12

لا يمكن لشئ أن يدوم، فكلٌ خُلِق لأجل، فكما ان الحياة لا تدوم، فالنعيم لا يدوم، والفقر لا يدوم، السعادة لا تدوم، ولا الحزن يدوم؛
ولا العمر ينبغي له أن يدوم، كلٌ عنها آفِلون!

كان الوقت ليلا حين استيقظت سارة، لم تشعر انها نامت طوال هذه المدة، خرجت من الغرفة لتبحث عن يو يان، وجدت ممر طويل يخرجها خارج الغرف ويدخلها الى مطبخ المطعم، كان المطبخ مكتظ ويبدو انهم مشغولون، رأتها يو يان فإبتسمت لها وقالت: استيقظتِ واخيرا.
سارة: اجل، يبدو انني نمت كثيرا.
يو يان: اجلسي هنا لدي بعض الاعمال انهيها وانضم إليكِ.
جلست سارة تفكر فيما يجب عليها فعله، عليها ان تخطط بحكمة في كل خطوة، لا يجب ان تعود لحياة التشرد، عليها ان تجد عمل بأسرع وقت ومسكن يؤويها، لن تعتمد على احد مجددا، يجب أن تتعلم كيف تبني نفسها من الصفر. وأول خطوة ستذهب إلى السفارة لتبلغهم بضياع جواز سفرها، ثم تجد عملاً.

انضمت اليها يو يان بعد ان انهت عملها، قالت سارة: شكرا لكِ حقا يا يو يان، لن انسى فضلك هذا ماحييت.
يو يان: انه ليس بالامر الكثير.
تنفست سارة بعمق وقالت وهي تحرك كوب الماء الذي امامها : فالحقيقة انا سأذهب للسفارة فالغد لأبلغهم عن جواز سفري، وبعدها ربما يمكنني البحث عن عمل في اي مكان واستئجار مكان للسكن.
ثم نظرت إلى يو يان مباشرة وقالت: اذا ما سمحتم لي بالنوم الليلة هنا سأعمل في المطبخ مقابل ذلك.

صحيح ان سارة سمعت ما قد قذفه بها والد يو يان بِتُهَم، مثل السرقة والمشاكل مع المجرمين.
ولكنها قررت رمي مشاعرها خلفها والبحث عن مصلحتها كما يفعل الجميع.
كان عليها فعل ذلك منذ زمن، من أول يوم تلقت فيه خبر وفاة والديها، عزتها وسندها.
ربما تأخرت ولكن الأوان لم يفت بعد!
ردت يو يان وابتسامتها الهادئة الملازمة لها على شفتيها: لا داعي لذلك، مازال يبدو عليكِ التعب، نامي الليلة وسوف نتحدث صباحا.
سارة: اذا كنتِ حقا تسمحين بمبيتي هنا الليلة، لن أبيت دون مقابل انا اصر على ذلك.
ردت يو يان وابتسامتها المطمئنة لم تفارق محياها: كما تشائين.

عملت سارة فالمطبخ لوقت متأخر، ولم تشأ الذهاب للنوم حتى تنتهي مع الجميع في العمل.
كان الوقت متأخرا عندما ذهبت مع يو يان الى غرفتها.
وضعت يو يان فراشٌ طويل على الارض لتنام فيه سارة، وذهبت للنوم في سريرها.

اما سارة فأحست أنها تريد لقائه، لتختلي معه وحده، وتشكو له بَثَّها وحزنها، تناجيه وتبكيه وتتوسله.

فهو الوحيد الذي في خضوعها واستسلامها له نصر وعزة، والتذلل له يُولِدُ قوة ورِفْعَة.
ركعت وسجدت وسبحت وحمدت ثم بعد أن فرغت نامت.

************

ميليسا تقلبت يمنى ويسرى ولكن النوم إرتحل عنها وهاجر.
قررت النزول لتِحَضِّر كوب عصير لنفسها فمؤكد ان الخدم نائمون الآن، فتحت الباب لتخرج من غرفتها، ونظرت بإتجاه الباب المقابل لجناحها، الذي كان تقيمان فيه سارة وآدم، واصبح تشغله فيرونيكا الشمطاء الآن.

تذكرت عندما تفاجأة اليوم مساءً بينما تصعد إلى جناحها بوجود حركة للخدم امام هذا الجناح، وعندما دخلت وجدت فيرونيكا محتلة الجناح وتأمر الخدم بإجراء بعض التعديلات فيه!
وحين شعرت فيرونيكا بوجدها على الباب، ابتسمت بخبث وقالت: لقد عدت من جديد، ولكن بقائي في هذا الجناح المتواضع أمر مؤقت فالزفاف قريب.
صدمت ميليسا عند سماع امر الزفاف، ولكن ما الذي يقوم به كريستيان، إستدارت وكانت ستخرج فاستوقفتها فيرونيكا وهي تدعي اللطف في صوتها وقالت وهي تمد يدها: انتظري، اعتقد ان هذه القلادة تخص صديقتك.......
ثم ادعت انها تفكر وقالت: اممم، لقد نسيت اسمها، ولكن قد وجدنه الخدمات في احدى الادراج.
امسكت به ميليسا وقالت في حزن: انه لسارة يبدو انها نسيته هنا.
فيرونيكا وهي تستمتع بالحزن الظاهر على وجه ميليسا اردفت: أنا حقا اقدر شعورك بالحزن فها نحن، اعني انا وكريستيان سنتزوج ثانية وانتي يا للمسكينة كنت تخططين للزواج ولكن حبيبكِ قد خانكِ، انا حقا أشعر بالشفقة عليكِ، اذا كنت تحتاجين للتحدث فأنا موجودة.

هناك بعض البشر يتغذون على أذية الناس، يستمتعون عندما يرون الحزن على وجوه الغير، يقذفون كلماتهم السامة في وجوه ضحاياهم، ويتلذذون بجرحهم وألمهم وحزنهم.
هم فالأصل لهم ارواح خبيثة من بشاعتها نحمد الله اننا لا نرى الارواح!

ألقت ميليسا نظرة غضب لفيرونيكا حتى شعرت الاخيرة بالتوتر والخوف.
تركتها ميليسا واتجهت إلى جناحها وقالت تحدث نفسها: ولكن ما هذا الجحيم الذي احضرته الى المنزل يا كريستيان!

استفاقت من شرودها على صوت كريستيان الجالس على طاولة المطبخ، فكلمات فيرونيكا تلك قد جرحتها، كيف لها ان تقول انها تحسد اخاها الحبيب!

كريستيان وهو ممسك بكأس الشرب في يده: هل هجركِ النوم انتِ ايضا؟ تبدين شاردة الذهن كثيرا!
ميليسا بإبتسامة خافتة لا روح فيها: لا شيء مهم.
سكبت العصير وقالت: اتشرب في مثل هذا الوقت المتأخر؟
كريستيان: لم استطع النوم.
- هل ستعيد زواجك من فيرونيكا؟
- انتِ تعلمين انها مازالت زوجتي قانونيا، فلم يصدر قرار الطلاق بعد.
-بعد؟ ولكن يبدو انه لن يصدر فها هي تحتل الجناح المقابل لي، وتقول ان زفافكما قريب.
قرصها كريستيان من خدها: لا داعي لان تشغلي عقلك بهذه الامور.
كانت تعلم انه لن يبوح بشيء، فهذا هوا كريستيان، دائما متكتم ولا يبوح بمكنونات نفسه لأي احد.
قال كريستيان: ماذا حدث في أمر صديقتك سارة، هل مازلتما على خلاف.
تفاجأت بسؤاله فلم تعتد منه أن يسأل عن صديقاتها.
قالت تختصر الموضوع: لقد سافرت.
لم تشأ أن تخبر أي مخلوق عن قصة سارة، حتى لا يُنظَر لها على انها شخص ظالم، فقد كان ضميرها يؤنبها كثيرا بالفعل، لا تعلم لماذا ولكن كان لديها شعور بأنها كان يجب ان تستمع إلى سارة!
قال كريستيان: لقد وعدتني سارة انكِ سترسلين لي ملف صوتي، استمعتُ اليه ذات صباح من هاتفها، كنت ابحث عليكِ فالصباح من اجله وقد وجدتك لا تزالين نائمة، فلم أشأ ايقاظك.
ميليسا: اي ملف لم تخبرني سارة بذلك.
كريستيان: لا بأس، ربما نسيت ان تخبركِ بذلك.

وفجأة نظر لهاتفه وكأنه نظر لشيء خطير، أخذ كأس شرابه وخرج للشرفة.
نهضت ميليسا واتجهت الى غرفتها، وقالت في سرها "ياليته يتعرف على فتاة ما وينسى امر فيرونيكا.
لقد رفعت قضية عليه واستولت على بعض امواله، وها هو يعود اليها، انا حقا لا افهم الرجال".

وعندها وصلت ممر جناحها، كانت فيرونيكا تمشي على رؤوس أصابعها وعندما سمعت صوت قادم إختبأت في إحدى الزوايا، ومرت ميليسا من أمام فيرونيكا ولكنها لم تلحظها بسبب اختباء الاخيرة.

************

بعد أن نام الجميع، وعم المنزل هدوء الليل وسكونه، كأفعى المامبا السوداء بخبثها وشرّها، تسللت إلى مكتب كريستيان. بعد ان كان قد اخبرها على العشاء انه سينام باكرا فقد كان يوم مرهق له!

كانت تمشي على رؤوس اصابعها، حتى سمعت خطوات قادمة بإتجاهها، فإختبأت في إحدى الزوايا خلف ڤازة كبيرة، وكانت ميليسا التي مرت من امامها.
وقالت في سرها " لقد افزعتني هذه الغبية".
عندما سمعت باب جناح ميليسا اقفل، خرجت تتسلل من جديد، حتى وصلت إلى مكتب كريستيان، نظرت يمنى ويسرى ثم دخلت وقد وجدت الباب مفتوح غير مقفل بالمفتاح فإبتسمت لحظها.

بعد ان مكثت بضع دقائق في المكتب خرجت وإبتسامة نصر على شفتيها، وتسللت عائدة الى جناحها.
وما إن وصلت حتى جلست على سريرها، وأمسكت هاتفها وقامت بإجراء اتصال.........

لم يكن يهمها انها تغدر به للمرة الثانية، كل ما كان يهمها ان تحقق نصرها وان كان على حساب شخص احبته فعلا.
فبعض البشر لا يقدرون الحب، فيلوثونه بقاذورات افكارهم واطماعم وانانيتهم، وستدرك هذا متأخرة جدا، لانها خسرت كريستيان الى الأبد.

علينا ان نعلم ان البعض لا يستحقون منا فرصة ثانية، فإن منحناهم إياها سيمشون فوق جراحنا مبتسمين، ويركزون ضغط خطواتهم على أماكن الجروح العميقة فينا، وهم ينظرون إلى اعيننا مباشرة دونما أدنى اهتمام لما يؤلمنا ويحزننا، فهم سيعيدون الكَرَّة في كل مرة سمحنا نحن لهم بذلك تحت حجة الفرصة الثانية.

***********

استيقظت سارة على صوت حركة يو يان في الغرفة؛ نظرت الى الساعة على الرف وجدت انها فجرا ويو يان تستعد لصلاة الفجر.
سارة: صباح الخير.
التفتت لها يو يان: اووو، لقد ايقظتك؟ لم أشأ أن أوقظكِ انه لا يزال باكرا جدا.
سارة: لا عليكِ، سأصلي أنا ايضا.
بعد مرور فترة الفجر اخبرت سارة يو يان انها ذاهبة للسفارة ثم ستذهب إلى الفندق الذي تركت فيه حقيبة ملابسها وحاجياته علها تجدها.
يو يان: سأرافقكِ.
سارة: لا داعي لذلك سأأخرك عن عملك.
يو يان: لا بأس، ففترة الصباح لا يوجد بها الكثير من الزبائن.
اتجهت سارة الى السفارة وبصحبتها يو يان، التقت بموظف يعمل هناك وأخبرته عن مشكلة ضياع جوازها، فأخبرها ان هناك العديد من الاجراءات التي عليها اتخاذها والامر ليس بتلك السهولة التي تعتقدها وان هذه الاجراءات تأخذ وقتا. قدمت سارة المعلومات المطلوبة منها وخرجت لتذهب الى الفندق الذي نامت فيه هي وآدم.
ما إن وصلوا الى الحي الذي يقع فيه الفندق حتى قالت يو يان: اووه، يا يلا المسكينة هل مكثتي هنا بصحبة اخيكِ الصغير؟ ان المكان يبدو خطر.
سارة: لم يكن لي خيار، ولكن لم يعترض لنا احد والحمد الله.

دخلوا إلى الفندق، وجدت سارة نفس الفتاة السابقة تجلس في منطقة الاستقبال.
قالت لها سارة: مرحبا.
رفعت الفتاة وجهها ونظرت الى سارة و يو يان تقيمهما وقالت: مرحبا، بم اخدمكما؟
سارة: لقد اتيت اليكم منذ مدة قريبة وحجزت غرفة لديكم بصحبة اخي الصغير.
قالت الفتاة: اجل!
سارة احست عدم التجاوب من الموظفة فقالت: لقد حدث ظرف ما لي بعد ان خرجنا صباحا انا واخي وقد تركت حقيبتي في الغرفة.
كانت يو يان تراقب بصمت.
قالت الفتاة بعدم مبالاة استفزازية: احقا؟ انا لا اذكر ايّة حقيبة.
سارة بدأت تحس بالغضب من اسلوب موظفة الاستقبال المستفز وقالت: أحقا! ولكن كيف ذلك لقد تركتها هناك.
الفتاة: وقفت من كرسي مكتبها وقالت: وانا اخبركِ انه لا يوجد.
سارة قالت وهي ترفع صوتها: اريد الصعود الى الغرفة لأتأكد.
الفتاة بإستهزاء: أوتعتقدين انها لا تزال في الغرفة؟ واساسا الغرفة مشغولة في الوقت الحالي ولا تستطيعين الصعود اليها.
كانت سارة تريد حقيبتها بشدة ففيها كل حاجياتها التي ليس لها القدرة الآن على شرائها، من ملابس مختلفة ومواد عناية وتنظيف للبشرة والشعر، وايضا عقد والدتها الذي اعطوها اياه المُغَسّلات عند دفن والدتها.
جاء رجل نحيف وطويل ويضع سيجارة في فمه وقال: ما الذي يحدث هنا؟
ونظر إلى سارة و يو يان يقيمهما بنظراته، لم تشعر سارة بالراحة لتلك النظرات.
قالت الفتاة: هذه الفتاة تدعي انها تركت حقيبة ما هنا، وتريد الصعود الى الغرفة لتتأكد بنفسها من عدم وجود اي حقيبة !
قال الرجل: اذا دعيها تصعد.
صعدت سارة ومعها يو يان وفتاة الاستقبال، فتح لهم الرجل الغرفة وقال: هذه هي الغرفة، ولا شيء هنا.
سارة: بالطبع لن تكون، لقد اخذتموها.
يو يان: الم تقولي ان الغرفة مشغولة بزبائن؟ يبدوا انها خالية!
اخرج الرجل سكين من جيبه وقال يهدد: اذا لم تخرجا الآن من هنا سأقوم بتشريح وجوهكما بهذا السكين.
نظرت اليهم الفتاة في انتصار، وابتسامة متشمتة على شفتيها.
هناك بعض البشر اشرار، فقط لانهم اشرار!.

غمزت يو يان الى سارة وقالت تدعي الخوف: علينا ان يسرع في الخروج قبل ان يؤذينا بالسكين.

ضحك الرجل، ولم يكد يكمل انهاء ضحكته حتى تقدمت منه يو يان من الخلف بسرعة وخفة مفاجئة لم يستطع مجاراتها، ولفت كامل ذراعها حول رقبته بحركة اختناق وثبتت يده التي بها السكين بقوة حتى سقط السكين من بين يديه بإستسلام، ثم بركلة الصفع الخلفية بساقها قامت بضربه على ساقه فجثا على الارض وهو يئن.
وأشارت إلى سارة ان تلتقط السكين، فأسرعت الاخيرة وأخذت السكين، واما فتاة الاستقبال كانت تحاول الفرار فقالت لها يو يان: الى اين؟ لا تخرجي.
وقفت الفتاة في مكانها.
قالت يو يان: اين الحقيبة؟
الفتاة: لقد اخبرناكم انها ليست هنا!
ضغطت يو يان على رقبة الرجل بقوة ولوت ذراعه، فقال الرجل: لقد قمنا ببيعها لنصلح قفل الباب الذي اضطررنا لكسره.
نظرت يو يان لقفل الباب وابتسمت: لكن قفل الباب لا يبدو انه كُسر قبلا، فهو سليم تماما كما يبدو لي.
كان ضغط يو يان على رقبة الرجل يزيد، لقد كانت محترفة في الكونغ فو وتحمل الحزام البني في هذه الرياضة.
سارة ايضا كانت مبهورة بقدرة يو يان على الدفاع على النفس.
قال الرجل بإستسلام وهو ينظر إلى فتاة الاستقبال: هي قامت ببيع الحاجيات، وقد استخدمت بعضها ايضا.
قالت الفتاة: لم نعتقد انها ستعود بعد ان مضى ثلاثة ايام.
يو يان: وكيف فتحتم باب الغرفة هل لديكم مفتاح؟
الفتاة: بالطبع لدينا، ولكن قمت بفتحه بالمفتاح الذي احضره مارتن من حقيبتها.
تبادلتا يو يان وسارة النظر بمفاجأة فقالت سارة: اتعنين ان حقيبة يدي لديكم.
الفتاة: لم يجد بها مارتن مال فأحضرها الى هنا، انه يعمل بالقرب من هنا وهو حبيبي.
سارة: وانتِ تعلمين ما الذي حاول فعله؟
وعندما لم تُجب الفتاة قالت سارة: هذا مقزز! والآن اين حقيبتي اريد جواز سفري، وعقد كان في الحقيبة الكبيرة.
الفتاة: جواز سفرك سأحضره لكِ، ولكن لم اجد اي عقد فالحقيبة الاخرى!
الرجل: يا أيتها المحتالة كان هناك عقد ولم تخبريني به.
سارة: ولكن العقد كان في الحقيبة.
الفتاة: اقسم لكم لم يكن هناك اي عقد.
يو يان: يبدو انها باعته، دعينا نذهب.
ودفعت الرجل بقدمها ويديها وخرجتا بعد ان اخذت سارة جواز سفرها، واما الهاتف فقالو ان مارتن لم يعطهم اياه واخذه لنفسه.

************
جلس ليفطر على المائدة بصحبة والديه، وانضمت إليهم فيرونيكا بعد لحظات.
قال كريستيان: انتِ مبكرة اليوم؟
فيرونيكا بدلال: لن أتأخر، لدي بعض التجهيزات من اجل الزفاف.
قلبت سوزي عينيها في ملل حيث لم يعجبها الحديث، دخلت ميليسا وهي تتائب ولا تزال في بيجامة النوم.
سوزي: تعالي حبيبتي كلي افطاركِ معنا، علك تفتحين شهيتي.
الوالد: هناك تطورات عزيزتي سوزي لم تعقبي عن نزول ميليسا بالبيجاما للإفطار.
سوزي بتفكير: وهل هذا امر جيد ام سيء.
ضحك الجميع وقال زوجها: جيد، جيد. هيا انهضي سنتأخر، لدينا طائرة علينا ان نلحق بها.
ميليسا: هل ستتأخران.
سوزي: لا انهما يومان فقط، انتبهي على نفسك ولا تسمحي لأحد بإزعاجك ونظرت إلى فيرونيكا، التي قلبت عيونها في ملل.
خرجت سوزي وزوجها متجهين الى المطار.
وبدأ البقية الاكل في صمت حتى وصل صوت رسالة الى هاتف فيرونيكا.
نظرت إلى هاتفها ثم قالت: انها مصممة فستان الزفاف عليا ان اسرع.
ووقفت بسرعة وبدأت تتحرك لتمشي.
ميليسا: اسرعي اسرعي قبل ان يغير اخي كريستيان رأيه.
نظرت فيرونيكا الي كريستيان تريد منه ان يسكت ميليسا، ولكنه رفع حاجبيه وهو يرتشف من القهوة.
فيرونيكا بعدم صبر قالت: كريستيان!
كريستيان: عليكِ الاسراع قبل ان تتأخري على موعدك.
ثم اضاف: انتظري سأعطيكِ قبلة الصباح.
ميليسا: هذا مقيت.
ولكن لم يكن في نية كريستيان فعل ذلك، بل كان يريد..........
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي