46

(القلب يعطف ايضا)

شعور بالضياع والحيرة هو كل ما كانت ميليسا تشعر به، هي متأكدة تقريبا من ان مايكل ليس الشخص الذي حاول قتلها.
صحيح انها تخطئ احيانا في الحكم على البشر ولكنها تعرف الصدق حين يُقال، لقد لامس قلبها بكلماته.

كانت صامتة بينما هم في السيارة متجهين الى المقهى الفرنسي، وصلوا الى المقهى ودخلوا لتتوجه هي نحو طاولة في الزاوية ويستأذن منها جاك قليلا ويتوجه الى داخل غرفة المطبخ التابع للمقهى.

اخذت تقلب هاتفها وتشاهد صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، كانت صفحات الاخبار تنقل صور لمايكل من خارج المحكمة، يبدوا ضعيف وحزين وكأن جبال من الهموم فوق رأسه، كيف لا وهي تعلم انه بريئ.

عاد جاك وهو يحمل صينية بها القوة الفرنسية مع قطع من الكرواسان والماكرون (حلوى فرنسية)، قال لها وهو يبتسم حين وضع الصينية امامها وشاهد التفاجئ على ملامحها: "ما رأيك؟ مالك المقهى بنفسه يقوم بخدمتكِ".
ابتسمت وقالت: "شكرا!"

ضحك بتسلية وقال: "لم تشاهدي وجوه العاملين في المطبخ ومدير المقهى عندما طلبت انا اوصلها بنفسي ."

ضحكت ميليسا وقالت: "لماذا قمت بهذا؟".
قال جاك بعد ان جلس وقام بوضع القهوة امامها: "لأن لدي ضيفة مميزة هذا اليوم وواجب علي كمالك لهذا المقهى بأن اكرم ضيفتي بيدي".
نظرت له بشك ثم رفعت حاجبها وقالت: "هل كن العديد من الضيفات المميزات؟".

بعد ان نطقت بهذه الكلمات تمنت لو انها لم تقلها، فهي تبدو وكأنها تهتم لأمره.
اما هو فضحك ضحكة جانبية وقد علم انه واخيرا صد غُرزت صنارته.
"لا لم يكن" هذا كل ما قاله لها، ثم بدأو بشرب القهوة وأكل الكرواسان والماكرون.

فجأة بعد ان عم الصمت، قالت ميليسا بصوت منخفض ومهزوز: "مايكل لم يفعلها، هو لم يحاول قتلي."

نظر نحوها وكأنها مخلوق فضائي او شيء غريب يراه للمرة الاولى، لم عرف ماذا يقول.
سكت قليلا ثم قال: "الهذه الدرجة تحبينه؟"

"ليس للحب علاقة بم اقول" قالت بهدوء.
ولكن جاك كان في لحظة فقط قد اصبح في قمة غضبه.
ضرب بيده على الطاولة مما اصدر صوت وتناثرت بعضا من القهوة على الطاولة، التفت اليهم بعض من زبائن المقهى فأخفض صوته وانحنى للأمام وهو يقول: "لا تقولي لي انه ليس حبا، كيف تفكرين في شخص أراد ايذائك، وليس اي ايذاء، بل قتلك ايتها الحمقاء".
صدمت ميليسا من اسلوبه معها، فهو خلال الايام السابقة كان في قمة اللطف والتقدير، هل كان يدعي كل هذا.
نظرت له وقالت: "خذني الى المنزل."
قال: "انا أسف، انا اعلم انه ليس من حقي قول هذا لكِ، ولكن جديا ميليسا يجب ان تفكري في سلامتك بدل ان تفكري في قاتل."
ميليسا: "اولا، لا تخبرني ابدا بم يجب ان اقول او ان افعل، ثانيا، هو لم يحاول قتلي وهذا شئ انا اثق به تماما."
نظر لها بعدم تصديق، هو حقا يشفق عليها في بعض الاحيان، انها ابدا لا تفكر بعقلها.
جاك: "ميليسا! هل انتِ مستوعبة الذي تقولينه؟".

نظرت له وكأنه أهانها وقالت: "جاك، لم اعد اريد النقاش في هذا الامر، هل يمكن ان تأخذني للمنزل الآن."

لم يعد يستطيع ان يتحمل أكثر، فبعد ان توقع ان خطته تسير بشكل جيد فها هي تقوم بهدم كل شيء في لحظة، انها تحب مايكل، ولكن لن يسمح فهو تكبد عناء الكثير ليصل لهدفه ولن يستسلم الآن.

فقال وهو يشعرها بالذنب وتأنيب الضمير: "لم فتحتي المجال لي بم انه يوجد شخص آخر."

تطلعت اليه وهي تنظر له بغرابة شديدة: "لا استطيع ان اصدق انك تفكر بمثل هذه الطريقة."
ميليسا: "انت متعجرف، خذني الى المنزل او سأطلب سيارة اجرى."

تعصب منها وهب واقفا، لا يصدق هي تفكر بمن حاول قتلها ولكنها لا تصدق من حاول حمايتها.
ركب في السيارة وهي صعدت بجانبه، قتد السيارة بسرعة وهو غاضب.

وعندما وصلو اقفلت الباب بقوة ودخلت الى المنزل.


لما اليوم يسير عكس ماتتمنى؟لقد توقعت تفهما اكثر من هذا حين تخبره بم يدور في عقلها.

عليها ان لا تتأثر ولكنها نفعل، لم تجد احدفي المنزل ويبدو ان والدتها نائمة، اسرعتالىغرفتها
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي