15

الفصل الخامس عشر.

الروح مخلوق صعب فهمه، مستحيل الفهم.
مخلوق فهمه يفوق قدراتنا وادراكنا.
قد تحب الروح روحاً أخرى، حباً يفوق حب النظرات والشهوات بمراحل.
فحب الارواح شيء عظيم، ارواح تتلاقى وتتخاطب وتشتاق.
حب الروح حب يدوم لا يزول بزوال الجمال والمال، حب طاهر ونقي كنقاء الروح وصفائها.

******
جلس كريستيان يفكر في ما اخبره به آدم ليلة البارحة من تفاصيل عن حياته هو واخته سارة، فما أصدق التفاصيل عندما تكون من ألسنة الاطفال.

احس ان من واجبه أن يساعد، عليه ان يكثف جهوده للبحث عن سارة.
كم ازداد غضبه من اخته ميليسا عندما علم قصة سارة وآدم من بين شفتي آدم وتلك التفاصيل المروعة التي تدمي قلب اي شخص يعيشها!
عليه ان يتحدث مع اخته أيمكن لقصة حدثت معها منذ سنوات تؤثر على صداقاتها الحالية!
وما يزيد من حيرته ثبات سارة وطمئنينتها التي تلفها، حتى تشعرك احيانا ان لا مشاكل لديها اطلاقا، ويستحيل ان تخمن ان هذه الفتاة كانت مهجرة ولاجئة، حتى انه لم يخطر بباله انها مغتربة في الاساس!
وكأن لديها سند تعتمد عليه يمدها بالقوة ويزرع فيها الامل، رغم وحدتها وحقيقة انها لا تملك سندا ولا ملجأ!
كان آدم ينام في غرفة ميليسا بعد أن أصرت انها تريد ان تحكي له الحكايا وتجعله يشاهد رسوم الكرتون من هاتفها.
علم انها تحاول بناء جسر وصل معه من جديد.

خرج من جناحه متجها إلى جناح اخته، وتوقع أن يجدهم نائمين، ولكن عندما دخل وجد آدم نائما وميليسا غير موجودة.
جال بعينيه في انحاء الغرفة فلاحظ ان باب الشرفة مفتوح.
اتجه اليه ووجد ميليسا تجلس القرفصاء على ارضية الشرفة وتتكئ على الحائط وتناظر السماء بعينيها.
تنبهت لوجوده عندما جلس بجانبها ولكنها لم تلتفت.
كريستيان بلوم: لم لم تخبريني عن قصتهما وأنهما بلا ملجأ.
ميليسا: خفت من نظرتكم إلي، خفت ان تعتبروني المذنبة، كما تفعل الآن.
كريستيان: هذا ليس سببا ميليسا، عندما تكونين في علاقة مع اي انسان ومهما كانت هذه العلاقة، عليكِ تحمل مسئوليتها، حتى وان كانت صداقة او اخوه.
ميليسا: ولم لم تتحمل امي مسئولية علاقتها بي كأم؟
كريستيان: ان الموضوع ليس عنكِ الان، اخرجي من دائرة الشفقة على الذات. لا تعاملي اشخاص لا ذنب لهم على نتاج تعامل اشخاص سيئين معكِ.
ميليسا بإستسلام: لقد بحثت عنهم ولكن ذلك قادني الى انهم عادوا لموطنهم، وقصّت عليه ما اعطتها اياه سالي من معلومات.
كريستيان بغضب: هذا لم يكن كافي، كان عليكِ المحاولة اكثر، انتِ حتى لم تطلعيني عن الامر.
لم ترد عليه ميليسا كانت تعلم انه غاضب، فتصرفها غير سليم بالنسبة لصديقة كان من المفترض انها تحب صديقتها.
قال كريستيان: لست انتِ دائما الضحية ميليسا، فكل علاقة نفشل فيها يكون لدينا دخل في فشلها ولو كان بسيط فنحن لسنا ملائكة ولدينا اخطائنا ايضا.
ميليسا صرخت به: اذا ففشل زواجك لديك دخل به.
تحاول ايلامه كما يفعل هو معها الان.
قال كريستيان بصوته العالي: بالطبع، فأنا اعطيت الثقة للانسان الخطأ، وتعلمت من خطئي، وسوف احذر في تعاملاتي القادمة، وهذا لا يعني أن كل النساء مثل فيرونيكا.
ثم قال بصوت هادئ: هذا لا يعني ان كل الاصدقاء مثل دوت وكارلا.

عادت بها ذاكرتها إلى ذلك اليوم،
كانت حفلة التخرج من الثانوية، سعيدة ومملوءة بالحياة والتفائل.
قامت بشراء كل شيء لدوث وكارلا لأجل الحفل.
بعد ان بكين امامها انهن لا يملكن المال لشراء فساتين الحفلة والمجوهرات.
وبعد ان سلمتهن فساتينهن طلبن منها ان يتجهزن مع بعضهم في منزل كارلا.
كانت سعيدة بهذه الحفلة، وتدفع المال لكل طلبات روث وكارلا التي لا تنتهي.

روث وضعت المكياج لكل من كارلا وميليسا، وقالت ان هذه هديتها لهم بمناسبة حفل التخرج، فهي تملك خلفية عن التجميل.
وعندما انتهت من ميليسا، وكانت قد قامت بتجميل كارلا اولا؛ اخبرنها انها تبدوا رائعة ومذهلة، ويريدون منها الا ترى زينتها حتى تصل الى الحفل.
وعندما اعترضت قالت لها روث: انتِ لا تثقين بي، كنت فقط اريد اسعادك فأنتِ اكثر من صديقة بالنسبة لي.
وتصنعت الحزن، وكارلا قالت انها ستأخذ بخاطر روث ولن ترى مكياجها حتى تصل الحفلة وهذا دليل الوفاء والثقة المتبادلة.
اقتنعت ميليسا، وتجهزن الثلاثة وذهبن بسيارة كارلا.
وعندما وصلت الى الحفل لاحظت نظرات الجميع بدون استثناء لها، فظنت انها نظرات اعجاب، فبدأت تمشي بفخر وخيلاء وتبتسم للجميع.
حتى وصلت الى وسط قاعة الحفل، حيث يبدو ان الجميع قد أفاق من صدمته وبدأو يشيرون لها ويضحكون، في البداية ظنت انهم يمزحون فبدأت تضحك قليلا معهم ثم لاحظت انهم يسخرون منها.
فركضت مسرعة الى الحمام، تصطدم ببعض الاشخاص في طريقها.
وصلت الى الحمام وانصدمت مما رأت، كان وجهها ملطخ بأدوات التجميل، عيناها عبارة عن دوائر سوداء وفمها ملطخ باللون الاخضر، وخديها باللون الأزرق، وأما فستانها فكان ممزق من الخلف وكأن قطة كانت تعبث به.
سقطت على الارض تبكي بحرقة.
لم تفهم لم فعلن ذلك، لم تستوعب، ضحكات الجميع ونظراتهم مرت عليها كالشريط، بدأت تقفل أذنيها ويخيل اليها انها مازالت تسمع اصوات ضحكاتهم.

كانت اكثر فتاة مميزة بأناقتها في المدرسة، فهذا كان شغل امها الشاغل.
دخلت سالي الى الحمام واحتضنتها وبدأت تمسح لها وجهها.
لم تكن صديقتها، ولم تدرس معها في نفس الصف. بل كانت معلمة متوظفة حديثا في المدرسة.

عادت إلى الواقع وهي تقول لكريستيان: أتعلم انني مازلت اسمع اصوات ضحكاتهم احيانا يرن في أذني؟ اتعلم ما أشعر به عندما التقي في اي مكان بأحد ممن كانوا بذلك الحفل؟
لقد نشروا لي صورا وفيديوهات في كل مكان في مواقع التواصل الاجتماعي في ذالك الوقت.
ثم قالت بيأس: انا لم اتخطى ذلك الموقف ابدا.

*********

مرت فترة الصباح على سارة وهي متحمسة للعمل، كانت لديها سرعة تعلم وفِطنة.
بدأت في تقديم الطلبات للزبائن، صحيح انهم ليسوا كثيرين ولكنهم بشوشين.
وبحسب ما اخبرها به يشوان فإن زبائن المطعم مألوفين لديهم، اذ قلّة ما يأتي رواد جدد.

اما السيد زوهان فكان نادرا مايغادر مكتبه، وعندما سألت يشوان عن ذلك اخبرها ان السيد لا يحب من يتدخل في شئونه، انه يحب الجلوس وحيدا وقراءة الكتب. واضاف انه لم يرى شخصا في حياته يحب القراءة مثل السيد زوهان فهو نهم جدا للمطالعة، وكأنه يأكل الكتب لا يقرئها!

زاذ فضولها نحو السيد زوهان، ولكنها كبحت فضولها فقد اخبرها توا انه لا يحب من يتدخل في شئونه، وهي لا تريد تن تظهر لها مشاكل في العمل.

اما يشوان فكان مرح ويبدوا لها بأنه طيب، عمره حوالي الثامنة عشر سنة اي يصغرها بعامين، يدرس ويعمل في نفس الوقت.

كان العمل متعب ومرهق، وقد أصرت على التحمل لتستطيع ان تجمع مالا حتى تستأجر منزلا قبل انتهاء نادي الكشافة الصيفي.
يراودها القلق احيانا بسبب حلمها المزعج، الذي اصبح هو نفسه يتكرر في العديد من الليالي.
عليها ان تجد وسيلة لتحصل على رقم جيڤان لتطمئن على آدم.

****

وقد كان آدم في هذه اللحظات في السيارة مع كريستيان متجهان الى الكشافة.
لم يكن احد ليستطيع تصور شعور آدم، لم يعد ذلك الفتى المرح الحيوي وقد لاحظ كريستيان ذلك أيضا.
يشعر بالخوف وعدم الأمان، يشتاق لعائلته، والدته، ووالده، واخته سارة. ذلك الدفئ الاسري، الانتماء.
شعور صعب بالنسبة لطفل!

وأما كريستيان فيفكر في موضوع سارة، لقد طلب من ميليسا ان تخبر سالي انه يريد مقابلة نوا زوجها، عليه ان يعرف الرقم الذي اتصلت به سارة في آخر مكالمة بأية وسيلة.
ربما يوصلهم الى خيط ما!

وصل إلى الكشافة ونزل يبحث عن جيڤان، وأدم انطلق يلعب مع اصدقائه.
عثر على جيڤان في مكتبه، بعد ان قام جيڤان بالترحيب به اتجها الى حيث الشجرة الكبيرة وجلسا تحتها.
جيڤان: وماذا ستستفيد من معرفة الرقم، ربما يكون اي احد غير مهم.
كريستيان: انا انوي تقديم بلاغ للشرطة بإختفائها، وايضا الذهاب لسفارة بلادها.
وتابع بعد ان سكت قليلا: ولكن اريد البحث عنها بنفسي ايضا.
جيڤان: لم تهتم لأمرها لهذا الحد؟
تذكر كريستيان تلك النظرة في عينيها لطالما كان بارعا في فهم لغة العيون، كانت نظرة حزن وضعف وكسرة!
ويذكر هدوئها والشعور بالراحة في صحبتها وعدم التكلفة، والهالة التي تحيط بها لتشعرك انك لن تحصل عليها ابدا!
عندما طال تفكير كريستيان ولم يجب قال له جيڤان وهو يضع يدا على كتفه: لا اعتقد انك ستحصل معها على فرصة ان كان هذا ما تفكر فيه ويدفعك لمساعدتها ياصديقي.

تذكر كريستيان كلام ميليسا حين قالت له ذات مرة: "انها لا تهتم بالرجال، وخصوصا الرجال مثلك".
لا يعلم لم يقول له الجميع ذلك، هو اصلا لم يفكر بها سابقا، ثم فكر "ليس على هذا النحو على الاقل".

كريستيان: ولم تقول ذلك؟ اقصد انا لا أفكر بها على هذا النحو. ولكن لا افهم لم تقول عنها هي ذلك، هل لديها ميول خاصه؟ أهذا ما تقصده.

جيڤان صدم من كلام صديقه ثم انفجر ضاحكا: في الحقيقة لا انا لم اقصد ذلك، على العكس انا اعتقد عكس ذلك تماما.

قال كريستيان متعجبا: اذا ماذا تقصد؟ فعلى ما يبدوا ان ذكائي قد انخفض!.
قال جيڤان بجدية: ان سارة مسلمة، الم تكن تعلم ذلك؟
كريستيان: لا لم أكن اعلم، اذًا هي على نفس دينك، ولكن ما دخل هذا في ميولها.

جيڤان: ليس الميول كريستيان ما اتحدث عنه، ان المرأة المسلمة لا تتزوج الا مسلم.
ضحك كريستيان بعلو صوته: زواج، ومن تكلم عن الزواج؟ انا خرجت من تجربة زواج فاشلة حديثا ولا انوي تكرار الامر.
ضحك جيڤان وقال: وانا ايضا لم اقصد الزواج، ولا اعلم لم قادنا الحديث الى هذه النقطة! ولكن قصدت المواعدة!
كريستيان حرك رأسه يمنى ويسرى يحاول تركيز افكاره: لا اعلم يا جيڤان، انا لم افكر بها بتلك الطريقة، لقد جعلتني اظن ان لديها ميول.
سكت ثم بعد لحظة قال وكأنه يخاطب نفسه ويقنعها: وحقيقة لِمَ اريد مساعدتها، فأنا اعتقد بسبب  صورتها وهي ضعيفة ومسكينة تجلس في الصالة لم تفارقني نهائيا، او ربما نظرة عينيها الحزينة، او ربما ....... سكت فجأة وقال حقيقة لا أعلم!

اتصلت ميليسا في هذه اللحظة لتخبره بأنها تحدث مع صديقتها سالي، وقد اخبرت الاخيرة زوجها وهو سيلتقي معه بعد الغداء في احدى المقاهي.

*******

بعد أن ذهب كريستيان بصحبة آدم بقيت جالسة في غرفتها، المنزل هادئ ولا يوجد احد به غيرها هي والخدم.

اتصلت بسالي كما وعدت كريستيان، واخبرتها بأن اخاها كريستيان يريد مقابلة نوا في موضوع متعلق بالرقم الذي طلبت منهم ان يبحثوا خلفه.
تعصبت سالي واخبرتها انها طلبت منها ان يبقى هذا الامر سر بينهم، فزوجها سيتورط في أسئلة من مديره.
حاولت إرضاء سالي بالكلمات والطمئنات.
نهضت من سريرها بعد ان اقفلت الخط وتجهزت الجامعة فهي امتحاناتها النهائية وعليها ان تركز فيها.

كانت ميليسا من المتفوقين في الدراسة، والطلبة المتميزين في كليتها، ولكنها هذه الفترة لم تستعد جيدا ولم تذاكر دروسها كما يجب!

تقود سيارتها وهي تستمع إلى احدى اغانيها المحببة لها، رن هاتفها فأجابت: نعم سالي؟
سالي: اخبري كريستيان ان نوا سينتظره في المقهى القريب من عمل نوا بعد فترة الغداء.
ميليسا: شكرا لكِ سالي.
سالي: على الرحب عزيزتي، انا آرجو فقط ان لا يتعرض نوا لمشاكل في عمله بسبب هذه المشكلة.

*******

ميكائيل

كان الامر وكأنه لايزال في السجن بالنسبة له، فهو لا يستطيع الخروج ويبقى ملازما لغرفته.

يحس نفسه مكبلا لا يستطيع التصرف خصوصا وانه من اول لحظة خرج فيها وهو يحاول الاتصال بسارة ولكن لا أمل فهاتفها مقفل!

لم يعلم كيف يتصرف فطلب من احمد ان يحضر له هاتف في اقرب وقت. يريد الاتصال بالسفارة في أمريكا ويسألهم ان كان مر عليهم اسم سارة العامري.

يجلس متكئا في الغرفة والتي يبدو انها تحولت إلى سجنه الجديد الان، ممسك بكتاب من مجموعة الكتب التي احضراها له احمد وفؤاد، يقرئه ويستأنس به.

كان منغمسا في قراءة الكتاب حتى دخلت عليه فتاة تمشي على استحياء وتحمل صينية الغذاء، هب واقفا.
قالت: ابي ذهب للسوق واتصل بي بأن اعطيك غذائك.
كان ينظر لها كالمشدوه، كانت سمراء جميلة بعيون عسلية ورموش وحواجب كثيفة، ترتدي مصلية.
ثم غض بصره فقد اخذته على حين غرة، قال بإختصار: شكرا.
واخذ منها الغذاء، فخرجت على عجل.
بعد ان خرجت قرن حاجباه وهو ينظر على اثرها.
كان ممتنا للطعام اللذيذ، فطعام السجن كان مقيتا، وكأنهم يطعمون حيوانات لا بشر، بشر تأكل عيونها قبل بطنها، فالعين ان عافت شيئا، قلى عنه باقي الجسد.

*******

مرت فترة الغذاء وقد امضاها كريستيان في الكشافة بصحبة آدم، يحاول تعويضه عن ان لا أهل يزورونه هنا.
فقد قرر هذا من المنزل وارتدى ملابس رياضية وحذاء رياضي.
قام بالمساعدة في تجهيز الغذاء، واستمتع بمشاركة آدم ورفقائه في عدة العاب ومسابقات.

وكان آدم كأي طفل ينسى احزانه امام اللعب واللهو. فالاطفال لا يحملون هموما، ويعاملون الحياة كما يجب ان تعامل، ولكن كل ماكبر الانسان وشب يتغير ويصبح عبدا للتفكير والهموم التي ترهق كاهله.

فتركض الحياة امامنا ونحن نحاول اللحاق بها ولن نقدر، وهي تضحك علينا بكل بشاعتها ودنائتها، والغريب اننا نراها جميلة فاتنة رغم دمامتها.

كريستيان: آدم انا راحل الان وسآتي دوما للاطمئنان عليك، وان احتجت شيء اتصل بي من هاتف جيڤان.

اومأ آدم برأسه وما ان رحل كريستيان حتى عاد إلى قوقعته الحزينة.
ذهب جيڤان بصحبة كريستيان الى المقهى لمقابلة نوا.
وعندما وصلوا سألوا النادل فدلهم على طاولة السيد نوا.
كان رجل في نهاية الثلاثين من عمره، طويل بشعر اسود كالليل وعينان سوداء ايضا يضع عليهم نظارات طبية، تبدوا عليه الجدية.
بعد ان عرف كل من كريستيان وجيڤان بنفسيهما، دخل نوا في صلب الموضوع.
نوا: انظرا، ان المعلومات التي تريدانها لا استطيع اطلاعكم عليها، فهي سرية.
كريستيان: اتحضرنا الى هنا لتقول ذلك، حسنا نوا نحن لا نريد ان نضرك بشيء، فقط اعطينا الرقم ونحن سنتصرف!
نوا: عليا ان اعرف القصة اولا، حتى اكون في الصورة واعلم ما الذي اقحمت نفسي فيه.
جيڤان: كل القصة انه هناك فتاة مفقودة منذ مدة وهي لا تملك..........
وقص جيڤان القصة كاملة، ولكن لا يبدوا على نوا انه اقتنع.
نوا: ربما بدأت تعمل في مكان ما، او ربما انها غيرت رقم هاتفها فهذا كله يجوز!
كريستيان: مؤكد انه يجوز، ولكن لا اعتقد انها ستتخلى عن اخاها!
نوا بإختصار: انا اسف حقا لا استطيع المساعدة.
كريستيان عقد يديه امام صدره واتكأ على ظهر الكرسي وقال بثبات: وانا ايضا اسف، فلم تترك لي خيار آخر!
نوا بإرتباك هز ثقته قال: ماذا تقصد؟
كريستيان: انت تعلم الاجراءات تأخذ وقتا، ونحن نطلب معرفة الرقم فقط، فإن شئت اطلعتنا عليه وذهب كلٌّ الى حاله وإن شئت بلغنا عنك مديرك.
رفع كريستيان حاجبه عاليا في استفزاز.
مد نوا ورقة ووضعها على الطاولة.
اخذها كريستيان ونظر فيها ثم مررها لجيڨان وقال له: مُلَّ عليا الرقم لأتصل به.
نظر جيڤان للرقم فقال: ولكن هذا رقم هاتفي!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي