24

الفصل الرابع والعشرون؛

العيون المحبة تلمع حتى في الظلام!
فلمعان عيون المحب هو انعكاسٌ للروح حين تحب وتهوى، حب يبعد مئات السنين الضوئية عن الحب التقليدي كحب الاجساد والتفاصيل!
حب الروح هو الحب الخالد، حب لا تزيله شيخوخة ولا كِبر فالروح لا تشيخ، حب لا يمحوه اهمال ولا تقصير!

وكانت ميليسا فعلا تتسائل، هناك شيء غريب يحدث، تصرفات كريستيان غريبه!
بحثه المتواصل عن سارة، زيارته لها، هاتفها الذي لديه ان كان حقا هاتفها، وايضا الألفة التي يعاملها بها.
لم ترى كريستيان يهتم هكذا من قبل بأحد!

آدم بمرح: ها هما قادمان.
وصلوا إلى الطاولة فقالت سارة: استأذنكم، كنت اتمنى الجلوس معكم ولكن... رفعت يديها تشير الى ما حولها.... ولكن لدي عمل ولا استطيع تجاهله انا بالفعل اخذت اجازة لمدة ساعتين اليوم.
ابتسمت ميليسا: لا بأس يمكننا الانتظار.
كانتا تتعاملان بقليل من الرسمية فيما بينهما.
نظرت لساعة يدها واكملت: متى تنتهين؟
سارة: انتهي حوالي 9:00 مساءاً.
كريستيان: حسنا مزال امامكِ ثلاث ساعات، ما رأيك ان نصطحب آدم لنتجول في البلدة وعندما تنتهين اتصلي بنا لنتناول العشاء في احدى المطاعم.
سارة: انا لا اعلم مكان المطاعم الاسلامية غير هذا في البلدة.
ميليسا ابتسمت لكريستيان: حسنا، سنقوم نحن بهذه المهمة، سنبحث عن واحد في هذه الفترة.
أومأت سارة موافقة، فخرج ثلاثتهم وعادت هي تقوم بعملها.

***********

ميكائيل

الوِحدة سجن آخر، فالانسان مهما احب عزلته يبقى مخلوق اجتماعيٌ بطبعه، يحتاج للأُنس والايناس.

بعد مرور اسبوع اصبح ميكائيل كئيب جدا!
فلم يستطع معرفة اي شيء بخصوص سارة وآدم، ولم يستخرج تأشيرة سفر بعد.
اصابه الاحباط من هذا.
لم يحاول الاتصال بملاك لانها لا ترد على رسائله، بل انه لم يعد يبعث لها بالرسائل مخافة ازعاجها.
ويعتقد انه هو الذي فسر كل شيء خطأ بسبب وحدته ويأسه الشديدين.
اصبح يستيقظ من نومه متأخرا على غير عادته، وينام متأخراً.
يخرج مساءً دون اي وجهة، يتمشى في الشوارع حتى تتعب قدماه ثم يدخل الى اقرب مطعم له ويأكل طعامه ويعود الى المنزل.

اليوم، قرر الذهاب الى البحر. كانت جهة منعزلة قليلا وشاطئها صخري لذا فلا يأتيه العديد.
كان قد نصحه به صاحب المنزل الذي يستأجره،
عندما سأله عن شاطيء جيد.
كان يبعد مسافة جيدة عن الشقة التي يسكنها لذا فقد طلب سيارة اجرة.
كم يحب البحر، انها احدى هواياته المحببه الى قلبه منذ الصغر، السباحة.
يعشق في البحر صوته ورائحته ولونه وهوائه ورماله، يعشقه كله حتى بهيجانه وثورانه.
ما ان تراء له البحر من خلف نظاراته الشمسية حتى سارع لفتح نافذة السيارة.
دخل هواء البحر بملوحته يتسارع لرئتيه مرحباَ به وكأنه يقول له "اطلت الغياب".
البحر، يعطيك شعور بالحرية وبتمازجك الفطري مع الطبيعة حولك.
ابتسم له سائق السيارة وهو يرى الغبطة على وجهه وقال: يبدو انك من محبين البحر.
ميكائيل بنصف ابتسامة اومأ برأسه ايجاباً.
اعطى سائق سيارة الاجرة اجرته وتوجه ناحية الشاطىء الصخري بخطوات بطيئة اولا ثم سريعة يقفز بين الصخور وفي يد حقيبة صغيرة بها منشفة وملابس، وفي يده الاخرى قنينة ماء.
احس نفسه وكأنه ذاك المراهق الذي كانه قبل عدة سنوات يتقافز على الصخور وكأن لا هم ولا وجع له في الحياة الا سعادته.
احيانا نعود بجزء من ذاكرتنا لندخل لمرحلة مدفونة فيها، فيها ذكرياتنا الجميلة كأيام الطفولة البريئة والمراهقة!
وما ان وصل إلى الشاطئ حيث استقبلته امواج البحر تنثر رذاذ مائها عليه وهي ترطتم بالصخور وكأنها تقول له في اغراء هلم اليَّ.
وقد لبّ هو النداء، فما يسع العاشق ان يفعل امام معشوقته.اليَّ
القى بحقيبته ارضاً ونزع نظارته ووضع هاتفه في الحقيبة، نزع قميصه وكأنه لا يطيق صبراً.

وقف على صخرة عالية يناظر البحر الهادئ وزرقته الملتحمة مع السماء في سيمفونية طبيعية غَنّاءْ.
قفز داخل اعماق البحر واستقبلته برودة المياه المنعشة، رفع رأسه يلتقط بعض الانفاس، ثم غاص مجدداً ظل فترة وهو حابس انفاسه تحت الماء، فأهم المهارات التي تعلمها في الجيش حبس الانفاس تحت الماء وكان هو جيد فيها بشكل مذهل.
استرخى وطاف جسده فوق الماء ووجهه للأسفل، ترائت له صورة اخته بحنانها وجمالها، صور لآدم وسارة، وصورة ملاك.
وفجأة سمع صوت ارتطام شيء ما بجانبه مباشرةً، اختل توازنه وابتلع بعض من ماء البحر وبدأ يسعل.
شخص ما يقوم بجذبه، اول ما خطر في ذهنه العسكري ان احد ما يود اغتياله.
سمع صوت يقول: انه حي انه حي.
التفت لصاحب الصوت وأمسكه من رقبته، ورفع يده عالياً ليلكمه.
انكمش الفتى على نفسه ورفع يديه فوق رأسه في حركة دفاعية وهو يقول: انتظر انتظر.
لاحظ ميكائيل انه فتى في عمر السابعة عشر ربما.
نفض يديه من على الفتى وسبح خارجاً من الماء واتجه ناحية حقيبته، اخذ منشفته ليجفف شعره.

كان هناك فتى آخر يقف بجانب الحقيبة ويبدو في سن صاحبه، انظم الفتى الاول اليهم.
وقفا ينظران الى ميكائيل فمد يده يصافح هشام الفتى المبتل: مرحبا، انا ميكائيل، اسف اعتقدت انكما احد....... ثم سكت.
اخذ هشام اليد الممتدة امامه وقال: رأيناك طافياً فوق الماء فظنناك ميتاً.
ابتسم ميكائيل لهما وقال: هل تجدان دائما جثثاً طافية فوق الماء؟
ضحكا ثم اخبراه انهم منذ عدة اسابيع وجدوا جثة فعلا على الشاطئ، وكانت لرجل مهاجر هجرة غير شرعية.

جلس ميكائيل ومعه الفتيان على الصخور، تسامروا قليلا وتحدثوا ثم استأذنوا منه عائدين إلى منازلهم.

قاربت السماء على الغروب فجلس وحيداً يشكي للبحر همومه، فتستمع الامواج همساته وتتناقلها هسيسا بينها.

لكم يشعر بالراحة عند جلوسه على الشاطئ واستمع صوت الامواج واستمعت هي بدورها لحزنه بدون ان يحكي، تربت عليه بنثرات الماء الذي تتقاذف عليه وكأنها تخبره انا معك وتربت على كتفاه.
ارتدى قميصه بعد ان جف سرواله القصير وارتدى نظارته وامسك حقيبته عائداً الى المنزل بروح هادئة مسالمة!

*************

آدم

كان يوم جميل جداً، فاليوم استأجرت اختي سارة شقة، صحيح انها صغيرة جداً ولكني اشتقت لأن يكون لنا منزل.

سننتقل اليها في يوم الغد وانا متحمس كثيراً.

وبعد ان فاجأنا كريستيان وميليسا بقدومهما، خرجت انا بصحبتهما وكان يوما رائعاً حقاً.

ذهبنا الى مدينة الملاهي وكنت متحمساً جدا، حتى ان ميليسا وكريستيان شاركاني ببعض الالعاب.

انا احبهما كثيراً، يعاملانني وكأني اخوهما الصغير.

اكلت الكثير من المثلجات واعتقد ان سارة ستغضب من اجل ذلك.

قالت لي ميليسا ونحن عائدون لنأخذ سارة معنا انها من بعد ايام طفولتها لم تستمتع مع اخيها كريستيان بوقت جيد كما فعلا الآن، وتعتقد ان الفضل يعود لي، انا سعيد حقا.

وصلنا الى المطعم وكانت سارة في انتظارنا، اتجهنا مباشرة إلى المطعم وكنت طوال الطريق أحكي لسارة عن يومي الرائع.

عندما وصلنا إلى المطعم طلبنا طعامنا ونحن نتحدث، لاحظت هدوء اختي سارة، كانت تبدو هادئة وحزينة.

قال لي كريستيان انه يريد اخذي لمحل العاب، فخرجنا وتركنا سارة وميليسا في المطعم.
طبعا خرجنا بعد اعتراضات من اختي سارة وانه لا يجب تدليلي بكثرة الالعاب، ولكن كريستيان كان مقنعاً.

ولكن اول مكان توجهنا اليه كان محل هواتف، اشترى لي كريستيان هاتف واخبرني انه سيقوم بإنزال العديد من الالعاب فيه وبطاقة اتصالات.
ثم ذهبنا الى محل الالعاب واشتريت العديد من الالعاب.

انه حقا يوم رائع!
عدنا بعد ذلك الى المطعم.

**********

تلك الارواح التي ترفرف بين جنباتنا، تحبسها اجسادنا الطينية وتمنع تحررها، فهي لا تتحرر الا بالموت!

ولكن ماذا ان ماتت الروح هل يمكن اعادة احيائها؟ ماذا ان ماتت المشاعر هل يمكن اعادة اشعالها، والقلوب؟ هل يمكن اعادة انعاشها!؟

بإستثناء الخلود، كل شيء في هذه الحياة جائز، الحب والكره، البغض والتسامع، العفو والقتل، الانانية والايثار كلها مشاعر جائزة مادام في قلوبنا نبض!

حتى وان قررنا شطب مخلوق من حياتنا، ويكون الله مقدراً له البقاء فسيبقى، وسيعود الى تجاويف قلوبنا معششاً فيها وبقوة، فما القلوب الا مخلوقات بين يدي الخالق يقلبها كيفما يشاء!

لم تنتهي قصة ميليسا وسارة لأن الله قدر لها الا تنتهي، فما سارة الا وسيلة لتحقيق قضاء الله، لغاية اعمق واقوى من مجرد صديقة في حياة كل من ميليسا وكريستيان!

قلب سارة وكأنه خرج من غرفة الانعاش، مجروح وحساس ولكنه يتماثل للشفاء، فهكذا هم المؤمنون المتسامحون اللينون قلوبهم كبياض ثلجٍ نقي صافي.

سارة بحزن: كنت اعتبركِ اخت لي، الاخت التي وان قمت حقا بسرقتها لن تطردني كما فعلتي.

احست ميليسا ان بدأ سارة في العتاب عليها مؤشر جيد، فلن يلوم عليك الا المهتم بك!
امتلئت عيونها بالدموع وقالت: انا اعلم انكِ جُرحتِ ولن يفيد الآن النبش في الماضي.
صمتت سارة قليلاً وهربت من عينها دمعة صامتة فإستنشقت دمعتها وقالت: ربما هي ردة فعلك الاولية التي تحكمت بكِ، ولكن ما آلم قلبي حقا وطعن كبريائي ارسالك الخادمة لترافقني عندما اجمع اشيائي واخرج من البيت، وقولكِ لها انكِ تخشين ان تفقدوا شيئا آخر من المنزل.
جمعت ميليسا اصابع يديها في قبضة.
نزلت دموع سارة حارة ساخنة حزينة.
ميليسا بحزن: تلك الخادمة كانت هي من وضعت السوار في حقيبتك بتخطيط من فيرونكا، لقد طردتها فور ما علمت بأمرها.
مدت يدها وامسكت يد سارة بين يديها وقالت: سارة، انا حقا لم اقل ذلك ولم يخطر في عقلي قول ذلك لكِ ابداً. لقد قمت بالبحث عنكِ ومسامحتك حتى وانا اظن انكِ من .....
قالت سارة بغضبٍ حزين: لقد طعنتني في اقصى لحظات ضعفي بأقصى واشد الطرق ايلاماً، كنتِ تعلمين ضعفي وهشاشتي وحاجتي البائسة اليكِ بسبب ظروفي ورغم ذلك دستي علي ورميتني كما ترمي المنديل البالي!
مسحت دموعها بكلتا يديها واستنشقت عبراتها وتحاول تهدئة نفسها فهم في مكان عام وقالت قائلة: لا بأس، انا فقط.... اعني انني.... اذا لم تكوني انتِ التي اتهمتني لم اكن لأتأثر. ولكن بعد كل ذلك اعتقد ان صداقتنا تستحق فرصة اخرى، انا لن انسى فضلكِ وصدقكِ معي، فقط دعي الامور تسير بسلالة ولا نجبر انفسنا على التعامل كما السابق.

لم تشأ ميليسا مقاطعة سارة بل تركتها تعبر عمّا بداخله لتتخلص منه، وما ان اكملت سارة حديثها حتى مدت ميليسا يدها مصافحةً لها وقالت مبتسمة: انا موافقة.

بعد وقت لا بأس به عاد كريستيان وآدم، وكان آدم سعيداً جداً، يكاد يطير فرحاً بالاشياء التي اشتراها له كريستيان.
فاليتيم يظل يتيماً مشتاقاً للفتة اهتمام ومسحت حنان.
صُدمت سارة من كمية الالعاب التي اشتراها كريستيان لآدم وزاد اندهاشها عندما آراها آدم الهاتف الذي اشتراه له كريستيان.
سارة: ما كان يجب ان تشتري له كل هذا، ستفسده دلالاً.
كانت تتحدث وهي تتجنب النظر لعيون كريستيان، ففي كل مرة ينظر لها فيها تشعر انه يرى داخل اعماقها ويرى روحها التي بين جنباتها ايضا!

ويخيفها ذلك كثيراً، لا تريد مشاعر لن تصل معها الى اي مكان سوى الشتات والضياع.

اما كريستيان البارع في فن الاقناع الذي لم يصادفه شيء الا وحلّه بفن الاقناع الذي يجيده جيدا بدرجة مخيفة قال: انها هدايا بسيطة اريد ان اعبر بها عن لآدم عن اعجابي بصموده وقوته كرجل عندما انقطعت اخباركِ عنه. الا تعتقدين انه يستحق ذلك.

ميليسا ضاحكة: انا اخبرك ان كريستيان لن يستسلم.
سارة: حسنا، ولكن بالنسبة للهاتف لا، فماذا سيفعل طفل صغير بهاتف.
كريستيان: انا وآدم اصبحنا صديقين، اليس كذلك يا آدم!؟
اومأ آدم إجابا برأسه وهو مشغول بتركيب لعبةٍ ما.
اكمل كريستيان قائلا وهو ينظر مباشرة لعينيها كما اصبح يفعل عادة: والاصدقاء يجب ان يتواصلوا فيما بينهم.
احست انه يقصدها هي بكلامه فإبتسمت نصف ابتسامة رغما عنها ونظرت بعيداً.
ابتسم هو بدوره.
اما ميليسا فكانت تراقب بصمت، تشعر ان هناك امر ما يجري!

عادوا الى مطعم السيد زوهان، نزلا سارة وآدم، فقال كريستيان: نحن ذاهبين الآن الى الفندق، سنمر عليكما صباحاً قبل ان نغادر لنودعكما.

***************

وفي صباح اليوم التالي استيقظت سارة كالعادة في احب الاوقات الى قلبها وقت الفجر، وقت السكون والهدوء، وقت نسائم الهواء المنعشة التي تجدد الروح.

بعد صلاة الفجر مارست تمارين الكونغ فو مع السيد زوهان، الذي أشاد بسرعة البديهة لديها، وكان قد لاحظت ليونة حركاتها وخفتها بجانب ردة الفعل السريعة وهذا كله تحسن مع التدريب المستمر فهي لم تنقطع ابداً عن حضور دروس الكونغ فو منذ ان بدأت.

بعد اتمامهم للدروس جلسوا للتأمل ولكن السيد زوهان قاطع فترة التأمل قائلا: كيف ستحضرين دروس الكونغ فو عندما تنتقلين؟
سارة: لا اعلم فهذا ما افكر فيه!
السيد زوهان: حسنا، يمكنك البدء مع فصول المتدربين يوما بعد يوم كما يفعلون..
سارة: ولكنهم يتدربون خلال ساعات دوامي.
السيد زوهان: انهما فقط ساعتان يستطيع فيهما يشوان تدبر امره!
تأثرت سارة كثيرا وقالت: انا اشكرك لكل ما تفعله ما أجلي سيد زوهان.
ابتسم ابتسامة خجولة مترددة غير ابتسامته اللطيفة المعتادة وقال: فقط عليكِ الاستمرار بنفس الطاقة والجهد والاصرار كما تفعلين دائما وستصلين لم تريدين ان شاء الله.
سكت وكأنه يفكر قليلا ثم قال: صديقاكِ اللذان اتيا بالامس يبدوان طيبان.
سارة ابتسمت بدفئ دون ان تشعر بنفسها وقالت: هما كذلك، احمد الله لأني تعرفت عليهما.
السيد زوهان: عندما يخلص الانسان نيته الى الله ويتوكل عليه فإن الله يبهره بما يعطيه، وايضاً يرسل له اناسا طيبين في حياته يساعدونه دون ان يشعروا وكل ذلك تسخير من الله لصفاء نية العبد.
سارة: الحمد لله ربّ العالمين.
السيد زوهان: ربما حدثنا بما فيه الكفاية دعينا نكمل ما تبقى من هذه الساعة في التأمل.

كانت سارة دائما ما تتسائل هل السيد زوهان لديه عائلة وان كان لديه وهو المفترض نسبة إلى عمره! اذا اين زوجته اين ابنائه؟ لم تشأ سؤال يو يان حتى لا تقول عنها متطفلة، فهي من نبهها منذ البداية عن ان عمها السيد زوهان يحب الخصوصية ولا يحب من يتدخل في شئونه!

بدأت يوم عملها مبكراً قبل حضور يشوان، قامت بتلميع الطاولات والارضيات قبل حضور الزبائن.

ستذهب مع الظهيرة اليوم لتستلم الشقة وترتبها، ليس لديهم كثيراً من الاغراض والاشياء ولكن رغم هذا تريد ان تضع فيها طابعهم الشخصي حتى يشعروا بها كمنزل.

صعدت إلى غرفتها مع التاسعة وجدت آدم مستيقظ ويتحدث في الهاتف، استغربت فقال لها بحركة شفتيه: انه كريستيان.
اختارت له ما يرتديه بينما مايزال يتحدث.
اقفل الخط وقال: انهما قادمان الى هنا ليودعونا ويعودوا الى نيويورك.

نزلت سارة وآدم بعدما جهزت آدم، وجدو ميليسا جالسة على احدى الطاولات لوحدها.
أشارت اليهم ما ان رأتهم وابتسامة مشرقة على محياها.
جلس آدم بجانبها وسارة قالت لها: هل تودين تناول الافطار؟
ميليسا: لقد تناولنا افطارنا بالفعل أنا وكريستيان.

جالت سارة بعيناها حول المكان تبحث عنه، ابتسمت ميليسا في الخفاء وقالت: انه مع مالك المطعم.
سارة بتفاجئ: من؟
نظرت لها ميليسا مباشرة في عينيها وشبه ابتسامة تلوح فوق شفتيها وقالت: كريستيان.

احمرت سارة واحست ان حرارتها ارتفعت من نظرات ميليسا ولا تعلم لماذا، بدأت تفكر هل لاحظت ميليسا اهتمامها اللاإرادي بكريستيان، هي حرصت على اخفائه تماما حتى عن نفسها.
وتسائلت سارة في نفسها لم كريستيان مع السيد زوهان!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي