13

عندما يَلْبس الظالم ثوب المظلوم لا يليق به!

كانت تنظر له بترقب، معتقدة انه مازال يهتم بها. فالغرور يجعل المرء لا يرى اخطائه ولا يتوقع عقابا عليها!

اقترب منها وظنت انه سيقبلها ولكنه قال بجانب اذنها: انتظري، لقد انتظرت هذه اللحظة طويلا.
ابتسمت معتقدة انه يمدحها!

فرقع هو بأصابعه، فحظر اثنان من الخدم، قال وهو ينظر مباشرة الى عينيها ويأمر احد الخادمين: خذ حقيبة السيدة فيرونيكا وافرغ محتوياتها على الطاولة.
بُهِتَت. والابتسامة التي كانت على شفتيها حل محلها العبوس، جف حلقها، ودق قلبها إعلانا لخُسْرانها الاعظم.
ميليسا وقفت تنظر بغير فهم.
كريستيان من النوع الذي يملك بعضا من السواد في روحه، يجرفه للانتقام، فإن غامت سحابة الانتقام فوقه فهو لا يرحم، قاسٍ لا يلين.
واخيرا وجدت فيرونيكا صوتها: ماذا تفعل، وشدت الحقيبة من الخادم.
كريستيان عاد للجلوس على الاريكة التي في زاوية الغرفة، ويراقب بصمت المنتصر!
قال الخادم: هذه أوامر سيدي، وأخذ يشد منها الحقيبة، وهي متمسكة بها بكامل قوتها.
علمت انها ستكشف قريبا.
وجهت نظرها الى كريستيان وقالت: كريستيان ماذا يفعل هذا الخادم الغبي.
كانت متشبتة بالحقيبة تشبث الذي يحتضر بالحياة.
رفع كريستيان حاجباه في علامة اللامبالاة وهو مبتسم ببرود.
ميليسا متفاجأة لا تفهم شيء: كريستيان ماذا يحدث.
رفع يده في علامة لتسكت، وقال: لا أحد يتدخل إطلاقا.
احمر وجه فيرونيكا من الانفعال، وجذبت الحقيبة بكامل قوتها، فإنقطعت الحقيبة وسقطت فيرونيكا أرضا، بسبب قوتها التي كانت مرتكزة على شد الحقيبة، وكل محتويات الحقيبة انتثرت على الارض.
اخذت تبعثر كل شيء امامها من محتويات الحقيبة يمنى ويسرى وكأنها تبحث عن شيء ما.
ميليسا تراقب بصمت ولكن لم تفهم شيء بعد.
أشار كريستيان الى الخادم برأسه فإقترب الخادم من مكان تبعثر محتويات الحقيبة والتقط بطاقة ذاكرة فلاش من بين الاشياء، رأته فيرونيكا جمدت مكانها، واحست ان الدماء جمدت في عروقها.
وما إن أوصل الخادم بطاقة الذاكرة إلى كريستيان حتى استوعبت واسرعت الى كريستيان، جلست امام قدميه على الارض تقول بنحيب: ان الموضوع ليس كما تتخيل كريستيان، دعني اشرح لك.
كريستيان بهدوء مخيف: موضوع ماذا فيرونيكا المخلصة؟
ثم أشار للخادم ليحضر له حاسوبه المحمول.
كريستيان: دعيني اولا أُرِيَكِ شيئا.
وقام بتشغيل الحاسوب، ووجَّهَه ناحية فيرونيكا، وقد كان الفيديو الذي احضره له الموظف، وكان فيه مقطع لفيرونيكا في فندق ومعها جيم!
من هول الصدمة وضعت ميليسا يديها على فمها وعيناها متسعتان، تخيلت كل شيء في فيرونيكا، طماعة وجشعة وانانية وقاسية، ولكن هذا.......

شحب وجه فيرونيكا وانخفضت دقات قلبها. وبدأت دموعها كالشلال على وجهها.
انها النهاية لها مع كريستيان هي تعلم.
ثم فتح الذاكرة التي كانت معها في حقيبتها، وكانت تحتوي على ملف صفقة مهمة، كان جيم خصمه فيها.
قال كريستيان: ألهذا تسللتي الى مكتبي ليلة البارحة؟
واكمل قائلا: لقد وضعت كاميرات مراقبة، كنت اعلم انكِ ستقعين في الفخ.
امسكها من شعرها وقد تزعزع هدوئه قليلا وقال: اذا كان ولائكِ له اذا لماذا تريدين إعادة زواجنا؟
فيرونيكا تبكي بهستيريا ها قد خسرت الحب الذي تحاول إعادة بناءه بعدما حطمته بيديها.
كانت تتمنى لو تعود عقارب الزمن للخلف لتصحح اخطائها مع كريستيان وتحافظ عليه، هي الآن عادت كما كانت سابقا لا تملك شيء فقد تنازلت عن كل شيء لكريستيان، فجميع ممتلكاتها قانونيا بإسم كريستيان.
قالت وهي تبكي حالها: انا احبك كريستيان، ارجوك لا تتركني، اعدك انني لن اخطئ ثانية.
كانت تتوسل بكل جوارحها، تتوسل بيأس، هي تعلم انها الآن مفلسة، وقد خسرت كل شيء.
اما كريستيان كان قلبه كالصخر لا يلين، شدها من شعرها بقوة ثم رماها أرضا كالحثالة.
كريستيان: لا تجروئي على طلب الصفح.
كانت ميليسا تبكي بصمت وما إن رأت كريستيان في مرحلة فقدان اعصابه حتى اسرعت له تمسك يديه من شعر فيرونيكا.
ميليسا: انها لا تستحق، اطردها وتخلص منها.

فيرونيكا في هذه اللحظات اصبحت مضطربة نفسيا، وزادتها هيئتها التي اصبحت الآن غريبة على فيرونيكا الانيقة دائما، فشعرها منكوش ودوائر سوداء حول عينيها من الاسفل بسبب الكحل، بدأت تصرخ وتضحك في نفس الوقت وتقول: اتقصدين ان يطردني كما طردتي انتِ صديقتكِ، انتِ فتاة بائسة غبية ولستِ في ربع ذكائي، حتى صديقتكِ الوحيدة خسرتيها.
كانت كالقطة التي تحاول خربشة اي شيء بأظافرها لتشفي غليلها.
قال كريستيان للخدم: ارموها خارجا، وارموا لها اشيائها.
امسكها اثنان من الخدم يجرانها وهي تقول: لا كريستيان لا تفعل، سنعيد زواجنا وننجب اطفال، ارجوك كريستيان.
ثم عندما وصلت الى الباب والخدم يجرونها خارجا قالت وهي تصرخ ولا تدرك ما تقول او انها تعترف على نفسها: لا تنظري لي نظرات الشماتة ايتها الغبية ميليسا، اتعلمين، صديقتكِ سارة لم تسرق سواركِ الغبي انا من جعلت احدى الخادمات يضعنه في حقيبتها.
قالت هذه الكلمات واخرجها الخدم واقفلوا الباب خلفها.

توقف الزمن بالنسبة لميليسا، تذكرت نظرات سارة وهي على الارض تلملم اشيائها.
كيف لم ترى البراءة التي كانت تشع من عيونها، كيف للحظة غضب ان تمسح كل شيء.
رفعت بصرها وجدت كريستيان ينظر لها بعطف، كان على وشك التحدث ولكنها مشت بخطوات مهزوزه حتى وصلت الى سلم الدرج، صعدت بضع خطوات وثم جلست على الدرج ودموعها كسيول على وجهها. دائما ما اخبرها قلبها ان هناك أمر ما خاطئ ولكنها لم تستمع.

تذكرت حديث سارة عن معاناتها في مخيمات اللجوء ومرارة التهجير، ورعب القنابل العشوائية، ووفاة والديها، والم الجوع والبرد، وحرارة الحر.
لقد عادت سارة الى كل ذلك بسببها.
كيف لشخص يؤمنك حاله ويشكوا لك أسراره فتطعنه في نفس الجرح!
جلس بجانبها كريستيان وضمها اليه وقال: يبدوا ان نصيبنا انا وانتِ الحزن والشقاء.
ميليسا من بين شهقاتها: انا وانت لا نعرف معنى الشقاء، انهما سارة وآدم حقا من عاشا معنى الشقاء والحرمان، وبدأت تحكي قصة آدم وسارة.
" تهدم منزلهما وتوفيا والديهما، فبقيا في الشارع بدون مأوى، تهجرا من مدينتهما، وعاشا في مخيمات اللاجئين، كانا ينامان جائعين احيانا وخائفين احيانا أخرى، ولا سقف صحي يحميهما من البرد والحر، اتعلم ان هجرتهما هنا كانت بمثابة امل جديد لهما، ولكن انا التي اعلم انهما بلا مأوى بسبب تجميد اموال خالها المتكفل ماديا بهما، قمت بطردهما بسبب سوار سخيف"
مرت صورة سارة امام ناظري كريستيان عندما كانت تجلس هي وآدم في الصالة بعد اتهامها بالسرقة ويبدو عليها البؤس والحزن.
تمزق قلبه وهو يذكر ضعف سارة وآدم،
صدم ان سارة وآدم قد يكونان في الشارع الآن.
فقال يحاول تهدئة اخته: بما انهما عادا الى موطنهما فلا شيء بيدنا يمكن ان نفعله.

***********
بُهرت سارة بقوة يو يان البدنية، واعجبها دفاعها عن نفسها.
تتمنى لو تكون بنفس القوة لتستطيع الدفاع عن نفسها جسديا وتحمي اخاها الصغير ولا تحتاج لأي أحد ليدافع عنها.
كانتا تتحدثان خلال طريق العودة إلى الفندق.
سارة: شكرا لكِ، لقد كنتِ في غاية الشجاعة.
كانت تعلم انه لولا وجود يو يان معها ما كانت لتستطيع اخذ حقها منهم.
يو يان: ولكن للأسف لم تحصلي على حقيبتك.
سارة: لقد حصلت على جواز سفري وهذا امر رائع لم اتوقع حدوثه.
سارة نظرت حولها ثم قالت اعتقد انني سأنزل هنا، فهنالك عدة مطاعم هنا محتاجين الى موظفين، سأذهب لأقدم طلب توظيف فيهم.
قالت يو يان بحزن، كنت أود ان تعملي معنا في المطعم ولكن أبي.........
قاطعتها سارة لا تريد ان تحرج نفسها اكثر، يكفيها الالم الذي تشعر به كلما تذكرت كلامه عنها.
فقالت بسرعة: لا بأس. فأنا لا أريد اية مشاكل مع والدك.
يو يان: يبدو انكِ استمعتِ الى حديث والدي، ولكن هو فقط قلق، حسنا انا لست هنا لأناقشك في موضوع والدي.
سكتت قليلا تفكر ثم قالت: عمي الاكبر لديه مطعم صغير وهو يحتاج الى فتاة لكي تعمل فيه، صحيح ان هناك العديد يبحثون عن عمل، ولكن سرعان ما يملون ويتركون العمل لديه.
سارة بإستغراب: ولم يتركون العمل لديه.
يو يان: في الحقيقة هو يستخدم الحديقة الخلفية لمطعمه لتدريب بعض من الطلاب على الكونغ فو. فيكون العمل احيانا كثير، وراتبه ليس بالراتب الكبير، اعني ان مطعمه صغير وغير مشهور.
سارة: حسنا موافقة.
يو يان: ولكن هناك شيء آخر، هو ليس في مدينة نيويورك، انه في بلدة نابولي.
سارة: كنت اعتقد انه في نيويورك، ولكن لا استطيع الابتعاد اكثر عن أخي آدم.
يو يان: ان اخاكِ في الكشافة، وتستطيعين الاتصال به عندما تستقرين ويلحق بكِ هو الى هناك، على الاقل مؤقتا حتى تجدي عملا آخر افضل.
لم يكن امام سارة اي حل الا ان توافق فهي لا تريد البقاء في مطعم والد يو يان الى ان تجد عملا.
سارة: اذا متى يمكنني الذهاب والبدأ في العمل.
يو يان: في الحقيقة لقد تحدثت الى عمي البارحة عندما كنتِ نائمة، واخبرني انكِ تستطيعين البدأ من الغد.

صاحب الروح النقية والقلب الطيب، دائما ما يضع الله في طريقه اناس طيبون، يمدون له يد العون، فهذه احدى انواع الرزق من الله التي يمن بها على عباده.
***********
الطريق صحراوية وعرة، والحر شديد، ولكنه استنشق انفاس الحرية اخيرا، التي كان قد يأس منها.
متجهين الآن بسيارة صحراوية إلى قرية حدودية بعيدة عن العاصمة.
البوابات كثيرة على الطريق، ولكنهم كانوا احيانا يتوغلون داخل الصحراء في موازات الطريق ليتجنبوا اللقاء مع البوابات المرورية.
قال احد الراكبين معه: الحمد لله على السلامة، لقد كانت مهمة صعبة ان نخرجك.

كانت تلك ليلة سوداء لا قمر فيها، كان القمر مختبئا خلف الغيوم وكأنه يريد مساعدته فهو احد الشهود على تعذيبه في هذا السجن البائس.
فبعد اندلاع الحريق في السجن، الذي افتعله آمر السجن، تسلل فؤاد وهو متلثم وينتظره احمد في السيارة جاهز للانطلاق ما ان يصعدا اليها.
عندما فُتح باب الزنزانة ورأى الرجل الملثم، اعتقد انهم يريدون تصفيته خلال هذا الهرج والمرج بين حراس السجن.
ولكن الرجل قال: ميكائيل اسرع لا وقت لدينا، علينا أن نخرج قبل أن يأتي احد منهم.
لم يتعرف على الصوت بسبب القناع الذي كان يكتم على صوت الملثم ويغيره، ولكنه خرج معه، وقال في نفسه اين ما سيأخذني هذا الملثم هو خير من السجن.
وما ان ركبا السيارة وابتعدوا مسافة عن السجن حتى خلع الملثمين قناعهما، كانا صديقيه احدهما احمد صديق طفولته والآخر فؤاد صديق له من ايام الكلية العسكرية.
فؤاد: لولا مساعدة آمر السجن، ومكافئته بمبلغ مالي كبير لما استطعنا اخراجك.
احمد: اولا علينا ان نبحث في القرية عن طبيب جيد يداوي جراحك.
كان ميكائيل صامت لا يتحدث، وكأنه تعود الصمت والعزلة، فعدة أشهر في السجن وبضع أسابيع في الانفرادي، جعلوه قليل الكلام، اعتاد ان لا يتحدث الا للضرورة.

*************
تحت شجرة كبيرة يجلس آدم وحيدا وحزينا، كان قد ابتعد عن اعين رفقائه تحت هذه الشجرة ليبكي.
اشتاق لأخته سارة التي وعدته انها ستتحدث معه كل يوم ولكنها لم تفعل!
لم تتصل ولو لمرة واحدة، هو خائف انها لن تعود كما فعل جميع من احبهم.
جميع اصدقائه يأتون أهلهم لزيارتهم في بعض الاحيان الا هو كما اليتيم الوحيد لا أحد يتذكره ولا احد يهتم به.
اليوم مساءًا من المفترض انه يوم الزيارة، فسيذهب جميع الاطفال لمنازلهم ليبيتوا فيها مع اهلهم وسيعودون في الصباح.
وسيبقى هو هنا وحيدا!
سمع صوت حركة خلفه فمسح دموعه بسرعه، يخشى ان يراه الاولاد فيضحكون عليه.
جلس بجانبه جيڤان وقال: لم تجلس وحيدا، لقد كنت ابحث عنك.
آدم: لا شيء.
كان آدم يسأل جيڤان يوميا ان كانت سارة قد اتصلت به.
جيڤان: ألن تسألني ان اتصلت اختك ام لا؟
هز آدم رأسه نافيا.
جيڤان: ربما هي مشغولة بعمل ما، لقد قالت انها ستسافر لمدينة اخرى.
آدم: لقد كذبت.
جيڤان: ماذا؟
آدم: لقد كنا بلا منزل في الشارع وليس لدينا المال لنستأجر منزلا، لذا احضرتني هنا لكي اجد اين انام وآكل.
جيڤان: ماذا؟ وهي؟
آدم: قالت انها ستبحث عن عمل، ولكن وعدتني انها ستتصل بي كل يوم. وبدأ يبكي، ثم قال: لقد ماتت.
جيڤان بصدمة: لم تقول ذلك!
وبدأ آدم يخبر جيڤان بقصتهم وقصة الحرب وان الجميع مات وبقيت له سارة فقط ومؤكد انها ماتت ايضا وتركته.
تأثر جيفان كثيرا.
جيڤان: تعال البس ملابسك سنذهب الى مكان ما.

************

جمعت حاجياتها، والتي عبارة عن ملابسها القديمة وقد غسلتها، وجواز سفرها، والمال الذي معها، رافقتها يو يان الى القطار.
وصلوا إلى محطة القطار وركبت سارة، كان عليها ان تقوي قلبها وان تكون شجاعة فطنة، وان تستغل الفرص، هذا ما علمتها اياه الحياة خلال هذه السنة.
اخبرتها يو يان ان موظف في المطعم من سيستقبلها في المحطة عندما تصل.
كانت متجهة للمجهول، ملايين الافكار خطرت ببالها، ربما يكونون مجرد مجرمين يخطفون او يسرقون الاعضاء، فهي لا تعرف يو يان جيدا مجرد معرفة سطحية.
او ربما يكون عمها صعب المراس كما والدها، ربما سيعاملها بشكل سيء، ولذلك يترك اغلب الموظفين عملهم لديه.
اخذت تستغفر الله كثيرا لكي يساعدها ويحميها.

*********
أبشع شعور يحسه المرء هو تأنيب الضمير، عندما تظلم شخصا بريئا وتكتشف خطأك متأخرا جدا. وخصوصا انك لم تجد حلا لتعوض على الذي ظلمته، او ان تصلح خطئك معه.
كانت ميليسا مستلقية في غرفتها التي تسبح في الظلام، وصور لسارة وآدم تموج داخل عقلها.
تبكي احيانا، وتسكت احيانا.

وفي المقابل كانت فيرونيكا تبكي بدل الدموع دماً، ندما وحسرتا على ما ظلمت به نفسها قبل الجميع.

فبعد ان القى بها كريستيان خارجا، بدأت تطرق الباب بهستيريا غريبة، تذكر كيف كان يلقي بها زوج امها خارجا عندما تسيء التصرف، ووالدتها لم تكن تدافع عنها، وكانت تطرق وتبكي على الباب وفي النهاية يُسمح لها ان تدخل وهي مذلولة مهانة ونظرات الشماته تتفحصها من عيون بنات زوج امها.
كانت فقط بعمر 10 سنوات، وُلِد لديها عدم الآمان والحسد والكُرْه للجميع خصوصا لبنات جنسها.
وها هي أمام منزل كريستيان تطرق وتبكي ليفتحوا لها، ولكن بعد أن يأست ركبت مع السائق الذي اوكله كريستيان ليوصلها الى حيث تريد.
اتجهت إلى منزل جيم، الذي فرح بها عندما قالت له بالهاتف انها قادمة اليه، وما ان رأى هيئتها حتى تفاجأ، وقال: ما بكِ.
وقصت له ماحدث.
فأخرج وجهه الحقيقي وقال لها هو غير مسؤول عنها، لتذهب وتبحث عن مكان يؤويها، ولا تعود له ثانية ابدا.
فعندما يسقط المرء، تسقط جميع الاقنعة.

هي الآن جالسة في حديقة عامة لا تملك شيء، بعد ان كانت الملايين تحت تصرفها.
هو انتقام الله الذي لا يعجزه شي، فالانسان مهما كانت ظروفه قاسية، فهو مخير اما ان يتبع الخير، او ان يتبع الشر ويؤذي من اقل منه ليبرد ناره.
فحياتك البائسة او طفولتك السيئة ليست عذرا لأن تسيء لغيرك.

************
وصلت سارة الى المطعم بعد ان استقبلها موظف المطعم في محطة القطار، ودخلت ووجدت مالك المطعم يجلس في مكتبه في انتظارها.

كريستيان بعد ان اقفل الخط من مكالمة ازعجته وجعلته يعيد التفكير، دخلت السكرتيرة وقالت ان شخص ما يريد مقابلته ويقول انه لأمر هام.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي