26

الفصل السادس والعشرون؛

أمعن النظر عن كثب وانظر ببصيرتك لا بالبصر، حتى ترى الحقائق على صورتها الحقيقية، فلربما تكمن الحكمة حيث ما لا يظهر بالبصر.

كريستيان؛

يجلس داخل سيارته في موقف السيارات قرابة النصف ساعة.
متردد في الدخول الى المسجد!
يتسائل لم كل هذا التردد من اجل الدخول إلى مسجد، فهو ليس بشخص متردد في العادة!
واخيراً قرر النزول، مشى بخطوات ثابتة حتى لا يتراجع.
وصل إلى باب المسجد، رأى عدد من الرجال يصطفون في صفوف منتظمة، لا يسمع ما يقال ولكن يبدوا انهم يقومون بالصلاة او ما شابه!
ازاداد تردده في الدخول، وكأنه يشعر بالخوف، أيشعر بالخوف!؟ انه حقاً خائف.
صدمته هذه الحقيقة!
في النهاية، قرر التراجع ولا يعلم لماذا! سيعود غداً او في اي يوم آخر.
وهم بالتراجع والعودة الى سيارته ولكن شخص ما استوقفه قائلاً: مرحباً.
كان الشاب يبتسم في وجهه وكأنه البدر! تبدا عليه مسحة من الهدوء والالفة.
لم يتحدث كريستيان!
قال الشاب: انا فراس، اقوم بتدريس القرآن في هذا المسجد، وللأسف تأخرت على الصلاة، ولكن ربما تأخري شيء جيد لأقابلك!
ابتسم كريستيان ومد يده يصافح فراس: مرحبا، انا كريستيان!
فراس: اممم، كريستيان تفضل بالدخول، هل انت هنا لتعرف حول الاسلام؟
دخل كريستيان مع فراس وكان المصلين ينتهون من الصلاة.
كانت روحه ترفرف بين جنباته، وكأنها رأت حريتها امامها وتحاول اختراق ضلوعه للخروج لها.
كطائر حبيس في قفصه يرفرف لا يهدأ بعد ان رأى الجنان والانهار والبساتين امامه!

لا يفهم لما كل هذا، لما كل هذا التوتر الذي اصابه! لما ضربات قلبه لا تهدأ!؟.
كريستيان: لا في الحقيقة، لدي بعض الاسئلة واريد اجابةً عليها من المسؤول هنا.
فراس: حسناً، سأدلك على الشيخ يا كريستيان، تعال معي.
كان يتحدث معه ببساطة وبألفة عجيبة وكأنه يعرفه منذ زمن!

اتجها الى حيث الشيخ الذي كان جالس يدعوا الله.
بعد ان القى فراس التحية على الشيخ بدأ يخبره عن كريستيان، كانا يتحدثان بالعربية وكريستيان لم يفهم اي شيء مما يقال.
التفت فراس الى كريستيان قائلا وهو يبتسم: كريستيان، هذا هو الشيخ الذي سيجيب عن اسئلتك، انه يجيد الانجليزية، انا سأذهب لأصلي واتمنى ان تجد اجابات مقنعة لك وتفيدك.
ظلّ الشيخ جالسٌ ارضاً مكانه حيث كان يصلي.
قال الشيخ: اجلس يابني.
جلس القرفصاء قبالة الشيخ.
كانت ابتسامة الشيخ هادئة مريحة ماجعلت كريستيان يبدأ حديثه قائلا: اريد الارتباط بفتاة مسلمة وهي ترفض ذلك!
لم يتحدث الشيخ انما اطرق رأسه وكأنه يفكر ثم بعد قليل قال: هل انت على دين؟
كريستيان: نعم، انا مسيحي.
الشيخ: وتقول ان الفتاة مسلمة!
كريستيان: نعم هو كذلك.
الشيخ: اسمعني جيدا يا بني، نساء المسلمين لا يتزوجن الا من المسلمين فقط، اما قولك ارتباط فلا افهم قصدك به!
كريستيان: اقصد ان اتعرف عليها ان تكون بيننا علاقة، وبعدها نقرر متى سنتزوج.
الشيخ: لن ادخل معك في تفاصيل لا فائدة منها في وضعكم.
فجأه سمع كريستيان صوت تلاوة القرآن فإلتفت ينصت، والشيخ لم يقاطعه.
انه يشبه الصوت الذي سمعه من هاتف سارة، يشبهه كثيراً.
التفت الى الشيخ وقال وهو يشير إلى فراس الذي يصلي جهراً: ما هذا؟
الشيخ: انها الصلاة.
كريستيان: لا لا، انا اقصد الصوت.
الشيخ: انه القرآن.
اذا فذلك الصوت هو صوت القرآن الذي كانت تستمع اليه في ذلك اليوم!

سكت قليلا يستمع إلى الصوت ثم اكمل حديثه.
كريستيان: اريد حلاً، ما الذي يجب فعله لكي اتزوجها فأنا مسيحي.
الشيخ: لا يوجد فهي لا تتزوج الا مسلم وهذا لحمايتها وحماية اطفالها مستقبلاً، واذا خالفت هي ذلك وتزوجتك، اذا فزواجها باطل وغير صحيح ويعتبر زنا.
كريستيان: وماذا ان اعتنقت المسيحية.
تفاجأ الشيخ وقال: اذا كنت حقا تهتم لأمرها عليك بالابتعاد عنها، فهذا افضل لها صدقني.

خرج من المسجد وهو حزين، لما يصر الجميع على قول هذه الكلمة له، "ابتعد عنها" لما يصرون عليه ان يبتعد عنها!؟

فهو يشعر ان اكثر قرار صحيح اتخذه في حياته هو الارتباط بها؛ قلبه يخبره بذلك، جميع جوارحه تخبره بذلك، اذا ما الحل!؟

لا لن يستسلم لليأس سيفعل كل ما يستطيع. ولكن ما يثير غضبه حقاً انها سلبية لا تقوم بأي تنازل او تفاعل، فقط استسلمت للأمر الواقع!

***********
سارة؛

تتألم بصمت، تنزف بلا دماء، تبكي ولكن بلا دموع!

عيونها ممتلئة بالدموع ولكنها تأبى النزول، تطوف بين الطاولات وتقدم للزبائن وجباتهم.
هي فقط تشعر انها لا تشعر، فقدت احساسها.

منذ خروج كريستيان من هنا قبل ساعات وهي تشعر بالخذر في قلبها ومشاعرها.

لم ترد ان توضح له مشاعرها حتى تبقى على صداقة معه.
هي التي لم تقتنع في حياتها اجمع بالصداقة بين رجل وامرأه اصبح لها صديق.
كان هو الاستثناء الوحيد في حياتها!
يأتي كل نهاية اسبوع بحجة انه يريد الاطمئنان عليها هي وآدم، ويقضي ذلك اليوم بصحبتهم برفقة ميليسا.

لاحظت التغيير الكبير فيه بدءً من اول يوم التقت به حتى اليوم عندما كان يجلس امامها.

لم يعد ذلك الشخص المغرور المتباعد الغامض، على العكس فقد تناقشا في جميع المجالات واحست نفسها تعرفه اكثر.

وكانت تأسرها معاملته اللطيفة والرائعة لآدم.

وعلى الرغم من انها ستفتقده وستفتقد تلك السعادة التي تجتاح روحها عندما تكون بقربه الا انها لم تتذمر ولم تعترض حتى سراً في قلبها.
لم تفكر ولو لثانية ان دينها عرقل سعادتها، فهي تعلم ان سعادتها في رضى من كان وسيظل معها خطوة بخطوة، سعادتها في رضى ربها.
تكفيانها السكون والطمأنينة اللواتي تجدهما عندما تلجأ اليه.
الراحة التي تعيشها عندما تشكوا له حزنها وبثها دون أن تشعر بالخجل او بالذل.
ستدعو الله ان يبرد نار قلبها، ستصبر وتصطبر على حكم ربها، فهي تعلم ان لديه حكمة في ان جعل قلبها يميل إلى كريستيان، فربما يختبر قوة صبرها وايمانها.

اقتنصت وقتاً عندما كان المطعم غير مزدحم واتصلت بميليسا، فعلاقتهما بدأت تتعافى وتعود إلى سابق عهدها بالتدريج.
حكت لميليسا ما حدث معها هنا مع كريستيان، كانت تريد الاطمئنان عليه.
واخبرتها ميليسا انه لم يعود حتى الآن وانها تهم للعودة إلى المنزل فقد انتهى الدوام، وان وجدته في المنزل ستخبرها.
لم تعلق ميليسا عن كل شيء اخبرتها به، مما أثار استغراب سارة، فهي في العادة فضولية.

ذهبت الى غرفتها تنشد القليل من السكون والراحة ووجدت آدم يذاكر دروسه، انها حقاً ممتنة لنادي الكشافة الصيفي فقد اصبح آدم يشعر بالمسؤولية.

بعد قليل من الوقت عادت إلى المطعم لتكمل اعمالها جنباً الى جنب مع يشوان.

*************

ميكائيل؛

قام بجميع الإجراءات القانونية اللازمة منذ مدّة وهو في انتظار التأشيرة.

ذلك الحادث اللعين الذي تعرض له، حادث الاغتيال، جعله يتأخر.
فقد بقي ملازماً للمستشفى قرابة الشهران، ويعود الفضل في بقائه على قيد الحياة بعد الله، الى ذلك الفتى هشام الذي تعرف عليه صدفة، حيث اسعفه وظل يتحدث مع فؤاد على الهاتف ووصف له مكان المستشفى ووضعه الصحي، وذلك الاخير لم يتأخر جاء عبر الطائرة في اسرع وقت.
بقي في غيبوبة لمدة عشرة أيام، وعندما أفاق كان كل جسده يؤلمه، اخبروه انه اصيب في عدة اماكن اذ يبدو ان الشخص المنفذ للإغتيال كان مرتبك بسبب انه في مكان عام.
بعض الاصابات كانت خطيرة وفقد الكثير من الدماء، الا ان من حسن حظه انه لم يُصب في القلب والرأس.

فؤاد واحمد لم يفارقاه ابداً، واما هشام فقد كان يأتي لزيارته دائماً.
في يوم قال له ميكائيل ممازحاً: كنت ذاك اليوم تحاول انقاذي من الغرق في البحر، وها انت ذا تنقذني من الموت، لم اخيب رجائك!
فضحكوا جميعاً.
واخبره هشام انه يمر من هناك يومياً فهي طريق منزله.

يذكر بعد ان أفاق من الغيبوبة بعدة أيام وخرج من غرفة العناية المركزة، اتصلت به ملاك، لم يكن يصدق اذنيه.
اشتاق لذلك الصوت، اشتاق للنظر الى عينيها الحوراء، والى ابتسامتها، والى احمرار وجهها عندما تخجل او ترتبك.
بدأت تسأله بلهفه عن حاله، وصوتها القلق يسعده فهذا يدل على اهتمامها به، ولكنها لم تطل مكالمتها بل ودعته فجأة واقفلت الخط.
حتى انه سألها قبل ان تقفل الخط ان ترد على رسائله او تتصل به ولكنها سكتت قليلا ثم قالت: لا، لا استطيع، وداعاً ميكائيل. واقفلت.
كانت اول مرة تنطق اسمه، وللمفارقة المضحكة المحزنة حصل ذلك وهي تودّعه!

بدأ بالذهاب لجلسات العلاج الطبيعي لمحاولة علاج ركبته المصابة فهو يعرج اثناء المشي بسببها.

لقد فقد الكثير من وزنه، وايضاً من لياقته البدنية ويريد بدأ الذهاب الى النادي للمارسة الرياضة، ولكن طبيبه لم ينصحه بذلك؛ وقال له انه لا يزال مبكراً لبذل مجهود خصوصاً ما يسبب الضغط على الركبة، وعليه البدء بالعلاج الطبيعي اولا لتهيئة جسده.

عاد إلى شقته بعد علاج طبيعي مكثف وسقط نائما على السرير فوراً.

**********
ميليسا؛

بعد ان اتصلت بها سارة لتخبرها عن امر كريستيان لم تستطع ان تهدأ.
تظاهرت بعدم الاكثرات بينما تتحدث مع سارة، ولكنها كانت متوترة جدا، وتفكر ان عليها ان تفعل شيء ما!
هي تعلم بمشاعر اخيها كريستيان ناحية سارة، وتتصرف على اساس أنها لا تفهم شيء ولكنها تشعر به.
لا تعلم كيف تتصرف، هو حتى لم يخبرها بأنه ذاهب لرؤية سارة وآدم، كان يذهب دائما في عطلة نهاية الاسبوع وهي برفقته.
ولكن يبدو انه استقصد الذهاب اليوم حتى لا يصطحبها معه!
يريد الافصاح عن مشاعره لسارة.
هي لا تلوم سارة، فهي تعلم منذ اليوم الاول ان الفتاة لا تحاول جذب الرجال ولا لفت الانتباه، وهي تفهم جيداً مفهوم سارة عن العلاقات.

ولكن الذي لا تفهمه فعلا هو اخاها كريستيان، لم تعتد منه الا مصاحبة النساء الجميلات الفاتنات اللواتي ملابسهن يظهرن اكثر مم يخفين.

صحيح ان سارة جميلة ولكنها ليست من نوعه اطلاقاً، سارة تؤمن بالزواج وتكوين عائلة، واما كريستيان فقد كره الزواج بسبب فيرونيكا.

وان تغاضت عن هذا كله فهناك ايضاً مسألة الدين!

كريستيان لا يستمع الى نصيحتها ولا يريد ان يعترف ان ما بينهما مستحيل.

وصلت الى المنزل وسألت الخدم ان كان كريستيان قد عاد الى المنزل، ولكن اخبروها انه لم يعد بعد.

لم تشأ الاتصال به، عليها ان تحاول ايجاد حل.
ثم بعد تفكير خطرت لها فكرة ربما تفيد في جعل كريستيان يعيد النظر في الامر كله.

امسكت هاتفها واعادت الاتصال بسارة!

************

مرّ يومان وكريستيان لم يتصل بسارة نهائيا، وهي لم تتصل به ايضاً.
اما هو فكان غاضب منها وحزين، وهي كانت تتجنب الحديث معه حتى لا تزداد تعلقاً به.

وها هي ميليسا تخبره ان سارة وآدم قادمان للزيارة،
وهما على وشك الوصول، وستخرج باكراً اليوم لتلتقي بهم في المنزل.

خرجت ميليسا وبقي هو يفكر، يا تُرى ما سبب هذه الزيارة المفاجئة!؟

وكانت سارة قد وصلت الى منزل آل جراي وقلبها مقبوض لا تشعر بأن الخطة التي أصرت ميليسا على تنفيذها جيدة!
ولكن ربما هي الحل الوحيد بعد كل شيء.

اتصل برئيس الخدم ليطلعه متى تصل سارة واخيها الصغير آدم، فأخبره انها وصلت بالفعل!

جلس ساكناً يفكر، ولكن عقله لا ينفك عن التفكير.
ولكن لم يستطع البقاء في الشركة مطولاً، فقرر الذهاب الى المنزل وينظر ما الذي يحصل.

كانت تجلس في غرفة الجلوس هي وآدم بصحبة ميليسا ووالدتها سوزي.
وما ان سمعت صوت كريستيان حتى دق قلبها بقوة واحست ان انفاسها تتسارع ومعدتها ترفرف، تخذرت اطراف اصابعها ولا تكاد تتحكم في كوب العصير الذي في يدها.
هذه المواجهة صعبة جدا بالنسبة لها وتعتقد الآن بعد ان سمعت صوته انها اخطأت بقبولها هذه الخطة السخيفة.
وكذلك ميليسا ما ان رأت سارة تكاد تبكي حتى ايقنت ان خطتها غبية ولكن لن تستطيع التراجع الآن.

ما ان دخل ووضع عينيه عليها حتى ادرك ان هناك خطب ما!
القى التحية وجلس قليلا، ثم اتجه إلى غرفته لديه بعض المراسلات يريد انجازها.

استغرق وقتاً لينجز ما يود انجازه، فإن اندمج في العمل ينسى نفسه.
الى ان جائته الخادمة تخبره ان الجميع ينتظرونه في الاسفل وان صديقه جيڤان ايضاً هنا!

استبدل ثيابه ثم نزل، احس ان الجو متوتر قليلا ولكنه لم يعر الامر اي اهتمام، وانما انغمس في الحديث مع جيڤان.

كانت ضربات قلب سارة في أوجها فقد بدأ العد التنازلي!
احست ميليسا بتوتر سارة الشديد، وتعتقد انها ربما ترحل الآن وتتخلى عن الفكرة برمتها.
هي بدورها كانت متوترة ولا تلوم سارة!
ولكن عليها الاستعجال حتى لا تفشل الخطة.

وقفت ميليسا تقول: في الحقيقة اجتماعنا اليوم هنا لم يكن صدفة!

************

ميكائيل؛

لا يستطيع التأقلم مع قدمه التي تعرج، حاول كثيراً التأقلم ولكن لا فائدة.
يشعر انها تقيده وتعرقله.
حاول ايضاً الضغط على نفسه في جلسات العلاج الطبيعي ليشفى بسرعة، ولكن الطبيب حذره من القيام بذلك مجددا لانه مضر جداً وسيقوم بنتائج عكسية!
اخبره الطبيب انه سيحضر له معالج فيزيائي مختص، وهذا سيساعده على الشفاء بسرعة.
وها هو في انتظار ذاك المعالج.
واخيرا اتته فتاة تبدو في العشرين من عمرها وعرفت نفسها على انها المعالجة الفيزيائية.

وقامت بمساعدته ببعض التمارين، واعطائه الارشادات.
لقد كانت المُعالجة فتاة لطيفة ومرحة حقا.
بعد ان انهى تمريناته كان مرهقاً وتعباً، ان هذه التمارين ترهقه حقا، واكتر شيء اثناء محاولته النوم،

عرضت عليه المعالجة ان توصله الى منزله حيث بهد حديثها الطويل اثناء فترة العلاج اكتشفت انها تعيش قريبة منه، يفصل بينهم شارعين.

ولكنه شكرها بتهذيب ورفض، واستقل سيارة اجرة وعاد إلى المنزل منهك ااقوى فسقط نائماً فوراَ.

استيقظ بعد ساعتين وهو يتصبب عرقاً.
ميكائيل: يا إلهي انه حلم.
اخذ يشرب الماء ويستعيد ذاك الحلم في ذاكرته، كانت هذه المرة سارة جالسة في زاوية غرفة مظلمة وتبكي وتقول "لقد تأخرت كتيراً يا خالي ميكائيل"، كانت تبدو حزينة وبائسة، وهو يقف امامها يحاول ان يمسح دموعها ولكن هي لا تراه وكأنه شبح امامها غير مرئي ثم قالت "انا احتاجك".

تأكد من هذا الحلم ان هناك خطب ما، عليه ان يسرع لقد تأخر كثيراً جدا!
اخذ هاتفه وهو غاضب واتصل بصديقه احمد، بعد عدة رنات اجاب أحمد قائلا: ميكائيل مرحبا.
ميكائيل: احمد ماذا حدث مع صديقك الذي سيسهل علي امر التأشيرة.
كان صوته يبدو غاضب.
احمد: لا تقلق هو يحاول الاسراع في الإجراءات......
مكائيل: لا تقلق، لا تقلق كيف لي ان لا اقلق وانا لا اجد اي تطورات.
احمد: إهدأ ميكائيل، ماذا حدث.
ميكائيل: اني ارى احلاماً وكوابيس.
احمد: انها مجرد احلام!
ميكائيل: لا ليست كذلك.

واقفل الخط بعد ان وعده احمد بمحاولة استعجال صديقه للاسراع بالاجراءات.

بعد ان هدأ قليلا، اخذ هاتفه وحاول التواصل مع ملاك احس انه يحتاج لسماع صوتها، ولكن لا يوجد اي استجابة.
انها ترفض الحديث معه، على الرغم من انه سمع نبرة اللهفة والشوق في صوتها عندما تحدثت معه.

ربما عليه التوقف عن محاولة التواصل معها والاتصال بها نهائيا!

تذكر قول صديق له "اطلق طائرك لعنان السماء، وافرد له جناحيه، فإن حلق وعاد فهو لك وان طار مبتعداً مبتهجاً فهو لم يكن لك منذ البداية!".
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي