55

(القاتل)


قد تغيب الشمس تحت قتامة الغيوم، ولكن الغيوم ستزول وتبقى الشمس الصامدة.
فإن انار النور عتمة القلب، فحينها يكون الدرب اسهل واسلس!

جاك جالس يستمع بإنصات لما يقوله العم بن، وقد روى له قصة لقائه مع ذاك الشاب في المقبرة.

كان العم بن يروي قصته بتأثر شديد، وبعدها قال له: "كانت تلك الفيديوهات سبب سعادتي، ادخلتني لنور الايمان واليقين بالله، بعد اذ كنت مظلم القلب"

سكت ونظر ناحية السماء واضاف: "حينها فقط وكلت امري الى الله ولم تعد هذه الدنيا الزائلة تشغل همومي"

وبدأ العم بن يصف لجاك حلاوة الايمان، وان كل تلك الحركات التي يقوم بها واللغة التي يتحدث بها، كلها محاولة منه للصلاة ولكن هو للأسف لا يجيدها جيدا، ولكن يشعر في يقين قلبه ان الله يقبلها منه، فهو يحاول من اجل رضى ربه.

"لا حب فوق حبه، ان احببت مخلوق فوق حبك له فستشقى، عليك ان تترك سيرينا تذهب، عليك ان تؤمن انه قضاء ربك وقدره"

انتهى الحديث واستأذن العم بن ليذهب إلى النوم، فقد كان شديد التعب ومرهق جدا، واما جاك فجلس يفكر في حديث العم بن، ثم نظر ناحية السماء ويتحدث بقلبه ويقول: "انا أؤمن بوجودك، اذكر حينما كنتُ متدرب جديد ودعوتك من قلبي لأمر في نفسي، منذ ذلك الوقت وانا أومن بك"

ثم ارتفع صوته شيئا فشئا وطالت النجوى، وطال الدعاء والحديث، كان شيء خاص بين العبد وربه.

سكينة غريبة دخلت قلب جاك، وكأنه ولد من جديد، كان يقينه بالله قوي جدا الا انه كان قبلا تائه في دروب الحياة....

ومن هنا كان قد قرر العديد من الامور التي سيصحح نصابها!

استيقظ في الصباح الباكر وروحه خفيفة ونفسه منتعشة، سعيد للقرار الذي اتخذه، كان الطقس رائع والالوان زاهية والهواء منعش عليل.

توجه الى غرفة العم بن لكي يوقظه، حتى يعلمه اشياء عن الايمان.

دخل الى الغرفة وهو ينادي "عم بن، ايها العجوز استيقظ".
ولكن لا يوجد رد!
وصل بجانبه وجده شاحب ابيض لا لون فيه وابتسامة على شفتيه.
اقترب اكثر ووضع يده عليه فوجده بارد جدا لا روح فيه!

سقط جاك على ركبتيه بجانب السرير وهو يصرخ: "العم بن."

كان وكأنه قد قام بمهمته ورحل، حل الى جاك اصعب مشكلة في حياته ثم خرجت روحه الى بارئها.

لكل منا مهمة يؤديها في هذه الحياة يؤديها، ثم ستخرج روحه، واما يؤديها بالشكل الصحيح واما يفشل في ذلك!

بعد اتمام مراسم الدفن على الطريقة الاسلامية، عاد جاك الى الكوخ وهو حزين، جلس يومان وحيدا وحزينا على فراق العم بن ثم قرر ان يفعل ما يجب فعله.

اتجه الى اقرب مسجد وقلبه يعصف من رهبة ما سيفعله، لم يتصور في حياته ان يدخل الاسلام، هو لا يعرف عنه اي شيء، ولكن شاهد طمئنينة العم بن وايضا قلبه يخبره انه القرار الصحيح.

كان شعوره وهو في المسجد غريب، شعور لم يحسه في حياته، يشعر انه قد اصبح قريب، ولكن قريب من ماذا لا يعلم!!

نطق الشهادتين وتكاد انفاسه تتوقف من هول الشعور العظيم، ثم قال له شاب بوجه سمح انه ان اراد الصلاة معهم عليه بالغسل ولكن يمكنه الآن التجربة حتى يتعلم.

بدأ معهم في الصلاة وكانت عظيمة بالنسبة له، وعندما سجد احس بشعور اعظم، احس بأن حواسه كلها متأهبة، حتى عيناه امتلأت بالدموع ولم يقوى على رفع نفسه، بل احبت روحه السجود ولم تشأ ان تقوم، ذرف الدمع وهو ساجد، بكى بكاء الاطفال، نسي كل من حوله من عيون البشر المحدقة، نشج بصوت عال وهو يبكي.

حتى انتهى المصلون من صلاتهم بقى هو من اولها على وضعه هذا، فتقدم منه الشيخ الشاب ذو الوجه السمح وقال له: "هنيئا لك"!

بعد هذا الحدث الجوهري والعظيم في حياته، رفرفت روحه خفيفة ناعمة متجددة خالية من الذنوب، وكأنها ولدت في التو واللحظة!

قرر العودة اليها، العودة إلى ميليسا، لقد تحرر من قيود الماضي، وفهم ان تعلقه بشخص ميت هو امر خارج قوانين الحياة الطبيعية، ولن يسبب الاذى الا لنفسه واحبابه، تعلقه بسيرينا كان بسبب تأنيب الضمير بأنه لم يحميها بشكل جيد، وكان يخبر نفسه المسكينة انه لو فعل لكانت على قيد الحياة!

اما الآن فهو يعلم ان لا تعلق الا بالله، حتى ان شعوره نحو ميليسا اقوى واعمق من شعوره بسيرينا، خرج من المسجد نحو سيارته مسرعا، قاد فترة من الزمن حتى يصل الى منزلها، وطوال الطريق يفكر في عبارات يقولها لها، وهل ستقبل به وهو على دينه الجديد!

صحيح ان اخاها وزوجته مسلمان، ولكن هذا لا يشترط ان توافق هي، كانت لحيته نامية ولم يأكل جيدا منذ قرابة الثلاثة ايام، وحزنه على العم بن جعله هش ضعيف، كان اقرب صديق له على الاطلاق!

وصل امام منزل آل جراي، نزل وتحرك بخطوات بطيئة نحو المنزل، وعندما قرع الجرس وفُتح له الباب اخبرته الخادمة ان ميليسا مقيمة في منزل اخيها كريستيان هذه الفترة.

ولكن الخادمة رفضت اعطاءه العنوان، وقالت انها تعليمات السيد جراي!
ولكنه لم ييأس بل عثر على عنوان منزل كريستيان بطريقته، وتوجه اليه، ولكن عندما وصل كانت هناك حركة غريبة امام المنزل، حيث ان البواب وحارس الامن والخادمة جميعهم جالسون في حديقة المنزل، ويبدو عليهم القلق!

وما ان رأته الخادمة ماي قالت بغضب: "انت؟ عليك ان تخجل من قدومك الى هنا، بسببك وبسبب اختك مارينا تلك ايها المجرم، فإن الآنسة ميليسا في المستشفى بسبب انهيار عصبي!".

لم يصدق ما يسمع ولكن رؤيته لوجوه موظفين جراي الذين في الحديقة يؤكد قول الخادمة!

لم يكن يملك هاتف، فإتجه الى اقرب هاتف عمومي واتصل بأخته مارينا ليستفسر منها، هو يعلم انها لا تحبه بسبب اوهامها عن علاقة بين زوجها السابق عندما كانت زوجته وبين سيرينا، ولكنه كان يثق في سيرينا كثيرا، وهو الآن لن يسمح لها بأن تؤذي ميليسا البلسم الملاك لجروحه!

"لقد قلت لها ما يجب ان يقال يا..." واكملت بإستهزاء يا اخي! هذا ما قالته اخيرا مارينا بعد ان سردت عليه الاكاذيب التي اخبرت بها ميليسا!

"لقد حطمت زواجي، ولن اسمح لك بأن تنعم بواحد، سيرينا كانت على علاقة بزوجي قبل ان تعرفك، وذاك الغبي جن جنونه عندما علم بعلاقتها بك، لقد قتلها من غيرته عليها، فضل تلك البائسة علي انا التي وهبته روحي وقلبي!"

صدم جاك وقال: "ولما لم تخبريني بكل ذلك، وما ذنبي انا وميليسا"

ضحكت وكأنها مجنونة ثم تغيرت نبرتها الى حزن وقالت: "طبيبتي النفسية قالت ان لدي انفصام في الشخصية يا جاك، لهذا جانب مني يكره الازواج المتحابين السعداء"

ثم اضافت بإستهزاء: "لم تكن تسمعني يا جاك لم تصدق انها كانت كاذبة ولعوب، لقد سلم زوجي السابق نفسه بعد ان هددته انا بأن اقتل اطفالنا"
واكملت حديثها بضحكة مجنونة واقفلت الخط.

وقف مصدوم لا يقوى على الحراك، كيف استطاع ايذاء ميليسا الى هذه الدرجة، كيف استطاع ان يؤذي من روحه تعلقت بها، فرحته في هذه الدنيا، كانت كالملاك، انه غبي جدا!

سبحان من يقلب القلوب ويغير من حال إلى حال! لم يشغل تفكير جاك الا ميليسا، لم يؤلمه حتى خداع سيرينا واسرارها القذرة!

وضع يديه الاثنتين في شعره ماسحاً على رأسه بأسى وغضب حزين، كيف سيعرف هي في اي مشفى، عاد الى منزل كريستيان ووجد الخادمة ماي وحارس الامن والسائق لا يزالون في الحديقة، دخل اليهم مجددا فنظروا نحوه بغضب، عليه ان يقوم بذلك، عليه ان يعرف مكانها!

"في اي مشفى هي" قال جاك.

فقال له الحارس اسف سيدي ولكن السيد جراي لن يوافق على اخبارك، حاول معهم بشتى العبارات ولكن لم يخبروه بشيء، خرج وهو يائس حتى وصل الى مسمعه صوت الحارس وهو يجيب على الهاتف ويقول: "ماثيو، خذ للسيد جراي بطاقته الائتمانية في مشفى سان ويست".

ولم يكذب جاك خبر، انطلق مسرعا نحو المشفى، وعندما سأل مكتب الاستعلامات اخبروه انها في الطوارئ، توجه نحو قسم الطورائ ليجد امامه كريستيان يبدو في حالة عصبية وشديد التوتر.

تقدم نحوه وقال: "كريستيان".
وقد رأى الدهشة على وجهه وكأنه قد رأى شبحا، ولكن دهشة كريستيان لم تطل، بل لكم جاك على حين غرة، مما فاجأ كريستيان كثيرا، ثم تتالت الضربات الغاضبة العنيفة، وجاك كان مستسلما لها، يشعر انه يستحق ذلك، كل لكمة سددت له كان يستحقها هذا ما كان يخبر نفسه به، الى ان بدأت الرؤية مضببة وسقط مغشي عليه.

أسقط بسبب قلة الطعام، ام قوة اللكمات ام الحزن والوهن، او ربما اجتمعت كل الاسباب!



ميليسا؛

كانت تشعر بحزن شديد، لقد افاقت توا من تأثير الادوية المنومة والمهدئة، نظرت حولها في حزن وهي تتذكر ماذا حدث معها، قلبها يعتصرها على من اعتبرته حبيب لها!

دخلت سارة ويبدو التعب على وجهها، نظرت نحو سارة بعطف ثم توجهت اليها تحتضنها.

"لقد جاء سام، سنعود إلى المنزل وسيرسلون في المساء ممرضة للاعتناء بك".

نظرت ميليسا نحو صديقتها في حزن، ولاحظت بهتانها وشحوبها.
فقالت في قلق: "اين كريستيان؟"
ارتبكت سارة ثم قالت: "لديه بعض الاجراءات سيقوم بها ويلحق بنا"

اوعزت ميليسا ارتباك سارة وشحوبها الى خلافها مع كريستيان، فلم تشأ ان تضغط عليها.

صعدتا الى السيارة وكل منهما تحمل همها معها.
صدمت سارة حين اخبرها الطبيب انه تم اعتقال كريستيان الى السجن، وانه قام بضرب جاك الى ان اغمي عليه!

ولكنها لم تشأ ان تخبر ميليسا وتحملها هما آخر فوق همومها.

دخلوا إلى المنزل وركض آدم نحوهما بقلق.
"ما الامر؟ لقد كنت قلقا".

دخلت ميليسا مباشرة إلى غرفتها على غير عادتها، دون ان تتحدث او تمزح مع آدم.

نظر آدم بإتجاه اخته: "ما الامر؟ ماذا بها؟"
مسحت سارة على رأسه بلطف وقالت له: "انها متعبة قليلا، دعنا نتركها ترتاح قليلا، حسنا؟"

اومأ آدم برأسه وتبع اخته الى غرفة الجلوس، حل المساء واتصلت سارة بالمشفى لتسألهم ان كانت الممرضة ستأتي الليلة! ولكن اخبروها انها لن تستطيع الليلة ان تذهب اليهم، ولكن غدا صباحا ستكون عندهم!

كانت ليلة مريعة على سارة وهي تختلق الاعذار الى ميليسا بسبب عدم عودة كريستيان الى المنزل، وبسبب خوفها لو ان ميليسا حدث لها انهيار عصبي آخر!

ولكن الليلة مرت هادئة نسبيا بمساعدة الخادمة ماي، في الصباح ذهب آدم الى المدرسة، وارسلت سارة الخادمة ماي لتحضر بعض الاشياء من محل البقالة، واعلمت حارس الامن ان الممرضة ستأتي بعد نصف ساعة، ليسمحوا لها بالدخول.

اتجهت سارة الى غرفة ميليسا وجدتها لا تزال نائمة، فاتجهت الى المطبخ لكي تحضر لها الافطار قبل ان تأخذ دوائها.

فجأة سمعت باب المنزل قد اقفل، فإعتقدت انها الخادمة ماي قد عادت بسرعة، احست بحركة خلفها فقالت وهي تضع قدح القهوة على النار: "لقد عدتي بسرعة".

ولكن ماي لم تجب، بل ان شيئ ما وُضع على رأس سارة من الخلف، وقفت جامدة وقال صوت انثوي: "لا تتحركي والا اطلقت النار!".

جمدت سارة ولم تجرء على الالتفات.
قال نفس الصوت الانثوي: "استديري ببطء"

بقت سارة جامدة، ثم انتفضت عندما المرأة صرخت فيها: "استديري".

استدارت ببطء وعندما التفتت صدمت من الواقفة امامها، انها فيرونيكا، ومن صدمتها ضربت فناجين القهوة الموضوعة على رف المطبخ بيدها.

"مفاجآة!!!" قالت فيرونيكا بتهكم.

كانت ميليسا نائمة في غرفتها وباب الغرفة مفتوح، وهي في نومها المتقلب سمعت صوت تحطم شيء ما، استيقظت مفزوعه ثم اتجهت نحو المطبخ، لترى افزع مشهد رأته في حياتها.

كانت فيرونيكا زوجة اخيها كريستيان السابقة تقف امام سارة وهي ترفع مسدسا في وجهها، فلم تتمالك ميليسا اعصابها وصرخت، التفتت اليها فيرونيكا وهي تبتسم ابتسامة شريرة وتقول: "ها هي الاميرة المدللة".

"هيا، هيا انضمي الى جانب صديقتك" قالت فيرونيكا ذلك وهي تشير بالمسدس بين سارة وميليسا بالتبادل، ثم قادتهما نحو غرفة الجلوس، وامرتهما بأن يجلسا على الكنبة.

"اين مفتاح باب المنزل" لم تجبها اي منهما فصرخت وهي تسحب تأمينة سلاحها "قلت اين المفتاح!".

اشارت سارة نحو درج بجانب باب الغرفة، "اذهبي واقفلي الباب ولا تتذاكي بأي شيء والا قلت صديقتك العزيزة"
اتجهت سارة الى الباب واقفلته بخطوات مهزوزة، وفيرونيكا تراقبها وهي تقفل الباب، عادت الى الغرفة واخذت منها فيرونيكا المفتاح.
واجلستهما بجانب بعضهما وهي واقفة تحدق بهما بغل وكره!


كريستيان؛

بعد ان اخذوا اقواله نام ليلة في السجن، وفي منتصف النهار جاءه حارس السجن واخبره ان مدير السجن يريد مقابلته، لم يكن يهمه كل ما يحدث معه، هو فقط قلق على زوجته واخته.

كان جاك في انتظار كريستيان في مكتب مدير مركز الشرطة، جاء ليتنازل لكريستيان، ولكن فور ان رآه كريستيان هجم عليه مجددا، كان كريستيان غرضب جدا، وهو متأكد ان كل ما حدث ويحدث هو بسبب هذا اللعين جاك.

كان سيهجم عليه ولكن صوت مدير مركز الشرطة اوقفه حين قال: "سيد جراي، لقد جاء السيد للتنازل لك واخلاء سبيلك".

لم يخفى على احد ذهول واستغراب كريستيان حيث قال: "هل هي احدى الاعيبك؟".

"انا اعتذر عن كل ما بدر مني سابقا يا كريستيان" قال ذلك جاك وهم بالتوقيع عن التنازل والخروج، وفي هذه الاثناء سلم الشرطي الى كريستيان حاجياته، اخذ كريستيان هاتفه وقام بتشغيله، جائته عدة مكالمات فائتة من رقم سارة، فشعر بالقلق يزداد.

اعاد الاتصال بها ولكن الغريب انها كانت تطلب مكالمة فيديو فورا، فقام بالاجابة ولكن لم يفتح الكاميرا.
"كريستيان ارجوك افتح الكاميرا" هذا ما قالته سارة اول ما فتح الخط، واحس ان في صوتها شيء غريب.
فقال: "ماذا هناك"
اجابت بإقتضاب: "فقط افتح الكاميرا" كان صوتها غريب، نظر حوله ثم فتح الكاميرا، التي وجدها موجهة مباشرة نحو سارة وميليسا، فقال: "ما لامر؟"

التفت الكاميرا واظهرت آخر شخص كان يعتقد ان يراه، كانت تبتسم ابتسامة جانبية ثم قالت: "مرحبا، كريستيان!" ومن ثم اظهرت المسدس وهي تلاعبه بين اصابعها وتقول: "بمن تريدني ان ابدأ، كريستيان ؟"

صدم كريستيان وشل تفكيره، لم يعلم بم يجيب.
كان جاك ينظر الى كريستيان، وما ان رأى تعابيره حتى اقترب منه.
وكانت فيرونيكا توجه الهاتف مرة اخرى بإتجاه ميليسا وسارة، وعندما رأى جاك ما يحدث ورأى صورة ميليسا كيف تبدوا بائسة وحزينة، شعر بإنقباض في قلبه!

تجمع حول الهاتف كل من كريستيان وجاك ومدير مركز الشرطة.

قال كريستيان بعد ان استعاد رباطة جأشه: "فيرونيكا! ارجوك لا تؤذيهما، سأفعل كل ما تطلبين"

ضحكت ضحكة مستفزة ثم قالت: "ياللاسف كريستيان، ستضطر للاختيار بينهما".
وجهت المسدس و الكاميرا نحو سارة وقالت مجددا: "هيا كريستيان من ستختار!؟ اختك الغبية ام زوجتك البشعة!؟".

وفجأة سمع كريستيان صوت اطلاق رصاص واقفل الخط.

خرج كالمجنون متوجها نحو المنزل لا يكاد يصدق انه ربما يكون مكروه ما قد حدث الى احداهما.

وكان جاك خلفه مسرعا قائلا: "لنركب في سيارتي، فركب معه في السيارة، التفت كريستيان نحو جاك ولكن لا وقت للجدال الآن".

اخذ جاك يقود بسرعة ويدعوا ان تكون ميليسا بخير، لا يستطيع تحمل ان يحدث لها اي شيء وهو لم يعتذر لها حتى.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي