ذلك!".
جورج: "انه او انها يعلم مواعيد نوم حارس الامن سام، وكما يعلم بالضبط اي شرفة هي شرفة ميليسا وايضا ما يثير الغرابة انه يعلم اين مكان السلم".

سام: "اجل كلامك صحيح سيدي، وقد لاحظت انه لم يستغرق وقتا في البحث عن السلم انما ذهب واحضره."
جورج: "ويعلم مكان الكاميرات ايضا".
سوزي: "تقصد انه شخص يعيش بيننا. اليس كذلك؟".
جورج: "ربما نعم وربما لا، سنتصل الآن بالمفتش ليحضر فورا."
سوزي: "يجب ان لا ترى ميليسا التسجلات، خصوصا التسجيل الاول، تسجيل جراج السيارات، انه مرعب."


ميليسا ؛

في هذه الاثناء كانت ميليسا قد فتحت باب غرفة الضيوف ودخلت بعد ان رحل جاك، ولكنهم لم يلاحظوها بسبب انشغالهم بتحليل ما شاهدوه.

ميليسا بحزن: "لا تقلقي يا امي لا اريد ان ارى ذلك حتى وان لم تخبؤوه."

كانت سوزي في حالة من الانهيار على عكس جورج الذي كان متماسك.
وقفت ومشت وهي تعرج على قدمها المكسورة، واسرعت لها ميليسا، احتضنتا بعضهما البعض وكانت سوزي تبكي وفي حالة من البؤس، وعلى غير المتوقع كانت ميليسا متماسكة.

"لا تقلقي يا امي، سأكون بخير." قالت ميليسا تطمئن والدتها، ثم نظرت الى والدها وقالت: "انا اعلم بم ان ابي معي فلن يحدث لي شيء."
مسحت سوزي دموعها، وقال جورج: "اتمنى ذلك عزيزتي، وسوف يأتي فريق من الامن لحراسة المنزل الى ان يتم البحث في هذه القضية."
سوزي: "سيرسل لنا جاك فريق امن لشركة ممتازة كما اخبرنا، انه حقا شاب جيد."

جورج: "لا اثق به."
نظر الجميع ناحيته، وقال سام: "ولكنه يحاول المساعدة، سيدي!"
جورج: "انني لا اثق به لا يعني انه شخص سيء، ولكن نحن لا نعرفه جيدا، يجب ان لا نعطيه الثقة المطلقة"
اما مليسا فكانت مشوشة ولا تستطيع الحكم على الامور، انما استمعت الى جميع الآراء فقط، كانت تشعر بالاحباط في الاساس، وهذا الحديث زادها احباطاً.

تلك ميليسا القوية المرحة الواثقة من نفسها بدأت تتصدع، فقد اهتز عالمها هزة عميقة أثرت على ثقتها بنفسها وعلى ثقتها فيمن حولها.

اصبحت ترى انها فاشلة في الحكم على الاشخاص، تعرضت على الخذلان من اغلب معارفها، في خلال دراستها الثانوية في ذاك الحفل اخذت اكبر ضربة من اقرب الناس، لا تزال تذوق مرارة ذلك اليوم الى اليوم، وثم خيانة مايكل لها والتي ينكرها ويقسم انها كانت صديقة اخته جاءت لكي تحكي له عن مشكلة مالية تخص اخته تاليا.
ومن ثم خطئها في الحكم على سارة حبيبة قلبها، مما اثر على سارة التي كانت في امس الحاجة اليها.
انها ترى نفسها لا تجيد الحكم على البشر من حولها ويسهل خداعها، وهذا ما كانت ت خبرها به والدتها دائما، لقد كانت سوزي محقة.

استأذنت لتذهب الى غرفتها، لم تعلم ماذا تفعل في نهارها، هل ستبقى خائفة ومحتجزة طوال النهار هنا؟
بسبب معتوه ما ستوقف حياتها؟
ولكن من هو هذا الشخص المعتوه؟ هل هو مايكل؟ ام ربما يكون جاك؟ فكما قال والدها عليهم ان يسرعوا بالثقة به.

يكاد رأسها ينفجر من التفكير، ان تكون مهدد بالقتل امر مرهق ومدمر للاعصاب، فلا تدري ذلك المجرم المريض متى ينفذ تهديده.

قامت بالاتصال بكريستيان وسارة وتحدثت معهما قليلا، وقد اخبراها انهما سيعودان بعد اسبوعين.

اقفلت الخط وقررت النوم، ولكن جاءت الخادمة ماي ويبدو عليها الاحراج بسبب الموقف الذي حدث سابقا.
ميليسا: "لا داعي الى كل هذا التوتر والاحراج لقد كان موقفا مضحك حقا"
ماي بتوتر: "هذا صحيح آنسة ميليسا، ولكن انا هةا بسبب ان هناك زوار لكِ في الاسفل"
ميليسا: "زوار؟".
ماي: "اجل آنستي، ولكن والدك نبهني قبل ان يخرج ان لا اترك اي شخص بزيارتك حاليا، خصوصا وان لا احد في المنزل فوالدتك ذهبت لتراجع الطبيب من اجل قدمها".

الكلام استفز ميليسا وقالت: "ما هذا الهراء، هل انا مسجونة في المنزل؟ ابتعدي عن طريقي"

وخرجت مسرعة لتنزل الدرج نحو غرفة الضيوف.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي