5

خلق الله الليل والنهار في تعاقب، يكمل بعضهما بعضا، يُخرج الليل من شدة سواده نهار مضيء ينير أيامنا. وكذا هي حيواتنا، تنبلج انوار السعادة من ظلمات الاحزان.
فإن لم يُخلق الليل فلا معنى للنهار، وإن لم يُخلق الحزن فلا طعم للسعادة.
فكيف سيعرف المرء شدة حلاوة العسل، إذا لم يتذوق المر يوما
..................

سارة
كاد قلبها يقع خوفا ورعبا، حتى انها أعتقدت انها لم تخف هكذا والقنابل تنهال عليهم.
كانت تتحدث بالرسائل النصية مع صديقتها زهرة، وهي تملء الماء لأخيها المشاغب فالمطبخ، ولم تشعر إلا ويدُ شخص ما عليها ويحاول جذبها.
من الخوف امسكت السكين الموضوع على حامل السكاكين أمامها وإلتفتت لتجد شخص طويل ضخم الجثة يقف قُبالتها.
صرخت وتعثر هو وسقط على الارض، خافت كثيرا وفكرت في نفسها "ربما سيعتدي علي ويقتلني ثم يخفي جثتي كما فالافلام الامريكية".
انتهزت فرصة سقوطه ولم تعلم كيف جائتها الجرأة والشجاعة، لتأخذ المقلاة وتنهال ضربا عليه وتصرخ بأعلى صوتها طلبا للنجدة من ساكني المنزل!
تجمعوا حولها جميعا.

أخذتها ميليسا إلى جناحها، ونامت معها تلك الليلة، فمن فرط خوفها كانت تهتز حرفيا من الخوف.

احست بالخجل الشديد عندما روت لها ميليسا القصة من جانب كريستيان وما اخبر به والديه، وقالت لها انه اخوها كريس الذي حدثتها عنه مسبقا، ولكن لم تلتقيه على العشاء بسبب انشغاله بموعد.

وعند بزوغ أول خيوط الفجر، أخذت سارة مصليتها وبدأت تصلي، لم تُنْسِها غربتها في صلاتها حتى يوم واحد، فهي ملجئها وأمانها ومزيلة همومها، إن الذي غُرس الايمان في جذور قلبه لا يجد طمأنينته إلا اذا احس بقرب ربه.
يقف بين يديه ويشكي له حاله، ويغسل روحه التي ترفرف بين جنباته بسعادة لإيمان حاملها، خفيفة لا تحمل اوزارا ولا هموماً، لا تلقي بالا للفانية، تعيش ايامها في رضى، تتقى ربها الذي خلق، تجد سعادتها فالسجود، تلك هي الروح الطيبة، لصاحبها صاحب النفس المطمئنة.

كان الجميع نياماً أو هذا ما أعتقدته سارة حين نزلت الدرج متجهة للحديقة لتقوم برياضة المشي، وعندما نزلت للاسفل، وجدت بعض الخدم يقومون بإعمالهم ففرحت لوجود بعض الأُنْس.

وضعت سماعتَيْ الهاتف في أُذُنيها، وفتحت سورة يوسف وبدأت تتمشى بخطوات سريعة منتظمة، وهي غارقة في معاني هذه السورة العظيمة، تحس براحة كبيرة عند سماعها، الامل، الامآن، السكينة.

أرهقها التفكير بمستقبلها ومستقبل أخيها، كيف ستحفظ نفسها من اتباع الاهواء واتباع وساوس الشيطان ومغريات الحياة؟ كيف ستحافظ على اخيها مستقبلا من ظلام نفوس اصحاب هذه البلد واتباعهم لخطوات الشيطان تحت مصطلح التفتح؟ كيف ستعيش ومن اين؟ وما المستقبل الذي ينتظرهما؟ عندما سيكبر آدم لن تستطيع السيطرة عليه!
ربما عليها فقط العودة الى موطنها!
وما الذي يحدث مع خالها ميكائيل؟ هل حدث مكروه له؟ تتصل يوميا بالمحامي ولكنه لا يجيب على اتصالاتها وهذا مازاد حيرتها.
تحدثت مع صديقتها زهرة ليلة البارحة لتطلب منها أن تحاول ان تسأل عنه، وتأمل ان تجد لها جوابا على مايشغل بالها.
فالنهاية أوكلت أمرها إلى بارئها فهو خلقها وهو يتولاها.

............

كريستيان

لم ينم جيدا رغم إرهاقه وتعبه الشديدين، طلب كوب من القهوة من الخدم، وجلس بقرب النافذة يفكر بم ضج به رأسه طوال الليل، عليه ان يجد وسيلة للتغلب بها على زوجته السابقة تلك الطماعة الانتهازية، لن يسمح لها بأخذ نصف ثروته، ليس حبا فالمال بل لانه لا يريد ان يتذوق طعم الهزيمة.

لفت إنتباهه حركة فالحديقة، نظر فوجد فتاة تتمشى هناك، انها نفس الفتاة غريبة الاطوار، صديقة ميليسا.
اخبره والداه انها ستبقى عدة أيام هنا بصحبة ميليسا.
نظر إلى يده المتضرره الملفوفة بقماش طبي، فقد نزفت اصابع يده اليمنى المتورمة كثيرا ليلة البارحة.
حيث اصابها قبلا بسبب الملاكمة الخشنة لينفس عن غضبه، ثم عندما ضربها على عجلة القيادة ، ثم البارحة مرة اخرى على عمود الملاكمة وزادت تلك الفتاة الطين بله عندما انهالت على يده بالمقلاة.

اخذ ينظر لها كانت تلبس بنطال واسع وعليه قميص واسع ذي قبعة، يمكن ان يكون نفس قميص الليلة الماضية، واضعة شعرها كعكة فوق رأسها، وسماعات في أذنيها.
لا يعلم لِم لَم يردعها، اهو خوفها؟ ام نظرت الرعب التي في عينيها؟

نظر إلى ساعته وقرر التجهز للعمل فلديه عدة اجتماعات مهمة هذا الصباح، وعليه ايضا ان يتصل بفيرونيكا كما الح عليه المحامي، لمحاولة الوصول لتسوية طلاق مناسبة وديا، مع انه يشك في ذلك.

نزل ليتناول فطوره، أمر الخدم بوضع فطور سريع له، تناوله بسرعة قبل الجميع وانطلق الى عمله.
...................

آدم

استيقظت ولم أجد سارة، فدخلت للحمام وعندما خرجت وجدتها أمامي تخبرني ان أسرع لأصلي وأغير ثيابي وأفطر قبل أن توصلني الى المدرسة، فسائق باص المدرسة اخبرها انه لن يستطيع اخذي من هذه المنطقة فهي بعيدة عن خط سيره.

نزلنا ووجدنا والدي ميليسا يفطران، القيتُ عليهما تحية الصباح وجلست افطر انا وسارة، ثم قالت لهما سارة ان يخبرا ميليسا عندما تسيقظ انها ذهبت لتوصلني للمدرسة.
كان هناك توتر طفيف يبدو على اختي سارة، لم افهم جيدا ماحصل معها البارحة، ولكني قلق عليها كثيرا.
عرضت عليها السيدة سوزي ان يوصلنا سائقهم إلى المدرسة، ولكن اختي سارة قالت لها انه لا داعي سوف تطلب سيارة اجرة.

اوصلتني اختي سارة إلى المدرسة واخبرتني انها ذاهبة لتبحث عن عمل وستعود لتصطحبني عند نهاية الدوام.
كان اليوم مميز جدا وجميل فالمدرسة، حتى جاء بيل وافسد يومي كالعادة، دائما ما يحاول إغاظتي.

انتهى دوام المدرسة وجاء موعد العودة إلى المنزل، وجدت اختي سارة وصديقتها ميلبسا في إنتظاري وأخبرتني أنها ستأخذني إلى مطعم لنتناول اللحم الشهي وهذه كانت مكافئتها لي لانني بالامس لم آكل وجبة اللحم في منزل آل جراي، فهي بعد اول يوم جئنا فيه الى هنا لم تعد تسمح لي بأكل البرقر او اللحوم خارج المنزل، كانت تعدها لي بنفسها!

..................

ميليسا

استيقظت صباحا حوالي الساعة 10:30 ص واخبرتها الخادمة التي وجدتها تنظف جناح سارة وآدم أنهما خرجا باكرا، اتصلت بسارة فقالت لها انها اوصلت آدم للمدرسة وهي الان تبحث عن عمل.
ميليسا : لِمَ لَمْ توقظيني؟ لكنت ذهبت معكِ.
سارة : لم أشأ إتعابكِ يكفي ماسببته لنفسي البارحة من احراج لنفسي امام عائلتك وازعاج لهم.
ميليسا ضحكت للذكرى : لا بأس سينسون ذلك سريعاً اعدك بذلك.
سارة : ارجوا ذلك حقا.
ميليسا : أين انتِ؟ سآتي إليكِ.
سارة : انا اجلس في مطعم وهو في شارع............

اغتسلت ميليسا وشربت قهوتها ثم تحدثت مع والدتها قليلا في غرفة الجلوس وقالت لها والدتها انها تجد ان سارة بها شيء ما مريب.
ولكن ميليسا لم تعتد من والدتها ان تتحدث معها بهذا الاهتمام، فدائما ما كانت من قبل تتجاهل او تتناسى ان تسأل ميليسا مع من كانت او من صديقاتها او كيف تقضي وقتها، كانت فقط لا تهتم من وجهة نظر ميليسا.
فقالت ميليسا بعدم اكثرات : وما المريب في فتاة عادية؟
سوزي : هذا ما أقصده تماما ياميليسا، إنها عادية جدا، ولديها لكنة خفيفة في لغتها، وثيابها؟ اقصد انها ليست من نوعك؟
ميليسا بتهكم : وما ادراك ما هو نوعي يا أمي العزيزة ها؟ انها فقط فتاة عادية تمر بظروف قاسية وانا أحاول مد يد العون لها.
سوزي رمشت بفضول : وماتلك الظروف؟
ميليسا : صدقيني انتِ لن تتفهمي تلك الظروف لذا لا داعي لقولها لكِ.
ونهضت ميليسا للذهاب وتركت والدتها تفكر.

اتصلت بسارة فأخبرتها انها ماتزال تبحث عن عمل في احدى المطاعم والمقاهي.
اتجهت ميليسا الى حيث سارة وعقلها يضج بالاسئلة، فسارة رغم ظروفها الصعبة لم تطلب اي مساعدة من ميليسا، بالرغم من معرفة مدى غنى آل جراي، حتى انها رأت أنفه وكبرياء عجيبين فهي تأبى ان تتناول كل وجبات الطعام في منزل آل جراي مثلا، فقد اخبرتها بذلك مسبقا، علي الرغم من انها اخبرت سارة انها ضيفة عزيزة وعليها التصرف على هذا النحو، الا ان الاخيرة اصرت على موقفها وقالت "يجب أن اعتمد على نفسي كليا. جيد انكِ وفرتي لي مسكنا يأويني انا واخي مؤقتا الي ان اجد عملا"

ابتسمت ميليسا سرورا، رغم علمها بظروف صديقتها القاهرة الا ان عدم طمعها أراح ميليسا كثيرا واستطاعت وأخيرا الشعور بأنها تمتلك صديقة حقيقية لا تصادقها لمصالحها الشخصية.

جمال الاشياء لا تكمن في شدة بريقها فالحديد يلمع والذهب يلمع، وانما في قيمتها ومعناها.
وجمال الصداقة يكمن في عمقها وصدقها، ليس في طولها ومدتها.
كم من أناس عرفناهم طوال حياتنا، وهم تحت انظارنا دوما ولكن تفصل بين قلوبهم وقلوبنا مسافات عدة، غلاظ القلوب خشان الاقوال.
وكم من أناس عرفناهم حديثا وكأن لهم غرفة بجانب نبض ايسرنا سكنوها وزرعو فيها روح وريحان!

وصلت ميليسا إلى المطعم ووجدت سارة حزينة.
سارة : لم اجد عملا بعد.
ميليسا بتفائل : مارأيكِ ان احدث والدي ليجد وظيفة لكِ.
سارة بسرور : هل حقا تعتقدين انه سيجد لي.
ميليسا : طبعا، فوالدي يملك عدة شركات ويديرها اخي كريستيان، وايضا هما يملكان عدة معارف في مجال الاعمال.
سارة بأسف : ولكن ليس لدي اي خبرة ابدا، فأنا لم اعمل قط في حياتي.
ميليسا بتعاطف : اذا لم يوظفوكِ فهم الخاسرون فأنتي سارة العمْري.
ضحكت سارة : العامري.
ميليسا : لا فرق عندي حقيقة.

كانت ميليسا تأخذ كل مشاكل الحياة ببساطة، كثيرة الابتسامة، وهذا كان نور في ظلمة ليل سارة.

سارة التي كانت الحياة قد ادارت عنها جانبها الجميل وكشفت لها جانبها القاسي لتريها من القسوة والحرمان وربما حتى من الجوع والألم الوان.

وها هي ميليسا تهون عليها الصعب، وترسم البسمة على شفتيها، وتلون لها صوراً بالابيض والاسود كانت قد القيت في دروب حياتها، لتجعلها صورا وذكريات تضج بالالوان والحياة.

فما أجمل من ان يأتي الله برزقه لك على هيئة انسان، ليمد لك يد عون كنت ظننت انها قُطعت، فقط صلَّ ايها العبد لدوام النعمة، واشكر ربك ليزيد فضله!

...................

كريستيان

كان يومه مشغول منذ الصباح، لم يعد والده يحضر الى الشركة منذ عدة سنوات، حيث أوكل له بجميع الاعمال لسلسلة الشركات والمصانع.
وتفرغ والده للاعمال والمناسبات الاجتماعية والخيرية.
جاءه المحامي الخاص به وهو يحمل ملف الطلاق، واخبره بموقفه بالضبط فالقضية.
- عليك ياسيد كريستيان تعلم اساليب المحامين، فخصمنا يراقب كل تصرفاتك، حيث انه تم تصويرك وانت تلاكم في النادي وتصرخ على المدرب حين حاول منعك.
ونظر المحامي الى يد كريستيان المصابة في إشارة تأكيد عما يقصد.
اخذ كريستيان نفسا عميقا ثم امسك بكأس شرابه حركه يمنى ويسرى في يده متأملا ثم شربه دفعة واحدة، وقف وذهب إلى النافذة الضخمة التي تشغل مساحة حائط كامل في غرفة المكتب، ينظر الى الخارج ومشهد الحياة والسيارت امامه تمر سريعا، كما هي الحياة!
قال في هدوء غريب : ماذا ينبغي عليّ فعله؟
نظر له المحامي بتشكك.
تابع كريستيان ولا يزال يدير ظهره الى المحامي : انا لن اخسر هذه المعركة مهما كلفني الامر.
المحامي : يجب ان تسدل ستائر الهدنة هذه الفترة!
كريستيان بعدم صبر التفت الى المحامي وقال بصوت مرتفع : اجل!! وماذا يتوجب عليَّ لفعل ذلك؟ هل ارسل لها الهدايا؟ ام اطلب منها العفو والغفران؟ أَأُعيد نذور زواجنا؟
سكت قليلا ثم تابع بهدوء مفاجيء : سأفعل كل ما يتطلبه الامر، لقد طال الامر ومللته.
المحامي : اتصل بها الآن واخبرها انك تريد رؤيتها.
كريستيان رفع حاجبا : وبعد؟
المحامي :  اعزم عليها لتناول العشاء وحاول التوصل معها لحل.
ضحك كريستيان : اذا تريد مني ان اقدم التنازلات.
المحامي بضحكة شريرة : لا. سوف تتوقع هي انك تريد ذلك، وهذا مانريدها ان تتوقع، ولكن نحن سنماطل حتي نمسك زلتها.
بعد عدة مفاوضات بين كريستيان ومحاميه اتصل بفيرونيكا، اجابت فورا : لا أكاد أصدق ، هل هو انت حقا كريستيان؟
- هل يبدو لكِ انه ليس صوتي؟
- وهل لي ان اعرف سبب الاتصال؟ ام انك تسحب قضية الطلاق؟
- وهل ابدو لكِ شديد اليأس؟
- مهلا مهلا كريستيان انك حقا لم تتغير ابدا لا تزال تجيب على كل سؤال بسؤال آخر.
ابتسم كريستيان لذكرها للماضي بتلك الطريقة، حقا لم يعد يتأثر برأيها كالسابق، كان ليكون الآن يستشيط غضبا.
رد عليها بهدوء : حقا فيرونيكا ان هذه المسألة أخذت اكثر من وقتها.
كان يريد ان يقول لها انه يريد التخلص من الموضوع والانتهاء من الطلاق بأسرع وقت، فعام كامل من المحاكم والقضايا اقصى مايمكن تحمله.
ولكنه تراجع متذكرا كلام المحامي.
اكمل قائلا بصوته العميق: اريد ان ادعوكِ الى العشاء لنتناقش وربما نجد حلا يرضينا نحن الاثنان في النهاية.
فيرونيكا بسعادة : أحقا؟ هل تتحدث جديا كريس؟
كريستيان يحاول ان يجاريها فالحديث : بالطبع، ادعوكِ ان تتناولي معنا العشاء في منزل اسرتي الليلة.
فيرونيكا بتفكير: هذا يبدو شاعريا حقا!
كريستيان : هل اتفقنا.
فيرونيكا برضى : موافقة، سأحضر مع الساعة 9:00 م.
بعد ان اقفل الخط وخرج المحامي اتصل كريستيان بوالدته يخبرها ان لديه ضيفة على العشاء، ولم يخبرها بهوية الضيفة، فقد كان ولا يزال غامض في تصرفاته واقواله.

فمن عاش تصحرا في مشاعره لن تزهر صحراءه بقنينة ماء!
هو غيث غزير ينهمر من ركام السحاب، لينبث عشبا مخضرا وزهورا، وتُزرع حينها صحراءه اشجارا والوان.
.......................

سارة
بعد ان لفت اغلب المطاعم وتورمت قداماها تبحث عن عمل وأصابها اليأس والاعياء، جاءتها ميليسا كالملاك الحارس كعادتها لتلقي لها بحل رائع، ووعدتها ان تبحث عن عمل لها عند والدها.
احست بالقليل من الراحة النفسية.

ذهبت الى مدرسة آدم بصحبة ميليسا ليصطحبا آدم إلى المطعم الصيني الاسلامي الذي اكتشفته.
وصلا إلى المطعم وكان آدم شديد السرور لانه سيتناول طعاما يحتوي على اللحم، ويبدو أن هذا بسبب جيناته العربية فالعرب محبون للحوم ومبدعون في طبخه.
أكل الجميع بشراهة واستمتاع فقد كان الاكل لذيذ جدا، حتى جاء اتصال لميليسا من والدتها تخبرها ان لديهم ضيفة على العشاء بصحبة كريستيان.
ميليسا بفضول اخوي : الم يخبركِ من هي؟
سوزي : لا، ولكن يبدو انها شخص مهم لديه فقد اخبرني ان اهتم بتفاصيل العشاء بنفسي!
ميليسا : من عساها تكون؟
سوزي : سنعلم قريبا، ولكن لا تتأخروا سيبدأ العشاء مع الساعة 9:00.

بعد بضع من الوقت عادو ثلاثتهم الى المنزل.
ارتدت ميليسا ثوب سهرة جميل، وكانت جميلة جدا، فهي احدى ايقونات الجمال ذات بشرة صافيه وشعر يشع بالحيوية بلونه الذهبي.
أما جمالها الداخلي فأنار تقاسيم وجهها المضيء، وانعكس بريقه لتكون من يقال عنها جميلة قلبا وقالبا.
فهل يدوم جمال الروح؟ ام انه يمكن تزييفه، كما يزيف الجمال بأدوات التجميل؟

اما سارة فحاولت التملص من العشاء بسبب ان عليها ارتداء ثوب سهرة، وهو ما لا تريد فعله. ولكن ميليسا اصرت عليها للحضور قائلة : هل ستهربين مثل فأر صغير؟
ثم اضافت تغيض سارة :عليكِ اما ارتداء ثوب سهرة جميل لتكوني مثل اميرات الشرق الساحرات، او تلبسي ما انتي مقتنعة به!!

ماذا سترتدي سارة؟ هل ستزل لتخضخ لقواعد وقوانين يفرضها المجتمع الغربي؟
فهي فعليا بجانب ميليسا وسوزي والدة ميليسا الانيقتان جدا اصبحت تحس نفسها وكأنها ابن البط القبيح، وهو شعور فطري لأي انثى طبيعية، تهتم غريزيا لجمالها.
وأخيرا امسكت الثوب الذي جائتها به ميليسا، تنظر له عبر المرآة في اعجاب تحدث نفسها، و ما هو الضرر فهذا لا ينقص من ايمان المرء شيئا، فالايمان فالقلب وليس بالثوب!
امعنت النظر لعينيها من خلال المرآه وكأنها تخاطب روحها الساكنة جنباتها.........
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي