23

الفصل الثالث والعشرون ؛

أتنمو الازهار في الصحراء بين الصبار!
يظنها المرتحل بين الصحاري سراباً، لولا عبيق شذاها وزهوة الوانها ونعومة ملمسها بين أصابعه لما استيقن وجودها!

وكذلك كريستيان فهو كذاك المرتحل!
ارتحل بين دروب الحياة، عرف في حياته العديد من النساء، فلم يزدنه الا نَأْيٌ وامتقات!
حتى وجدها بينهن كندرة زهرة الكامبيون بعبيرها الفواح، او كنجمة فالسماء لا يصلها الا من كابد العناء وانطلق يجابه النيازك والشهب الطائرات.
فما الذي يميزها ويعطيها الندرة!؟ ان كان الجمال فهناك الاجمل، ان كان العقل فهناك الاذكى، ان كان الحنان فهناك من هن الأحن والالطف!

بقي السؤال يراود كريستيان والفضول يتآكله، حتى صم أذانه عن نداء العقل، عن صراخ الضمير وعن رجاحة التفكير.
امسك هاتف سارة مسرعاً وكأنه يخشى ان تعود له رجاحة عقله فيتوانى عما هو بصدد فعله.
اتجه مباشرة للملف المراد، هو يعرف مقصده، فتح الملف ووجد المذكرات.

بدأ بقراءة مذكرات سارة في تطبيق الهاتف!
يقرأ ويقول لنفسه ياله من عملٍ دنيىء، هو يعلم انه عندما ينتهي منها سيحس بتأنيب ضمير شديد، ولكنه استمر وترك الندم وتأنيب الضمير ليشعر بهم لاحقا في وقتهم عندما يفرغ من المذكرات.

عكف يقرأ ويحاول ان لا يفكر في اي شيء، وذلك حتى لا يهزمه ضميره ويشعر بتأنيبه!

كانت تكتب بشكل جيد حسب ما يرى. مذكراتها تبدأ من ايام اللجوء في موطنها.
ومن حسن حظه فهي مكتوبة باللغة الإنجليزية تتخللها بعض الجمل بالعربية التي يسارع في ترجمتها حتى لا تفوته معلومة ما!

اول سطر كتبته يقول: "انا اكتب هذه السطور في اول يوم لي في حياة اللجوء، ادوّن هذه اللحظات البائسة علّي اجد شخصا اشكوا له حالي، وهذا الشخص هو انا نفسي، انا اكتب لكي احس بأن هناك من يهتم بي حتى وان كنت انا نفسي!".
كانت تكتب وتخبر نفسها بين السطور انها ستصبح بخير، تكتب وتقول انها ستتغلب على كل هذا فإن الله معها، ستعيش هي وآدم حياة جيدة.

ثم بدأت تصف وفاة والديها وتحطم منزلهم، وحياة البؤس في فترة اللجوء.

تبدوا سعيدة جدا في هذه السطور عندما يصلها خبر ان خالها على قيد الحياة ويريد مقابلتها في السجن.

كتبت العديد من التفاصيل، ادق التفاصيل عما تشعر وكيف تعيش، تفاصيل هو متأكد انها نسيت اغلبها، ولو قصت له قصة حياتها لما روتها كما في المذكرات.

بدأ يقرأ ويقرأ حتى مر به الوقت ولم يشعر.
كانت اغلب كلماتها تناجي ربها وتشكوا له حالها، لا تكاد تخلوا صفحة من ذكرها لله.
تخاطبه مستيقنة سماعه واجابته لها، تخاطبه وكأنه امامها.
تسائل في سره، "ما هذا اليقين الذي في قلبكِ يا سارة؟"
هو خالط العديد من شباب وفتيات مسلمين، ولم يكونوا مثل سارة ابدا، بل اغلبهم كان كمثل باقي الناس في محيطه، يسهرون ويشربون ولا يلتفتون لأمور الدين!
ايمانها فاق كل تصوراته!
غلبه النعاس فنام وهاتف سارة بين يديه.

***********
سارة؛

بعد ذلك الحفل، اوصلها كريستيان الى مطعم والد يو يان.
تشعر بالاحباط، كانت ستخرج مبلغاً جيداً من عملها اليوم ولكن لم يكن نصيبها.
حاول كريستيان طوال الطريق من منزل سالي الى المطعم الصيني ان يلطف الاجواء، اخبرها انه صديق لها وان أرادت اي خدمة او احتاجت لأي شيء ما عليها الا ان تتصل به.
كتب رقمه الشخصي على ورقة وسلمه اياها.
سارة في اعماقها تمتن لكريستيان كثيرا على لطفه وحسن معاملته لها، خصوصا ما اخبره بها جيڨان من مصاعب تكبدها حتى يحاول العثور عليها!.
ولكن لا تريد ان تبني جسور الصداقة ثم تُهدم بها تلك الجسور فتهوي الى القاع كما حدث معها في صداقتها بميليسا.
لم تشأ صدّه كذلك فنيّتُه طيبة، كانت هذه المرة لطيفة معه تقدر أن شخص لا يربطها به اي صلة ولا تعود عليه بأي منفعة يسعى لمساعدتها.

وصلوا إلى المطعم فشكرته ونزلت.
ظلّ يراقبها حتى وصلت إلى باب المطعم، استدارت ناحية السيارة فرأته يناظرها رفعت يدها تلوح له وابتسمت.
عند دخولها إلى المطعم تفاجأت يو يان من رؤيتها وقالت: لقد عدتي باكراً.

وجدت آدم مستمتع بوقته في غرفة يو يان ويلعب الالعاب بحاسوبها المحمول.

قصّت سارة ما حدث لها في منزل سالي الى يو يان، فتعاطفت معها يو يان كثيرا وقالت: لا اعلم لما تعاكسك الدنيا هكذا!
سارة بإبتسامة حزينة: احيانا احس انني تعبت، لا استطيع المقاومة، وانني سأرفع راية الاستسلام لهذه الدنيا قريبا، ولكن ينبزغ الامل داخلي واقاوم عندما أرى لطف الله بي، وتشتد عزيمتي عندما انظر لعيني هذا الطفل الذي سُلبت طفولته.
يو يان: انتِ قوية وانا اعلم انكِ ستجتازين هذه المرحلة وستكون مجرد ذكريات مستقبلاً.

ما اجمل ان يُهدِيَك الله شخص متفائل يزرع فيك الامل، ويُشعِرك انه يؤمن بك وبقدراتك. فما اكثر المُحبطين حولنا، الذين يربطون بسلاسل كلماتهم مجاديفنا، ولكن اولئك من يرفعون معنوياتنا ويُبَسِّطون الحياة امامنا بكلماتهم، هم النادرون!

يو يان : سارة!
سارة: نعم!
يو يان شابكة يديها بإرتباك: انا حقا لا احب التدخل في اشياء لا تعنيني ولكن هناك شيء يحيرني!
سارة بفضول: ماذا؟
يو يان: هل تلاحظين اهتمام كريستيان المبالغ بكِ؟

كانت سارة في قرارة نفسها تلاحظ ذلك، ولكنها تنفيه ولم ولن تعترف به.
اذ انها ترى انه لِم رجل مثل كريستيان عاش كل معاني التفتح والحرية في علاقاته يمكن ان يرى لفتاة لن يستطيع ان يكون معها بأي شكل من الاشكال!
سارة: ربما شعور بالذنب لما فعلته ميليسا.
يو يان قطبت حاجبيها: لا اعتقد ان رجل مشغول ووقته يساوي مال بالنسبة له سيهتم بصديقة اخته فقط لان اخته تشعر بالذنب.
سارة: ولا انا اعتقد ان رجل في مثل ذكاء كريستيان وخبرته في الحياة سيفكر في فتاة لن يصل معها لأي شيء.

نشأت علاقة صداقة جميلة بين سارة ويو يان، ولكن سارة كانت متحفظة قليلا في صداقتها، لم تعد تفتح قلبها بكل اسراره.
حتى اعجابها الدفين بكريستيان دفنته داخل اعمق طيات قلبها، لا تريد الاعتراف به حتى بينها وبين نفسها.
ليس لها، ولن يكون ابدا!
ولكنها لا تستطيع مشاركة ما يختلج صدرها مع اي احد، وتبقيه سر طي الكتمان.
لانه احيانا عندما نمر بتجربة سيئة وتؤثر في اعماقنا، نحاول حماية انفسنا بعزلها.
بعزلها ومحاولة ابعادها عما من الممكن ان يؤذينا كردة فعل لحماية ذواتنا!

بعد ان جلسَتْ هُنَيْهَةً تتسامر مع يويان، قررت ان تعود إلى بلدة نابولي الآن حتى يرتاح آدم وينام.

ودّعت يو يان ثم استقلت سيارة اجرى هي وآدم الى محطة القطار.
جلسو ينتظرون رحلتهم الى ان جاء موعدها وركبوا ذاهبين الى بلدة نابولي.
كان آدم متحمساً جداً، يريد ان يرى اين تقيم اخته.

**********

مر يوم ويومان واسبوع، وسارة على نفس وتيرة عملها لم يختلف شيء، ما عدا وجود آدم وبعض مشاغباته، ولكنها لاحظت تغيرا كبيرا فيه.
بدا يعتمد على نفسه في العديد من الامور، ولم يعد كثير الحركة مزعج، بل اصبح يحاول تقديم يد العون في بعض الامور.
وكم سعدت بهذا التغيير واعلمته انها سعيدة بذلك كثيرا لتشجيعه.
اليوم ستذهب لرؤية شقة صغيرة اخبرها عنها مازن لتستأجرها.
اصبحت تنام في فراش على الارض طيلة الاسبوع، وآدم ينام على السرير، وكانت الغرفة صغيرة جدا بالكاد تسعهما معا وخصوصا ان آدم حركي.

جاء وقت ما بعد الظهيرة، وطلبت اذن من السيد زوهان ان تخرج لمدة ساعة من العمل لترى الشقة.

ذهبت بصحبة آدم ووصلوا الشقة، كانت صاحبة الشقة امرأة في الخمسين من عمرها، تدعى السيدة نورما.
دخلوا الى الشقة، انها جيدة نوعا ما، نظيفة وجيدة التهوية ولكنها صغيرة جدا بالمقابل، بها غرفة نوم صغيرة متصل بها حمام، وردهة عبارة عن تلاته امتار تقريبا ومطبخ صغير.
كان بها فرش بسيط، والاشياء الاساسية في المطبخ.

ورغم ذلك كان آدم وسارة في قمة سعادتهما، واخيرا سيكون لديهما مكان مخصص لهما يعيشان فيه وينتميان له.
واخيراً لن تشعر انها مدانه او انها تتلقى الاحسان.
ولكن سيتوجب عليها ترك العمل في البار، حيث انها لا تستطيع ترك آدم وحيداً في الشقة ليلا.

***********
استغرق الوقت من كريستيان عدة ليالي ليكمل قراءة مذكرات سارة.
كان عندما يتوجه إلى سريره للنوم كل ليلة يقرأ المذكرات حتى يغلبه النعاس.
كانت دقيقة في وصفها للتفاصيل ولمشاعرها.
عندما وصل لفترة كتابتها عن انتقالها لمنزلهم وطريقة التقائها به اول مرة ضحك كثيرا من طريقة وصفها للموقف، تذكر اول يوم رآها فيه في المطبخ عندما انهالت عليه ضربا بالمقلاة، عرف الآن لِمَ لَمْ
يوقفها حينها!
نظراتها البريئة المذعورة، تلك الهالة المحيطة بها.
كرر كل فقرة كتبتها عنه اكثر من مرة، وحاول استيعابها من وجهة نظرها هي.
انه امر مشوق ان تنظر لنفسك بعيون الغير.
قامت بوصفه بشكل دقيق بناء على شخصيته المتباعدة.

اليوم ايضا استيقظ على نفس الحلم!
قرر الذهاب لزيارتها هي وآدم ويقص عليها حلمه.
ترك هاتف سارة فوق السرير ودخل الى الحمام، وفي هذه الاثناء جائت ميليسا مبكرةً تريد اخباره انها تنوي البدء في العمل في الشركة من اليوم.
طرقت الباب عدة مرات سريعة ثم دخلت، سمعت صوت الماء في الحمام فجلست على السرير تنتظره

وما ان اتكأت حتى جاء امام عينيها هاتف سارة!
تعجبت كثيرا. "هل هذا هاتف سارة حقا!؟ وماذا يفعل عند كريستيان!؟".
هزت رأسها فربما يكون مجرد هاتف يشبهه.
قررت سؤال كريستيان عندما يخرج.
لحظات وخرج من الحمام، وما إن رآها حتى ابتسم وقال: كنت ذاهبا لأوقظكِ، فقد قررت زيارة سارة وآدم اليوم وقلت ربما تودين الذهاب معي!.
تراجعت عن اخباره بأمر الهاتف حتى تعرف ما في جعبته!
ميليسا قالت بتعجب وهي عاقدة حاجبيها تفكر: ولماذا ستزورهم؟
هي تعلم انه لا يستشيرها انما يخبرها بما هو قادم على فعله.
كريستيان: الا تريدين رؤية صديقتك الم تشتاقي اليها!
ميليسا: اجل انا افعل، وانت!؟ هل ان اخبرتك اني لن اذهب ستلغي الامر؟
كريستيان: بالطبع لا، ولكن افضل ان تذهبي معي.
نظرت ميليسا لأخيها مطولا تحاول قرائته فقال: ماذا؟
ميليسا: حسنا سأرافقك.

بعد ساعة كانوا في الطريق متوجهين الى بلدة نابولي!
استغرقت منهم الطريق وقتا، وما ان دخلوا إلى بلدة نابولي احست ميليسا بالارتباك واخبرت كريستيان انه ربما فكرة قدومها كانت امر سيء.
شجعها كريستيان ببعض العبارات التحفيزية.
وصلوا إلى امام الفندق مباشرة واستغربت ميليسا من ان كريستيان لم يتصل بسارة ليعرف المكان، ولم يستعمل البحث في خرائط قوقل للعثور على موقع المطعم!
استدارت له وقالت: كريستيان؟ كيف تعرف مكان عمل سارة؟ اقصد موقعه!
هو لم يحسب حساباً لسؤالها هذا ولكنه اجاب: لقد التقيت بها صدفة تعمل في بار، ثم اوصلتها الى هنا فهي تعمل هنا ايضا.
ميليسا: امممم حسنا.
ركن كريستيان السيارة ثم قال: هل تريدين النزول الآن؟
ميليسا تفرك يديها بتوتر: هل تعتقد انه ربما انتظر في السيارة حتى تخبرها اولا؟
كريستيان: اعتقد ربما عليكِ النزول والمواجهة.
سكت قليلا وهو يفك حزام الأمان ثم تابع يقول: والاعتذار ايضا.
كانت ميليسا تشعر بإهتمام كريستيان المفاجيء بسارة ولكنها لم تتحدث.
وما ان دخلوا المطعم حتى جائهم يشوان مستقبلا لهم بإبتسامة صافية، انه حقا فتى طيب جدا.
قادهم الى طاولة شاغرة، ثم سأله كريستيان عن سارة وآدم، فأخبره انها خرجت بصحبة آدم وستعود بعد قليل.
وبعد مضي وقت كافي ليتناول كريستيان وميليسا طعامهم، بالرغم من ان ميليسا لم تأكل جيدا بسبب توترها.
جائت سارة، دخلت هي وآدم من الباب الامامي، كانت سعيدة وممتنة بتلك الشقة الصغيرة.

تقدمت خطوات نحوى مطبخ المطعم حتى جائها يشوان مسرعا وهو يقول: لديكِ ضيوف وأشار الى طاولة كريستيان وميليسا.
نظرت بإتجاههم فلوح لها كريستيان بيدة وابتسامة على شفتيه.
لا يعلم لم يسعد كثيرا لرؤيتها، يشعر بالراحة عند الوجود بجانبها.
ابتسمت بدورها وردت ابتسامة خفيفة وتلويحة صغيرة من يدها.
كانت ميليسا تقيم الوضع بالرغم من ارتباكها، فهي تشعر ان هناك شيء ما فاتها!
انطلق آدم مسرعا نحوهما وهو يقول: ميليسا كريستيان!
ما ان وصل حتى جلس بجانبهم، لم تدرك سارة ما عليها فعله، ولكن لم يكن هناك خيار آخر اتجهت نحوهم.
ما إن وصلت الى الطاولة حتى وقف كلا من كريستيان وميليسا.
مد كريستيان يده وصافحته، ثم نظرت ناحية ميليسا، تبادلتا النظر قليلا ثم ابتسمت ميليسا ابتسامة صغيرة ومدت يدها تقول: مرحبا سارة.
صافحتها سارة بدورها ثم جلسوا جميعهم.
كان الوضع متوتر.
كسرت ميليسا الصمت ووجهت حديثها لآدم تقول: هل تجد الاقامة ممتعة هنا؟
ينظر كريستيان ناحية سارة ويشعر انه يعرفها جيدا، يعرف اعماقها وطريقة تفكيرها وحتى ما يفرحها وما يحزنها.
فما الذي سيعرفك على شخص جيدا وتقترب لمعرفة ما يخالج تفكيره اكثر من مذكرات شخصية جدا كتبها هذا الشخص بيديه ووضع فيها احباط ايامه وحزن قلبه وشكوى روحه، ليفرغ طاقة الحزن التي تملىء قلبه.
ولكن من منا يرغب في يقرأ احد ما مذكراته!؟
كريستيان: سارة، هل مازلت تعملين في ذاك الب.........
بدأت تتحرك مضطربة وتضع اصبعها على فمها لإشارة لأن يصمت، ثم ضربت قدمه من تحت الطاولة.
فآخر شيء تريده ان تغرس في ذاكرة آدم انها عملت في بار!
كريستيان صمت وقال: اوووه، ما كان هذا بحق الإله؟
سارة: هل لي بالحديث معك لدقيقة!
تبادلت نظرات ميليسا بإتجاههما، وتقول في نفسها "ولكن ما يحصل يبدو انني فوت الكثير حقا".
وقفت سارة وقالت: عن اذنكِ لحظة.
سارت وتبعها كريستيان ناحية الحديقة الخلفية.
كانت هذه المرة خالية فلا يوجد متدربون هذا اليوم.
بعد ان وصلوا إلى الشجرة الكبيرة قالت وهي تشعر بالخجل الشديد: ارجوك لا تخبر احداً عن عملي في البار.
كريستيان رفع حاجبه بإستنكار: اذا كان يزعجك اذاً لماذا تعملين فيه؟
سارة: اجبرت على العمل فيه، فهم يدفعون راتباً جيدا. صحيح انه ضد مبدئي فكما تعلم انا لا اشرب الخمور، ولكن يكفيني تأنيب ضميري، لا اريد لآدم ان يعلم في اي وقت من الاوقات انني عملت مقدمة مشروبات في بار.
كانت تتألم فعلاً من هذه المحادثة، هي لا تحب تبرير نفسها لأحد ولكن هذا ما أجبرت عليه فعلا.
كان يدرك مدى المها وكأنه يعرفها من دهور، حقا ان قراءة مذكرات شخص ما تجعلك توقن من حق معرفتك به!
قال مبتسما بلطف: لا تقلقي لن اخبر آدم، ولكن ميليسا تعلم بالفعل فقد سألتني اين التقيت بكِ واخبرتها.
سارة: بم انك تقول انك اصبحت صديق لي واستطيع ان اثق بك، هل تخبرني لما ميليسا هنا من الاساس؟
كريستيان: ان مكانتكِ كبيرة في قلبها، لقد قامت بالبحث عنكِ مطولا بعد ذلك اليوم.
سارة بحزن: لا اعتقد انني استطيع الاستمرار والادعاء ان علاقتي بها مزالت كما كانت.
نظر لها عميقا وكأنه يعرّي روحها وكأنه يعلم بم تفكر ويعلم مكامن نفسها. احست بشيء غريب وكأنها ترى انعكاس نفسها في عينيه وكأنه مرآة روحها، هي تعلم ان نظراته ورائها شيء ما!
كريستيان: اذن لا تفعلي، فمن الطبيعي ان تأخذ الامور وقتا لتعود لمجراها. دعينا نعود لهم لا بد ان ميليسا تتسائل الآن وانتِ تعرفين فضولها.

وكانت ميليسا فعلا تتسائل، هناك شيء غريب يحدث......
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي