11

هل جربت ركوب الامواج يوماً؟ هي الحياة كموجة في البحر، تحملنا وتموج بنا في بحر لُجِّي، تعصف وتهيج تارة وتسكن اخرى، حتى توصلنا للشاطئ اما احيائا او امواتا!

وسارة أين ستوصلها موجتها؟ وهل بعد هذا العصف العصيب هدأت ام مازالت تخبئ لها دوامات وبلاعات؟

نامت قليلا الى ان جائها المسن واخبرها ان صلاة الفجر قريبة وعليها أن تخرج، وطلب منها ان تعود بعد صلاة الجمعة، فسيحاول جمع التبرعات لها.
كَبُرت على نفسها العزيزة سؤال الناس مالا لأجلها، ولكن لم يكن لديها حل آخر، فأَسَرَّتْها في نفسها.

وكأن المسن قرأ مايدور بداخلها من حديث النفس، فوعدها انه لن يُطْلَبَ منها ان تقابل من سيحسنون اليها، بل انهم لن يجبروها على اعلان هويتها ان لم تشأ ذلك، فهم يفعلون الخير ويعطون الصدقات فقط لوجه الله.
شكرت المسن وخرجت لتحاول البحث عن عمل مجددا.
................

طرقات متتابعة على النافذة هي ما أيقظت كريستيان من نومه، نظر إلى النافذة فوجد طائر الهدهد يقوم بالنقر على زجاج النافذة.

حاول العودة الى النوم ولكن الهدهد أبى الرحيل وظل يطرق بمنقاره على زجاج النافذة!
نهض ليبعد الطائر المزعج، فتح النافذة ففر الهدهد هاربا في فزع، نظر إلى الخارج وجد أن الشمس ترسل اول خيوطها والمكان يحيطه الهدوء الا من زقزقة العصافير التي ترحب بالإصباح في طرب.

كان هذا الجو يذكره بسارة، والهدوء والسكينة التي تلفها.
دائما ما كانت تبدو مختلفة، تشعرك غصبا عنك بأن التي أمامك مختلفة ربما لان ميولها غير طبيعية؟
ولكن هذا غير منطقي!

وتذكر حديثه معها حيث المحت له بذلك،
" سارة: انا فالحقيقة لست مهتمة بم تهتمون به.
كريستيان رفع احد حاجبيه وعقد يديه فوق صدره بإهتمام وقال: لم افهم بعد!
سارة تنظر الى كل اتجاه ماعدا كريستيان: ان امور العلاقات لا تهمني، اعني انني فقط أراها من منظور آخر لا يمكنك النظر منه. ما اقصد قوله ان اهتماماتنا ليست متشابهة".

بالرغم من ان لغة عيونها تخبره بعكس ذلك الا انها اعترفت بذلك بنفسها.
عاد إلى سريره وقد قرر ان يسئل ميليسا عند الافطار ان ترسل له ذلك المقطع الصوتي الذي سمعه عند سارة في ذلك الصباح، احس انه يريد الاستماع إليه مجددا!

.......................

اما عند مخيم الكشافة فقد استيقظ كل اعضاء الكشافة ليقوموا بتمريناتهم الصباحية وتجهيز الافطار.
وقد كان قادة فرق الكشافة يشجعون الاطفال ويحفزونهم بأنه من يقوم بأعمال المساعدة سيكافئ بنيكل او سنت وأحيانا بدولار واحد، كل حسب مهمته، تشجيعا لهم عن كل عمل يقومون به.

وكان بطلنا الصغير آدم يحاول المساعدة والتأقلم على حياة الكشاف، وبتفكير طفولي أراد جمع مايستطيع من المكافئآت من اجل اخته سارة، فقد تغيرت شخصية آدم كثيرا خلال هذه السنة العجيف، بعدما مر به من تغير جذري لحياته.
فهو مجرد طفل مازال يعيش طفولته، ولكن التهجير والحروب واليتم أَبَوْ ان يسمحوا له بعيش طفولته، فالحروب يدفع ثمنها الاطفال والنساء والمسنين.
كان ذاك الطفل المدلل، الذي يلهو ويمرح برفقة اقرانه، وما إن دقت طبول الحرب حتى نسوا طفولتهم.
نسوا طفولتهم وتأقلموا مع نوع الحياة المفروض عليهم، فالاطفال هم الاسرع تأقلما مع كل محيط وبيئة جديدة!
ولكنها ستبقى عنصر مفقود لآخر عُمُرِهِم!
فالانسان له ركن لذكريات الطفولة في ذاكرته، يذهب إليه بين الفينة والاخرى، يحن ويشتاق لنفسه القديمة، ويستذكر اجمل مراحل عمره ويحسها الاقرب الي نفسه!

انه وقت الضحى من النهار الآن، واخبرهم القائد جيڨان ان من يريد الذهاب للمسجد لآداء صلاة الجمعة عليه ان يستحم الآن ويستعد للصلاة فسوف ينطلقون بعد ساعة.

أسرع آدم والاطفال في مرح يجهزون أنفسهم، فهم يعتبرونها كرحلة.
بعد ساعة تماما كان الجميع جاهز ويركبون الباص، حيث ان من اهم قوانين الكشافة الانضباط في الوقت والمواعيد. عددهم كان ليس كبير انهم فقط القائد جيڤان وآدم واربعة اطفال آخرين، والسائق الذي سيقود بهم.

وصلوا إلى مسجد منهاتن، دخلوا وبعد قليل بدأت خطبة الجمعة، فجلسوا يستمعون اليها.

واما سارة فجلست على كرسي في شارع مسجد منهاتن، تنتظر ان تنتهي صلاة الجمعة، فبعد ان تعبت من البحث عن عمل بدون فائدة قررت انتظار حارس المسجد وماسيخبرها به.
وقد كانت هناك عيون فضولية تتبعها ولكن سارة لم تفطن لها.
تعبت من حياة البُئْس والإمْلاق التي تعيشها، أيام قليلة يعيشها الانسان في العوز والحاجة، تمر عليه وكأنها دهر من الزمن، وأما في اليُسْرى والرغد فكأنما هي لحظات وان كانت اعوام!

بعد أن انتهت خطبة الجمعة، قال الشيخ للمصلين ان حارس المسجد اخبره بأمر فتاة ما، وهي فتاة مسلمة، وقص عليهم جزء من قصتها، والذي سمحت سارة للمسن بأن يُخْبِرَ به.
كان هناك تعاطف وتجاوب من بعص المصلين، كانوا من عدة جنسيات مختلفة.
واخبرهم الشيخ ان حارس المسجد يكفل صدق روايتها.

أما سارة الجالسة الغافلة عن عيون الشر التي تتربصها، كانت تفكر في خطوتها القادمة ماذا يجب ان تكون، حتى جائها صوت خشن يقول: هل كنتِ تعتقدين انكِ تستطيعين الافلات دون عقاب يا قطة الشوارع.
كان هذا الصوت الكريه صوت احد المجرمين الذين لاحقوها بالامس.
كان هناك خدش كبير في وجهه يبدو انه أثر الجرح الذي سببته له سارة بالزجاجة، وقد زاده هذا الخدش دمامة وقبح، كان يحمل سكين ويلعب به بين أصابعه بتهديد، ومعه شاب آخر ليس صاحبه الاول ولكنه سَمِجٌ قَميئٌ مثله.
وقفت سارة فزعة ودب الرعب في قلبها البائس، ألن تتخلص من هؤلاء المجرمون.
قال الآخر: انه لأمر مؤسف ان هذا الوجه الجميل سيشوه!
وقفت مسرعة لتهرب ولكنه امسكها وثبتها من كلتا يديها وقال ستذهبين معي بدون قتال او سأغرس هذه السكينة في رقبتك.
بدأت تسير معه في إستسلام لتحاول ان تجد فرصة للهروب منهم، حتى فجأة ضرب شخص ما يد الشاب الضخم الممسك بها، فسقط السكين من يده.

وفي داخل المسجد بعد انتهاء الصلاة تجمهر عدد من المصلين حول المسن يقدمون له مايستطعون تقديمه، وبعضهم اخبره انه لا يحمل معه مالا الآن وسيحضر غدا او بعده المساعدة، وكان من ضمن المتجمهرين الذين ساهموا في تقديم المعونة جيڨان ووالد يو يان.
جائهم صوت طفل صغير من خلفهم يقول: أريد المساعدة ايضا. التفتوا اليه، كان ذاك آدم ويحمل بعض الدولارات والنيكلز والسنتات.
ابتسم له جيڤان وقال: لا بأس يا آدم، لقد قدمت انا المساعدة ويمكنك الاحتفاظ بجوائزك.
تعاطف آدم مع قصة الفتاة التي رواها الشيخ كثيرا واحس انه يريد المساعدة بل يجب عليه ان يساعد فقال: انا اريد المساعدة حقا.
ابتسم له جيڤان: حسنا، تقدم.

وأما خارج المسجد، فتاة طويلة ونحيلة ترتدي عبائة فضفاضة وحجاب انهالت على المجرم ضربا بحركات كونغ فو قوية وسريعة، كأنها فارسة ما او ملاك ارسله الله لينجد سارة، وما إن انتهت حتى هرب المجرم يلحق صاحبه الذي تخلى عنه من اول حركة كونغ فو!

فالجبناء يفرون كما تفر الفئران عند مجرد سماع صوت مواء القطة!
نظرت سارة بدهشة إلى الفتاة، لقد كانت فعلا فتاة بألف رجل، خير من الذكور الذين يمرون من امامها ولم يساعدها احد منهم!

وفي المسجد بعد ان انتهى المحسنون من جمع التبرعات خرجوا ليذهب كل الى مصالحه.
وعند خروجهم رأوا فتاتان تتشاجران مع شابين، وبدأ الناس يتجمهرون حولهم.
أراد آدم والفتيان الذهاب لرؤية الشجار، ولكن جيڤان منعهم خشية عليهم من الآذى، وكانت سارة مُدْبِرة لهم فلم يرى آدم وجهها، ولم يتعرف عليها من هيئتها بسبب نزول وزنها الشديد وملابسها التي اصبحت رثه وشعرها المهمل!
ركبوا الباص واتجهوا عائدين إلى مخيم الكشافة.

واما والد يو يان فقد اتجه مباشرة إلى مكان الشجار حيث رأى ابنته تقوم بضرب شاب ما.
لقد كانت تلك الفتاة يو يان، الفتاة من المطعم الصيني!
يو يان قدمت التحية الصينية مبتسمة الى سارة وقالت بلغتها الانجليزية الضعيفة محدثة اياها: كنت أصلي في المسجد.
والتفتت إلى والدها وقالت: وعندما خرجت وجدت هاذان الشابان يتهجّمان على المسكينة.
ونظرت لها تقيم لباسها وهيئتها واحست سارة بالخجل فقالت يو يان: ولكن ماذا حدث لكِ؟
سارة: انها قصة طويلة! انا اشكركِ كثيرا على مساعدتي.
والد يو يان: هل انتِ الفتاة التي اخبرنا عنها الشيخ؟
حركت سارة رأسها في علامة إيجاب.
يو يان: للأسف سيتعرض لكِ اولئك الاوغاد في أي فرصة تسمح لهم بذلك.
والد يو يان: خصوصا وانکِ تبيتين هنا وتخرجين قبل الفجر!
يو يان: يا إلهي، لا يمكن ان نتركها هنا يا أبي، علينا مساعدتها.

ذهبت سارة مع يو يان ووالدها إلى المطعم بعد أن اخذت الاموال من المسن حارس المسجد، وقد تمنى لها التوفيق.
بعد أن اخبرتهم قصتها كاملة ابتداء من قصة السوار التي بدأت في هذا المطعم الى ان وجدوها امام المسجد.
ادمعت عيون يو يان لأجلها وقالت لها: ان ميليسا جائت تبحث عنكِ وقد تركت رقمها لأتصل بها في حالة اتيتِ الى هنا، هل تريدين الاتصال بها؟
سارة: لا لا، لا اريد ذلك.
اعطت يو يان بعض الملابس لسارة ودلتها الى غرفتها وقالت لها انها تستطيع الاستحمام والنوم قليلا بعد ان تأكل بعضا من الشطائر التى ستحضرها لها ريثما تستحم.
وخرجت يو يان من غرفتها لتجد والدها في انتظارها.
اخذت سارة الملابس ولا تعرف ما تصف به شعورها حتى لنفسها، أحست بالضعف والوهن، لم تتخيل يوما ان تصبح مشردة ويعطف الناس عليها وتستقبل المَنَّ والحسنات كما كانت هي قبلا تعطي صدقات وحسنات للمتسولين في الشوارع.
ولكن في نفس الوقت أحست بالراحة أيضا، وأخيرا ستستحم، ربما هي امنية سهلة وبسيطة للغير ولكن كانت بالنسبة لها منذ ايام حلم بعيد.
والمبلغ الذي جُمِع من اجلها جيد، ستحاول ان تُحكِم التصرف فيه، ولكن أول شيء ستذهب لتأخذ اغراضها من الفندق.
نهضت لتستحم ولكن أرادت ان تأخذ مشط من يو يان فخرجت من الغرفة لتسألها، ولكن صدمها صوت صراخ والد يو يان وهو يقول: لن أسمح لها بالبقاء هنا.
يو يان بصوت ترجي: اخفض صوتك يا أبي ستسمعك.
قال الوالد بصوت منخفض قليلا: انها سارقة يا إبنتي لا نستطيع تركها تعمل معنا.
وضعت سارة يديها الاثنتين على فمها كي لا تخرج صوت، فقد آلمتها التهمة كسكين غرس في قلبها.
كانت سارة تقف في زاوية لا يريانها، ولم تقصد ان تستمع لكن شدها الحديث عنها.

يو يان: لا اعتقد ذلك، فلم ستبحث عنها صديقتها بيأس ان كانت كذلك، كما انها لا تبدو كسارقة.
الوالد: أحقا؟ انها تبدو كالمشردين.
يو يان: أبي ما بك، كنت اعتقد انك ستكون اكثر تعاونا.
التمعت عيون سارة بالدموع.
الوالد: وذاك الشاب الذي يطاردها، ربما جاء لينتقم.
يو يان: انا اعلم انك تختلق الاعذار.
الوالد: قلت لا يعني لا وانتهى النقاش، وذهب وتركها.
عادت سارة الي الغرفة بسرعة، ودخلت الى الحمام، لا تعلم كيف ولكن وجدت نفسها تحت الماء تغتسل، لا تشعر بشئ فقط ترن في اذنها كلمة " انها سارقة يا إبنتي".
في تلك اللحظة شيء ما تغير فيها، شيء كسر في نفسها، لن تعود كما كانت ابدا!
بكت بصمت، بحرقة وألم، فظلم الضعيف وإيذائه أصبح هينا على البشر، لا يهتمون بشعوره وكأن لهم الحق فى إيلامه والتعدي عليه مداموا يحسنون له.

خرجت من الحمام وقد انتهت من حمامها وارتدت الثياب التي اعطتها اياها يو يان.
وجدت يو يان تبتسم لها وهي جالسة على السرير وقالت: لقد احضرت لكِ الشطائر.
كان الحزن ستارة سوداء فوق عيني سارة كغيمة سوداء أطالت مكوثها واغرقت الارض وافسدت الزرع بغيثها القوي.
سارة: شكرا لكِ.
نهضت يو يان واتجهت الى الباب: سأترككِ لتأكلي وتنامي.
نامت سارة برغم ألمها ووجعها النفسي، نامت بعد أن أكلت وكأنها لم تنم لأسابيع.

قد يقتل فينا الظلم جانبنا المضئ، فيصبغنا قليلا من سواده، لحكمة لا يعلمها إلا الله، ربما لنرى الامور على حقيقتها، فالله عندما يبتلينا فهو يمحصنا ويعلمنا ويقوينا وإن كنا لم ندرك ذلك بعد.
.....................

البكاء والندم لا يُرجِع لنا المفقود!

كان الحزن باديا عليها وهي جالسة في المطعم تنتظر رفيقتها ان تنظم إليها.
تتصفح هاتفها وتشرب قهوتها، تلك الهالة المشعة التي كانت دوما حولها بهتت!
لم تعد تلك المرحة والسعيدة دائما.
حتى هيئتها تغيرت، شعرها الذهبي الذي كان دائما متموج في حرية هو الآن في كعكة فوق الرأس، وجهها خالي من المكياج مايبرز لون عينيها الزرقاء والهالات التي تشكلت تحتهم.
وصلت صديقتها وقالت: مرحبا، هل تأخرت عليكِ؟
ميليسا: ليس كثيرا، هل حصل زوجك على أي اخبار عن رقم الهاتف.
نطرت سالي الى ميليسا وقالت: دعيني التقط انفاسي واطلب شيء لأشربه.
كانت ميليسا هادئة على غير العادة، ليست تلك الفتاة  المحبة للحياة.
بعد ان اعطت سالي طلبها للنادل قالت: حقا ميليسا، لقد اخبرني ان الامر صعب ويجب ان تحصلي على اذن من مركز الشرطة او المحكمة ليطلعنا عن اخبار هذا الرقم.
احست ميليسا بخيبة أمل.
قالت سالي بمرح: ولكن!!!!!
ميليسا: ماذا؟
سالي: لقد احضرت اليكِ معلومات بسيطة ربما تفيدك، ولكن على شريطة ان تبقى بيننا.
اتسعت عينا ميليسا: هيا اخبريني.
سالي: رقم الفتاة مقفل منذ حوالي اسبوع تقريبا، ولكن آخر مكالمتان كانتا إلى رقمان.
واخرجت سالي ورقة وضعتها أمام ميليسا.
أحدهما هو رقم عام وهو المدون على هذه الورقة  ويخص سفارة واعتقد انها سفارة بلادها.
وأما الآخر فهو خاص وللأسف لم يشأ نوا ان يعطيني الرقم ولا اسم المستخدم.
ميليسا: أيعني هذا انها عادت الى موطنها!
سالي: ربما، واعتقد انه المرجح، لأن رقمها مقفل منذ اسبوع!
.........................

يقع الانسان دوما في شر أعماله، ولكنه لا يتعلم!

فبعض البشر يريدون ان يحصلوا على كل شيء بأي ثمن وأي وسيلة.
حتى وإن تسبب ذلك في تشتت حياة انسان، لايهمهم.
المهم فقط لديهم مصالحهم ومنافعهم حتى وان كان على حساب سعادة أناس لا ذنب لهم.

بعد ان ظلمت وتبلت وتمادت جاء الوقت لتدفع ثمن أخطائها، فالله يمهل ولا يهمل.
ولا ينسى عبدا مظلوما به استنصر.

بعد أن استولت على ما استطاعت الاستيلاء عليه، قررت انها تريد العودة الى زوجها الذي اكتشفت انها تحبه، ولا تريد مالا وانما تريد قربة وتكوين أسرة معه!
فتنازلت فيرونيكا عن كل حقوقها، حتى يتزوجها كريستيان من جديد!
حتى انها قطعت علاقتها بجيم بعد ان وعدته ان تعطيه الملف بعد ان تتزوج كريستيان من جديد!

كريستيان لم يعد يبالي بأمر القضية، من يربحها ومن يخسرها، أصبح همه الوحيد كشف فيرونيكا على حقيقتها وكشف خطتها مع جيم.

عندما ابلغه المحامي بأن فيرونيكا تنازلت رسميا عن كل شيء وعن القضية، شعر كريستيان بأن الحقيقة ستظهر قريبا!
اتصل مباشرة بها وأخبرها انه يريد منها الانتقال إلى منزل والديه حتى يبدأو في الترتيب لحفل الزفاف!

أراد ان يكشفها، وطلب من والدته ان تجهز لها الجناح الذي كان يقيمان فيه سارة وآدم، بعد ان وضع كاميرات مراقبة فيه.
وهي لم تكذب خبرا، جاءت بحقائبها وإحتلت الجناح، ظنا منها انها ستستعيد ما كان يوما لها.
والاغرب انها بدأت تأمر وتتصرف في المنزل كما لو كان منزلها، مما اغضب سوزي كثيرا.

كانت سوزي لا تحب فيرونيكا إطلاقا، فبقلب الام تعلم انها مثل الحية تبدل جلدها في أي وقت شائت، او كحرباء تتلون لتصل إلي مبتغاها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي